محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 01:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أغوص في بحر الأحلام أجد لبنان حلماً , وأتيه في بحر العشق أجدها جميلة الجميلات ولا أرضي عنها عشيقة , أبحث عن كلمات توفي لبنان حقها لا أجد كلمة أعبر بها للبنان سوي أن أقول لها أحبك وأعشقك وأهيم في هواك حباً وشوقاً ,أبحث عن الجمال والطبيعة سكناً فأجد لبنان هي السكن والحياة , أفتش عن التناغم والتناسق بين عادات وتقاليد الشعوب أجدهما في لبنان , أبحث عن الحياة فتكون لبنان , وعن الموت عشقاً تكون لبنان , فهي المحيرة للعقول والمتيهة للألباب , هي الحرية وهي الحب وهي الأمان وهي السلم وهي الحرب , هي الطبيعة وهي السهول والوديان والأنهار وجداول المياه هي النوافير وهي النواعير وهي شلالات المياه , هي الغابة والأدغال والأحراش , هي المدن والقري , هي البداوة والحضارة , هي النعيم والجحيم , هي الحرية والقيود , هي الجنة وهي النار , هي الحرية وهي القيود , هي الدين , وهي السياسة , هي لبنان!!
ماهذا الذي يحدث في لبنان ؟ وما سبب حدوثه ؟ وهل كتب علي لبنان واحة السلام أن تكون ميدان حرب ودمار ؟ ولمصلحة من مايحدث في لبنان ؟
هل ماحدث ومازال يحث في لبنان كان بسبب الدين أم بسبب السياسة ؟ بسبب المقدس أم بسبب المدنس ؟ وهل لرجال السياسة دور فيه أم أن رجال الدين لهم الدور الفعال ؟ وماهي أولويات رجال السياسة وأبجديات رجال الدين فيما يحدث ؟ وهل شعب لبنان منساق إلي أي فريق ؟ رجال الدين أم رجال السياسة ؟ وماذا يريد أهل السياسة وماهو منهجهم وخطتهم وسبلهم لأمن لبنان وسلامة لبنان وتحرير لبنان للعبور من الأزمة اللبنانية ؟ وماذا يريد رجال الدين وماهو منهجهم وخطتهم وأساليبهم وطرقهم للخروج بلبنان من أزمته ؟ وهل مايحدث في لبنان كان سببه الدين أم السياسة ؟ المقدس أم المدنس ؟ آراء البشر أم رؤي الله ؟ !!!!
لبنان في أزمة فلاحليف ولاصديق , لبنان يدمر , وتقتل أطفاله ونساؤه وشيوخه ورجاله , لبنان في مأساه , فلا جار إنفعل , ولا حاكم عربي إنفعل , ولاحكومات تأزمت , ولا منظمات نطقت , ولاهيئات ومؤسسات أصدرت البيانات , الكل في صمت مقصود , والكل في عهر مفضوح , والكل في دياثة ظاهرة , والكل في خيانة مدفوعة الأجر , والكل في عار آيس من الكرامة , لبنان فضحت الأنظمة العربية والحكام العرب , وأظهرتهم بمظهر الخزي والعار , وجعلتهم أصحاب الفضيحة والعار , أظهرت الحكام العرب امام شعوبهم علي حقيقتهم من أنهم إمعات وعملاء وخونة للأوطان وخونة للشعوب , أظهرتهم علي حقيقة الدياثة السياسية التي أصبحت منهجاً للحكام العرب خونة الأوطان وسارقي الشعوب وناهبي ثرواتها , أظهرتهم علي حقيقة أنهم لايخافون علي شئ سوي كراسي الحكم , فلأنهم فاسدين وملفات إجرامهم ملء السمع والبصر , وإنتهاكاتهم لأعراض شعوبهم ملء السمع والبصر , وتعريصهم علي إرادة الشعوب ملء السمع والبصر , ورهنهم لأوطانهم توطئة لبيعها ملء السمع والبصر , فسادهم بين وواضح للعيان , وحياة الشعوب العربية المنعدم فيها الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وعدالة توزيع الثروة , وقتلهم لشعوبهم بالفقر والجوع والمرض والسجون والمعتقلات والقوانيين سيئة السمعة والقوانيين المقيدة للحريات , والقوانيين المفصلة لصالح فئة معينة تخدم علي بقاء الفساد وإستمراريته .
