أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد صبحى منصور - السنيورة يبكى.!!.














المزيد.....

السنيورة يبكى.!!.


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 12:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
السنيورة يبكى.!!.

1 ـ منذ قليل شاهدت رئيس الوزراء اللبنانى وهو يبكى فى مؤتمر وزراء خارجية العرب المنعقد الآن فى بيروت.كان يقول: إن عروبة لبنان إختيار، بكى ، ثم عاد صوته قويا يطلب من العرب دعم لبنان فى محنته.
فؤاد السنيورة من الزعماء العرب القلائل المستحقين للاحترام ، وربما غطى انفعاله وبكاؤه على المغزى الخطير لكلماته. إنه تهديد للعرب المجتمعين بوزراء خارجيتهم بأن انتماء لبنان العربى ليس شرطا وليس فرضا وليس حتمية لا مفر منها، إنه إختيار ، وهذا الاختيار مرتبط بمدى وقوف العرب الى جانب لبنان فى محنته، أو اهمالهم له. إذا استمر تقاعسهم عن نصرته فليس أمام لبنان إلا التخلى عن عروبته واللحاق بالبتبعية الايرانية.اضطرار لبنان حينئذ للخيار الايرانى أبكى السنيورة لأنه يعرف مقدما خطر هذا على التركيبة اللبنانية والوفاق اللبنانى الحزبى والطائفى. كون التقاعس العربى هو المسئول عن هذا الضياع المنتظر للبنان هو الذى جعل السنيورة يرفع صوته عاليا ومحذرا للحكام العرب ..
ما قاله السنيورة ردده من قبل الرئيس برى الذى شبّه لبنان بالمصلوب الذى آن له أن يترجل تاركا صليبه. المغزى واضح ، فلبنان هو الذى يواجه وحده اسرائيل وأسلحتها الأمريكية، ويتلقى الضربات كالمصلوب المعذب بينما الحكام العرب فى غيهم يعمهون. قالها أيضا بصورة جارحة حسن نصر الله ، طالبا من الحكام العرب أن يكونوا رجالا ولو ليوم واحد يحاولون فيه التوسل لأمريكا واسرائيل كى توقف القصف ويبدأ التفاوض ، وفى الوقت الذى تكلم عنهم بهذا الاسلوب مدح ايران وأشاد بها.
ما قاله السنيورةوبرى هو نفس ما سبق ونبهنا عليه هنا ولا زلنا نفعل. أن عروبة لبنان الآن فى خطر حقيقى ، وتلك هى فرصة العرب لفعل شىء للوقوف الى جانب لبنان قبل أن يتحول الى ركيزة ايرانية فى صراع بدأ واحتدم بين الفرس والروم ، أى بين ايران وأمريكا.

