أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل محمود والى - دبلوماسية الدموع














المزيد.....

دبلوماسية الدموع


نبيل محمود والى

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يحدث قط في زمن الحرب على مدى النزاع العربي الإسرائيلي أن أغر ورقت عيني قائد عربي بالدموع وعلى الهواء مباشرة أمام عدسات الكاميرات التي بثتها الفضائيات للعالم أجمع مثلما فعل رئيس حكومة دولة لبنان أثناء إلقاء كلمته أمام مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت عارضا العديد من التنازلات إلى الدولة العبرية ! مما دفع وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى مطالبته أن يكفكف دموعه ويعمل على وقف إطلاق النار لأن مستقبل المنطقة بأسرها يتوقف على قراراته ! كما اشتركت إذاعة تل أبيب في التندر علنا وخداع هذا القائد العربي بالاتصال به ومواساته ! فما هي الأسباب الحقيقية خلف هذا المشهد السياسي اللبناني من دبلوماسية الدموع .

هل لأن الدول العربية لم تهتم في عقد مثل هذا الاجتماع التضامني مع لبنان والذي أتى بموافقة وتحت الحراب الإسرائيلية ! إلا بعد مرور سبعة وعشرون يوما على القتال ! أم لأن رئيس حكومة لبنان أكتشف أخيرا وفى حضور إخوانه العرب حجم الهزيمة العسكرية والسياسية التي ألحقتها بلبنان قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ثم المجتمع الدولي ! أم أنها للتأثير العاطفي على العدو والمجتمع الدولي تأثرا بأعداد القتلى من الأطفال ونحيب الأمهات الثكلى وهذا الحجم الكارثى من الدمار الذي لحق بلبنان ! أو لعلها دموع الندم والتوبة على تخاذل النظام اللبناني الحاكم على مدى ستة أعوام ترك فيها حزب الله يتسلح حتى أسنانه مما أورد لبنان مواطن التهلكة حيث لم يثبت على مدى التاريخ أن دولة ما تنازلت عن سلطاتها وسيادتها على كامل أراضيها لفصيل من مواطنيها كما حدث في لبنان ! أو ربما إنها دبلوماسية جديدة في المناورة في مواجهة الأعداء لتحقيق الانتصار على اعتبار أن الحرب خدعه ! ومن الجائز لأن حكومة لبنان على مر العقود تحب الألوان الرمادية الوسطية فقط لعدم رغبتها أو قدرتها على الحسم !

الدول العربية الكبرى رمانة ميزان عالمنا العربي البائس عندما وصفت ما قام به حزب الله إبتداءا بأنها مغامرة غير محسوبة العواقب وتعرضت وما تزال للنقد الغوغائي كانت على حق من الحكمة وبعد النظر وتملك رؤيا بانورامية إقليمية ودولية واضحة المعالم حريصة على لبنان وشعبه بما يتعدى حدود الشعارات البراقة و التشدق بأعمال المقاومة في غير محلها وكانت مسبقا على دراية ووعى بما يمكن أن يتعرض له لبنان من أهوال وكوارث ولكن النظام اللبناني الحاكم بأكمله وسماحة السيد/ حسن نصر الله كانت لهم رؤيا مخالفة دفعت رئيس حكومة لبنان مؤخرا إلى ذرف الدموع علنا وذلك ما لم يفعله أي قائد إسرائيلي مهزوم كما يدعى جنرالات الانتصار العرب أمام الميكروفونات والفضائيات العربية !

لقد قبل سماحة السيد/حسن نصر الله بتلك المغامرة الطائشة أن يتحول من شخصية لبنانية لها كامل الاحترام والتقدير في نفوس اللبنانيين وباقي شعوب العالم العربي إلى نيرون لبنان يعيش مطاردا في الكهوف والمغارات وفى الجحور في باطن الأرض خوفا على حياته المستهدفة من قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بينما يقتل أطفال لبنان ونسائه دفاعا عن سماحته في قانا وغيرها وقودا لمعركته اللبنانية المحلية والإقليمية ! ولا تزال الدولة العبرية متماسكة قوية وقادرة لم تهزها رياح الصواريخ الإيرانية التي دفعت حزب الله إلى القيام بتلك المغامرة ! كما لا تزال سوريا التي شجعت دوما سماحة السيد/ حسن نصر الله على ما أقدم علية تعيش في حالة سلام مع الكيان الصهيوني في الجولان المحتل ! وفقدت لبنان إلى الأبد سيادتها العسكرية على جنوبه المنزوع السلاح وعلى حدودها البرية مع سوريا إضافة إلى فرض الرقابة الدولية على كامل المطارات والمواني والمياه اللبنانية لأمد غير معلوم مما دفع رئيس حكومة لبنان ربما إلى دبلوماسية الدموع على أطلال لبنان المثخن بالجراح !!!



#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والأمر الواقع
- !!!جنرالات الفضاءيات
- فقهاء المقاومة
- قرار تأميم قناة السويس
- أسنان وأنياب الديمقراطية
- أين سلام الشجعان ؟
- محامى الشيطان
- ودع هواك
- العلمانية وأنظمة الحكم العربية
- الدين والعلمانية
- العلمانية والمجتمع
- العلمانية والديمقراطية
- ثقافة الأحذية
- مصانع النفاق
- الانتخابات الرئاسية
- العلاقة بين رجال الدين والسياسة
- صكوك الغفران
- السلام العالمي والإرهاب المتأسلم
- الفقر أزمة قومية والوطن البديل
- دولةالصمت


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل محمود والى - دبلوماسية الدموع