أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - عذرا معشر الليبراليين العرب ..!!















المزيد.....

عذرا معشر الليبراليين العرب ..!!


أمل زاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعزف الليبراليون العرب على اوتار العقل والعقلانية ولا بد لك كي تكون ليبراليا عقلانيا عربيا جديدا أن تتحلى بكل الصفات التي تؤهلك لا متشاق سلاح العقل والعقلانية وشهره في وجه المزايدين والغوغائين والدغمائيون والشعارتين والفرحين بنصر كاذب هنا أو بمجد زائف هناك !! وعليك بداية كي تثبت ولائك وتؤكد انتمائك للحزب الليبرالي العربي الجديد أن تعمد إلى ثقافتك العربية فتقوض بنيانها وتدك جسورها وتقوض بناها التحتية ولا تعترف لها بمزية ولا تقدر لها منقبة ، حتى تلك التي اعترفت لها بها الحضارات الأخرى ففي ذلك تضخيم كاذب للأنا ونظرة حالمة رومانسية مفعمة بعقد النقص تعمد إلى تغطية عوارها ونقصها بارجاع أصل أي تقدم حازته البشرية إلى الحصن العربي المجيد !! وإياك أن تضبط متلبسا بالاعجاب بأحد الرموز العربية أو الشخصيات الإسلامية أو بواقعة تاريخية تؤكد رقي تعامل المسلمين وتعايشهم مع الأديان الاخرى في الأيام الخوالي ففي ذلك محاباة للأنا ورغبة في تمجيد الذات وهربا إلى الماضوية وبكاء على أطلال الخرائب !!

وحتى تكون عقلانيا وممتلكا لزمام النظرة الحيادية والرؤية الواقعية التجريدية التي لا تدع مجالا لعواطف تعبث بها ولا مشاعر تنتهك متانة بنيانها فما عليك إلا أن تلصق كل نقيصة بالعرب وكل مذمة بثقافتهم ، ثم تعمد إلى الثقافة الغربية فتزكيها وتبيض صفحتها , وتدبج فيها المقالات وتنظم في مناقبها ومزاياها القصائد وتتعامى عن انتهاكتها وتتغافل عن ممارساتها ونظرتها العوراء لقيم الحرية ولحقوق الإنسان !! ولا بد أيضا أن تكون لك عين نقدية ميكرسكوبية قادرة على رؤية عيوب ثقافتك وتشخيص أمراضها وعللها ويا حبذا لو كانت هذه العين انتقائية غربالية تتسع فتحاتها فتمرر انتهاك الغرب لكل القيم والمثل التي يزعم أنه يؤمن بها ويسعى لتقديمها لشرق أوسطنا المتخلف والغارق في غيابات الجهل والـتأخر والرجعية كوليمة مجانية على طبق من ذهب.. ولكننا- وأسفاه - قوم منكرون للجميل جاحدون بالنعمة نعض اليد التي تريد انتشالنا من تخلفنا وتسعى جاهدة لتقويم مسيرتنا واصلاح احوالنا ودفعنا قدما في طريق التنمية والنهضة فإلى المزيد من جلد الذات وممارسة المازوشية فهي الطريق للتطهر من وحل التلبس بأمراض الثقافة وعلل التراث والموروث وجريمة الاعجاب بما يمت بصلة للعرب والأعراب !! وعينك النقدية يتحتم ويجب أن تضع تحت المجهر أي خطأ يرتكبه بنو قومك الأعراب الأشاوس بينما تتعامى عن اخطاء ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء فماهم للأخطاء مرتكبون ولا على مقارفة النقائص مجترحون !! ويكفيهم فخرا أنهم يشغلون أنفسهم بشرق أوسطنا المتخلف وتقلق مضاجعهم راحته واستقراره وتنميته فيطلون علينا بعينهم الحانية التي لا تنام ولا تهدأ حتى تمنحنا بعضا مما عندهم وفتاتا من موائدهم العامرة بقيم الحرية ومثل العدالة والديموقراطية !!

