هل هذا هو وقت حرب جديدة في العالم الثالث؟

داني سكيشتر

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

موقع ميديا شانيل، 18 يوليو 2007.

البراغي محلولة في الاعلى.

عناصر "مجتمع" الاستخبارات التي صنعت مثل هذا العمل الرائع في العراق، واندادهم الاسرائيليون، مع الكوادر المدفوع لها او غير المدفوع لها من الذين يقومون باحياء الفرح في برامج التوك شو التلفزيونية التي تستضيف طبقة الخبراء المتخصصين، يبدو انهم قرروا ان العالم يحتاج الان الى حرب عالمية جديدة.

وهم لا يخجلون من قول ذلك.

اولا، الاسبوع الماضي، ديفيد تويرسكي، مراسل النيويورك صن في تل ابيب، المتحدث باسم المتشددين الاسرائيليين، قارن بين اختطاف الرقيب جلعاد في غزة باغتيال الارشيدوق فرديناند دي سراييفو، الحادثة التي اطلقت شرارة الحرب العالمية الاولى.

تم استزراع ما يوازيها.

ثم، فقط امس الاحد 16 يوليو، نيوت جنجريتش، رئيس مجلس النواب الامريكي السابق، والذي ما زال محبوب اليمين في الحزب الامريكي، صرح في برنامج واجه الصحافة كحقيقة مقررة ان حربا جديدة تمضي في طريقها توا في الشرق الاوسط. واصر، انها فعلا حربا عالمية. "انها، في الحقيقة، حربا عالمية ثالثة"، قالها على سبيل التأكيد، دون اسف وباشتياق واضح "لجعلها تحدث".

دايف بوستمان كاتب العمود الصحفي اتم الرسالة التي اراد جنجريتش توصيلها في رسالته بمدونته في صحيفة سياتل تايمز:

"رئيس مجلس النواب الامريكي السابق نيوت جنجريتش يقول ان امريكا في معمة الحرب العالمية الثالثة والرئيس بوش يجب ان يعترف بذلك ويقوله. في مقابلة في بلفيو هذا الصباح قال جنجريتش يجب ان يدعو بوش الى جلسة مشتركة بين النواب وشيوخ الكونجرس في اول اسبوع من سبتمبر ويتحدث عن المواجهات العسكرية الكوكبية بكلمات اكثر وضوحا من التي كنا قد سمعناها من الرئيس سابقا.

"نحتاج لان نمتلك الجسارة لنقول ’لن نقبل بأن نخسر مدينة‘", هذا ما قاله جنجريتش. انه يتحدث عن الحاجة للاعتراف بالحرب العالمية الثالثة كشيء هام بالنسبة للاستراتيجة العسكرية والاستراتيجية السياسية.

"قال جنجريتش انه "قلق جدا" على طريقة مواجهة الجمهوريين لانتخابات الخريف ويقول الحزب يجب ان يمتلك "اعصابه" لتأميم الانتخابات ويجعل حملات 2006 تحمل اجندة ديموقراطية ليبرالية اكثر من ان تكون عن سجل اعمال الرئيس بوش".

همممم...، حربا عالمية لانقاذ ادارة بوش؟ كم ان هذا مريح ومناسب.

ولكن هناك المزيد. امير الظلام العدواني دائما والكريه على الاغلب، ريتشارد بيرل، قائد المروجين للحرب على العراق، يشترك الان مع جماعات ضغط للتأثير على الادارة للانتهاء من "محور الشر" دفعة واحدة. في مقالات صحفية ولقاءات تلفزيونية، يدعو بيرل الى حرب اوسع الان.

توقف. ايضا في واجه الصحافة، مارتن فلتشر، مراسل الـ NBC المخضرم في اسرائيل كشف ان خطة الحرب الاسرائيلية التي تنفذ الان هي ببساطة ليست رد فعل على المخاطر الحالية او الهجمات الحالية، وانه كان يتم وضعها منذ خمس سنوات. لقد كانت خطة في تتطلع فقط الى ذريعة.

"اعتقد انهم لن يقولوا ذلك علنا ابدا" هذا ما اضافه شارحا ان خطة الحرب هذه التي لم تجهزها الحكومة الاسرائيلية الحالية ولكن جهزها زميله في كاديما سابقا اريئيل شارون وجنرلاته. فليتشر يقول ان تل ابيب تسميها "خطة عمل". ويقول انها تنفذ "خطوة خطوة".

واضاف، "انها سوف تستمر حتى يتقدم شخص ما خطوة لايقافهم".

حاليا الولايات المتحدة ليست هي ذلك الشخص – ليس الان. الرئيس بوش يساند اسرائيل رغم طلبه الخافت الصوت بان يكونوا الطف في تنفيذ هجماتهم. هو، مثل اسرائيل، يلوم حزب الله الذي يصر ان تصرفاته دفاعية وتأتي رد فعل على الاعتداءات الاسرائيلية، وليست هجومية الطابع.

الملازم المتقاعد من القوة الجوية الامريكية، سام جاردينر، الذي ظهر في فيلمي "WMD" (اسلحة الخداع الشامل) كان يدير العاب الحرب رأسا برأس مع ايران. كتب الي في نهاية الاسبوع بعد التحدث مع اشخاص داخل البنتاجون. استنتاجاته كانت: "سوسف يكون من الصعب المبالغة في تقدير خطر حرب كبرى". انهم يقولون الجنديين الاسرائيليين الذين اسروهما كانا يحاربان بشكل غير شرعي في لبنان.

انه يقول ان الولايات المتحدة واسرائيل تنسقان فيما بينهما استراتيجياتهما.

وبينما يؤمن الملازم سام ان ايران تنسق العزف مع حماس وحزب الله من خلال سوريا، هو يقول ايضا: "هذا لا يعني ان اسرائيل لا تستفيد بمميزات من الاحداث. لقد قرروا تغير النظام في غزة وقرروا عقاب حزب الله في نفس الوقت الذي يقيمون فيه منطقة عازلة لمنع هجمات الصواريخ. بينما كان التنسيق بين اسرائيل والولايات لهذه الدرجة من العمق، على المرء ان يتخيل التنسيق مثل يوري افنيري، المناضل الاسرائيلي السابق من اجل الاستقلال، والذي هو الان ناشط من اجل السلام، الذي يمضي لابعد في تصوراته عن هذا التنسيق بين البلدين: "كما في 1982، العملية الحالية، ايضا، تم التخطيط لها ويتم تنفيذها الان بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة. كما كان وقتها، لم يكن هناك شك في انها تمت بالتنسيق مع جزء من النخبة اللبنانية".

ومن الذي يريد هذه الحرب؟ ليندا ماككيج من صحيفة تورنتو ستار تتحدى وجهة النظر السائدة في واشنطن بانهم هم فقط الايرانيون.

"هل هي حقا ايران التي تدفع بالامور من اجل الحرب؟ فكروا في ذلك. لماذا تريد ايران استثارة حرب مع اسرائيل والولايات المتحدة – كلاهما مسلح تسليحا شديدا بالاسلحة النووية – في حين انها هي نفسها لا تمتلك اسلحة نووية؟

يسمى الصيف غالبا موسما سخيفا. بينما الادارة الامريكية تخسر حربا في العراق، وحربا اخرى مع الرأي العام هنا في الداخل، يبدو ان الادارة الامريكية تختار قرار الدخول في مزيد من الصراعات حيث ان انصارها يدقون طبول الحرب وينادون بحرب عالمية جديدة.

منذ سنوات، نادى تشي جيفارا بفيتنام "1، 2، 3". انصار بوش اليوم ربما يتحركون نحو حروب عالمية "1، 2، 3".

هل يبدو ذلك جنونا؟ في مناخنا السياسي الاورويلي، جيل جديد على شاكلة الدكتور سترانجيلوف يحتلون موقع القيادة. فقط هذه المرة، هم لا يتصرفون كمجانين ولكنهم وقد اتقنوا فن الحوارات التلفزيونية ويستطيعون، مع بعض الحقائق المنتقاة ونتف الايديولوجية المختارة معبأة في شكل معلومات، يستطيعون جعل الجنون عقلا وحصافة عميقة.

لقد اقنعوا انفسهم، وهم الان يريدون اقناعنا، ان ننضم لمغامرة من اجل الهيمنة جديدة لتوسيع حربهم الفاشلة (الحرب الكوكبية ضد الارهاب)، مهما كانت التكلفة.

واين هي الميديا في كل ذلك، لتكبح جماحهم، لتصل النقاط بعضها البعض، لتزودنا بالفقرات الناقصة وبالخلفيات، لتوضح فروق حيوية بين المعتدي والمعتدى عليه، ولتقف مدافعة عن القانون الدولي، وحقوق الانسان، والعقلانية؟ محطة الـ تعطي لكل امثال جنجريتش وبيرلز في العالم منصة خطابة للدفاع عن مزيد من القتل ولا يواجههم احد لهدم منطقهم بشكل فعال.

نريد مزيد من النقاد من امثال سينك اويجور الذي تحدى ويليام كريستول في هفينجتون بوست بهذه الكلمات:

"لم ير بيل كريستول حربا لم تعجبه. لا، انه ناعم جدا زيادة عن اللزوم. حربا لا يعشقها ولا يتدله في حبها. هناك ذئبا في ثياب حمل يتصنع الجدية، ورزانة عقل المحلل في التلفزيون بينما هو في الحقيقة يحاول ان يمتصنا الى داخل حروب مرعبة سوف تموت شعوبنا وهي تحاربها".

لماذا لا يروق لتيم روسيرت ان يقول شيئا مشابها لما يقوله نيوت جنجريتش؟

هل هوت وسائل الاعلام السائدة في بئر ليس له قرار حتى ان حربا عالمية تعتبرها الان هذه الميديا امرا مشروعا يستحق الدفاع عنه؟ الا تضيف هذه "المهمة الجديدة" لمزيد من الجنون؟

هل يناسب هذا ذلك؟ هل حرارة الصيف تقتل حواسنا؟ هل تسيح عقولنا مع الاحتباس الحراري الكوكبي؟

[email protected]

#داني_سكيشتر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات