أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن














المزيد.....

إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في لبنان، كما في فلسطين، المطلوب حماية المدنيين من المجازر الإسرائيلية التي تحاول من خلالها ردع المقاومة وعزلها عن الجماهير بغية عدم رفدها بالدماء الجديدة التي من شأنها إدامة أمد الصراع حتى الظفر بالحرية والاستقلال وتحرير الوطن.
وعلى الرغم من دروس الماضي ما يزال قادة إسرائيل المتعاقبين يتعاملون بنفس العقلية والطريقة دون إحداث أي من وسائل التجديد عليها، في اعتقاد منهم، بأن المزيد من القوة والمجازر إنما هو الوسيلة القادرة على حسم الأمور سريعـاً. لم تتعظ من انتفاضة 1987، ولم تعد تقييم تجربتها خلال انتفاضة 2000 وكأن الوازع أقوى من إعادة النظر في مثل هكذا سلوك، لدرجة يعتقد فيها المحايد الذي يراقب الأمور عن كثب: أن هذا التصرف هو من وحي تعاليم الحاخامين الذين يشكلون المرجعية الروحية للكثير من ألأمور والقضايا التي تبرز بين الحين والآخر، غير أن الأمر لم يكن على هذا النحو في أي وقت من الأوقات. فإسرائيل الكيان الغاصب تحاول تسويق الفكرة لما تحظى به من قبول عند عامة الناس، في حين كانت وما زالت قائمة على أساس استعماري يحول دون توحيد الأمة العربية والمحافظة على مقدراتها، وهذا ما تؤكده الإجراءات الانتقامية عند كل صغيرة وكبيرة بعيداً عن فكرة حماية مواطنيها، وهذا على وجه التحديد ما يضاعف من المجازفة بتهديد أمنها وعدم الاستقرار وتوتير أوسع للأوضاع في المنطقة برمتها.
وما يطفو على السطح قد يكون على درجة من التشابه بين ما يحدث في فلسطين وما يحدث في لبنان ليس فقط على مستوى المجازر الجماعية التي يتعرض لها الشعبان، بل وعلى مستوى قرارات الشرعية الدولية التي قالت كلمتها بالاحتلال وضربت بها عرض الحائط دون محاسبة، ومع ذلك لم يتطرق أحداً للأسباب الحقيقية التي تقف وراء استمرار جذوة الصراع بكل مناحيه وانعطافاته، لا سيما وأنه بات معلوماً للقاصي والداني كنه استمرار العنف على اختلاف مستوياته، إنه باختصار عدم الانصياع للقرارات الدولية منذ أكثر من أربع عقود حتى غدا فيها القادة المتعاقبين في إسرائيل يعانون من وهم القدرة اللا محدود على إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية- اللبنانية بعيـداً عن النظر إلى الحلول السياسية البديهية التي تضع نهاية للعنف برعاية دولية تحفظ الاستقرار والأمن لجميع السكان كحل أولي عن طريق إنهاء عقود من الصراع أثبت الواقع اليومي عدم إمكانية طرف فيه من القضاء على الطرف الآخر.
وإزاء هذا الوضع، عمدت إسرائيل التي لم تستجب لمعاناة أسر الأسرى الذين تحتجزهم وبالتالي تبادر في إطار واحد من الاتفاقيات إلى الإفراج عنهم، عمدت إلى تصعيد الوضع نحو اللاعودة إذا استمر على هذا النمط، في أعقاب أسر الجنود الثلاثة في فلسطين ولبنان، الأمر الذي دفعها تستخدم أقصى درجات العنف والمجازر بغرض إخضاع المقاومة إلى الإفراج عنها، مع العلم أن هذا المعلن لا يشكل الأساس الفعلي للتصعيد الآخذ في الاتسـاع، بقدر ما هو ذريعة بغرض فرض شروط جديدة تخضع المنطقة برمتها للانصياع الأمريكي الذي يتوخى شرق أوسط جديد يحافظ على المصالح الأمريكية ويقبل بنهب خيرات الأمة العربية لصالح أعدائها.
وغني عن القول، أن الأمور خرجت عن السيطرة، وصمود حزب الله في لبنان، بل وإيقاع الخسائر غير المتوقعة في صفوف العدو خلال الأيام الماضية في المعارك البرية، بل وضرب العمق الإسرائيلي الذي من شدته خطف النوم وأكد أن لا أمن لإسرائيل دون توفير الأمن إلى اللبنانيين، يؤكد أن المعادلة في الصراع لم تعد إسرائيل وحدها تتحكم فيها، بل أصبحت المقاومة الطرف الأقوى والمؤثر في سير تطورها وإلى أي مدى يمكن أن تصل.
وأحسب أن إسرائيل التي لم تكن على دراية استخباراتية كافية عن إمكانية حزب الله، ووضعها في مأزق يصعب معه الخروج دون خسائر سياسية لم تتعود عليها من قبل، خاصة وان الحكومة اللبنانية بمختلف ألوانها تقف اليوم في خندق المقاومة التي أعلن حزب الله عن موقفها بالرفض المطلق لوقف إطلاق النار ما دامت إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية. وهذا يؤكد فشل المسعى السياسي الذي يقف وراء الحرب والذي غذاه الدعم الأمريكي- الغربي على أمل تغيير الشرق الأوسط بما يكفل لهم حرية التصرف بمقدرات الأمة العربية بعد أن يتم القضاء على المقاومة من خلال تجريدها من سلاحها التي يشكل الرادع لأي عدو مهما كانت دوافعه.
من هنا ما يتم الحديث عنه عن قرب الانفراج، لا يعدو كونه تأملات تتنافي مع الواقع على الأرض قد تضحده المستجدات التي تفاجئنا كل لحظة، وما الاتفاق الفرنسي- الأمريكي سوى محاولة بائسة تهدف للالتفات على المقاومة وبالتالي إعطاء المزيد من الوقت للاحتلال حتى يتمكن من السيطرة على الأرض كي يخفى فشله من جهة، وحتى يعيد ترتيب أوراق المنطقة إذا ما تمكن من تحقيق أي تقدم فعلي من الجهة المقابلة على أمل إعادة إنعاش مشروعه الداعي إلى السيطرة على الوطن العربي والذي أحسب أن الواقع الميداني ومفاجآت حزب الله حالت وستحول دون تحقيقه.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11
- مازال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوباً
- شهادة ابداعية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن