أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخمسي - فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج















المزيد.....

فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يسلم صيف العرب في كثير من السنوات من حرارة الحرب. سواء القومية أو الأهلية أو الطبقية.
إذ يخطط الفرقاء لاستباق الخصوم عند منعطف الموسم السنوي. وغالبا ما يكون شهر غشت مناسبة لربح ساحة الصراع عبر نقط إضافية، تعتمل في أوراق النزاعات. إذ يعمل أحد الفرقاء على خلق أوراق الجدول الزمني لخصمه. إذ من خلال ذلك، يستطيع توتير أعصاب الدماغ السياسي للخصم. عندما يستبق الوقت وهو يعرف أن برنامجا حربيا جاهزا للاشتغال بعد الدخول السياسي في الموسم الموالي.

وقد كرر المقربون من حزب الله، الإعداد الإسرائيلي المسبق للحرب على لبنان، لتنفيد خطة اجتتاث حزب الله من الجنوب. كما كرر المحللون الأقل تشاؤما إمكانية تخطيط اسرائيل لحد أدنى من الربح العسكري ضمن استراتيجية استنزاف الاحتياط القتالي لحزب الله، عبر دفعه إلى إطلاق الصواريخ المخزونة بكثافة. مما سيرجعه إلى مستوى لوجستيكي أضعف مما استطاع أن يراكم إلى الآن.

وهذا يعني الاشتغال على قاعدة مادية مختلفة، عند ممارسة الصراع على مستوى أكبر و أوسع مدى على الصعيد الإقليمي. معنى هذا إتاحة الفرصة من طرف اسرائيل لأمريكا وأوربا، بقدر أكبر على حزب الله. إذ تصبح المواجهة المباشرة بين إيران والغرب بصدد الملف النووي في سياق أفضل لفائدة الغرب.

فبالإضافة لاستنزاف الطاقة اللوجستيكية للمقاومة فوق أرض لبنان نفسها، فقد عمدت أمريكا إلى وضع منصات بتريوت فوق الساحل الفلسطيني تحت السيادة الاسرائيلية منذ 1948، كما اتفقت مع روسيا والصين على تشغيل قوات حلف الشمال الأطلسي لأول مرة فوق أفغانستان، أي على الحدود الشرقية لإيران.

إن رفع شعار شرق أوسط جديد من طرف الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن من الخفة والنزقية التي نتخيل. كما أن المراهنة بسمعتها وسط الرأي العام العربي والإسلامي عبر الإلحاح على دعم اسرائيل في حربها على لبنان لم يكن مجرد مقامرة لفظية نزقة، بل كان ثمنا سياسيا لتغيير ميزان قوى لوجيستكي عسكري نوعي من حول إيران، إذ تمكنت أمريكا في مجمل الوضع العسكري الاستراتيجي من ربح أربع نقط كما يلي:
1- حفر الهوة العميقة بين الشيعة والسنة في العراق إلى درجة الكراهية العنصرية المطابقة للحرب الأهلية. مما يعني خلق اكتفاء ذاتي محلي من الاستنزاف في القوة الاحتياطية المساندة لإيران في العراق، فيصبح العراق مستنقعا لإيران أيضا وليس فقط لأمريكا. ثم العمل على تعقيد الوضع في أفغانستان عبر تكرار نواة حرب أهلية بين السنة والشيعة (خبر التفجير أمام مسجد في كابول فاتح غشت2006) وبالتالي تتمكن أمريكا من زرع الألغام الطائفية من حول إيران. بهذا الشرط الاجتماعي السياسي تكون قد وضعت الأسس النفسية الاجتماعية لفتنمة الحرب، أي زرع الألغام الطائفية من حول إيران لينشغل الاحتياطي الشيعي خارجها بمحاربة السنة والسنة بمحاربة الشيعة، شعبيا ومجتمعيا.
2- في المقابل، تقوي العدة والعدد العسكري من حول إيران، كما سبق توضيحه في اسرائيل وفي أفغانستان، عبر إنزال قوات الأوطان والباتريوت، والتي تركز القيادة الحربية الميدانية في يد الولايات المتحدة الأمريكية من الناحيتين القانونية (الأوطان) والتقنية(الباتريوت).
3- استصدار قرار مجلس الأمن ضد إيران لأول مرة، وبالتالي مقابل إفلات قيادة حزب الله من الخنق الذي كان منتظرا من جانب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في حالة "السلم" السابقة، تم توجيه الضربة الدبلوماسية مباشرة لإيران من خلف دخان الحرب، مقابل التخفيف على سوريا، وهو ما يفسر التأكيد الاسرائيلي على عدم المس بها عسكريا أثناء الحرب على لبنان، ضمن الهامش المتروك للأنظمة العربية التقليدية، ولربط الألغام في الأرض بين الشيعة والسنة باصطفاف الأنظمة العربية كاملة ضد الدولة الفارسية..
4- توثيق العلاقة مع الأنظمة العربية التقليدية في السعودية ومصر والأردن، مما يفسر القرار السياسي السعودي المبكر ضد حزب الله، بالتزامن مع ذر الرماد في الرأي العام العربي، عبر مبادرات أخرى لاحقة، مثل الدعم المالي الضخم السعودي والكويتي للخزينة العامة اللبنانية والتي لا تعني شيئا غير تحصين الاستثمار الخليجي في لبنان، وكذا التصويت القطري في مجلس الأمن بصدد القرار الأمريكي ضد إيران القاضي بتحديد أجل الرد وبفرض العقوبات على إيران.

