أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شبعاد جبار - يوميات معيدي في السماء:كنت هناك














المزيد.....

يوميات معيدي في السماء:كنت هناك


شبعاد جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 02:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حزمت امتعتي ..ساعود غدا ..شيئا ما يعتصر فؤادي ..احاول طمانتي ..للتو اتصلت بالاولاد انهم بخير..ماذا اذن ولماذا هذا الشعور الغريب..قرات المعوذتين واخر ايتين من سورة التوبة"ربما سيستغرب التكفيرين اذا عرفوا انني ممن يسمونهم الرافضة " توكلت على الله ..وفي الصباح كان التلفزيون البريطاني يضخ لنا الاخبار اولا باول ..حالة طوارئ قصوى ..في كل المطارات الغيت بعض الرحلات وتاخرت اخرى..وفي كل لحظة هناك المزيد من الارشادات تضخ عبر التلفاز..يرافقها مقابلات وتعليقات عما حدث ويحدث.."ثبيرة"ولكنها اجراءات مهمة وضرورية لحماية المواطن البريطاني والضيف البريطاني والوطن البريطاني والسمعة البريطانية..ا

نعم هكذا يعملون لكي لايتكرر خطا تفجيرات المترو والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين ويبدو انهم وحدهم المؤمنين ..وبالرغم من اعلانهم انك تستطيع الغاء سفرك ان لم يكن ضروريا الا انني اصررت على العودة وقلبي يرتجف خوفا من ان لا اصل الى اولادي واتفتت مع المئات في الجو لان احدهم اراد لنا ذلك..وصلتنا التعليمات عبر التلفاز ..ليس هناك من شئ يصعد معك الى الطائرة سوى الجواز والدواء ومفاتيحك وجزدان النقود توضع في كيس نايلون شفاف نتسلمه من الاستعلامات جميع الامتعة نسلمها لتخضع للتفتيش ثم تذهب مع الامتعة..كان مستوى التاخير في احسن الاحوال الى ثلاث ساعات قضاها المسافر في حالة معنوية صعبة وشك فيمن حوله رغم الاجراءات الامنية الدقيقة ..التفت حولي بشر من مختلف الاجناس والالوان ..وقد صنفونا سابقا الى الابيض والاصفر والاسود كلهم هنا ..من ياترى منهم من يحمل المتفجرات ..قيل انه سيحملها في قنينة كولا وقد قيل ايضا ان اهدافهم عشرة طائرات تفجر في الجو وان وان وان ..اريد ان اعود اطفالي بحاجة لي من حمل المتفجرات لايحمل في قلبه رحمة فكم من ام قتلت وكم من طفل مزقت اشلاءه وكم من شاب لم يعد لبيته ..نظرت حولي صدمت من عدد الاطفال ..وقد انزل الله عليهم سكينته اليسوا احباب الله..بالقابل نظرات زائغة ووجوه واجمة تعلو وجوه الكبار..الكل يشك بمن حوله ونحن ذوي الملامح الشرقية عرضة اكثر من غيرنا لنظرات الازدراء و..الا ان منظرا اعجبني طفلا سويديا طلبت منه امه ان يقدم الحلوى طفل من الصومال يقف الى جانبه ولحد الان لااعرف هل هي محاولة رشوة ام انها محاولة طمئنة للسود من الاحراج الذي تسبب ب الفئات الضالة ..اعداد كبيرة من النساء المحجبات ستنضم اليوم الى الاعداد السابقة التي خلعن الحجاب ولاول مرة في حياتي اصمت ..نعم ولم اعلن انني من العراق حينما تكلم معي المفتش بالاسباني ظنا منه انني من اسبانيا او احدى الدول الناطقة بالاسبانية ..وقفت في الطابور امامي الكثير ..قد يكون هذا انه من الهند او باكستان ..او ذلك ذو الشعر الطويل المفلفل على الطريقة الافريقية..اقبلت احداهن تحمل طفلا ..ما ذنبه وكم طفلا سيرقص على اشلاءه الارهابيون فرحين بانتصار دامي على جسد غض لاحول ولا قوة له ..ربما تكون هذه ان شعرها اسود رغم انها بيضاء ..ابتعدي لماذا تقين جانبي ..تحمل في يدها عكازا ربما ملئ متفجرات ..ساخرج من الطابور سابتعد ..الطابور خلفي يدفعني الى قدري واسمرينا من حاجز تفتيش الى اخر منقادين بصورة عجيبة غير متذمرين..كل شئ من اجلنا من اجل سلامتنا ولنتاخر ما ارادوا لنا ذلك مبتغانا ان نصل سالمين ..صعدنا الطائرة..امامي جلست طفلتان وامهما احداهن نظرت الي من خلال الفتحة التي بين الكراسي مرتين ابتسمت لها لاطمئنها بان لي طفلة في مثل عمرها اتمنى ان احتضنها حينما اعود اقسمت لها بانني اتمنى لها السلامة وانني لست ارهابية..لاادري هل اقتنعت ام هو الخوف الذي جعلها تنصرف عن النظر الي ثانية
تحركت الطائرة ليس الان مازل امامنا وقت لن يفكر بالتفجير الان انهم يختارون عرض السماء ..قريبا من الجحيم ليبقوا فيها خالدين ..سمعت الطفلة تضحك ..فرحت لقد تغلبت على خوفها ..تساءلت هل لهم اطفال..لا بالتاكيد انهم لايعرفون نعمة الله هذه..ولا نعمة الحياة فاساءوا لها ..بئسا لهم.. ساعتين من الرعب والشك فيمن حولك انقضت بصعوبة لتحط الطائرة رحالها ..ارتفعت عاصفة من التصفيق لربان الطائرة انه يستحق ذلك..فكرت ان اقف اواصيح الله اكبر الله اكبر لقد انتصر الحق وزهق الباطل..تخيلت الاسوار تحيط معصمي ..فالارهابيين يسئون الى الله دوما حينما يذبحوننا ويكبرون



