أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - ملاحظات حول الشرعية الدولية والعدوان















المزيد.....

ملاحظات حول الشرعية الدولية والعدوان


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حملت الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان الكثير من التداعيات الخطيرة على مستوى البنية القانونية الناظمة لمسار العلاقات الدولية من جهة وعلى المنظومة السياسية للدول الوطنية المناهضة للغزو للعدوان من جهة ثانية.
لغرض تقدير طبيعة تلك التداعيات لابد لنا من ملاحقتها بملاحظات عامة أراها تشكل مدخلاً فكرياً / سياسياً قابلاً للحوار والإثراء والتعديل والتي يمكن تحديديها بالوقائع التالية: ــ
الملاحظة الأولى: جرى تبرير وحشية العدوان وهمجيته استناداً إلى القانون الدولي من منطلقات( الدفاع عن النفس ) (ومكافحة الإرهاب) الذي تناهضه الأسرة الدولية. وفي هذا السياق وقف (المجتمع الدولي) مباركاً لهذه الحرب العدوانية من خلال أيكال مهمة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاح المقاومة الوطنية الإسلامية الراديكالية إلى إسرائيل. ( 1 )
إن هذا التدهور الخطير في العلاقات الدولية أكد على انفراد الإدارة الأمريكية واليمين الأوربي الحاكم بتقرير مسار السياسية الدولية انطلاقاً من تعميم مبدأ المحافظين الجدد الهادف إلى تهديم الدول التي تشكل ملاذاً للقوى (الإرهابية ) وأشر بذات الوقت إلى انهيار الوظيفة الأخلاقية لمجلس الأمن وتراجع قدرته الضامنة لموازنة المصالح الدولية على أساس انحياز بعض قواه المؤثرة لقوى الغزو العدوان.
إن انحياز الدول الفاعلة في مجلس الأمن للعدوان استناداً للتفسير اللاقانوني لموضوعيتي الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب أفضى إلى انهيار القانون الدولي الإنساني وما نتج عنه من تدني المشروعية الأخلاقية للمشروع الغربي المرتكز على عناوين الديمقراطية وحقوق الإنسان وكشف بوضوح أن تلك الشعارات ما هي إلا أدوات سياسية ترمي إلى تحقيق المصالح الاستراتيجية للمراكز الدولية.
أخيراً لابد من القول أن تزاوج الروح العسكرية الإسرائيلية / الأمريكية وفكر المحافظين الجدد الهادف إلى صياغة العالم على أساس الروح الانقلابية قاد وسيقود العالم إلى كوارث ومصاعب إنسانية لا تحصى.
الملاحظة الثانية: ـ أثار العدوان الهمجي الإسرائيلي قضية سياسية خطيرة تتمثل بطبيعة العلاقة بين المقاومة الوطنية والدولة، وهنا من المفيد تأشير تلك العلاقة بمحورين الأول منهما هو علاقة المقاومة الانصارية بالسلطة الوطنية الشرعية. وثانيهما علاقة المقاومة الوطنية بالمؤسسة العسكرية التقليدية ومدى قدرة الأخيرة في الدفاع عن شعبها وسيادة بلادها الوطنية. ( 2 )
لقد أكدت التجارب التاريخية والحروب العربية الإسرائيلية أن المؤسسة العسكرية العربية الرسمية ولأسباب عديدة منها: ( أ ) طبيعة الدولة القمعية واحتكار السلطة السياسية. ( ب ) ترابط مصالح القوى البيروقراطية العربية الحاكمة ومصالح الشركات الاحتكارية الدولية. ( ج ). غياب التوازن الاستراتيجي بين الجيوش العربية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قد حدت من قدرة الجيوش العربية على التصدي للعدوان وفرض السلام الإقليمي المستند على توازن المصالح الوطنية / الدولية
انطلاقاً من هذا الواقع يواجهنا السؤال التالي: هل تستطيع المقاومة الوطنية التصدي للعدوان وتعديل التوازن العسكري بين القوى المتحاربة ؟ . ( 3 )
إن الإجابة على هذا التساؤل بالإيجاب تبرره تجربة المقاومة الوطنية اللبنانية التي توفرت فيها ثلاث عناصر رئيسية، وحدة وطنية متينة. حرب أنصار متحركة. مؤسسة عسكرية حاضنة لأمن البلاد ووحدتها.
الملاحظة الثالثة: ــ بينت الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان تناقض المشاريع الدولية المتمثلة بروح الهيمنة الأمريكية وبين المشاريع الإقليمية / الوطنية المرتكزة على موازنة المصالح الإقليمية / الدولية الأمر الذي جعل أمن المنطقة أمناً هشاً تتجاذبه القوة وصراع المصالح.
الموضوعة الرابعة: ــ أشرت الحرب العدوانية الإسرائيلية الأمريكية على عجز الدول العربية في التأثير على الحليف الأمريكي، الأمر الذي جعلها تصطف إلى جانب المشروع الأمريكي/ الإسرائيلي المناهض لحقوق وأمن العديد من دول المنطقة ـ فلسطين , سوريا وإيران ـ وذلك انطلاقاً من تقديرها الاستراتيجي المتمثل ( بعدوانية ) القوة الإيرانية الناهضة والذي ألبسته رداءً طائفياً.
الموضوعة الخامسة: ـ إن الكفاح البطولي الذي تخوضه المقاومة اللبنانية أكد بوضوح ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة حيث أثبتت الممارسة القتالية للمقاومة الإسلامية الراديكالية التزامها بالقانون الدولي الإنساني بعكس الجيوش الاسرائلية المهاجمة التي برهنت مرة أخرى على إرهابها المتمثل في المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل واضعة نفسها في مصاف الدول الإرهابية التي يحاكم مسئوليها كمجرمين حرب.
الملاحظة السادسة: ــ أثبتت المقاومة اللبنانية أن هناك إمكانية لتعايش وتوحد المذاهب الإسلامية المختلفة واكتساب التأييد الجماهيري الواسع انطلاقاً من مناهضة العدوان وقوى الاحتلال شريطة تخليها عن الخطاب السياسي الطائفي والعنصري والاحتكام إلى أهمية التركيز على إمكانية التعايش بين الطوائف المختلفة والمتضررة من الغزو العدوان.
الملاحظة الأخيرة: ــ أكدت الحرب العدوانية الإسرائيلية ضرورة إرساء السلام بين الأطراف المتخاصمة على قاعدة توازن المصالح الوطنية بعيداً عن لغة الاستسلام والإذلال. وبهذا المنحى فان أي قرار لمجلس الأمن لا يرتكز على رؤية شاملة للأمن الإقليمي وتوازن مصالح دوله ومراكزه الإقليمية يقود إلى سلام زائف.
تلخيصاً لمضامين الموضوعات المثارة يمكننا القول أن هناك تغيرات كبيرة تتبلور ملامحها عبر المؤشرات التالية: ـ
أولا: تراجع المشروع الأمريكي المرتكز على مساندة دولة إسرائيل واحتضانها بهدف تسيدها على الأمن الإقليمي المبني على الهيمنة وقانون القوة.
ثانياً: ــ فشل السياسية الأمريكية الهادفة إلى مساندة وتغليب مصالح قوى اجتماعية في هذا البلد العربي أو ذلك ضد مصالح قوى اجتماعية أخرى بحجة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ثالثاً: ــ: إن الكفاح الوطني الذي تخوضه المقاومة اللبنانية سيترك أثاره على أشكال وأساليب مقاومة الغزو والعدوان، فضلاً عن أن ذلك الكفاح أشر إلى أن توازن مصالح القوى الاجتماعية في الداخل الوطني كفيل بإرساء الحكم على قاعدة الديمقراطية والسلم الاجتماعي.

‏الهوامش

1: ــ الدولة الوحيدة في العالم التي لم تلتزم بالقوانين الدولية هي إسرائيل.
2: ــ دفعاً للالتباس فان الحديث يجري عن الدول المحتلة أو تلك التي تتعرض للعدوان.
3: ـ أثبتت التجارب الكفاحية للشعوب أن المقاومة الوطنية تستطيع أن تكون رديفاً للجيوش الوطنية وتلحق الهزيمة بالعدوان مهما كان قدرته العسكرية. وبهذا السياق تضيف التجربة اللبنانية بعداً آخر يتمثل بالفعل الأنصاري المقاوم أولاً وبقاء الجيش لصيانة وحدة البلاد الوطنية ثانياً.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلة العراقية وصراع بنيتها الطائفية
- الفوضى الخلاقة وأزمة العراق الوطنية
- السياسة الدولية والشرعية الانتخابية
- الاحتلال الامريكي للعراق وانهيار بنية الخطاب الوطني الديمقرا ...
- الاصطفافات السياسية وسمات المرحلة الدستورية
- تدويل النزاعات الوطنية والديمقراطية الوافدة
- بناء الدولة العراقية وتنازع بنيتها الدستورية
- القانون الأساس وإشكالات بناء الأجهزة العسكرية
- المواطنة بين المساواة الشكلية وتفكك الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية وفعالية التناقضات الوطنية
- أزمة العراق الوطنية وإصطفافات المرحلة الانتقالية
- الاحتلال الأمريكي للعراق وتناقضات المرحلة الانتقالية
- أراء حول المستجدات السياسية وبناء الرؤية الوطنية
- الليبرالية العربية بين المراجعة التاريخية والروح الانقلابية
- العقيدة التدخلية وتطور العلاقات الدولية
- سلطة الشرعية الانتخابية ومسار السياسية الاقتصادية
- الشرعية الانتخابية وأجهزة الدولة السيادية
- الشرعية الانتخابية وغياب الرؤية الوطنية
- التغيرات الدولية وإشكالية الكفاح الثوري
- رؤية وطنية لمناهضة الانفلات الرأسمالي ( * )


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - ملاحظات حول الشرعية الدولية والعدوان