وإياك ثم إياك أن تجرح الوعي الجمعي الليبرالي بمفرادت فضفاضة أو عبارات رنانة وإلا سقطت في فخ الشعاراتية والشعارتيين الذين يقولون ما لا يفعلون ويجعجعون ببريق الألفاظ وينخدعون بمعسول الكلام وظواهر الأمور !! والحذر ثم الحذر من استخدام مفرادت بعينها تصيب العقلانيين بالعصاب وتحقن شرايينهم بالدم الغاضب وبالمشاعر السلبية التي تخدش رهافة حسهم ورقة مشاعرهم وتغمم على نظرتهم الحيادية العقلانية للأمور وتغطي على اهتمامهم بالإنسان !! وما عليك إلا أن تلغي كلمة عزة وكرامة من لسان العرب والقاموس المحيط وكل المعاجم العربية الأخرى فقد ثبت بالبرهان القاطع أن مفردة( الكرامة ) المغمسة بخضاب الحناء ، ونظيرتها ( العزة ) المضمخة برائحة التخلف قادرتين على إدارة أعتى الرؤوس العقلانية وتهييج المشاعرالليبرالية الصادقة .. كيف لا وقد أضحتا من معالم زمن التخلف ومن سمات الرجعية فضلاعلى مناوئتهما للمصداقية ومنهضاتهما للعقل والعقلانية وانفتحاهما على التعويم و الضبابية !! ولا تفكر بأي حال من الأحوال أن تقارب مفردة مقاومة أو تحاول أن تذكرها في معرض حديثك فقد تم احاطتها بالأسلاك الشائكة والشمع الأحمر وليس لك ولا لي أن نقترب من الجدار العازل و لا الخط الفاصل !! فمفردة المقاومة صارت كلمة مشبوهة ومفردة موصومة بالعار ففيها دليل واضح على أن وحشا مسكونا بالارهاب وهاجسا بامتصاص الدماء وسفكها يعشش في أعماقك وينتظر الفرصة كي ينقض على الابرياء المساكين من الامريكين والاسرائليين الذين تفضلوا عليك باحتلال بقع عزيزة من ارجاء وطنك العربي ثم عمدوا إلى أقطار أخرى يعيثون فيها قتلا وقصفا وتدميرا وتخريبا وتهجيرا ناهيك على أن هذه المفردة خير ممثل لايدلوجية الكراهية وثقافة القتل . وقد ثبت قطعا أن هذه المفردة الموبوءة والكلمة المتلبسة بالرجعية هي المسؤولة عن تخلف ركب الاصلاح وتعثر مشاريع التنمية و فشل مشروع التنوير وعن تعطيل الاستثمار في الإنسان الذي يسعى الغرب حثيثا لزرعه في تربتنا !! فما علينا إلا أن ننفض عنا غبار تخلف حروفها ورجعية مفهومها ونمضي قدما في طرق النهضة بمساعدة الغرب العظيم وقيم الانسان العرجاء المقدمة لنا كرما وتفضلا منه !!

عذرا معشر الليبراليين العرب فلم أعد أصدق مزاعم الديموقراطية ولا دعاوي الحرية ولاقيم حقوق الانسان ولا دفوع حقوق المرأة والأقليات ولا مشاريع الاصلاح ، ولم أعد قاردة على ازدارد المزيد من الأكاذيب المغلفة بالسلوفان والمبرشقة بأزهى الألوان !! وليس لي حاجة بعقلكم ولا عقلانيتكم فما عدت استطيع اغماض عيني عن أن حقوق الانسان حكرا على دم دون آخر وعلى جنس يفضل غيره من باقي الاجناس ! عذرا معشر الليبراليين العرب فعيون عبير العراقية التي انتهكت خلاياها على يد الاستعمار الأمريكي تحدق بي فأغض البصر خجلا وحياء من عينين نحرهما الخوف وأغتصبهما الاستبداد والقهر .. عذرا فالفوضى المقصودة في العراق تصغي السمع لكلماتي وتشهد على حروفي وتضعني وجها لوجه أمام مسؤولية الكلمة وأمانة الحرف !! عذرا معشر الليبراللين العرب فصرخات أطفال قانا تخرق أذني وأنينهم يملأ تلافيف عقلي ونظراتهم المذعورة المعلقة في الفضاء تستجديني وتستحثني .. عذرا فصورة وعد الرضيعة الجنوبية التي قضت وبعد لم تتنفس الا نفحات الحرب وزكمت أغشية أنفها الرقيقة روائح الحرائق ودخان التدمير تملأ ناظري .. عذرا وعد فدمك الطاهر لايقارب في طهارته الدم الاسرائيلي ولا يطمح في التشبه بمثيله على الضفة المقابلة فقد قررت الآنسة كوندي أن يكون لكل دم سعر وأن الضحايا في معسكر المتخلفين لا يساوون أمثالهم في المعسكر الآخر!! عذرا معشر الليبراليين فأنين الامهات يلاحقني وعويل العجائز والجرحى والمهجرين يتبع خطواتي ويهيب بي بأن لا أصدق عقلانيتكم ! عذرا فأصوات الصادقين والمنصفين من الاقلام الأمريكية والاسرائلية والاوربية تدفعني كي أصم أذني عن كتاباتكم العقلانية وتحليلاتكم المنطقية ونظرتكم الحيادية .. عذرا فلافتات الاحتجاج ومظاهرات التنديد ونداءات الانسانية الصادقة الصادرة من أصوات غربية شريفة تعلو على أصواتكم وتطغى على عقلانيتكم .. وعذرا فعيون الضحايا وجثث القتلى تحملق فيكم وتكمم أصواتكم وتجمد حروفكم على أسنة أقلامكم .. عذرا أيها العقلانيون العرب فقد كفرنا بكم و لم نعد نصدقكم !!

أمل زاهد

[email protected]



#أمل_زاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتم ملح الأرض !!
- بيروت عم تبكي !!
- من المسؤول عن تشوية الصورة ؟!!
- وهم الخصوصية !!!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - عذرا معشر الليبراليين العرب ..!!