أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نصير عواد - إبحث للمبدع عن عشرين عذر















المزيد.....

إبحث للمبدع عن عشرين عذر


نصير عواد

الحوار المتمدن-العدد: 482 - 2003 / 5 / 9 - 04:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                  


ان عملية اقناع السياسيين  والمثقفين  والاعلاميين العرب بعدالة قضية الشعب العراقي  ودموية سلطة البعث  , مضى عليها أكثر من عشرين عام , وحفرت لها اسس عميقة  في البنى الآجتماعية  والسياسية  والثقافية . ولذلك فأن مطالبة هذه الفئات ( الآن )  بالصمت  او  قول الحقيقة , غير عملى وغير مقنع, على الرغم من  وضوح عدالة قضيتنا , وثبوت الآدلة الدامغة  على دموية النظام المقبور  من سجون سرية  ومقابر جماعية  وأطنان من الوثائق السرية تمددت  على اربعين عام من شراء الذمم  وتشويه النسيج الآجتماعي للبلد .
المشكلة الحقيقية هنا ليست  مع السياسيين  والمفكرين الذين ( قبضوا ) اموالا  او  رشاوى , وامتلكوا الاجابات الزئبقية  على  كل  الآسئلة السياسية  والثقافية , وتكلموا بشجاعة تشبه الوقاحة , وتنقلوا بين المواقف بخبرة  من  مر  على موائد كثيرة . لكن المشكلة كانت  مع  ابناء جلدتنا , رفاقنا  وأصدقائنا الذين احترقوا مثلنا بنار الاعدامات  والسجون  والمنافي . عشرون عام  ونحن نحاول جاهدين  وبكل السبل , اقناعهم  بأن الشعوب  لا  تكذب  على حكامها , وان القوانين  التي تحمي المواطن , اجدى نفعاً  واضمن حقاً , من  الحاكم العادل  والقوي والمنقذ . ولكن للآسف لم نستطع فعل الكثير وشعرنا بالعجز  والاحباط مرات عديده , وغالباً ما  كنا نختتم احاديثنا  عن  الشعر  واللوحة كمخرج  يرضي الجميع , وينقذ السهرة  وما كلفته  من مال  واعداد .
ويومها كنا نعزي  انفسنا في  عدم قدرتنا  على اقناع الآخرين , بأننا  كنا  من  اوائل ضحايا الصعود الفاشي بالعراق , وما صعودنا للجبال ببنادق عتيقة  ومقاتلين دراويش , الا دفاعاً  عن حياتنا  وكرامتنا  واملنا في سقوط الدكتاتور, ولم ندرك  " لطيبة قلوبنا التي تشبه الغباء "  بأن  اسقاط  مثل هكذا نظام  يحتاج  الى حروب داخلية  وخارجية طاحنة , ستشغل عقوداً ثلاث  وتنتهي بانهيار خرافي , وانشطارات اقليمية  ودولية لم  يسبق  لهل مثيل  في التأريخ المعاصر.
ان الانحياز الوراثي لفكرة المؤامرة  أوقعنا كثيراً  في دائرة التبسيط , فيما يخص تحديد العلاقة القديمة بين المفكرين  والسياسيين  وبين نظام البعث السابق . ومع  اننا  لم نأتي بجديد  اذا  تحدثنا  عن أسماء يشار  لها بالبنان , كانت مستفيدة  من دعمها للديكتاتور , ولكن في الجهة الاخرى يقف الكثير  من  الوطنيين الصادقين  والمبدعين الحقيقيين , الذين  وقفوا  الى جانب العراق  واستقلاله , لينتهي بهم الآمر الى الوقوف مع سلطة البعث الدموية.
فكثير  من دعاة الافكار القومية بالوطن العربي , وجدوا في العراق ضالتهم , نموذجهم  وحاضنتهم , حتى قبل  ان تتسرب  الى جيوبهم براميل النفط . وهنا النقطة التي تسجل لصالح سلطة المخابرات , بربطه هذه المواقف النزيهة بالاموال  والهبات , ليزيد  من رصيد المبدعين المالي  على حساب رصيدهم الآنساني  والآبداعي , ما  دفع بهم اكثر للصراخ  والآستبسال  في الدفاع عن العراق , الى درجة أذهلتنا يومها نحن العراقيين ابناء البلد . ولم نعرف الا  مؤخراً , بأن  من كان يخفت صراخه يجري تهديده  بالاموال التي حصل عليها , وأنها مسجلة  وموثقة  في دوائرهم المخابراتية .
من بين كل الذين دعموا  الديكتاتورية  بالعراق , يقف الفلسطيني الخاسر الآكبر والدائم , بعد تجاربه المريره   بعمان  وبيروت  والكويت  وبغداد . الفلسطيني الذي طالت معاناته جراء الاحتلال الصهيوني لبلده , وأحباطه المستمر بسبب تسابق الزعماء العرب  في  وضح النهار في ابداء الولاء  والطاعة  لآعدائه  من الصهاينة  والآمبرياليين . نراه  قد انكفئ الى الداخل يبحث  عن منقذ , عن بطل قومي , عن صلاح الدين  جديد , فلا يجد غير صدام حسين  وشعاراته الديماغوجية , وعنترياته القومية  وهباته المالية . وكل هذه الآعوام التي مرت عجاف علينا  وعليهم,
لم نستطع توضيح الامر -  لخلل في ادواتنا  او  ضعف في حججنا - بأننا بالعراق نعاني  اكثر  من معاناتهم  مع شارون  وبيغن  ونتنياهو , وان الفلسطيني  لا  يسجن  في  السجون الاسرائلية اكثر  من يوم واحد  من دون تهمة قانونية معلنة , وان  العراقي الذي يذهب  الى السجن  لا  يعود ,
اضافة  الى  ان  تحرير القدس يتطلب رجال  احرار واقوياء  من الفلسطينيين اولا , ومن العرب ثانياً , ونحن العراقيين نتوزع السجون  والمنافي
والمقابر, ولم نستطع ازاحة الديكتاتور ببلدنا , فكيف نحرر فلسطين ؟ .
العراقيين بدفع  من حكومتهم , قاتلوا  دولاً  واعتدوا  على شعوب جاره  وصديقة , بحجة تحرير فلسطين عبر عبادان والكويت , وكانوا على وشك
تحريرها  عبر الرياض  او عمان لولا  وصول  القاطرة الآمريكية التى خربت كل شئ , لتعلن للجميع بأنها ستحرر فلسطين عبر  بغداد !!
ان نظام البعث المقبور , والذي  لم  يفلح  في  حل اغلب  الأزمات التي  واجهته عربياً  ودولياً ,أفلح  في بلبلة  وتشويش أفكار الكثير  من  الوطنيين العرب ,بشرائه احزاب  وصحف  ومجلات  وقنوات فضائية , لعبت دوراً فيه الكثير  من  علامات الاستفهام , تنتظر ملفات المخابرات  وأرشيف الأمن للأجابة عليها . والى  ان  تتكشف الحقائق سيبادر ايتام النظام السابق بالهجوم علينا  واتهامنا بالعمالة  والخيانة بعد  ان  كانوا  قبل ايام قليلة يصفوننا بالبطولة  والعروبة , وسوف يحاولون عزلنا كما فعلوا  مع  الكويت , لكننا سنبحث  في هذه الملفات السرية  ونطلب  بنشر محتوياتها, حتى تساعدنا في اقناع  من  لم  نستطع اقناعهم بعدالة قضيتنا , وحجم قتلانا  وخصوصية سجوننا  وموهبة جلادينا, وهذه  المرة  اذا  لم  نستطع مع  كل هذه  الأدلة  والشواهد .. فهذا يعني  ان  بالأمر خيانة .

 



#نصير_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نصير عواد - إبحث للمبدع عن عشرين عذر