أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالمنعم الاعسم - دموع السنيورة














المزيد.....

دموع السنيورة


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


رجلُ دولةٍ لم يتحمل مصاب اهله ووطنه فطفرت الدموع من عينيه، واجهش بها ثلاث مرات وهو يتحدث في محفل اقليمي، بلغة بسيطة مباشرة، خالية من عنتريات الخطاب العربي الشوارعي، بريئة من لغة التجييش الكاذبة و”الان، الان..وليس غدا” زاخرة بالعفة والتواضع واحترم النفس، نائية عن الهبوط الى مستوى الاستجداء والاستخذاء، وعن المزايدة اللفظية، وازجاء النصائح للاخرين، متمسكة بالوطن والقضية والحياة من دون ادعاءات التحدي الفارغة، او رفع شارة النصر فوق جثث الضحايا وعلى الخرائب التي خلفتها الجريمة.

الدموع التي طفرت من عيني السنيورة كانت صادقة وعفوية وواضحة ونقية، وكان الرجل، وهو خبير مالي واقتصادي مرموق، لا يمثل مهنة المايسترو صاحب الجيوش والصواريخ عابرة الحدود، فهو كما هو واضح لا يجيد التمثيل، ولا يتصنع دور الزعيم الملهم الذي تنتظره الامة، فهو ليس بارعا في صناعة النجوم.

لقد نأى السنيورة عن الشعارات التي ادمن عليها الجمهور والهتافون في مثل هذه الظروف، فلم يكرر في كلمته نشيدا استهلاكيا اعلاميا تقطعت انفاسه عن”الحكام العرب” و”الضعف العربي” و”خذلان الامة” و “الهباء العربي” فهو تحدث بامتنان، وحياء فائض، عن موقف الدول العربية وتعاطفها، والمساعدات والنجدات التي تلقاها لبنان منهم، وحاذر ان يخدش احدا، وكأنه يريد ان يقول انها ليست ساعة الحساب او مناسبة العتاب.

احترمَ السنيورة دم ابناء وطنه الالف الذين سقطوا في القصف الاسرائيلي العدواني، وعشرات الالاف الذين هدت منازلهم على رؤوس اطفالهم ونسائهم، ومئات الالاف الذين اضطرتهم الحرب العدوانية على الجلاء عن بلداتهم واحيائهم ووطنهم، وعدّ ذلك بمثابة نكبة مروعة لبلاده وليست مناسبة للصعود الى وظيفة مهرج، او فرصة للتمرين على الخطابة والزعيق وادعاء البطولة والفحولة ورباطة الجأش، وكان قد قدم مثالا حيا لفروض الانضباط ازاء الاسئلة المشاكسة التي لم يحن وقتها، بل انه اعلن بان اللبنانيين موحدون في هذه اللحظات التاريخية بمواجهة استحقاقات وقف العدوان فورا، واستخدم في ذلك جملة من العبارات المكثفة والمتوازنة والمشبعة بروح المسؤولية والارتقاء على الجرح.

لم يقل رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في لقاء وزراء الخارجية العرب صباح السبت الماضي، انه بريء من المسؤولية عما حدث لبلاده، وانه لم يكن سببا ، ولا ذريعة، للحرب عليها، كما لم يقل انه حذر الطبقة السياسية اللبنانية من التلاعب في خيار السلاح ودق طبول الحرب والمغامرات العسكرية، ولم يقل ان لبنان استُخدم من قبل اطراف اقليمية ساحة لتصفية حسابات، او لتمرير رسائل، او لعرقلة سياسات، ولم يقل بان اللبنانيين يدفعون فاتورة صراع خارجي لا علاقة لهم بها.. غير ان دموع الرجل قالت كل ذلك، بفصيح الكلام.



ــــــــــــــــــــــــــــ

..كلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــــــ

“نحن ضحية لأخطائنا الكامنة في تفكيرنا”.

فؤاد زكريا






#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالمنعم الاعسم - دموع السنيورة