أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن حاتم المذكور - الجرح اللبناني ... والموت العراقي .















المزيد.....

الجرح اللبناني ... والموت العراقي .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 07:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


العراق يستغيث بأهله ... انا وطنكم .. بيتكم .. لا تتركوني حصة من لا يستحقني ’ استرجعوني من الآخرين’ لا تتساقطوا قتلى على جسدي المنهك .. ان ضعفكم وموتكم ثغرة ينفذ منها الدخلاء والغزات والضباع المحلية ليتقاسموني ’ انا بيتكم وحدكم’ ستبقون عرات اذلاء بدون امني واستقراري ودفئي .. لا تتركوا بيتكم يفترسه الحريق وتتركوه تفرجاً وتضامناً مع الهامشي من عذابات الآخرين .. انه جنون ورعونة ستدفعون ثمنها وحدكم ’ وغيركم سيضحك شامتاً من سذاجتكم ’ انا استحق منكم الكثير ايها الأبناء النجباء .
وقع لبنان جريحاً بين الغرور الوظيفي لحزب الله وهمجية العدوان الأسرائيلي ’ نزيفه يثير الأسى والحزن ويستحق التضامن والدعم .
العراقيون خارج الوطن عبروا عن تضامنهم مع الشعب اللبناني بقوة وحمية وكفاءة عبر التظاهرووسائل الأعلام وقد تبرع من في الداخل وتظاهر الألوف ( ولا اعني هنا تلك الجموع المسيرة التي يظهر فيها العراق مقلوباً على رأسه وتعبر عن تقاسيمه الجميلة عورة المليشيات الدموية .. اعني بالتحديد ذلك المواطن الطيب المسالم والساذج ايضاً والذي جرفته مرغماً تيارات الفوران الطائفي والعرقي خارج دوره كآخر الخيارات ) واتخذ الأعلام العراقي موقفاً ايجابياً في دعم القضية اللبنانية ’ انه واجب انساني لن يتخلى العراقيون عن تأديته .
هكذا هم العراقيون ’ كانوا ولا يزالون سباقون يبحثون في زوايا الكون عن جريمة عدوانية ليتضامنوا مع ضحاياها ’ شعباً كان ام شريحة اجتماعية او حزباً وعن مظلمة ليساهموا برفع الحيف عن اهلها ’ يستنكرون ويدينونون ويقاتلون من كان سبباً فيها ’ وهم يؤدون واجبهم الأنساني تحاصرهم العبرة ومرارة الغصة وخيبة الأمل والعالم يتفرج لا ابالياً على موتهم اليومي .
منذ اسابيع ابتداء نزيف الجرح اللبناني نتيجة استهتار حزب الله وعنجهياته المكلفة وردود الأفعال الوحشية المبرمجة للماكنة العسكرية الأسرائيلية ... لكن ومنذ اكثر من ثلاثة اعوام يتواصل الموت العراقي البشع مهمشاً كما كان دائماً والمشرعن في اغلب حالاته ’ من يُقتل خارج العراق شهيداً حتى ولو لم يستحق ذلك احياناً ’ يستفز الضمائر ويهيج العواطف الأنسانية ’ ومن يستشهد داخله ذبحاً وتفجيراً مجرد قتيلاً اقل اهمية من ضحايا الكوارث الطبيعية في افضل الحالات او مجرد رقماً يذكر وينسى سريعاً .. نزيف الآخرين دماءً طاهرةً تستحق الحزن والتأبين بينما الدماء العراقية غسيلاً تغرق فيه شوارع المدن العراقية .. الملثم والمفخخ خارج العراق ارهابياً’ وداخلة مقاوماً شريفاً .. الأنتحاري والمفجر في كل مكان وحشياً معتوهاً يستحق لعنة الله ويجب تكفيره وتحقيره بفتوات اسلامية تحت الطلب ’ الا في العراق ’ فهو اميراً مبجلاً مكرماً في الدنيا وفي الآخرة وحبيب الله ’ترميه عجالة المفخخة في احضان الرسل والأنبياء ليتناول فطوره مسرعاً لملاء خوائه النفسي والعاطفي وعقده الأجتماعية بخفايا جسد الحوريات ويمارس انفلات شهواته افتراساً مع الغلمان .
ابناء العراق ( مع الأسف ) وخاصة خارج الوطن اصبحوا ايضاً لا يحسنون التعبير عن حزنهم ربما اقتنعوا بمفاهيم تساقط الأرقام ’ فهم يخرجون بالعشرات والمئآت تضامناً مع المظلومين من شعوب العالم ــ وهذا شيء جيد ــ لكنهم لا يستطيعون تجميع ما يزيد على اصابع اليد والأرجل احتجاجاً على ما يحدث في وطنهم من مجازر ومظالم وبشاعات واحتلال وتدخلات اقليمية ودولية فضــة ’ ربما يتصورون ان الدم العراقي يجب ان يسفك قرباناً لفوز احزابهم وطوائفهم واعراقهم بأكثر من استحقاقها في دولة الفرهود المحاصصاتي .