#شبعاد_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحق لحيواناتهم الحياة ولايحق لاطفالنا ذلك- يوميات معيد ...
- يوميات معيدي بالسويد-معاناتنا ليست معاناة
- يوميات معيدي بالسويد ولمن يسئ للمعدان نقول
- يوميات معيدي بالسويد-سيقطعون اعناق النخيل
- يوميات معيدي بالسويد-اليوم وكل يوم..مرارة بالضحك وضحك بالمرا ...
- يوميات معيدي بالسويد-ماالفرق بين رأس أنّا واي رأس أخر
- يومات معيدي بالسويد -كما ارسلت الي الحب ارسل اليك قلبي
- يوميات معيدي في السويد-دردشة بعد غياب
- يوميات معيدي بالسويد-سادتي آكلي لحوم البشر إني أعتذر لكم
- يوميات معيدي بالسويد-أنا والفرحة وزملائي في صورة
- يوميات معيدي بالسويد_اننا ننزف ألما على الدوام
- يوميات معيدي بالسويد-بقية حلم-
- يوميات معيدي بالسويد_صرخة بنت الرافدين المدوية
- يوميات معيدي بالسويد-أينّا اكثر موتا في الحياة
- يوميات معيدي بالسويد-أيّنا اكثر موتا في الحياة..وانصحكم لاتق ...
- مرة أخرى...هل حققت العراقية الهدف
- يوميات معيدي بالسويد-اننا ننزف ألما على الدوام
- يوميات معيدي بالسويد-بالرغم من كل شئ هناك أمل
- يوميات معيدي بالسويد-لن نقبل باقل مما ارتضاه الله لنا-ا
- يوميات معيدي بالسويد في حضن الاهوار


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شبعاد جبار - يوميات معيدي في السماء:كنت هناك