أين الحكام العرب ؟ ومالذي حال بينهم وبين إنعقاد قمة عربية طارئة حتي لو كانت للجعجعة فقط والأصوات العالية التي تنبعث من البراميل الفارغة إلا من الهواء والهواء فقط ؟ ماذا كان ينتظر حكام العرب بعد تدمير دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية وقتل شعبها وإهانته وإبادته الإبادة الجماعية والقتل المنظم ؟ هل هذا ليس للعرب دور فيه ؟ أم لايقدرون علي علي عقد هذه القمة العربية الطارئة ؟
بل ولماذا عقدت القمة العربية الطارئة حين غزا النظام العراقي الكويت ؟ وأين رجال الدين وأين فتاواهم ؟ أليس هناك غير فتاوي الفتنة ؟ وتكفير الشيعة وحسن نصرالله وتحريم مد يد العون والمساعدة للشعب اللبناني ؟ ولماذا هذه الفتاوي في هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا تبدأ هذه الفتاوي من المملكة العربية السعودية السلفية الوهابية ؟ هل نسينا أن السعودية العربية كانت تكفر نظام البعث العراقي والسوري كفراً بواحاً ؟ وهل نسينا أن رجال الدين السعودي السلفي الوهابي حاربوا صدام حسين هم والمصريون ؟ وهل نسينا أن السعودية كانت هي الممول لصدام حسين ونظامه في حربه لإيران طيلة ثماني سنوات بالرغم من أنها تكفر نظام البعث في سوريا والعراق ؟
وهل نسينا أن رجال الدين في مصر المنهوبة أخذوا في إصدار الفتاوي التي تبيح الحرب وتدمير الشعب العراقي وإبادته إبادة جماعية وشن الحرب الشاملة عليه وتجويع أهله ومنع الغذاء والدواء عنه طيلة 16 عام ؟ هل نسينا بكاء الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم وهو يبكي تحت قبة مجلس الشعب المصري وينهنه بالبكاء كالأطفال طالباً رد المعتدي الظالم صدام حسين وردعه ومحاربته لإعتدائه علي شعب آمن ومسالم , أخذ يؤيد كلامه بالأيات والأحاديث الدينية ليبرر أعمال التحالف الدولي البالغ عدد دوله 32 دولة قامت بالإعتداء علي العراق وجعله خراب ما بعده خراب ؟ هل الدين كان حاضراً في أزمة الكويت مع العراق وغائباً عن أزمة لبنان مع إسرائيل ؟ ومن هو صاحب القرار في إستحضار الدين وفتاواه ؟ ومن هو صاحب القرار في تغييب الدين وإعدام فتاواه ؟ وإلي متي يستخدم الدين كالأستك المطاط من يريد أن يوسع في مساحته فليفعل ومن يريد أن يقصر من مساحته فله ذلك ؟
هل لأن حكام الدول العربية أرادوا ذلك فكانت إرادة المشايخ وإرادة فتاواهم المؤيدة للأرادة السياسية كما في السعودية وكما في مصر ؟
هل نسينا الفتوي التي قال بها مشايخ الرُخص والتي قالت أن غزو العراق واقع قدراً , وأن رد العدوان واجب شرعاً .
وكان العدوان من دولة عربية ضد دولة عربية , أما العدوان علي لبنان فهو من دولة غيرعربية ضد دولة عربية !! فأين فتاواكم أيها المشايخ أم أن حكامكم قيدوكم في أوتادهم !!
ألم تبعث السعودية إلي أفغانستان بالألاف ممن أسمتهم في وقتها بالمجاهدين للحرب ضد من أسمتهم بالكفار الملاحدة الشيوعيين في الإتحاد السوفيتي ؟ ألم تدفع السعودية من خزينتها مايزيد عن 20 مليار دولار أمريكي لما أسمتهم المجاهدين المسلمين وسلحتهم بالأسلحة والذخائر والمؤن والمعدات ؟ ألم ترسل أسامة بن لادن وتغرس تنظيم القاعدة في أفغانستان وبلاد العرب ؟ أما لبنان فلايمتلك الملك السعودي ورجال الدين السعودي السلفي الوهابي إلا الإفتاء بتكفير حسن نصر الله والشيعة في لبنان طالبين من الله أن يهلك الظالمين بالظالمين وأن يخرج السعوديين من بينهم سالمين غانمين آمنين !! هذا هو المنطق الديني السعودي والمصري , وهذا هو المنطق السياسي السعودي والمصري , بل والعربي !!
فما هو سبب أزمة لبنان الدين أم السياسة ؟
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