تتناقل وكالات الأنباء ومختلف وسائل الأعلام ’ طبعاً بعد اسهاب بعضها في مقدمة زيارات واستقبالات وتصريحات وهبات الرؤساء والملوك والأمراء ’ القصف الأسرائيلي على مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني والأنتصارات الوهمية للمقاومين والتي كسابقاتها سترمي الكيان الصهيوني الى الجحيم ثم تسترجع العزة والكرامة والمجد والنصرالمبين لعروبة الأزمنة الغابرة ’ والذي اصبح على الأبواب بفضل القائد الفلتة حسن فتح الله ’ثم اهمية اسقالة احد عشر وزيراً في الصومال وازمة حكومية في ساحل العاج ونجاح علماء ايطاليا الأفاضل بترجمة المفردات النظرية والفلسفية والعلمية للكتاب الأخضر’ ونجاح عملية فصل توامين ’ او التبريكات والتهاني الشعبية والمؤسساتية بثبوت التقارير الطبية سلامة اميراً خليجياً من امراض عطب واستهلاك اجهزته التناسلية وقد غادر المستشفى مصحوباً بالسلامة ’ وقبل نشرة الأحوال الجوية بقليل يستعجلون الأشارة الى المآساة العراقية بأقل ما يمكن من الدقائق ’ بعد الأختزال الشديد لفواجعها .. 76 قتيلاً و180 جريحاً اغلب الأصابات خطرة في عملية تفجيرية استشهادية في بغداد بينهم اطفال ونساء وشيوخ ’ العثور على 30 جثة بلا رؤوس مرمية في نهر دجلة ’ عشرون قتيلاً بينهم اطفال ونساء في عبوة ناسفة في سوق شعبي ’ ويتم على عمد تجاهل ما يحدث على عموم العراق من خطف واغتصاب وذبح وتصفيات على الهوية كونه في نظرهم مكرراً لا يثير اهتمام المتلقي ’ اما تدمير البنى التحتية وفقدان الخدمات وتعميم الفوضى وحالات الرعب والخوف التي تغلف الحياة اليومية للأنسان العراقي والتصفية المنظمة للكوادر العلمية والثقافية والأدارية فأنها امور موروثة مملة اصبحت خارج فضول التاريخ .
هل اصبحت قيمة الأنسان في الدول التي بقت تراوح تخلفاً خارج ازمنة التطور والتقدم والتحضر تقاس طرداً مع تفاهة ورداءة انظمتها ’ عراق البعث مثلاً وانظمة خليجية ومصر واليمن وليبيا وسوريا وغيرها .. وعندما حاول العراق ان يخرج بشكل وآخر بعض الخطوات عن دائرة موتهم وظلامهم وتحجرهم المستعصي استنفروا واجلوا صراعاتهم وعداواتهم وقرروا متحدين ان يسترجعوه حياً او ميتاً الى قطيعهم ’ فحدث ماحدث وسيحدث من تقتيل مبارك وتدمير مشروع وابادة صامتة .
ايها العراق الجميل العظيم .. من كتب عليك ان تكون خارج قوسي التاريخ وحيداً تتوسد جراحك كأسد متهالك تنتظر نهايتك المستحيلة كلاب غدر الجوار وضباع الخديعة الدولية وقطط الخيانة المحلية ... ؟
خزياً لهم جميعاً ’ وعار لمن يتجاهل موتك ويتفرج على مآساتك ومن يقبل ان يكون مخلباً للآخرين مغروساً في جسدك .
ايها الوطن الرائع : متى ستنهض اهلك على صوتك المستغيث ( ابنائي .. انا بيتكم ’ متى تسترجعوني ممن لا يستحقني ... ؟
ايها النبي الأقدم : من ارضك ابتداءت الأوطان .. ومن اهلك ابتداءت المعارف والقيم والعقائد والحضارات ورسالات السلام والمحبة والتعايش والوءام .
ايها الوطن الأجمل : حاولوا ان يجعلوك سلة لفضلات العقائد ’ وعلى ارضك تتصارع وتتقاتل الرموز المقعدة للطائفية والعرقية والشللية ’ وفي دارك يستضيف الأراذل من سماسرة وعلاسة لصوص الغدر والفجور لدول الجوار وما خلف الجوار .
عار لمن استرخص دماء وارواح اهلك وجعل شهدائك الأطاهر من الدرجة التي لا درجة لها .
07 / 08 / 2006
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن حاتم المذكور - الجرح اللبناني ... والموت العراقي .