إن إقدام كوندوليزا رايس على استبدال مصطلح "الجديد" عوض مصطلح "الكبير" ضمن مشروعها للشرق الأوسط،، يعني التكيف الأمريكي مع التصحيح الإسرائيلي على لسان شيمون بيريز، والذي أصبح واردا بعدما أفرزت الديمقراطية الفلسطينية واللبنانية حماس وحزب الله قوة سياسية مدنية عبر صناديق الاقتراع النزيهة في البلدين. إضافة إلى كونهما قوة مقاومة عسكرية حازمة حاسمة في اعتراضها على السياسة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة (لننتبه لإشارات عزمي بشارة في هذا الجانب)

إن الاصطفاف العربي الشعبي وراء حزب الله وسوريا وإيران، يعني اصطفافا سياسيا ظرفيا مناسبا على المدى القصير، في حين ربحت أمريكا على المدى الطويل عندما تمكنت من ممارسة التوجيه الحربي للأداة العسكرية الاسرائيلية، وعندما تمكنت من إقرار دور الحلف الأطلسي فوق أفغانستان كجزء من أسيا الوسطى ضارب لإيران ولمحيط كل من روسيا والصين على حد سواء.

وعلى المدى المتوسط،، كان اللقاء بين وزيري الخارجية الإيراني والفرنسي في بيروت تكذيبا لتأكيد حسن نصر الله على أن النصر العسكري سيبقى للبنان وحده ولطوائفه كلها. إذ لم تصبر إيران مدة أطول ليتسنى للرأي العام اللبناني والعربي نسيان تأكيد الزعيم الشيعي اللبناني، كما ظهر تردد الشيعة اللبنانيين في جعل الأسرى العرب لدى اسرائيل ضمن التفاوض حول الأسرى. مما ململ جزءا من المعطيات المباشرة السياسية لتغليب القول حول الدور الإيراني السوري الرئيسي في تحريك قضية الأسرى في كل من فلسطين ولبنان لفائدة النظامين.

هذا التوزع على المدى الزمني المنظور هو الذي يعطي المصداقية الأكثر رسوخا لتوجه سياسي أو آخر. وبهذا المعنى، يمكن القول، وفق التحليل أعلاه، إن الحرب على إيران آتية إذا بقي النظام الإيراني متجها نحو الإخلاص للمقاومة، وفي غياب قدرة إيران على توسيع التأثير الميداني لحزب الله في الساحة العربية لا يمكن للحرب الأمريكية على إيران سوى أن تحدث. أما إذا تمكنت من خلق تحالفات اقليمية موسعة مع بعض الأنظمة وأيضا حركات المجتمع، في اتجاه السيادة الشعبية، آنئذ يمكن لأمريكا أن تتريث وتفاوض إيران ضمن الشرق الأوسط الكبير أو الجديد لا فرق.

وإلى الآن، ربحت أمريكا في الشطرنج من وراء دخان الحرب في لبنان دون أن ندري. أي عبر معادلات مركبة متوالية. في حين ربح حزب الله فوق نفس الرقعة ولكن في حدود الضامة البسيطة.

ليعمل العقل القومي العربي الإسلامي على مد دائرة التحليل السياسي إلى المدى المتوسط والطويل لتوفير الانسجام في المصالح الشعبية والمؤسساتية العربية والإيرانية بدل البقاء في الثنائية المقلقة بين الحرب على لبنان والملف النووي الإيراني. أما الثرثرة الحماسية فلا نحتاج إلى مزيد من الوقت لنكتشف فراغها الداخلي بسبب الفراغ الديمقراطي والبنية المحافظة في القوى المقاومة. فلا نريد استبدال السي السيد في المجتمع بسيد المقاومة في السياسة.

ونريد أن نمتلئ بالممارسة الديمقراطية في الذوات لنتمكن من تحصيل الخبرة الديمقراطية ونحن نشتغل على قضايا الأمة موضوعيا لنتمكن بعد ذلك من الانتفاع من القيم المضافة الديمقراطية ذاتيا في نزاعاتنا الدولية. إن التفوق الاستراتيجي للغرب في مواجهتنا يكمن في هذه الحصيلة الثلاثية الأضلاع والتي تجعل التماهي بين الفرد والمجتمع والدولة منسجما متكاملا. وحتى إذا ما اقترف في حق أطفالنا في قانا جريمة حرب، فهو لا يخاف من تبديد الشرعية الدولية القانونية الجوفاء ما دام مشتغلا بما يفيد الفرد والمجتمع والدولة في اسرائيل وأمريكا. لأنه يطبق دياليكتيك الرحمة مع الذات والشدة تجاه الأعدء. في حين يمارس حكامنا هذه الحكمة الإسلامية مقلوبة تماما ضد شعوبهم وضد منبع الحكمة الدينية الأصلية.
فموت الأطفال العرب إن لم نتقبله في الصورة القاسية النارية الحارقة في قانا، فقد تعودنا عليه بين ظهرانينا، عبر الأطفال الذين يتم تشريدهم بتواطؤ من طرف الدولة والمجتمع العربي نفسه. لذلك لم تعد القومجية النفعية كافية. بل يقتضي الأمر بناء مجتمع ديمقراطي في فرن الحروب نفسها معها قبلها وبعدها.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2006-1996 عشر سنوات بعد الاصلاح الدستوري في المغرب أي أفق
- منبعنا مشترك سواء في لبنان أو روما
- الانتقال من الوطنية الى المواطنة
- ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم
- تركيا: حجر الزاوية في حوار المتوسط
- من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟
- الجدل الصاخب بين شبق الهوية وعبق الحرية


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخمسي - فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج