أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان















المزيد.....

ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مقدمة
الكلــدان هنا اقصد بهم جميع مكونات شعبنا باعتبارنا شعب واحد ، سواء كنا سريان او آشوريين او كلدان . نحن شعب ننتمي الى أرض العراق وتربطنا مع مكوناته من العرب او الأكراد او التركمان وغيرهم من المكونات تربطنا معهم رابطة المواطنة وتشملنا الهوية العراقية العظيمة .
إن انتمائنا العراقي يتيح لنا الدينامية المستمرة والعمل والتداخل والتفاعل مع النسيج الأجتماعي العراقي وعلى امتداد الرقعة الجغرافية العراقية برمتها .
العودة الى التاريخ
إذا تتبعنا التخمينات التي تشير الى عدد سكان بلاد الرافدين قبيل الدخول الأسلامي فإننا نستفيد من الأستاذ سليم مطر في الذات الجريحة بأن نفوس العراق يومئذِ كان أكثر من تسع ملايين نسمة وحوالي 99% منهم كانوا من المسيحيين أي ان العراق كان بلد مسيحي . لكن لو أنتقلنا الى ما آلت اليه الحال بعد أربعة عشر قرن من الحكم الأسلامي فإن عدد المسيحيين تقلص بمستوى كارثي ليبلغ اليوم حوالي 3% من السكان فحسب .
ولا يمكن ان نخدع أنفسنا ونقول أن هؤلاء جميعاً هجروا دينهم واعتنقوا الدين الجديد برضاهم وقناعتهم . ولكن مع هذا علينا ان تكون نظرتنا الى الأمور نظرة واقعية ، ولا مناص من الأعتراف بالواقع ، ومن السذاجة التفكير بإعادة عجلة التاريخ الى الوراء ، ، وليس من الحكمة ان نبقى نذرف الدموع على ما مضى ، كما ان التاريخ يجب ان لا يشكل مسوغاً لحمل الضغينة والأحقاد ، فنحن أبناء اليوم وننظر الى العالم بمنظور معاصر ونتطلع الى المستقبل ، ومن هذا المنطلق ينبغي ان نبني حياتنا ونمد جسور التفاهم مع الآخر .
والعلاقة مع الأكراد
ثمة تحالف تاريخي بين الكلدان والأكراد إذا اقتنعنا بالفرضية التي يذكرها المسعودي من تأصيل الأكراد الى القبائل الأيرانية ( الميديين ) التي التجأت الى الجبال . وإن هؤلاء الميديين في عهد ملكهم كواصار بن فراورتي ( أدي شير : كلدو آثور 136 ) أراد ان يأخذ بثأر أبيه من نينوى ، من أجل ذلك حالف نبوبلاصر الكلداني ملك بابل وزوج ابنته أميت من ابنه نبوخذنصر ، وهذا الأخير هو الذي قام ببناء الجنائن المعلقة من اجل عيون زوجته القادمة من البيئة الجبلية ..
في حوالي عام 1400 م يقوم المغول او التتر وتحت قيادة تيمورلنك بالهجوم على العراق وأمام المظالم والأضطهادات يهاجر النساطرة من بغداد والبصرة وكل مدن العراق ( يوسف غنيمة : نزهة المشتاق 172 ) ما خلا الموصل وتوابعها والتجأوا الى قمم جبال كردستان .... ولم تعد فئة من النصارى الى مدينة السلام إلا بعد مرور قرن او أكثر على على نزوح اجدادهم عنها .
التاريخ يكرر نفسه
بعد ستة قرون من مظالم التتري تيمورلنك تتكرر الأحداث المريعة في العراق لتطال هذه المرة ليس المسيحيين فحسب ، إنما كل فئات الشعب العراقي دون تمييز ، لكن على العموم فإن ما يصيب الأقليات يكون اكثر ايلاماً ، فالمسيحيون من سريان وكلدان وآشوريين يغادردون المدن الجنوبية وبغداد او بالأحرى يجبرون على المغادرة ، وها هم الأخوة المندائيين يطلقون صيحات ونداءات الأستغاثة ، لكن يبدو ان هذه الصيحات مع الأسف لم يعد لها صدى في المجتمع العراقي المعروف بالنخوة والشهامة ، وحتى الحكومة باتت عاجزة عن حماية نفسها ، وغير قادرة على حماية مواطنيها .
أقليم كردستان
ويبقى أقليم كردستان من الأرض العراقية الملاذ الآمن للعراقيين ، وبدلاً من المغامرة والتشرد في خارج العراق فإن أقليم كردستان يبقى الأرض العراقية الطيبة التي توفر الأمن والأستقرار لمن أجبر على الهجرة القسرية من بيته .
مع كل هذا نقرأ بعض الكتابات التي تسبح في فضاءات الماضي ، وتدعو الى إسدال الستار على الحاضر والمستقبل ، وتدعونا ان نعيش بجلباب الماضي وبعقلية ثأرية .
إن النظرة البراغماتية الواقعية للأكراد وكردستان اليوم تفيد بأن كردستان اليوم تعتبر جزء حيوي من العراق فيها ملامح دولة النظام والقانون ، ويزدهر فيها البناء والعمران ، وتترسخ فيها المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني .
في دولة القانون يمكن لمن لحقه الأجحاف ان يسترد حقه باللجوء الى القانون ، فالقانون هو فوق الجميع وفي ظله تزدهر مناخات تحقيق العدالة .
من هنا فإن بعض الكتابات المشوبة بردة الفعل الآنية او تلك الهاجعة في تخوم الماضي ، فإنها تعبر عن ابتعادهم عن العقلانية والواقعية وهم يصوتون للشعارات القومية والتي كانت سبباً في تمزيق صفوفنا وبالتالي فهي لا تخدم شعبنا في الظرف الراهن .
حينما ينتقل الى رحمة الله الكاتب العراقي جرجيس فتح الله ، ويُغطى نعشه بعلم أقليم كردستان فإن هناك من يشهر قلمه لانتقاد هذه الحالة . ولكن قراءتي لهذا الموقف النبيل هي : تقدير ووفاء واعتزاز من حكومة الأقليم لهذا الأنسان ، وكان للقيادة الكردية موقف مشرف حينما وقفت الى جانبه وأنقذته بعد ان حكم عليه بالأعدام من قبل الحكومات السابقة وأنقذته وكان ذلك عام 1968 ( د . سيار الجميل : رحيل جرجيس فتح الله .. ) .
وموقف إخلاص ووفاء آخر لحكومة أقليم كردستان حين تقيم نصباً تذكارياً للشهيد هرمز ملك جكو ، إن هذه المواقف المشرفة وغيرها تجبرنا ان نلتزم جانب الموضوعية والمهنية في كتاباتنا .
لحكومة أقليم كردستان مواقف نبيلة اتجاه الشعب العراقي وهو في محنته ، ويندرج هذا الموقف على تعامله مع ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، ونتمنى ان تكون أبواب كردستان مفتوحة ايضاً أمام العراقيين الأقحاح من أخواننا المندائيين .
إن تفكيك الوضع العراقي يشير الى هيمنة قوى وميليشيات وأحزاب راديكالية على مقاليد الأمور في العراق ، وهيمنة هذه القوى أفرزت الوضع الدموي المتردي في العراق ، لكن أقليم كردستان تديره حكومة علمانية تؤمن بمبادئ الحرية وأحترام كل الممعتقدات والأديان والمذاهب دون تمييز وهذا هو سر الأمان والأستقرار في ربوع هذه المنطقة الحيوية من العراق ، ونحن نبارك هذا التوجه الذي يصب في مصلحة أقليم كردستان ومصلحة الوطن العراقي عموماً .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث - 2 2
- ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث 1-2
- بطريركية بابل على الكلدان مسيرة حكيمة أيام السلم والحرب - ال ...
- أقليم كردستان وتعايش اللغات الكردية والعربية والسريانية ..
- فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً
- آثاث وأدوات منزلية تراثية بيت القوشي نموذجاً 2 2
- هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم أقلياته القومية
- هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان