أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلامة كيلة - الحرب على لبنان: الدور الصهيوني في الاستراتيجية الأميركية















المزيد.....

الحرب على لبنان: الدور الصهيوني في الاستراتيجية الأميركية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 12:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إعتقد بعض السذج بأن الاحتلال الأميركي للعراق، و بالتالي ترسيخ التواجد العسكري الأميركي المباشر في المنطقة العربية، قد انهيا " المهمة التاريخية" للدولة الصهيونية التي تتمثل في التدخل العسكري، إنطلاقاً من أن الدولة الأميركية باتت تقوم بمهمة السيطرة بشكل مباشر دون حاجة إلى وكيل. وكان يكمن في خلفية هذا الإعتقاد أن الدور الصهيوني يلاقي رفضاً عربياً كون الدولة الصهيونية "دولة غريبة" مرفوضة، وبالتالي مرفوض دورها. وكأن الدور الأميركي الجديد سيكون مقبولاً من دولة "صديقة". بمعنى أن هذا الإعتقاد قام على أساس أن المشكلة ليست في الاحتلال ( سواء لفلسطين أو العراق) بل في طبيعة ربما البشر هنا أو هناك. ولاشك في أن النظرة الايجابية نحو الدور الاحتلالي الأميركي، و الرفض المطلق للدولة الصهيونية الذي تبدى طيلة العقود السالفة، هو الذي افرز هذا المنطق الأعوج.
ولقد أفضى هذا الاعتقاد إلى نتيجتين خطرتين، الأولى: تتمثل في أن الدولة الأميركية سوف تسعى لـ "فرض" سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، خصوصاً وأن جورج بوش قد وعد بـ"قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل". وبهذا إنبنت التصورات السياسية والممارسات على أساس أن المطلوب هو التحضير للتفاوض من أجل الوصول إلى ذلك، وبالتالي التخلي عن المقاومة ووقف العمل العسكري ودعم السلطة الفلسطينية. ولقد سارت الأمور منذئذ عكس ذلك، حيث فرضت الدولة الصهيونية "أمراً واقعاً" لا يسمح بقيام دولة فلسطينية و يضع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في وضع بالغ الصعوبة، بدأ من "الانسحاب" من قطاع غزة وبناء الجدار العازل في الضفة الغربية الذي افضى إلى تحويلها إلى ثلاثة كانتونات مغلقة ومحاصرة ودون مقومات الحياة، و من ثم السيطرة وضم حوالي 60% منها إلى الدولة الصهيونية، وتحديد حدود الدولة على هذا الأساس. هذا اضافة إلى التدمير المستمر للبنى التحتية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة منذ أيلول سنة الفين. وبالتالي تبين أن مفاوضات السلام التي بدأت مع إتفاق أوسلو و المفاوضات الطويلة التي تبعتها كانت فسحة من أجل أن تفرض الدولة الصهيونية الأمر الواقع المناسب لها و ليس من أجل تحقيق "السلام". وكان الدعم الأميركي واضحاً لكل هذه الخطوات، وتكلل في "وعد بوش" الذي أقرّ التصور الصهيوني ودعمه. لهذا بات الحديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة وهماً و ديماغوجيا، كما بات الحديث عن السلام كلام مضلل، و بالتالي بات المطلوب هو التأكيد على إنهاء الدولة الصهيونية مع إيجاد حلّ ديمقراطي للمسألة اليهودية. وليس تكرار المطالبة بـ"الدولة الفلسطينية المستقلة"، لأن ذلك يعمق من الأوهام ويزيد في التضليل.خصوصاً مع توضّح الدور الصهيوني كأداة إمبريالية.
والنتيجة الثانية التي أفضى إليها ذاك الإعتقاد تتمثل في التأكيد على أن الدور العسكري للدولة الصهيونية قد إنتهى. حيث باتت تعمل الدولة الأميركية على لجم الآلة العسكرية الصهيونية لأنها لا تريد المزيد من الاستثارة التي يطلقها الدور الصهيوني نتيجة "حساسية" الوجود الصهيوني ذاته. لهذا يجب أن يتراجع دور الدولة الصهيونية وأن تجري السيطرة على الوطن العربي "دون حساسيات" عبر الآلة العسكرية الأميركية.ورغم أن الدولة الأميركية إستمرت في تطوير القدرات العسكرية للدولة الصهيونية، و في التأكيد على "التحالف الاستراتيجي معها، فقد إنتشر التصور حول "نهاية" الدور العسكري الصهيوني، برغم كل المجازر التي ترتكب في قطاع غزة و في الضفة الغربية. وبالتالي إنتهى الخطر الصهيوني وقف هذا الاعتقاد، ولم يُنظر إلى الاحتلال الأميركي للعراق كخطر كذلك. وبدا كأن الدولة الصهيونية أصبحت "وجوداً مهملاً" لا حاجة للنظر إلى دورها أو التخوف من حروبها، حيث أنها خرجت من معادلة الصراع في المنطقة، هذا الصراع الذي بات ينحصر في مواجهة النظم الاستبدادية فقط. لقد أصبح الصراع، وفق هذا الاعتقاد، هو الصراع الداخلي فقط، ومن يشر إلى الدولة الصهيونية فهو يخدم الاستبداد. أكثر من ذلك بات الليبراليون ينظرون إليها كدولة صديقة يجب التحالف معها، كما مع الدولة الأميركية.
لهذا جاءت الحرب الصهيونية على لبنان وكأنها مفاجئة و خارج كل الحسابات، خصوصاً وأن لبنان كان قد خرج من عباءة الهيمنة التي كان يفرضها النظام السوري، و أصبحت حكومتها "حليفة" للولايات المتحدة، وكانت تسعى الأغلبية الحاكمة فيه إلى إكمال السيطرة بالتعاون مع الدولة الأميركية.
كما بدا الدعم الأميركي المطلق، والنشاط السياسي القائم على اعتبار الحرب بداية تأسيس "الشرق الأوسط الجديد"، و دعوة الدولة الصهيونية إلى "الاقتصاص" من سوريا، و الذي أظهر أن الحرب هي حرب أميركية تندرج في مشروعها للسيطرة على المنطقة، بدا وكأنه غير مفهوم ومباغت لكل المراهنين على الدولة الأميركية، ولكل الحسابات التي إنبنت على تحقيق "السلام". ليتوضح أن إستراتيجية كاملة كانت مبنية على أوهام، وأن مسار ممارسة كان يقود إلى التهلكة. حيث استمرت الدولة الصهيونية في السيطرة على الأرض وتنظيم وجودها على حساب الفلسطينيين، كما استمرت في القتل و التدمير في الضفة الغربية وقطاع غزة، و أوجدت وقائع على الأرض لا تسمح بنشوء دولة فلسطينية كما لا تسمح للفلسطينيين بالعيش الكريم. وها هي تستمر في حروبها ضد لبنان وربما سوريا فيما بعد، وبدعم أميركي مطلق، وبقرار أميركي يوضح بأن ما تفعله الدولة الصهيونية هو جزء من الحرب الامبريالية الأميركية من أجل السيطرة على الشرق الأوسط الموسع.
ولاشك في أن الحرب الجديدة أوضحت بأن الدولة الصهيونية هي جزء من النظام الأمني الأميركي، وبالتالي فهي عنصر فاعل في السيطرة على ما أسمي "الشرق الأوسط الموسع"، أو "الشرق الأوسط الجديد" كما كررت الوزيرة كونداليزارايس خلال جولتها الأولى في المنطقة، مستعيرة تعبير شمعون بيريز لتأكيد التوافق المطلق بين الدولتين. الأمر الذي يفرض أن لا ننساق وراء أوهام أنتجتها أزمات العمل السياسي والعجز الذي أصاب الحركة السياسية في صراعها الداخلي ضد نظمها، وأن نرى الأمور كما هي في الواقع، حيث يجب أن ننطلق من بديهيتين،
الأولى: أن الدولة الصهيونية هي في ترابط عضوي مع الامبريالية الأميركية، كما كانت منذ نشوئها في ترابط عضوي مع الرأسمال الامبريالي. وأنها أداة هذا الرأسمال للسيطرة على الوطن العربي، وعلى الشرق عموماً. ولا يمكنها أن تعيش وتستمر دون هذا الترابط.
والثانية: أن إستراتيجية السيطرة الأميركية على "الشرق الأوسط الموسع" تلحظ دوراً مركزياً للدولة الصهيونية يكمل الدور العسكري الأميركي و يعززه. وهذا هو بالأساس ما يبرر الدعم المالي و العسكري الأميركي لهذه الدولة.
وإذا كانت تلك الأوهام تتجاوز هاتين الحقيقتين، فقد أدت كذلك إلى المراهنة على تراجع الدور الأميركي، و"تخلي" الدولة الأميركية عن مشروعها للسيطرة على المنطقة نتيجة المأزق الذي باتت تعانيه في العراق. ورغم أن أميركا تعاني من مأزق فعلي في العراق، إلا أن القوى الامبريالية لم تعتد التراجع السهل، وكانت دائماً تسعى لتجاوز مآزقها إلى توسيع عدوانيتها واحتلالها.وهي الآن توسع الحرب باتجاه لبنان، ومن ثم إلى سوريا، حيث يجب أن تُفرض الدولة الصهيونية كقوة إقليمية مسيطرة. وحيث يجب أن تُخضع لبنان وسوريا لنظام "الشرق الأوسط الجديد". ليتأكد أن هاتان الحقيقتان أساسيتان ويجب أن يكونا في أساس الرؤية، وبالتالي رسم إستراتيجية المواجهة.
هذه بديهيات أولية لمشروع المقاومة و لإعادة بناء الرؤية و الدور.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع فلسطين بعد الحرب على لبنان
- الصراع الطائفي يُفشل القتال مع الاحتلال الأميركي
- إنتصار حماس ومآل الوضع الفلسطيني
- توضيح -إعلان دمشق-
- مأزق حزب الله
- -فرق الموت- في العراق
- الوطن والوطنية: بصدد المفاهيم
- ملاحظات أخيرة على إعلان دمشق
- أزمة - القطاع العام - في سوريا
- ثورة أكتوبر، محاولة للتفكير
- دعوة لتجاوز - إعلان دمشق -
- التاريخ و صيرورة الديمقراطية و العلمانية
- ملاحظات حول - إعلان دمشق -
- الروشيتة الأميركية من أجل الحرّية و الديمقراطية و الإصلاح
- بوش كمخلِّص: جذور النظر الى أميركا
- المقاومة و الإرهاب في العراق
- غزة ... أخيراً
- أوهام اللببرالية و خطاياها
- العلمانية و الديمقراطية و أولوية السياسة
- حول العلاقة بين الليبرالية و الديمقراطية دخول في النقاش السا ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلامة كيلة - الحرب على لبنان: الدور الصهيوني في الاستراتيجية الأميركية