أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد منصور - ولى زمن الاوغاد














المزيد.....

ولى زمن الاوغاد


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 01:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كنت أتساءل دوما... من أين أتى أبي بتسمية ( أولاد الميتة ) ليطلقها على اليهود.. ولم أكن أصدقها رغم أن كل جيل النكبة الأولى من اللاجئين-- كان يرددها.. فما رايته ( أنا المولود في المخيم بعد النكبة الأولى لشعبنا الفلسطيني ).. وما عشته من زمن يزخر بهزائم الجيوش العربية الكلاسيكية.. كان يحاصر تفكيري ويفرض علي أن اقتنع بان جيش إسرائيل قوي لا يقهر.. وبان إرادة ربانية فقط هي القادرة على تخليصنا من هذه اللعنة المسماة إسرائيل.. ولكن ورغم مرور الأيام والسنين.. وتوالي الهزائم والنكسات-- إلا أن تسمية ( أولاد الميتة ) لم يطوها الزمن ولم تندثر.. بل ظلت تبرز أحيانا وتتوارى أحيانا أخر.. وكنا كثيرا ما نرددها-- خصوصا حين كنا نرى جبن جنودهم وتراجع جحافلهم الجرارة المدججة بالسلاح.. حين تحصل مواجهة بينها وبين جماهير الشعب المنتفضة العزلاء من السلاح.. أو حين تدخل معركة حقيقية مع مقاومين مدربين مخلصين-- لكن حالات النشوة التي كانت تصيبنا.. كانت في الغالب قصيرة.. وسرعان ما كان المحتلون يقومون بإغراقها بدمنا.. بارتكابهم أبشع الجرائم وباللجوء لممارسة شتى أنواع الإرهاب.. ليقتلوا فينا الإحساس بالقدرة على التغلب عليهم.
كم كانت ثقيلة على قلوبنا أحاسيس العجز عن رد الصاع صاعين.. لمن كان يلطمنا على خدودنا صبحا ومساء.. ويلهب جلودنا بسياطه كي يكرهنا على الخضوع لإرادته..
كم كانت تذبحنا من الوريد الى الوريد خطابات قادتنا المهزومين المستسلمين.. المرتعدين من قوة وجبروت إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. أولئك اللاهثين وراء سراب العملية السياسية غير مسلحين بأوراق قوة على الأرض.
عشنا زمنا طويلا شابت فيه رؤوسنا-- ونحن نعتقد أن لا طاقة لنا على إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر.. وصدقنا بل واستسلمنا لما اعتقدنا انه قدرنا الذي لا خلاص لنا منه قوة إسرائيل وتفوق إسرائيل.. وصرنا نردد من موقع الضعف والعجز-- الآية الكريمة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).. وامتلأت أمثالنا الشعبية بأقوال مثل ( اللي بوخذ أمي هو عمي.. والأيد اللي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر ).
وعلى هذا الأساس قامت إسرائيل.. واغتصبت كل فلسطين..بل وأجزاء أخرى من بلاد العرب.. تمددت وهيمنت واستباحت كل الحرمات العربية.. ودنست أقدس المقدسات الوارد ذكرها في الكتب السماوية.. وارتكبت أبشع وأفظع الجرائم والمجازر بلا حساب ولا عقاب.. وتبخترت وطاول رأسها السماء-- خصوصا وهي ترى أنها أصبحت أسطورة تطبق على تفكير امة يزيد تعدادها عن مئات الملايين.. وتسلبها إرادتها وتمرغ في الوحل كرامتها..
