أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - خطابات نصر الله تسكن القاهرة














المزيد.....

خطابات نصر الله تسكن القاهرة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أحد مساجد بورسعيد شهد حادثة ذات دلالة.. إمام مسجد من الدرجة العاشرة.. من هؤلاء الذين يتسلمون خطبة كل جمعة من الأمن أو يقتطفونها من كتيبات جماعات ما قبل الحضارة.. بدأ خطبة الجمعة الماضي بينما المصلون من أهالي بورسعيد جالسين حوله في صحن المسجد يستمعون بخشوع تقليدي.. مضبوط كالمعتاد في ساعاتهم الداخلية على ظهر كل جمعة، خلال خطبته الأمنية أو الطائفية أو أيا كان توصيفها نصح المصلين بعدم مناصرة حسن نصر الله في حربه الدائرة مع إسرائيل.. لأنه زعيم حزب شيعي والشيعة أعداء و.. لم يكمل الرجل خطبته.. فقد هاجمه المصلون الذين كانوا قبل قليل خاشعين خشوعهم المضبوط بساعاتهم الداخلية على وقت خطبة كل جمعة، ولم ينقذ ذلك الإمام كما تقول الأخبار إلا تدخل قوات الأمن التي سارعت بنزعه من بين أيادي أهالي بورسعيد.. بورسعيد بالذات.. المدينة الأشهر في مصر بمقاومة شعبية تاريخية لعدوان إسرائيل.. يا لغباء هذا النوع من الأئمة!
حادثة أخرى.. سائقو التاكسي في القاهرة.. وربما في مدن أخرى بمصر.. وربما أصحاب بعض المقاهي أيضا.. سجلوا خطابات حسن نصر الله على شرائط كاسيت ولقموها لأجهزة التسجيل في سياراتهم ومقاهيهم.. وما أن استقل أحد الأصدقاء واحدا من هذه التاكسيات وبعيد جملة نصر الله (إن قصفتم بيروت سنقصف تل أبيب) قال السائق: ينصر دينك يا نصر الله، ثم انتبه للراكب فقال له:" إنت زيي يا بيه؟!" أي هل أنت مثلي.. فقال له:" يااسطى.. كلنا كنا مستنيينه ييجي"!
الثالثة.. ليست الأهالي المصلين بخشوع أو سائقي التاكسيات أو أصحاب المقاهي.. وإنما هي موقف لأحد المثقفين الذين عرفوا عادة بمعاداة كل فكرة تقول بأن مصر جزء من محيطها العربي حتى ولو من باب استحقاقات الجغرافيا والتاريخ وليس من باب الثقافة والمشروع والمزاج.. اتخذ منذ اليوم الأول لحرب إسرائيل على لبنان موقفا متحفظا من حزب الله ومقاومته ورجاله للعدوان.. لكنه وبعد تخطي الحرب أسبوعها الثالث قال في جلسة خاصة: عملها نصر الله وشد حيله و.. حيلنا!
ثم رابعا.. كاتبة هذا المقال.. آخر ما كنت أتوقعه.. أن أقع في غرام رجل دين.. بعمامة! فهؤلاء لا أحبهم وبالطبع لن يحبوا مثلي أبدا.. لكنني استعير جملة صديقة.. هي الأخرى تضيق ذرعا بأصحاب العمائم وحضورهم المفزع في حياتنا.. " يا للمصيبة.. أشعر أنني أبحث عن نصر الله طوال الوقت بعيني وقلبي وعقلي.. أشعر أن نصر الله سكنني..!
حسنا.. المصريون لا يشاهدون قناة المنار عادة.. لكنهم في غالبيتهم الساحقة يدمنون مشاهدة قناة الجزيرة.. وقناة الجزيرة تنقل مباشرة وعن قناة المنار كل خطاب لحسن نصر الله.. وهي.. قناة الجزيرة.. الوحيدة من بين فضائيات العرب التي ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي كانت في تناولها للحدث الرهيب فضائية (عربية)! لأنها بالطبع بعيدة عن شوارب السعوديين وعائلة مبارك والملك عبد الله الثاني.. إن كانت لأي منهم شوارب! والجزيرة التي أطلقت على تلك الحرب اسم (الحرب السادسة) كانت بذلك ترسخ أن تلك الحرب هي حرب إسرائيلية-عربية.. وإن كان اللبنانيون فقط.. ذلك الشعب الصغير الجميل.. هو وحده من يقف فيها، وهذا ظلم كبير لهم يشعر الجميع الآن أن نصر الله يفضحه.. فهو (مقاوم) لإسرائيل بغض النظر عن مشروعه الديني.. وهذا بالضبط ما وصل إلى المصريين من خطاباته المتلفزة..
المصريون السنة في غالبيتهم الساحقة لم تصلهم من نصر الله رسالة عمامته السوداء.. (لا تنقصهم العمائم على كل حال! فإعلامهم بعمامة وتعليمهم بعمامة وحياتهم كلها معممة!) وصلت لهم فقط رسالة صواريخه الموجهة إلى حيفا وما بعد حيفا، أكثر من ثلاثين عاما بعد حرب أكتوبر التي خاضتها مصر بنفس أبيه ضد إسرائيل.. لم يذق المصريون بعدها أي طعم للكرامة أمام هذا العدو الكريه، أذلهم السادات ومن بعده مبارك وخاصة ذلك الأخير بخنوعهما المروع المخزي لجنرالات إسرائيل وملوك العرب أتباع إسرائيل.. لكن هناك شيئا قد يكون (الشعور الجمعي.. الوعي الجمعي.. الذاكرة الجمعية لشعب) لم يطله الانكسار.. هو ذلك الشعور بأن (إسرائيل هي العدو الخطر لمصر ومشروعها الحضاري الرابض في رحم مستقبلها ولا يأتيه المخاض)، اشتاق المصريون لكرامة عبد الناصر ومواجهته لذلك العدو الخطر على مشروع وطنهم.. اشتاق المصريون- حتى هؤلاء الذين ولدوا بعدما مات عبد الناصر بعقود- إلى (الصمود والتصدي والمقاومة) .. اشتقنا لعبد الناصر في شخص نصر الله.. حتى وهو بتلك العمامة السوداء! وما قدمه نصر الله للمصريين في هذا المجال هو شيء عظيم.. إسرائيل ليست تلك القوة (الأسطورية) كما يصور لهم حاكمهم الرخو.. لم تعد إسرائيل بالنسبة للمصريين كما كانت.. قبل حيفا وما قبل قبل حيفا!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريموت كنترول 4
- ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا
- ثروة الثري العربي وثروة بيل غيتس
- يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!
- لا مستقبل لأوطاننا واسرائيل هنا
- الحاضر البعيد عن أجندة هيكل في مسلسله التليفزيوني
- صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب
- حمى البورصة في المجتمعات العربية
- ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - خطابات نصر الله تسكن القاهرة