أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصطفاف ووعي قوى العولمة الانسانية..وعي الشعوب















المزيد.....

الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصطفاف ووعي قوى العولمة الانسانية..وعي الشعوب


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يكمن في القانون الاساسي لعلاقات الانتاج الراسمالية وتطوراتها: الركض وراء الارباح وما ينتج عنه من تناقضات تتعمق عبر جميع مراحلها فمن التناقض بين مصالح الراسماليين الافراد عبر المنافسة الحرة الى التناقض بين المنافسة والاحتكار الى المنافسة بين الاحتكارات الكبرى المدعمة بالاقطاب الراسمالية وما نجم عنها من حروب بهدف اقتسام العالم واعادة اقتسامه . ادت تلك الحروب بدورها الى تعمق الصراع الطبقي والوعي الطبقي وتطوره الى ثورات اجتماعية وتجارب اشتراكية لعبت دورها في تطور الوعي الطبقي والانساني على الصعيد العالمي وحقق انتصارات جبارة كان اعظمها ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى واقامة اول تجربة في تاريخ البشرية في بناء المجتمع الاشتراكي وحولت الاشتراكية من حلم الى واقع معاش وطورت جميع المحافل والقوانيين والقواعد الدولية بما يخدم البشرية وطورت الصراع الطبقي من الطابع الوطني الى الصراع بين النظاميين الاجتماعيين.. ولاسباب موضوعية وذاتية لم تصمد التجربة الاشتراكية في معركة جبارة تتطلب تحويل الصراع الى صراع البشرية عموما ضد اعدائها وشحذ كل طاقات البشرية الفكرية والاجتماعية على الصعيد الوطني والعالمي. ولاسيما وان علاقات الانتاج الراسمالية تجد في طموحات البشر لتحسين شروط حياتهم قاعدة اجتماعية لاستعادة مواقعها ولهذا اكد ماركس بان الاشتراكية لا تبنى على الفقر وانما على اسس ارقى وسائل الانتاج وارقى ديموقراطية .
ورغم ما تركه ذلك الانهيار المدوي للتجربة الاشتراكية العظمى من خيبة امل ويأس لدى جماهير واسعة في جميع انحاء العالم كرد فعل للامال والاوهام التي لم تبنى على الوعي الطبقي وتقديرجسامة المهمة التاريخية في تحرير البشرية وما تتطلبه من تطوير للنظرية الماركسية وفقا لنهجها المادي الديالكتيكي، لم تذهب كل تلك التجارب سدا بل انطلقت الجماهير البشرية في حركات مناهضة للعولمة الراسمالية على الصعيد العالمي وذلك بدعم كل معركة وطنية يخوضها أي شعب على الكرة الارضية ضد الامبريالية واعتبارها معركة كل البشرية . وبذلك تصاعدت التظاهرات العالمية الجبارة ضد الحروب التي تشنها الامبريالية الامريكية لفرض الهيمنة على جميع بلدان العالم باعتبارها القطب الاوحد للعولمة الراسمالية، معمقة بحروبها جميع تناقضات العولمة الراسمالية وما تفرضه من تطور غير متناظر لاقطابها وصراعات فيما بينها، فضلا عن تعمق التناقض الطبقي وبلوغه نتيجة جرائمها بحق البشرية الى تناقضها مع عموم البشرية. كما ادت الى تبلور اصطفافات جديدة على الصعيد الوطني والدولي . فقد استفادت شعوب امريكا اللاتينية من تجاربها في الصراع الوطني والطبقي ضد الهيمنة الامريكية في تعزيز الاصطفاف الوطني والعالمي و انشغال الامبريالية الامريكية بحروبها في منطقة الشرق الاوسط لتحقيق انفلات جبار من هذه الهيمنة في فنزويلا وبوليفية والبرازيل . واخذت تدرك اهمية دعم العولمة الانسانية على النطاق العالمي لصمودها وتطوره واهمية دعمها لجميع شعوب العالم في نضالاتها ضد الهيمنة الامبريالية ولاسيما الشعوب التي تعاني من حروب كارثية . وهكذا بادر هوغو شافيز الى سحب سفير بلاده من اسرائيل قبل ان تسحب اية دولة عربية سفيرها من اسرائيل ، فضلا عن مطالبته بانهاء الحرب فورا وتجريم اسرائيل . و اخذت الطبقة العاملة العالمية تشعر بضرورة تطوير وسائل كفاحها ضد الحروب الامبريالية . فلم تعد المظاهرات الجبارة لوحدها كافية لردع اعداء البشرية فباشر عمال مطارات اسكوتلندا بغلق مطاراتهم امام الطائرات الامريكية التي تنقل السلاح الى اسرائيل. ولابد من تعميم هذه التجارب وتطويرها . فكم تستطيع شغيلة العالم ان تفعله من وقف انتاج الاسلحة الفتاكة ونقلها الى مواقع القتال وكم يستطيع العلماء فعله وكم يستطيع المهندسين والطيارين انقاذه من البشر بامتناعهم عن قصف المدن وقتل الاطفال وتهديم منجزات الشعوب. وكم تستطيع الشعوب العربية فعله في اجبار حكامها على استخدام النفط سلاح ضد الحروب العدوانية وسحب رؤوس اموالها التي تضخ الارباح لماكنة الحرب الامريكية وكذلك من خلال مقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية..
وبقدر ما تعمق هذه الحروب ازمات الامبريالية الامريكية بدل تخفيفها دع عنك القضاء عليها، فانها تزيد من وعي الشعوب وحركات المقاومة بكل فصائلها وتطور وسائلها واساليبها بل واهدافها. فالمقاومة العراقية ورغم كل جبروت قوات الاحتلال وادواتها، تتطور عملاتيا ووعيا فهي تكبد قوات الاحتلال المزيد من الضحايا والتضحيات وتقاوم كل وسائل الخداع والتضليل بمشاريع المصالحة التي تديرها قوات الاحتلال ويتعمق وعيها بضرورة كسب الجماهير بشجبها جميع وسائل الارهاب من جهة ومكافحة جميع وسائل التمييز الطائفي والحرب الاهلية ، ويقاووم الشعب العراقي كل محاولات قوات الاحتلال لاثارة الحرب الاهلية ويطور مختلف اشكال الكفاح من اجل مطالبه الانية وربطها بالنضال ضد الاحتلال فقد تصاعدت الاضرابات والمظاهرات في العديد من مدن كردستان والجنوب المطالبة بحل ازمة الكهرباء والوقود والبطالة وتحولت معظمها الى معارك مع قوات الامن المقادة من قبل قوات الاحتلال. والمقاومة اللبنانية تلتزم بالمقررات الوطنية من اجل وقف الحرب ومن اجل صيانة الوحدة الوطنية ويتزايد وعيها بان صمودها وصيانة منجزاتها من الارتداد، رهن بوحدة الشعب اللبناني . واذ بدافع الشعور الانساني دعت المقاومة العرب في حيفا الى مغادرتها فقد استفاد هؤلاء من تجاربهم ورفضوا المغادرة واوضحوا للمقاومة بانهم سيعملون بدل ذلك على تعزيز حركة جبارة انطلقت من اجل وقف الحرب تضم عشرات الالاف من العرب واليهود في اسرائيل. وهكذا يتطور وعي الجميع. ان جرائم الحرب الاسرائيلية المدعمة امريكيا اخذت تؤثر حتى على بعض القادة السياسيين فلاول مرة يجرؤ رئيس وزراء عربي على رفض مقابلة مسؤول امريكي كبير ورفض قاطع لمشروع امريكي كما فعل السنيورة، بل ويلتزم بالمشروع الوطني ويتحمل كل التهديدات الاسرائيلية والامريكية وكل الضغوط من القوى السياسية التابعة الداخلية والخارجية.
ومع ذلك تبقى كل هذه التطورات بحاجة الى تنظيم وتعميم وتطوير .. الى قيادة على الصعيد الوطني والعالمي تسترشد بالنظرية الثورية المتطوره مع تطورات العصر قادرة على دفع العملية التاريخية في تحرير كل شعب الى الامام دون ارتداد ولتصبح جزء من العملية التاريخية لتحرير عموم البشرية .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن ان يكون النصر اللبناني حاسما
- مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال و ...
- التجربة العراقية اغناء لتجارب الشعوب والبشرية في نضالها المع ...
- الشعب اللبناني يقدم نقلة نوعية في العملية التاريخية لتحرير ا ...
- معركة واحدة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان
- الوطن الام يناديكم
- التجربة الاولى في مجابهة العنجهية الامريكية والاسرائيلية في ...
- قضية الجندي الاسرائيلي الاسير والاستقطاب الطبقي على الصعيد ا ...
- نشوء الدينية والعلمانية والصراع بينهما
- مصطلح اليسار السلمي اكثر قبولا من مصطلح الاشتراكية الديموقرا ...
- ابادة العناصر الحيوية للشعب العراقي
- مهرجان انسحاب قوات الاحتلال من السماوة بعد مهرجان الزرقاوي
- الامبريالية الامريكية ومكافحة الشيوعية - ضياع اخر فرصة لطلب ...
- تحية للمؤتمر الثالث لحركة الانصار العراقية
- سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق
- صرخ هدى يستصرخ ضمير البشرية ويدمي القلوب ويمزق الاكباد
- مهرجان مقتل الزرقاوي لاخماد الغضب العراقي والعالمي على جرائم ...
- رسالة حب وتقدير لكل امرأة عراقية
- تطور الحركة الثورية العالمية لمواكبة متطلبات عصرنا
- مليارا ن ونصف دولار مخصصات حماية فقط لبرلماني ووزراء العراق


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصطفاف ووعي قوى العولمة الانسانية..وعي الشعوب