ومثل كل الأساطير والخرافات.. جاء اليوم الذي تحطم به جدار الخوف.. وتهاوت مقولة الجيش الذي لا يقهر.. فتمزق ستار العجز ومزق معه بيت العنكبوت.. على أيدي رجال صدقوا الوعد وبددوا الوهم.. رجال قاتلوا عن عقيدة.. مؤمنين بإمكانية النصر.. متحررين من عقدة الضعف والنقص أمام عدوهم.. حددوا أهدافهم بوضوح واستعدوا لدفع الثمن.. ومثل هؤلاء الرجال فإنهم حتما لمنتصرون.. فالتاريخ يحفل بالحركات الثورية التي انتصرت على اعتى الغزاة.. من كوبا الى الجزائر الى فيتنام ولاوس وكمبوديا الى نيكاراغوا الى انغولا وموزمبيق وناميبيا وصولا الى جنوب إفريقيا.. لقد كان الإيمان بعقيدة هو العامل الحاسم الذي جلب النصر لكل هؤلاء الثوار.. ومهما كانت عقائدهم دينية أم سياسية أم فلسفية.. فإنها كانت تشحذ هممهم وتصلب جبهتهم وتدفعهم للاستبسال في النضال للوصول الى أهدافهم..
لقد ولى زمن الأوغاد الصهاينة.. الزمن الذي وصلت فيه غطرستهم وعنجهيتهم حدا لا يوصف.. وأصابهم من الغرور ما جعلهم يظنوا أنهم خلقوا أسيادا وكل ما عداهم خلق عبدا لخدمتهم.. ولا احد على البسيطة قادر على الوقوف بوجههم.. لقد تغيرت الصورة الآن.. ولم يعد من يلطموه على خده الأيسر يدير لهم خده الأيمن.. بل ظهر من يكسر لهم أياديهم.. ويرد لهم الصاع صاعين.. من رسخ على الأرض معادلة التعامل بالمثل.. ولم يعد الألم من نصيب طرف واحد دون آخر.. لقد جاء من يقارعهم في الميدان.. ويكشف عوراتهم وسوء طينتهم.. وأنهم إنما يصنعون أمجادهم بالاستقواء على الضعفاء.. وبالإمعان بارتكاب المجازر ضد الأبرياء الآمنين.. ليبثوا الخوف والذعر في قلوب خصومهم.. وانقلبت الصورة.. ووصل الخوف الى أعماق أعماقهم.. الى حيفا وما بعد حيفا.. الى شعبهم وجندهم وقياداتهم.. فدكت المدن والحصون التي لم تدك من قبل.. وبكت أمهاتهم كما لم تبكي من قبل.. ولم تنفعهم ترسانة أسلحتهم رغم ما تحويه من طائرات ودبابات وبوارج.. كل ذلك حصل لأنهم واجهوا مقاتلين قرروا القتال دفاعا عن أوطانهم وحقوقهم وكرامتهم..
نعم إن المنطقة كلها تدخل الآن في مرحلة جديدة.. مرحلة ما بعد حرب لبنان.. مرحلة حققت بها ثلة من المقاومين معجزة الصمود والنصر.. لتؤسس لمرحلة يعيش فيها الإنسان العربي متحررا من أوهام القوة والجبروت الإسرائيلي.. ومؤمنا بان هناك إمكانية واقعية لهزيمة دولة إسرائيل..
وفي هذه المرحلة التي انتعشت فيها الروح المعنوية والكفاحية لدى كل الشعوب العربية.. فان الآفاق مفتوحة لولادة حركات ثورية جديدة في كل بلد عربي.. حركات تبني على ما بدأه مقاومو لبنان.. لا تقبل بالهزيمة ولا تفكر بعقلية المهزوم من الداخل.. رهانها الأول على جماهيرها وقواها الذاتية.. ولا تستجدي الحقوق وتتسول التعاطف على أبواب أعدائها وحلفاء أعدائها.. وقاموسها لا يحتوي على مفردات التنازل والاستعطاف والركوع.. بل مفردات الكرامة والصمود والكفاح والعزة الوطنية..

خالد منصور
مخيم الفارعة – فلسطين
10/8/2006



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
- من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب ...
- استثناء حماس لحزب الشعب من مشاورات تشكيل الحكومة
- العمل الاهلي ....والحصاد المر
- العمل الاهلي في فلسطين.. والحصاد المر
- قلوبهم معك وسيوفهم مع معاوية
- المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران
- شكوى واعتراض على قائمة فتح


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد منصور - ولى زمن الاوغاد