أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟















المزيد.....

ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:08
المحور: القضية الكردية
    


الزيارتين المتزامتين للسيد برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي و السيد محمد إحسان وزير حقوق الانسان في حکومة إقليم کوردستان لترکيا، وتصريح السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي من هناک بأن العراق سوف يغلق مقرات حزب العمال الکوردستاني، أعطت إنطباعا أوليا للمراقبين السياسيين من أن هناک ثمة نتائج واضحة لتلک الضغوط العسکرية و السياسية التي مارستها الحکومة الترکية على أصعدة شتى.
لکن نظرة متفحصة للظروف الذاتية و الموضوعية التي تمر بها المنطقة و العراق على وجه الخصوص، والموقف الامريکي الذي بات بات صعبا بعض الشئ، کل ذلک ساهم في حصول الاتراک على حصيلة إيجابية من"رزم"تهديداتهم العسکرية و السياسية ضد الشعب الکوردي بشکل عام.
الدولة الترکية التي نشأت على أنقاض الدولة العثمانية التي أذاقت الامرين لکل شعوب المنطقة و کانت أسوأ نموذج للإستبداد و الاستغلال، سعى مصطفى کمال أتاتورک لکي يبني دولة علمانية شبيهة بالدول الاوربية إلا أن النزعة القومية الشوفينية التي کانت تستعر في أعماقه، جعلت من علمانية ترکيا مسخا غريبا لايوجد شبيه له في الآفاق، ومثلما کانت النزعة القومية في الدولة العثمانية من القوة بحيث إنها غطت على الصبغة الاسلامية للدولة، فذات الامر قد إنسحب على دولة أتاتورک ومن هنا فإن تلک الخطوط الحمراء التي رسمها مؤسس ترکيا الحديثة لمن بعده هي من أساسها خطوط عرقية تغذيها شوفينية سوداء لاتکاد ترى عرقا في طول البلاد و عرضها سوى الاتراک وحتى أن السياسة الاقتصادية للدولة الترکية هذه خضعت أيضا للمعايير الشوفينية التي حددها مؤسس الدولة.
ولم يکن وصول حزب الرفاه الاسلامي للسلطة ومن بعده حزب العدالة و التنمية بذلک المؤشر القوي على تغيير البنى الاساسية للمفاهيم التي تتعامل بها الدولة الترکية، بل وأن السيد رجب طيب أردوغان قد ظهر في کثير من الاحيان أکثر ملکية من الملک نفس! وإذا ماکانت البعض من الدوائر السياسية في المنطقة قد إستبشرت خيرا بمجئ"حزب إسلامي"للسلطة في ترکيا وظنت من أن العلاقات السياسية لترکيا سوف يتم تحديدها في ضوء هذا الحزب، فإن الزيارات المتکررة لأهم أقطاب العدالة و التنمية لإسرائيل و سعيهم للعب دور الوسيط بين الدولة العبرية و الفلسطينيين، قد أعطت الإنطباع الواضح بتمسک هذا الحزب بعلاقاته الاستراتيجية مع إسرائيل وعدم إستعداده للتخلي عنها تحت أي ظرف کان.
وقد حاول الاسلاميون الاتراک بسياسة براغماتية خبيثة من کسب الشارع الکوردي في ترکيا من خلال جملة وعود تتسم بالضبابية قبل کل شئ، وحتى تلک التصريحات التي أطلقتها أقطاب من الحکومة الترکية بشأن منح حقوق ثقافية "محددة"للشعب الکوردي، عاد السيد أردوغان بنفسه ليشيح بوجهه عنها و حتى يعطي يقينا للمراقبين بعدم نيته منح أية حقوق للکورد سوى"الکلام"، فقد عين شخصية عسکرية في منصب رئيس الارکان وهو معروف بتشدده من الکورد و تلک الاصلاحات التي يطلبها الاتحاد الاوربي من ترکيا، والغريب في الامر أن تعيين هذه الشخصية قد جاء متناغما و متزامنا مع حملة التهديدات العسکرية و السياسية بل وأنها کانت متزامنة أکثر مع زيارة الوفدين"العراقي" و"الکوردي".
واشنطن التي حاولت لسنين خلت مراوغة الاتراک و عدم مسايرتهم في الملف الکوردي، وصلت الى نقطة حساسة کان لابد لها من إتخاذ موقف واضح خلاله، وهي کي تتخلص من التبعات الاخلاقية المستقبلية لأي موقف مباشر لها بشأن الشعب الکوردي، ألقت الکرة في الملعبين العراقي و الکوردي ساعية للتفرغ للأزمة المستعرة في جنوب لبنان و الاراضي الفلسطينية.
وحتى أن الحکومة العراقية هي الاخرى سعت للتخلص من التبعات و الإشکالات المستقبلية التي قد تواجهها مستقبليا في هذا الخصوص ورمت هي الاخرى بالکرة في الملعب الکوردي إذ أنها بعثت بالسيدين برهم صالح و هوشيار زيباري وکلاهما کوردي لکي يبحثا الامر مع القادة الاتراک، حتى بدت الصورة واضحة تماما إذ هناک مفاوضون کورد و ترک فقط لبحث المسألة لکن هذه الصورة المدلهمة المدافة بالکثير من الضبابية يبدو أن المفاوضون الکورد لم يجدوها مريحة لهم کي يناقشوا هکذا مسألة حيوية و حساسة تهم الجزء الاکبر من الامة الکوردية في شمال کوردستان والتي تعاني الامرين من سياسة شوفينية هوجاء دأبت عليها کل الحکومات الترکية"من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ومرورا بالاسلامية منها أيضا"، ولذلک فإنهم لم يبدوا تحمسا لتلک المقترحات المعدة أصلا في الدوائر الامنية و العسکرية الترکية وقد تمت صياغتها بشکل يلائم إحکام الطوق على التجربة الکوردية في إقليم کوردستان العراق.
وعلى الرغم من أن هناک إجتماعا ثلاثيا"عراق ـ أمريکا ـ ترکيا"مرتقبا بخصوص البحث في موضوع حزب العمال الکوردستاني وهي الذريعة التي يتشبث بها الاتراک دوما للقفز على أصل القضية الکوردية المستفحلة في بلادهم، فإن التقارير الاولية تفيد بأن واشنطن ليست تشعر بنفس الحماس الذي کان ينتابها قبل بضعة سنين وهي لاتحبذ هکذا تهافت ترکي محموم على إنهاء و تصفية الملف الکوردستاني، سيما وأن البرلمان الاوربي قد يتخذ موقفا محرجا للولايات المتحدة الامريکية في الاشهر القادمة فيما إذا ذهبت بعيدا في تعاملها مع الاتراک فيما يخص الملف الکوردي. هذا بالاضافة الى أن واشنطن قد أدرکت بوضوح أنها قد کسبت صداقة الشعب الکوردي وهي تجد نفسها في وضع غير مريح فيما لو خطت خطوات سلبية أخرى ضد الشعب الکوردي تعيد للأذهان موقفها الشائن من الحرکة الکوردية عام1975 وکذلک موقفها اللااخلاقي في المساعدة على إلقاء القبض على الزعيم الکوردي عبدالله اوجلان. وأن الولايات المتحدة التي تسعى لإحکام الطوق على أکثر نظامين إستبداديين في المنطقة من خلال التعاون مع قوى سياسية کوردية، سوف يکون موقفها حرجا لو إستمرت في وضع حزب العمال الکوردستاني في خانة القوى الارهابية وهي تعلم قبل غيرها أن هذا الحزب هو أبعد مايکون عن الارهاب بل هو بنفسه ضحية لإرهاب ترکي رسمي منظم وأن الانباء المتسربة من شمال کوردستان تحکي عن تصاعد غير عادي في وعي الشعب الکوردي و عدم إستعدادهم للمزيد من الخضوع و الخنوع للقمع و الاستبداد الترکيين و تطلعهم الى موقف دولي مؤازر لهم وهه يرنون بإبصارهم أکثر صوب واشنطن التي يجب أن تدرک أن هذه العيون التي ترنو إليها کمنقذة لهم هي غير"ملايين"العيون التي تحدق فيها بکره في غالبية المدن الترکية.
وفي کل الاحوال، فإن حکومة إقليم کوردستان يجب أن لا تلين أمام الإبتزازات الترکية المتتالية و أن لا تدير ظهر المجن لحزب يمتلک قاعدة جماهيرية عريضة لا في شمال کوردستان و إنما في کل أرجاء کوردستان و العالم و أن التمهيد للقضاء على هکذا قوة سياسية رائدة سوف يکون من شأنه إضعاف الموقف الکوردي بشکل عام وليس تقويته. وإن سياسة الشد الترکية هذه تهدف في حقيقتها الى إستسلام ضمني للإقليم الکوردي لسياستها تمهيدا لتحجيمه و حصره في أضيق زاوية. إن المجابهة السياسية للصفاقة السياسية الترکية ضد الکورد لن تتم إلا برفض کل مطالبهم المشبوهة والتي ترمي فيما ترمي الى معادات الشعب الکوردي ذاته، وإن أنقرة مهما تبجحت و سدرت في غيها فإنها وفي خاتمة أمرها لابد لها من الاقرار بحقوق أکثر من عشرين مليون کوردي.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخان بلا طبيخ
- إاسرائيل تحت زر نجاد
- إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني
- حماس و فتح و قشة الاستفتاء
- حسين نعمة..لک الحق ولکن
- ماذا يجري في العراق؟
- عربستان..المصادرون في أوطانهم
- دولة کوردستان..واقع ستفرضه ترکيا و إيران
- أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