أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل















المزيد.....

للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عذراً منك يا بيروت، أسفاً وخجلاً أقف أمامك يا لبنان.. عاراً وشناراً ومهانة تجتاحني أمام ثكلاك وجراحك، حقداً وقهراً ممزوجان بالعجز ومشوبان بالخيبة والخديعة تأخذ بعنقي وتخنق عبراتي ..التي تتجمد وتصبح خامدة لا تصلح للنطق، خرساء لا تبوح بغضبها .. مذعورة ..لا تعرف إلى أي ناحية تتجه، حائرة لا تدري أي نوع من التحليلات ستطرح أو ستنفع...ومن سيقرأ؟ ...أوجاعك يا لبنان صارت أخباراً تتناقلها صحف الكون ..وتربح الشاشات بنشرها ويصطادها الساعين وراء الشهرة واقتناص الأخبار المثيرة..هكذا صرت يا لبنان ..وعربنا ..غارقون في بحر الشد والجذب والمساومة..زاروك وزراءهم..مسرعي الخطا..ورحلوا دون أن يلتفتوا لنزفك، ودون أن يشاركوك حطامك..جاءوا بمنحة إسرائيلية وخرجوا يرفعون قبعات الشكر والامتنان لدولة إسرائيل التي سمحت لهم بتقديم تعازيهم كضيوف ومعزين للبنان، الذي فقد أعزاء وأرواحا تحميهم وتحمي عارهم ..تحمي رؤوسهم الذليلة، وجيوبهم المليئة بالدولارات ..وآبارهم بالذهب الأسود...لكنهم أبدا لن يمنعوه عن أمريكا .ولن يمارسوا ضغطهم من خلاله ...ليمنحوك حقاً تسعى إليه في محافل باتت توجه حسب البوصلة الأمريكية ومصلحة أمن إسرائيل...هذه هي النقطة الأهم ، والمعضلة التي يجب أن نعترف أنها ، لب القضية...أنها الجزء الأكبر في العرف الغربي قاطبة..............
أمــــــــــــــــن إســــــــــــرائيـــــــــــــــــــل!! ومن سيسال عن أمن الشعب اللبناني وأمن الشعب الفلسطيني الذي تبطش به إسرائيل وجيش إسرائيل؟.

الحرب الإسرائيلية على لبنان كلفتها حتى اللحظة قدرت بأكثر من 2,5 مليار دولار ...خسائر لبنان من البنى التحتية فقط !!، أما خسائره البشرية، التي تقارب الألف قتيل جلهم ، بل ثلثهم من الأطفال...وأكثر من ثلاثة آلاف جريح ومعاق..وربع سكان لبنان مهجر من بيته وبلدته...يتخذ من المدارس والحدائق منزلا!! ...ينتظر الرعاية العربية ، والعدل العالمي! ..ينتظر وقف إطلاق النار...ليتنفس ويحصي خسائره ويعود لرؤية الواقع بعد صحوته من الموت البطيء، أو المفاجيء، الذي يعيشه كل يوم وكل ساعة...
ويحنا ..ويح ضمائرنا ..كيف لها أن تسكن وترقد؟ ويح عيوننا ..وكيف لها أن تعرف النوم؟ ويح مشاعرنا وكيف لها أن تستقر على حال؟.
منذ الستينات وأنت يا لبنان ..تقاتل عن العرب..تُقتل بدلا منهم...تُستباح ديارك بالنيابة...يستأسدون بك ...ويتاجرون بأطفالك في سوق السياسة الدولية..ويراهنون على صمودك ..ليحصدوا مكاسبهم في كراسي البقاء والإثراء ...اليتم يقطر من عيون لبنان وأهله، ولم لا؟ وقد جاء وزراء العرب لنصرته، وخرجوا لهيئة الأمم ولم يفلحوا حتى اللحظة بالضغط على سيدة الكون أمريكا لتتخذ قرارها بوقف القتال ..وأنى لها أن تفعل؟!، وهاهي جحافل الدبابات الإسرائيلية تنطلق الآن لتجتاح لبنان معززة بثلاثين ألف جندي! ..أي ضعفي العدد السابق...غايتهم الآن الاقتحام حتى الليطاني، وبعمق أكبر مما كانت قد خططت له في بداية حربها، ويعلن أولمرت، أنه لن يخرج من لبنان قبل دحر قوات حزب الله، والقضاء على مراكز ونقاط انطلاق صواريخه، التي تهدد مناطقه الشمالية!! ، ولهذا فوقف إطلاق النار ..سيظل طي الأوراق وداخل الأدراج ..وعرضة للأخذ والرد ..حتى تحقق إسرائيل مخططها الأمريكي الإسرائيلي .
قدم لبنان اقتراحه ، الذي يرضيه ومن المفترض أن يرضي المجتمع الدولي، وذلك بنشر خمسة عشر ألف جندي لبناني في مناطق الجنوب من حدوده مع إسرائيل حتى الليطاني، وستقوم هذه القوات مع القوة الدولية فيما بعد وقف النار بحماية الجنوب والسيطرة على كامل الأرض اللبنانية بما فيها مزارع شبعا، لكن بعد وقف النار وانسحاب إسرائيل من كل الأرض اللبنانية.
وحتى تدرس المقترحات وتقبل بها إسرائيل...وصديقتها الأمريكية...على لبنان وأهله تحمل ما سينتج عن الاجتياح الإسرائيلي القادم في الطريق إليه معززا برشقات صاروخية متواصلة من الإف 16 على مجمل الأرض اللبنانية...ومع هذا فما زالت بعض الأصوات المبالغة حتى العته والمرض ..تزعق ( بأنها ترحب بالحرب الإقليمية!!)، وتعتقد أن خطابها ما زال قادرا على كسب بعض الآذان التي تصدق وتستمع لهذا التهريف والتخريف!!
ما الذي نتج عن الحرب الإسرائيلية اللبنانية حتى اللحظة ، عدا الخسائر بالأرواح والأموال والمنتجات...الخ ..
ــ الحلف الإيراني السوري، أصبح أكثر قوة عنه في السابق، فقد أثبتت إيران أنها قادرة على الفعل والمناورة خارج إطار وطنها، قادرة على كسب المواقع سياسيا بحرب لم تخسر بها مواطنا إيرانيا واحدا! ...استطاعت أن تثبت جدارتها في اختراقها العراقي أولا، وفي حرب لبنان ثانيا، فيعترف لها الفرنسيون والأوربيون أيضاً، بدور فعال وأساسي في المنطقة ويطرح مسؤولون أمريكيون أهمية الحوار مع إيران ودورها في تهدئة المنطقة، أو إشعالها إن لم يؤخذ هذا الدور بعين الإعتبار، فخروج ما يقارب المليون متظاهر في بغداد والبصرة، يعني أن على أمريكا انتظار ما سينتج عن هذا الخروج، وما يخرب علاقتها مع شيعة العراق في الغد القريب العاجل!!
وتصريحات المسؤولين السوريين لا تقل عنجهية عن قدرتهم على لعب دور هام في المنطقة ، وما على الغرب سوى الحوار معها ليأخذوا في الحسبان مكانتها ودورها الإقليمي أيضاً، ولو أنه تابع للدور الإيراني ويلوذ به، ناهيك عن قبضتها الأمنية التي تزداد تشدداً في حصارها لكل توجه وطني مغاير لسياسة البطش والقمع ، التي ترتكبها بحق مواطنيها في الداخل، دون أن تتعرض لأي مساءلة فيما يخص حقوق الإنسان من أي طرف ، أو هيئة دولية ترعى وتحمي هذا الحق!.
ـــ المصداقية الأمريكية في المنطقة ، صارت في خبر كان!! ، ومصدراً للتندر والسخرية، بل منبعاً للأحقاد ومرتعاً للكراهية وتربة لتخصيب كل أنواع التطرف السياسي والسلفي في المنطقة، وذلك نتيجة الحماقة وقصر النظر لسياسة بوش وحيدة الجانب ووحيدة الرؤيا والمصلحة، مضحية بكل أصدقائها من العرب ، من أجل سواد عيون دولة إسرائيل وأمن إسرائيل! .
ـــ أصدقاء أمريكا العرب ، والذين يطلق عليهم اسم ( المعتدلون ) في المنطقة، سببت هذه الحرب إضعافهم وإضعاف دورهم، ففي داخل مجتمعاتهم ...يحصدون اليوم ثمرة مواقفهم الخاسرة على الصعيد المجتمعي ، وقد برز للعيان تغير واضح في طروحاتهم عند بداية الحرب وفيما تلاها لاحقا، وهذا يعني أن اللعنة الأمريكية تلاحقهم وتلحق بهم خسارة سياسية باهظة ...لأن أمريكا ضحت بهم، وبسيادتهم في المنطقة،فيما صعد الدور الإيراني على حساب هذا الضعف.
ـــ الايجابية الأولى ، التي نتجت عن هذه الحرب ــ وأرجو لها الاستمرار ــ هي وحدة القرار اللبناني ووحدة الحكومة ودورها مدعوما من كل الأطراف السياسية في لبنان، لأن لبنان أدرك من خلال حربه الأهلية السابقة مقدار الضياع الأكبر والخسارة الأعظم في حربه الأهلية من هذه الحرب، التي وحدت صفوفه وجمعت أعضاء جسده في بوتقة الوطن ..رغم كل البتر والتقطيع الذي جرى لهذا الجسد، ورغم محاولات العبث ، التي تنطلق بين فترة وأخرى لتغذي نار الفتنة، لكنها على الدوام تصاب بالإحباط والتراجع أمام تصميم لبنان على الحياة المشتركة والمواطنة الموحدة لكل أهل لبنان دون تمييز بين طائفة وأخرى، أوبين التيارات السياسية المتصارعة على الساحة، لكنها بدت أكثر نضجا ووعيا من كل محاولات الدس والتفريق، وكبرت على الضغائن والأحقاد من أجل لبنان.
ـــ الايجابية الثانية، نصرة المقاومة اللبنانية المعنوية وصمودها بوجه أكبر جيش في منطقة الشرق الأوسط ، بل يعتبر من حيث تسليحه وامتلاكه أحدث وسائل التكنولوجيا العسكرية، الجيش الرابع في قوته بين جيوش العالم، ومع هذا فشل حتى اليوم في القضاء على ميليشيا لحزب وليس لجيش نظامي، مما دفع الكثير من مسؤولي البنتاغون ، إلى سعيهم لدراسة أساليب القتال عند المقاومة اللبنانية، ومدى الفائدة منها في حربهم العراقية والأفغانية، واعتبر هذا الصمود تحدياً لأمريكا بالذات ، وبرز التخوف الأمريكي من تمدد حزب الله وانتشاره في العالم وليس فقط في لبنان، وهذا يعني تخوفها من استمرار خطورته عليها في أي بقعة من بقاع العالم.
وإن دلت هذه النقاط على شيء، فإنما تدل على ضعف القراءة الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة، وغباء المحلل الأمريكي وضيق أفق السياسة الأمريكية ممثلة بالرئيس بوش ، ومدى خيبتها في نهاية المطاف.
باريس 09/08/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل