أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - الحجر الأسود 05/05















المزيد.....

الحجر الأسود 05/05


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفسير بعض الأحلام عن الحجر

ذكر ابن سيرين في (تفسير الأحلام) أن من رأى كأنّه مس الحجر الأسود، قيل إنّه يقتدي بإمام من أهل الحجاز. فإن قلع الحجر الأسود واتّخذه لنفسه خاصة، فإنّه ينفرد في الدين ببدعة.

أما عبد الغني النابلسي فقد كتب في (تعطير الأنام في تفسير الاحلام) أن رؤية الحجر الأسود في المنام تدل على الحج. و من رأى أنه يقطع الحجر الأسود فإنَه يريد أن يجمع الناس على رأيه. وإن رأى أنَ الناس فقدوا الحجر الأسود فجعلوا يلتمسونه، فوجدوه في موضعه، فإنَه رجل يظن الناس كلهم على ضلالة وهو على هدى. وربما دلّ على علم ينفرد به، ويكتمه عن طلابه. ومن رأى أنَه مسّ الحجر الأسود فإنه يتبع إماماً حجازياً. فإن رأى أنَه قلعه فاتخذه لنفسه خاصة فإنَه ينفرد ببدعة في دينه دون المسلمين، فإن رأى أنه ابتلعه فإنَه يضل الناس في أديانهم. فإن رأى أنًه صافح الحجر الأسود فإنَه يحج، ويدل على مبايعة الخلفاء والملوك، أو التوبة على يد إِمام عالم. وربما دلّ ذلك على تقبيل الولد أو الزوجة أو الزوج. وربما دلّ ذلك على خدمة أرباب المناصب كالحكام.

أما الخطيب البغدادي فقد ذكر في ( تاريخ بغداد): سُـمع إسماعيل بن خليل يقول: لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية. أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على إسحاق النعالي حدثكم عبد الله بن إسحاق المدايني قال سمعت أبي يقول رأيت كأن الناس قد جمعوا إلى مكة وكأن الحجر الأسود انصدع فخرج منه لواء فقلت ما هذا فقيل لي أحمد بن حنبل بايع الله عز وجل.
و المعروف عن مؤلف (تاريخ بغداد) كونه حنبلي المذهب.

الطائفية تحت أقدام الحجر الاسود

ذُكر في (الكامل في التاريخ) لابن الأثير أنه: في سنة (414) كان يوم النفر الأول يوم الجمعة، فقام رجل من مصر، بإحدى يديه سيف مسلول، وفي الأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي؟ فليمنعني مانع من هذا، فإني أريد أن أهدم البيت. فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله، وقطعه الناس وأحرقوه، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا، وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من اختفى منهم.
وألح الناس، ذلك اليوم، على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، فقالوا: نحن مائة رجل، فضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه.

من كلام ابن الأثير يظهر مدى استيعاب وفهم الحجاج المسلمين لكلمات القرآن: و لا تزر وازرة وزر أخرى، و كلمات ابن الأثير تظهر أيضا مدى احترام المسلمين لحرمة مكة و كعبتها. و لا يزال المسلمون على هذا المنوال الذي هو وراثة بدوية جاهلية و هم كذلك من أكبر مطبِّـقي شعار "إيديك و الخنجر".

أما العاملي فقد كتب في (الكشكول) أنه في سنة ثلاث عشر واربعمائة قدم رجل من ناحية مصر في أيام الموسم إلى مكة وتقدم إلى الحجر الاسود واوهم انه يريد ان يلثمه، وإذا هو يريد أن يلثمه فاخرج دبوساً كان قد أخفاه تحت يباه، فضرب الحجر ثلاث ضربات، وصاح إلى متى يعبد هذا الحجر فليمنعني محمد عما أعمله، فاني اهدم اليوم هذا البيت، فاجتمع الناس عليه واخذوه واحرقوه لعنه الله، وقتلوا من اصحابه اربعة، وكان اشقر الشعر، تام القامة، ثمين الجسم شاباً.

و ذكر اليافعي في (مرآة الجنان) و هو يتحدث عن نفس الواقعة أنه في سنة 413: تقدم بعض الباطنية من المصريين إلى الحجر الاسود، فضربه بدبوس، فقتلوه في الحال. قال محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي: قام يضرب الحجر ثلاث ضربات، وقال: إلى متى يعبد الحجر؟ ولا محمد ولا علي فيمنعني ما أفعله، فإني اليوم أهدم هذا البيت. فأنفاه أكثر الحاضرين، وكاد أن يفلت وكان أحمر أشقر جسيماً طويلاً وكان على باب المسجد عشر فوارس ينصرونه، فاحتسب رجل، ووجأه بخنجر، ثم تكاثروا عليه،فهلك، وأحرق، وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته، واختبط الوفد، ومال الناس على ركب مصريين بالنهب. وتخشن وجه الحجر، وتساقط منه شظايا يسيرة، وتشقق، وظهر مكسرة أسمر يضرب إلى صفرة محبباً مثل الخشخاش، فعجن الفتات بالمسك،وأكد، وحشيت الشقوق، وطلبت، فهو يبين لمن تأمله.

