أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جلبوط - وين العرب.....وين الإسلام ؟؟















المزيد.....

وين العرب.....وين الإسلام ؟؟


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرخة استغاثة تطلقها إحدى الناجيات من المجازر المفتوحة على امتداد المساحة الدموية اللبنانية والفلسطينية والعراقية التي تتكرر دوريا منذ اكتشاف أمريكا , مجازر لإرواء عطش المحفل الصهيوني للدم واللحم البشري المحروق , مجازر وأشلاء أطفال ونساء هم عدة المخاض من أجل ولادة شرقنا المتوسط الجديد الذي بشرت به سيدة العالم الأولى .
صرخة توفر لها فرصة أن نسمعها في أماسينا عندما نجلس أمام أجهزة التلفاز لنتابع آخر أخبار المجازر تنقلها لنا عدسات الكاميرات التلفيزيونية التي استطاعت الوصول لتخوم المجزرة وأحضان إحدى ساحات هذا المخاض الذي تجري أحداثه في فلسطين والعراق ولبنان , صرخات واستغاثات ومشاهد , لم يعد قلبنا ينخلع لها ولا حتى باتت تدفعنا لممارسة أضعف الإيمان كما يقولون , لضخامة العجز الذي يستولي علينا , مشاهد باتت لا تحرك حتى الخمول المستولي على مفاصل نخوتنا وشرفنا , ولا حتى أنها تنبه التثاؤب فينا , و كل ما تفعله من تأثير فينا أنها تزيد ذاكرتنا صرخة أخرى لامرأة أخرى تقطن رقعة عربية مستباحة أخرى , في مجزرة أخرى , ونحن نكتفي بدورنا كمتفرجين أو متبرعين ببعض الشهداء أو ببعض النقود أو الدم أو بعض الأدوية , على مدار السنوات الماضية و منذ أن غاب عن تاريخنا المعتصم إياه .
بمن تستغيثي يا أختاه أو يا خالتي أو يا ابنتي من هؤلاء العرب ؟
_أتستغيثين بالحكام ومن على هامشهم؟
فهؤلاء الحكام يا أختاه شركاء في الحفل الدموي هذا من زمن بعيد , بل أنهم مارسوا شبيهه بأيديهم كثيرا من هذا وأكثر ضد شعوبهم أو أشقاء شعوبهم , ولكن للأسف يا أختاه أنه لم تتوفر حينها أي كاميرا تلفيزيونية لنقل صرخات وصور النساء المغتصبات وذبح العزل وتوزيع الأطفال اليتامى اللذين قتلت أمهاتهم في مجازرهم تلك على المدن الأخرى لتتعظ , جرى هذا بأيديهم شخصيا أو بأيدي عساكرهم وجلاديهم في مدنهم التي استباحوها أو المعتقلات , من المي للمي , لا لشيء سوى لأن بعض الأشخاص قد عارضوهم هنا أو هناك من زوايا هذي المدن في الرقعة الجغرافية التي أوكلها إليهم اليانكي الأمريكي بعد أن تآمروا معه على تقسيم البلاد وتفتيتها لحراسة الثروات و المحافظة على هدوء الأسواق وعلى أمن الكيان الصهيوني المصطنع بمعيتهم , ولم يكن شاهدا على هذا سوى بعض المعتقلين المفرج عنهم من هذه المعتقلات , أو بعض الشهود اللذين بقوا أحياءا من أقاربهم أو جيرانهم بعد أن وفرتهم المجزرة وخافوا الشهادة بهذا خشية العاقبة , ولما روى بعضهم بعد أن احتوته بلاد المنافي عن ما شاهدوه في المجزرة , لم تلتفت إليهم وسائل الإعلام في العالم الحر الديموقراطي بسبب الأجندات إياها لشرق أوسطنا القديم .
_أتستغيثين بالتعابير السياسية المعارضة بأطيافها المتنوعة ؟
فهم مازالوا منشغلين في التحاليل إياها حول من يحملوا المسؤولية لهذه المجزرة , أو النكبة , أو الهزيمة , لك ولإخوانك الضحايا , أم للصهيوني واليانكي الأمريكي الذي يمارس الذبح المستباح أمام أعين العالم دون رادع .
يقولون أنك أنت وإخوانك أعطيتم المبرر للمجزرة بتهوركم من خلال ممارسة عمل المقاومة ضد احتلال أراضيكم وضد استباحة أعراضكم وحرمكم وعدم هروبكم لتسلموا بجلدكم من المجزرة , أو لأنكم لم تستقيلوا من فعل المقاومة كما استقالوا . ويطالبنا البعض منهم أن نتفهم دعوة سيدة العالم الأولى لعسر المخاض لولادة شرق متوسطنا اللبرالي الجديد , و أن نعذر سيدها في البيت الأبيض لفشل مشروع شرقنا المتوسط اللبرالي الكبير السابق بالرغم ما قد سبب من ضحايا مجازر أثناء مخاض ولادته قبل أن يجهض .
_أتستغيثين بالشعوب العربية والأكثرية الصامتة ؟
كيف يا أختاه وقد جاء حكام هذه الشعوب لمهمة واحدة وحيدة هي قمع هذي الشعوب ومنعها من أن تكون فعالة وحيوية و تقود زمام أمورها لتقرر مصائرها وأمور حياتها بنفسها و تحرر إراداتها من خلال أطر اجتماعية سياسية اقتصادية تبنيها هي بنفسها بانتخاب حر ورقابة حرة تؤدي إلى توحيد الجهود والحدود والقوى والثروات والسوق لبناء دولة حرة تعددية تحترم وتصون وبشكل متكافيء كل مكوناتها قومية كانت أم دينية أم سياسية حزبية , لتكون ممتنعة عن أطماع الآخرين بها أو التعدي عليها أو تنفيذ المجازر في شعوبها , دولة قادرة على الدفاع عن حدودها ومواطنيها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ضد أي طامع فيها أو بثرواتها .
كيف يمكن لشعوب أن تمنع المذبحة عنك وهي رازحة تحت جميع أنواع القمع والإرهاب لوكلاء اليانكي الأمريكي والصهيوني , هؤلاء اللذين نفذوا بشعوبهم التي تستغيثين كل أنواع المذابح قبل مذبحتك هذه ولم تكن هناك ولا حتى كاميرا تلفيزيونية واحدة تنقل لنا صرخات أختك واستغاثاتها عربية كانت أم كردية أم مسلمة أم مسيحية أم غيرها من المكونات القومية أو الدينية الأخرى .
كيف يمكن لشعوب أن تغيثك وتفك أسرك وأسر إخوانك في سجون اليانكي الأمريكي الصهيوني وتمنع عنك المذبحة وهي تفشل بإخراج مسيرة احتجاجية متواضعة لبضع عشرات تطلق عليها السلطات العنينة النار أو غيلانها من المخابرات لقمعها وهي قد خرجت فقط لتطالب بالإفراج عن أسراها في سجون حكامها .
هذه الشعوب يا أختاه لا تستطيع الاحتجاج حتى ضد المذابح التي تنفذ عليها من قبل أبناء جلدتها وقوميتها ودينها ومذهبها , فكيف تمنع عنك المذبحة .

تستغيثين يا أختاه بالمسلمين ؟
أي منهم وأي من طوائفهم ومذاهبهم يا أختاه ؟ اعذريني فهم طوائف كثر لا أعرفها كلها بل أعرف الطوائف الأساسية منها , وفي كل الأحوال فهم قد اختلفوا حول مذبحتك كثيرا .
_السنة ؟
بعضهم يسألك إن كنت شيعية أو سنية أم نصرانية لأن هويتك الدينية والمذهبية هي التي ستحدد إن كانوا سينددون بالمذبحة المقترفة بحقك أم لا : اعذريني يا أختاه ولا تندهشي , فلقد أباح بعض أطرافهم دم الشيعي والنصراني لأن العدو الصهيوني أقرب للسنة منك .
_الشيعة ؟
بعضهم حليف وشريك اليانكي في جغرافيا مجزرة أخرى لأن السني هناك هوالعدو الأول وليس قوى الاحتلال اليانكي , وليس لديه وقت يغيثك إن كنت شيعية قبل أن يفرغ من عدوه السني .

وأعرف أنك تدركين و تعرفين يا أختاه الفلسطينية واللبنانية أن النفير العام لدى معظم المسلمين خارج فلسطين ولبنان سابقا كان باتجاه أفغانستان والشيشان وباكستان , ولا تنسي أن هناك توحد المسلمون كلهم حكاما ومعارضة وشعوبا في محاربة الكفر والإلحاد والهندوس بقيادة المؤمن اليانكي الأمريكي الصهيوني (كان هذا قبل الانقلاب الكبير) . ولما حدث الانقلاب الكبير يا أختاه توجهت جهودهم لمحاربة النصارى واليهود في أوربا والوطن العربي , و اعذريهم يا أختاه فإنهم مشغولون , ولما ينتهون من معركتهم يأتون إليكن فابشرن .

أكثر من ستين عاما يا أختاه والمرأة الفلسطينية تستغيث , واعرباه , أو وا إسلاماه , ومنذ أربعين عاما والمرأة العربية على مساحة كل الوطن العربي , من المي للمي , تستغيث بكل الأحرار بالعالم لإنقاذها أو إنقاذ زوجها أو ابنها أو أخيها أو أبيها من جور الحاكم العربي أو المحلي الوطني ومن مذابحه واستباحاته ولا من مجيب , ولو كان هناك مجيب لما كنت الآن أنت ضحية مجازر اليانكي الأمريكي الصهيوني .

إن منع المجازر الوطنية المحلية الداخلية والمقترفة من الحاكم العربي أو الكردي أو غيره أو المسلم أو المسيحي بحق شعبه , هو الكفيل الوحيد لمنع المجازر الخارجية المقترفة من العدو الخارجي , ولا أدري يا أختاه إلى متى ستنتظرين من يلبي نداء استغاثتك .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في البيانات والكتابات السياسية لبعض أطراف المعارضة الع ...
- كتابة على جدار حر
- بالأمس ابتهجت وابتهجت معي قريتي الجاعونة
- خنجر من لحمي في لحمي
- أنا والسياسة الواقعية أو الواقعية السياسية
- من ذاكرة معتقل سابق ...الذاكرة الأخيرة
- هل الأول من أيار عيد للعمل أم عيد للعمال ؟
- ويرحل الحمام
- قصة قصيرة ...موعد في 8 آذار
- -إن درجة تحرر المرأة هي مقياس التحرر بشكل عام-
- محاولة في الغوص في العلاقة بينها وبينه , الرجل والمرأة
- قصة قصيرة......زمن الذاكرة
- حانت ساعة العمل لمنظري الصهيونية لتحقيق رؤاهم
- إنعتاق
- قصة قصيرة جدا - وتكتمل ألوان قوس قزح
- لماذا يحمل الواحد منا في بنيتنا في داخله ضده
- غدر
- نحن صنعنا من الجلاد إله
- ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب
- مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جلبوط - وين العرب.....وين الإسلام ؟؟