2 ـ منذ إنشائه كيانا سياسيا مستقلا اعتنق لبنان الانتماء العربى . سبق اللبنانيون كل العرب فى أواخر العصر العثمانى فى الانفتاح على الغرب وثقافاته وارسالياته الفرنسية والأمريكية، ومع ذلك فقد كانوا أول دعاة للقومية العربية منذ ساطع الحصرى وغيره. بسبب تميزه الثقافى عن بقية المناطق السورية فقد أتيح لجبل لبنان الاستقلال وتكوين دولته الخاصة. بتوجهها العربى تحملت الدولة اللبنانية مشاكل الصراع العربى الاسرائيلى . هاجر اليه الفلسطينيون ومنظماتهم وأسلحتهم ، وجعلوا أرضه موقعا للمعارك بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، استلزم أن تقام للفلسطينيين جيوبهم المسلحة داخل الدولة اللبنانية ، ثم إنتهى الأمر بأن يقيم الشيعة اللبنانيون جيشهم الخاص فى الجنوب لتحرير لبنان من احتلال اسرائيلى دام 18 عاما. لبنان كان ـ ولا يزال ـ صيدا سهلا للآلة الحربية الاسرائيلية بسبب قدرته الحربية المتواضعة وتكوينه الفسيفسائى الهش وموقعه فى بؤرة الصراع العربى الاسرائيلى . دفع الثمن الدولة اللبنانية ـ أرضا وشعبا ونظام حكم. تمثل الثمن الفادح فى احتلال اسرائيلى سابق وغزو اسرائيلى حالى ، ومذابح سابقة وحالية، وحرب أهلية، وتدخلات أجنبية وعربية تعمل لصالحها وليس لصالح لبنان. والشعب اللبنانى الذكى الجميل هو الذى يدفع ـ دائما ـ الثمن.
3 ـ منذ إنشائه كيانا سياسيا مستقلا اعتنق لبنان الانتماء العربى ، ودفع الثمن باهظا من استقلاله ودماء بنيه وكرامة أهله. فماذا جنى لبنان من العرب مقابل كل هذا؟
مر لبنان العربى بحقبتين: الحقبة الناصرية والحقبة النفطية . فى الحقبة الناصرية غنت فيروز ووديع الصافى ، وتغنى بالعروبة كمال جنبلاط وعانى من زخم العروبة أمثال كميل شمعون ، ثم انتهى الأمر بهزيمة 67 .
فى الحقبة النفطية اشتعلت الحرب الأهلية اللبنانية، وتمت تصفية حسابات محلية واقليمية ودولية فوق جسد لبنان الجريح ، وبعدها جرى اتفاق الطائف الذى أعاد أشلاء لبنان وفق معادلة جديدة قديمة تنفذها سوريا التى احتلت لبنان بدلا من أن تحتله اسرائيل. وبعدها تحول لبنان الى منتجع يتمتع فيه أرباب النفط . وحلّ وليد جنبلاط محل أبيه كمال جنبلاط ، وأختفت فيروز ووديع وأصبحت البطولة لمطربات جدد من نوعية نانسى عجرم و أليسا و هيفاء وهبى يعرضن الأرداف والأفخاذ والسيقان والنهود بدعوى الغناء والطرب، ويرقص معهن أرباب البترول وأثرياء العرب وسماسرة لبنان فوق برميل بارود فى الجنوب اللبنانى يجرى تجهيزه على مهل بيد حزب الله فى الداخل وايران من الخارج.
4 ـ لبنان الآن ـ والعرب ـ فى مفترق طرق. انتهت الحقبتان المحليتان : الناصرية والحقبة النفطية. و أصبح الخيار الآن بين الحقبة الاسرائيلية الأمريكية أو الحقبة الايرانية. وفى كل منهما يفقد لبنان استقلاله ويتحول الى ساحة حرب بين الفرس والروم، أو ايران وأمريكا.
تمادى القوة الاسرائيلية فى قتل المدنيين وتقطيع أوصال لبنان وتدمير أرضه وبنيته التحتية ومدنه وقراه ـ يجعل اللبنانيين يختارون ايران وحزب الله الذى يدافع عن أرض لبنان وشعبه. وحتى لا تنفرد ايران بالساحة اللبنانية وليكون هناك نوع من التوازن فى الداخل اللبنانى بين حزب الله وبقية المعادلة اللبنانية فقد لجأ السنيورة السنى ونبيه برى الشيعى للعرب يطلب المساعدة. فهل يستطيع العرب المساعدة؟.
لهذا بكى السنيورة وهدد بدبلوماسيته الرقيقة المهذبة.
5 ـ والكرة الآن فى الملعب العربى خصوصا اكبر دولة عربية( مصر ) ، وأغنى دولة عربية ( السعودية )، وأقرب دولة عربية للعمق الاسرائيلى ( الأردن ). وقد أعلنت الدول الثلاث امتعاضها من حزب الله ، ورحبت اسرائيل بهذا الامتعاض واعتبرته تأييدا لها فى غزو لبنان . ثم بدأت الدول الثلاث فى اجراء تغيير فى مواقفها بسبب صمود حزب الله وما قامت به اسرائيل من مذابح للمدنيين، والمظاهرات الغاضبة داخل وخارج البلاد العربية.
6 ـ ما الذى تستطيع الدول العربية تقديمه الى لبنان؟
هذا هو السؤال الذى نتوقف معه فى المقال التالى.
ولا زلنا نحاول فهم ما يجرى فى لبنان.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عادت الحرب بين الفرس والروم؟!!
- فى سبيل الجاز..!!
- الآخوان وأهل القرآن
- مسكين يا عباس ..!!
- نعمة الجهل
- الصراع داخل دين التصوف السنى
- أحفاد توت عنخ آمون يتظاهرون فى شيكاجو
- دين السنة استوعب دين التصوف ليواجه دين التشيع
- البهائية وصراع أديان المسلمين الأرضية
- البهائيون وأديان المسلمين الأرضية-المقال الثالث
- البهائيون بين الاسلام والمسلمين
- الاخوان المسلمون والحزب الوطنى ضد البهائيين المصريين .
- قراءة فى بيان ابن لادن الأخير
- صفحات من تطبيق الشريعة
- فى سبيل التاج
- نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا
- دليل الحيران فى أحوال ايران
- ليس حراما ظهور شخصيات الأنبياء فى الأعمال الدرامية
- شيوخ الاعتدال والرقص على الحبال
- ليس حراما اتخاذ التماثيل


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد صبحى منصور - السنيورة يبكى.!!.