أما النويري فكتب في (نهاية الارب) أن الناس ألحوا في ذلك اليوم على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب، فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل فقالوا: نحن مائة رجل! فضربت أعناق الأربعة. وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه.

و أما المقريزي فقد كتب في (اتعاض الحنفاء بأخبار القاطميين الخلفاء): وفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة في ذي الحجة والناس يطوفون بالكعبة قصد رجل ديلمي من الباطنية الحجر الأسود فضربه بدبوس فكسره، وقتل في الحال، وقتل معه جماعة ذكر أنهم كانوا معه وعلى اعتقاده الخبيث.

كتب الدكتور علي الوردي في كتابه الرائع (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث): أن النزاع الصفوي العثماني كان له أثره في الحجاز. ففي موسم الحج من عام 1042 هـ ورد أمر من السلطان العثماني بمنع العجم،( أي الايرانيين)، من الحج و الزيارة، و قد نودي بهذا الامر في اسواق مكة لتبليغ العجم بذلك ليبلغوا اخوانهم بذلك عندما يعودون إلى بلادهم.
و حينئذ نشر الطائفيون بين سكان مكة اشاعة مفادها أن الشيعة لا يتم حجهم إلا إذا لوثوا الكعبة بالنجاسة. و قد صدق الكثير من الناس بهذه الاشاعة كما هي عادة الناس،(الجهلة و الأغبياء)، و يزداد عندما يستفحل التعصب الطائفي لديهم. وفي 8 شوال 1088 هـ (4/12/1677م) وقعت فتنة طائفية جراء تلك الاشاعة، نقل الوردي وصفا لتلك الحاثة مقتبساعن كتاب (سمط النجوم العوالي) لعبد الملك العصامي فكتب: "و في سنة 1088 يوم الخميس ثامن شوال منها وقع حادث غريب، و كارث عجيب، هو أنه وقع في ليلته أن لُـوث الحجر الاسود و باب الكعبة و مصلى الجمعة و استار البيت الشريف بشيء من العذرة و الخبث، فصار كل من يريد تقبيل الحجر يتلوث وجهه و يداه ، ففزعت الناس من ذلك، و ضجت الاتراك و اجتمعت، و غُسل الحجر والباب و الاستار بالماء، و بقي الاتراك و الحجاج و المجاورون في أمر عظيم. و كان إذ ذاك رجل من فضلاء الاروام (أي الاتراك) يلقب درس عام، يرى جماعة من الارفاض (أي الشيعة) بالمسجد الحرام، و ينظر إلى صلاتهم و سجودهم و حركاتهم عند البيت و المقام، فيتحرق لذلك و يتأوه. فلما وقع هذا الواقع قال: ليس هذا إلا من فعل الارفاض اللئام، الذين يلازمون المسجد الحرام.
ثم استمر الوردي في نقله عن العصامي فكتب: و كان السيد محمد مؤمن الرضوي قاعدا خلف المقام، يتلو كتاب الله ذي الجلال و الاكرام، فأتوا إليه، و أخذت الختمة من يديه، و ضُرب على رأسه، و سحب حتى أخرج من باب المسجد المعروف بباب الزيادة، فطرح خارج الباب، و ضرب بالحجارة و الكسارات حتى زهق و مات. وفي حال مسكهم إياه من المسجد كلمهم فيه شخص شريف من السادة الرفاعية يُسمى السيد شمس الدين، فعدوا عليه و ألحقوه به، فضرب حتى مات و جٌرَّ. ثُم أصابوا آخر فضربوه و أخرجوا و قتلوه، و على من قبله طرحوه. ثم فعلوا ذلك برابع، ثم بخامس. و لقد رأيتهم مطروحين، و بقي بعضهم على بعض، الآتي و الذاهب يوسعهم السب و الركل.
يظهر مما تقدم مدى "احترام" مثل هؤلاء المسلمين لحرمة ما يُسمى بالبيت الحرام، و مدى "تقديسهم" لكتاب الله فيسحلوا قارءه و يضربوه و يقتلوه، مثلما فُعل بالخليفة الثالث عثمان بن عفان، إذ و كما يقولون أنه قُتل و هو يقرأ القرآن. كما يظهر من الحادثة مدى تطبيقهم للآية التي تقول: و لا تظنن إن بعض الظن إثم. لقد ظنوا و دنسوا الكعبة و قتلوا.
ثم يذكر العصامي أنه قد رأى الشيء الذي قيل عنه أنه من النجاسات و تأمله فإذا به ليس من القاذورات، و إنما هو نوع من أنواع الخضروات، عجين بعدس ممخخ و أدهان معفنات. ثم أعطى رأيه في الحادثة فكتب: "وغلب عليّ بعض الظنون أن ذلك جُعل عمدا وسيلة إلى قتل أولئك".
و لم يخطأ العصامي في ظنه.
و نقل الوردي عن (تاريخ مكة) لأحمد السباعي فكتب: و مما يلفت االنظر أن حادثة أخرى تشبه هذه الحادثة وقعت عام 1143 هـ،خلاصتها أن قافلة من حجاج الشيعة وصلت مكة متأخرة عن موسم الحج، فأقام الشيعة في مكة بغية أداء الحج في الموسم القادم. و عند هذا انطلقت في مكة اشاعة بين العامة مفادها أن الشيعة وضعوا نجاسة في الكعبة, و ثار الجمهور، كما ثار العسكر معهم، و ذهبوا جميعا إلى القاضي، و لكن القاضي هرب منهم خوفا من فتنتهم. فتوجهوا إلى المفتي و أخرجوه من بيته كما أخرجوا عددا من الفقهاء، و ذهبوا بهم إلى وزير الشريف و تمكنوا أن ينتزعوا من الوزير أمرا بابعاد الشيعة عن مكة، ثم خرجوا إلى الاسواق ينادون بطرد الشيعة من مكة و نهب بيوتهم.
كان شريف مكة يومذاك اسمه محمد بن عبد الله، و لم يكن راضيا عما وقع، فذهب الجمهور في اليوم التالي إلى القاضي يطلبون منه التوسط لدى الشريف للتصديق على قرار الوزير بطرد الشيعة. فامتنع الشريف عن تصديق القرار أول الامر، ثم اضطر أخيرا إلى مجاراة الجمهور درءا للفتنة العامة. فخرج الشيعة من مكة، حيث ذهب بعضهم إلى الكئف، و البعض الآخر إلى جدة. و عندما هدأت الفتنة تمكن الشريف القبض على دعاتهم، ثم أرسل إلى الشيعة يطلب منهم العودة فعادوا.
و استمر الوردي فذكر: أن تهمة تلويث الكعبة بالنجاسة أثيرت حديثا مرة أخرى في عام 1942 حيث اتهم بها رجل إيراني اسمه "سيد أبو طالب اليزدي" و قد صدر الحكم عليه بالاعدام، و نفذ الحكم فيه بين الصفا و المروة. و أحدث اعدامه ضجة كبرى في إيران، و قيل أن الملك عبد العزيز دفع تعويضا لعائلة الرجل قدره مائة ألف ريال.

