أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - بلدي والمستقبل المجهول














المزيد.....

بلدي والمستقبل المجهول


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلما أمسكت القلم كي أكتب أسطراً أصف بها حال بلدي اليوم أتوه في البداية , ثم يأخذني تسلسل الكلم إلى أبعد مما أتصور ...
وأصل إلى أمكنة ما كنت أريد وصولها يوماً حتى في مخيلتي لأني قد أصل إلى نهاية النهاية بالنسبة للحياة البشرية التي نعرفها أو التي سمعنا بها ...
فأبدأ بصعوبة بقطع تسلسل تلك الأفكار المخيفة ... وأرفع القلم من فوق الأوراق وكأني أحاول زحزحة جبل من مكانه ... وأحاول بأي شكل من الأشكال إنهاء المقال الذي بدأته لأني إذا أنهيته أكون قد إنتهيت ...
وأبدأ بنسيان ما كتبته وحذفه من الذاكرة لأني إذا أبقيت أفكاري أو تصوراتي التي تخص بلدي في رأسي فلا أعتقد بأنه يسعها وأعتقد بأن رأسي قد يفر من مكانه ويتركني ... أتعلمون لماذا ؟!! ...
لأني أفكر ببلدي وما سيحل به بسببنا نحن أبنائه , فبلدي ليس ككل البلدان ونحن لسنا كباقي البشر أتعلمون لماذا ؟!! ... لأننا عراقيون !!! ... ولأن بلدي اسمه العراق !!! ...

هذه هي حقيقتنا – عراقيون - , لم أكن أجرؤ في يوم من الأيام أن أدع هكذا تفكير يأتي ولو سراً في أروقة عقلي ... ليس من باب الخوف أو الخجل لكن من باب الإيمان المطلق بعراقتنا كشعب وكأرض وكوطن وكمجتمع يستحق العيش الكريم ويستحق أن يكون مجتمعاً إنسانياً كباقي المجتمعات التي تفقه معنى الإنسانية ...
قد ينتقدني كثيرون لأني أكتب هكذا كلمات ولأني أجرؤ على إنتقاد نفسي أولاً ... لكني أجيبهم بأني لا أنتقد عراقيتي ولا أنتقد إنتمائي للعراق بل أفخر بها وبه . ولكن ....
وضعنا كشعب اليوم بعيد عن هذا الإنتماء وهذه المفاخرة , أتعلمون لماذا ؟!! , لأني أنظر للعراق من مكان قريب ولست خارجه .
فأنا في كل يوم بل ساعة أرى شهدائه وأرى أرامله وأيتامه , وأرى وأعيش يومياً في بلدي وكأني في الخطوط الأمامية من ساحة معركة ما , بل إني أتنفس يومياً هواء ملؤه دخان ودم ورائحة بارود والأسوأ من هذا وذاك هو الحقد والكراهية المتنامية التي تكاد تحجب أو إنها تحجب بالفعل ضوء الشمس من الوصول إلى أعيننا وقلوبنا ...

شيء غريب تلك الدخيلة المدعوة ( طائفية ) بل إنها خطيرة وأخطر من الرصاصة أو قذيفة المدفع لأنها هي السبب في وجود هذه الأسلحة والمفخخات والمليشيات والإرهاب أو بمعنى أصح إن مجموع تلك المسميات ونضيف عليها المحاصصة وضياع الحقوق وغياب القانون والفساد والبطالة والفقر والإنتقام والحقد والسرقة والمافيات والعصابات ونهب الثروات الوطنية والعمالة للأجنبي وغياب السيادة وفلسفة العنف بكل فصولها هي تعني في النهاية كلمة واحدة ... ( الطائفية ) !! ...
بدأت هذه الكلمة بالولوج إلى أفكار حتى المثقفين في بلدي وكأني أحس بها وكأنها جيش جرار دك كل حصوننا ووصل حتى خطوطنا الخلفية ... فلو طالعنا صحفنا وإطلعنا على ما يكتبه البعض من مثقفينا من مقالات لرأيناها بعيدة عن الواقع وبعيدة عن المشاكل التي بدأت تظهر في حياتنا وكأنها كانت موجودة ولها جذور في مجتمعنا .

العراق اليوم أشبه بمقبرة كبيرة ليس لمحتلينا وإنما لنا نحن أبنائه والذين يحفرون القبور هم نحن أيضاً , تسألون لماذا ؟ ... أجيبكم لأننا عراقيو العصر الحديث أو عراقيو الشرق الأوسط الكبير أو الجديد أياً كانت التسمية أو المصطلح الأمريكي لهذا الشرق .
فعراقي الشرق الأوسط الجديد يختلف عن عراقي الشرق الأوسط القديم ليس بالشكل ولكن بالعقل !! ... العراقي سابقاً يقول أنا عراقي أما اليوم يقول أنا شيعي أو سني أو كردي أو أي شيء , و يذكر العراق في نهاية كلامه وكأن إسم بلدنا صار ( إستعارة لفظية ) أو ( نقطة ) ننهي بها سطور الكلام والحديث .
أنا لا أنتقد الإنسان البسيط ولكن أنتقد قادة العراق وساسته وأنتقد مثقفيه ونخبته ... لأنهم هم الذين تقع على عاتقهم مسؤوليته ومسؤولية شعبه .
لا نسمع اليوم قائد سياسي يقول أنا أدافع عن حقوق الشعب كافة , بل نراه يدافع عن طائفته وأيضاً ليس بالشكل الكامل .هذا هو سبب التفرقة ...
فالشعب الذي ظلم لعقود كان له أمل في أن يحيى في ظل جو ديمقراطي موحد , بل إن كلمة الوحدة لم تكن لتأتي في مخيلة أي عراقي لأنهم يعلمون جيداً إنهم موحدين .
وفجأة بدأ الإنقسام فأحس الشرفاء وكأن الأرض التي يقفون عليها أخذت تتكسر وتتقسم من تلقاء نفسها لتبعد الواحد عن الآخر ... وظهرت هذه المسميات الطائفية والعرقية والإثنية والتي أعتبرها دليل فرقة وضعف بل هي إستسلام ولأي شيء ؟... لأهواء قادة العراق الجدد ورجالاته .
على الشعب أن يتنفض من سباته وأن يمزق كل القيود التي تمنعه حتى من أن يذكر عراقيته قبل أن يذكر طائفته , وأتمنى بأن يفكر العراقي ولو لمرة واحدة ويسأل نفسه سؤال واحد وهو ( لماذا أتبع هذا الرجل ولماذا ألبي أي شيء يريده مني وهو جالس في مكانه لا يتحرك ولا يخدمني في شيء ولا يوفر لي سوى الخوف بل إنه يدفعني إلى هاوية الحرب الأهلية ؟ ) هذه الحرب التي لو بدأت فبتقديري لن تنتهي إلى بنهاية العالم فهي كالنار و وقودها نحن العراقيون .

يا عراقيون ....
يا شرفاء العراق ....
يا أبنائه ....
إنتبهوا إلى أين تسيرون والى أين تأخذكم أقدامكم ومن الذي يدفعكم بهذا الإتجاه وكيف سيكون حالكم إذا إتبعتم أهوائكم أو بالأحرى أهواء قادتكم ...
وإحفظوا في عقولكم شيء واحد فقط وهو بسيط وهو السؤال التالي ( إذا لا سمح الله إندلعت حرب أهلية فهل سيبقى قائدي في مكانه في العراق أم سيحرك المعركة من أقرب دولة يدين لها بولائه ؟ ) !!! ...
أقول قولي هذا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ...



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانا ... جريمة إسرائيلية بتسهيلات عربية
- إلى أين تمضي يا عراق
- الجزيرة... بين النفاق وإنعدام الخلق الصحفي
- يا عرب إستعدوا للكارثة فهناك -بطل- جديد للأمة !!
- فسحة أمل عراقية
- الكآبة العربية
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - بلدي والمستقبل المجهول