و لا زلنا نتذكر الاتهامات و التلفيقات التي وجهتها السلطات السعودية، قبل بضعة سنوات، إلى الحجاج الايرانيين بادخالهم أسلحة إلى السعودية و تم سجن العديد منهم، كل ذلك لأن هذه السلطات كانت على عداء مع السلطات الحاكمة في ايران آنذاك.
إن ظاهرة العداء الطائفي لم تنتهِ، و لا زلنا نراها اليوم على أرض العراق، بدعم مباشر و قوي بشكل خاص من جانب السلطات الوهابية السعودية.

قبل أن ينتهي العالم

ذكر الغزالي أنه يقال: لا تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البيت رجل من الأبدال، ولا يطلع الفجر من ليلة إلا طاف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض فيصبح الناس وقد رفعت الكعبة لا يرى الناس لها أثراً، وهذا إذا أتى عليها سبع سنين لم يحجها أحد. ثم يرفع القرآن من المصاحف فيصبح الناس فإذا الورق أبيض يلوح ليس فيه حرف، ثم ينسخ القرآن من القلوب فلا يذكر منه كلمة. ثم يرجع الناس إلى الأشعار والأغاني وأخبار الجاهلية. ثم يخرج الدجال وينزل عيسى عليه السلام فيقتله والساعة عند ذلك بمنزلة الحامل المقرب التي تتوقع ولادتها. وفي الخبر "استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يرفع فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة" وروي عن علي عن النبي أنه قال: قال الله تعالى "إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم خرب الدنيا على أثره".
و الاوتاد كما يذكرهم القاموس هم "في الصوفية، أربعة رجال منازلهم على منازل الأركان الأربعة من العالم الشرق والغرب والشمال والجنوب".

عودة الحجر الاسود يوم القيامة

ذكر المقريزي في (اتعاض الحنفاء بأخبار الفاطميين الخلفاء) أنه جاء عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أن الحجر الاسود يُعلق في مسجد الجامع بالكوفة يوم القيامة.

و كتب أبو حامد الغزالي في (إحياء علوم الدين) أنه ذُكر في الخبر "إن الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة وإنه يبعث يوم القيامة له عينان ولسان ينطق به يشهد لكل من استلمه بحق وصدق".

أما ابن عربي فقد كتب في (الفتوحات المكية) أن الترمذيّ ذكر عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله قال في الحجر: "والله ليبعثنه الله يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه".

و أما ابن عبد ربه فكتب في (العقد الفريد) أن الجنة تزف يوم القيامة زفاً مثل العروس إلى بيت المقدس، وتزف الكعبة بحاجها إلى بيت المقدس، ويقال لها: مرحباً بالزائرة والمزورة. ويزف الحجر الأسود إلى بيت المقدس، والحجر يومئذ أعظم من جبل أبي قبيس. و جدير بالذكر أن هناك راي كتبه ابن فضل العمري في (مسلك الابصار في ممالك الامصار) بأن جبل ابي قبيس سمي بهذا الاسم لان الحجر الاسود اقبس منه. و قول أن مكة هي التي تزف، أو تزور القدس، يعراض المثل العربي القائل: الكعبة تُزار و لا تستزار.

و من المعروف عن المسلمين أنهم كانوا في البداية يوجهون أنظارهم في الصلاة نحو بيت المقدس إلا أنهم حوّلوها بعدئذ نحو مكة، و أصبحت مكة و كعبتها مركز العالم و مستقطبا للمسلمين. أما بالنسبة لليهود فإن لهم اعتقادا بأن القدس هي مركز عالمهم، فهل سيذهب مركز العالم الاسلامي، مكة، لزيارة مركز العالم اليهودي؟ أم أن قول ابن عبد ربه هو تأكيد للتأثير اليهودي القوي في الاسلام؟

و في فترة كان المسلمون يصلون في نفس الوقت باتجاه بيت المقدس و باتجاه مكة و هكذا كتب ابو الفرج الاصغهاني في(الأغاني) و هو يتحدث عن أخبار عبد الله بن أبي معقل أن: عباد بن نهيك بن إسلاف أدرك النبي وصحَبَه، وصلّى معه إلى القبلتين، وصلى معه الظهر، وصلى معه ركعتين منها إلى بيت المقدس، وركعتين إلى الكعبة.

و كتب الشافعي في (الرسالة) عن مالكٌ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمر قال:" بينما الناس بقباءٍ في صلاة الصبح إذ جاءهم آتٍ فقال: إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشأم ، فاستداروا إلى الكعبة". و كتب عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول:" صلى رسول الله ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس، ثم حولت القبلة قبل بدرٍ بشهرين".

و قد كتب الواحدي في (أسباب نزول القرآن) أنه: لما قدم رسول الله المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله يحب أن يتوجه نحو الكعبة، فأنزل الله تعالى (قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ) إلى آخر الآية، فقال السفهاء من الناس وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قال الله تعالى (قُل للهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ) إلى آخر الآية، رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء.
و كان رجال من أصحاب رسول الله قد ماتوا على القبلة الأولى، منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار، والبراء بن معرور أحد بني سلمة، وأناس آخرون، جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله (وَما كانَ الله ُلِيُضيعَ إِيمانَكُم) الآية، ثم قال (قَد نَرى تَقَلُبَ وَجهِكَ في السَماءِ) وذلك أن النبي قال لجبريل: وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها، وكان يريد الكعبة، لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً، فسل ربك أن يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم، ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

انتهى


لقراءة القسم الأول
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=71670
و لقراءة القسم الثاني
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=71880
و لقراءة القسم الثالث
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=72221
و لقراءة القسم الرابع
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=72462

آب/2006



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجر الأسود 04/05
- العشائر
- الحجر الأسود في كتب التراث 03 /05
- الحجر الأسود في كتب التراث 02/05
- قانا و مدننا العراقية
- الحجر الأسود في كتب التراث 01/05
- تجار الحروب و وعاظها
- وعدُ الشيخ الرفيق
- تعليم الحقد ضد الآخرين في مدارس الوهابيين
- إلى أمّي
- مجتمع الشرف
- حكومة إنقاذ أم انقلاب و ارهاب؟
- وطني
- أوغاد من منبع الارهاب الوهابي
- تأثير التاريخ في مجتمعاتنا
- من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
- شيخُ الأزهر الأعور
- بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
- متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟
- إلى كمال سيد قادر


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - الحجر الأسود 05/05