أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - تيار الوسط الديمقراطي ومستقبله في ريادة المعارضة العراقية















المزيد.....

تيار الوسط الديمقراطي ومستقبله في ريادة المعارضة العراقية


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم تعدد تنظيمات المعارضة العراقية في انكَلترا على وجه الخصوص وغيرها من الدول بشكل عام، سواء اكانت تشكيلات سياسية فكرية تفتح ابوابها امام ذوي الاتجاه السياسي او الحزبي الواحد حتى وان اختلفت الخلفيات او الشارب او التطلعات، الى تشكيلات فئوية تضم في عضويتها ابناء الطائفة او المذهب او الدين الى تشكيلات مرتهنة بمصادرتمويلها ومواقف تلك المصادر وغير ذلك مما نلاحظ او نعرف به.

ورغم كثرة المنضوين تحت لواء البعض منها او قلته في البعض الاخر فقد بقيت تلك التشكيلات تمر بين مدٍ وجزر. لا بل ان البعض منها قد انحسر ليصبح شبه معزول ينحصر جل ّ اهتمامه في نطاق ضيق خاص، كما ان تلك التشكيلات اصبحت متباعدة تدور في منعطفاتها الذاتية ولا يكاد يجمعها رابط واحد قادر على ان يقودها الى منظور عام لقضية كبرى تشكل هاجساً وشأناً مشتركاً للمعارضة العراقية لا بل للفرد العراقي داخل العراق وخارجه.
هدف المعارضة العراقية على اختلاف فصائلها هو تغيير النظام العراقي كما هو مطروح، الا ان هذا الهدف يتراجع مع انحسار دورها ومواقفها ومع كل انحسار وجزر تصاب به مدعاة لاستهزاء النظام وسخريته. ذلك النظام الذي ارسن بعض مواقف المعارضة قاعدته وتسببت في تنميته وتقويته. نذكر من تلك المواقف الحرص على الحضورالمكثف ابان اجتماعات مجلس الامن المنعقدة لاعادة النظر في العقوبات المفروضة على الشعب العراقي بكليته وليس على النظام الحاكم فحسب وذلك بزعم وجوب ارغام النظام على الالتزام بمقررات مجلس الامن. فضلاً على المطالبة بتمديد الحصار الظالم جهاراً دون اي وازع اخلاقي يحول دون ابقائها في هذا المنحني لتمرير جريمة دولية منظمة كبرى وباصرار اجرامي رهيب. ليس هنا فقط بل المجاهرة بالدعوة للانضواء تحت جناح السياسة الامريكية والقبول بهيمنتها المطلقة صراحة دون اكتراث لما تسببت به هذه السياسة من اذى لبلدنا وشعبنا وما خلفته من تدمير شامل لحاضره ومستقبل اجياله: وكل ذلك مقابل مارصده مجلس الشيوخ الامريكي من اموال لاغراض ماسماه قانون تحرير العراق... وهكذا اصبحت الدول المستعمرة هي القوة المحررة!!! وياللسخرية ! وبعد هذا الا يحق للنظام العراقي ان يشهق ويضحك ملئ شدقيه لا بل ان يستثمر مواقفً مؤسفة كهذه لصالحه وتحسين صورته؟
العراق اليوم هو احوج مايكون للتحرر من حصار امريكا الظالم اولاً وعدم التهرب من تطبيق القرار 688 الخاص بحقوق الانسان والالتزام به بموجب المادة 22 من قانون منظمة الامم المتحدة. ان هذا بطبيعة الحال لا يلغي اهمية التغيير بل وجوبه، بيد ان مواقف كتلك انعكست سلباً على بقية فصائل المعارضة الوطنية واصابتها بالخذلان والاحباط لتترك فراغاً سياسياً واضحاً تمخضت عنه فكرة تشكيل الوسط الديمقراطي في محاولة لبلورة هموم ومازق الشعب العراقي وترتيب اولوياتها تمهيداً لوضع برنامج لمعالجتها إن عاجلاً او آجلاً. إن تشكيل الوسط الديمقراطي لا يعني في مضمونه تشكيلاً آخر يضاف الى التشكيلات المتعددة للمعارضة العراقية، وانما هو تشكيل مفتوح لكل اعضاء المعارضة توّلد عن عواملٍ عدة نذكر منها:

1ـ الايمان بمبدأ الحوار الديمقراطي والمشاركة الموضوعية فيه ونبذ العنف في ممارسة حق المعارضة.
2ـ الاخذ بمبدأ ديمقراطية القرار وكما دعى اليه المؤتمر الاول فكراً وتطبيقاً.
3ـ الابتعاد عن سياسات الاحتواء وشهوة الهيمنة والظهور والامساك بمراكز القرار. فليس الهدف من هذا التشكيل البحث عن مواقع جديدة لقيادات جديدة، وانما هو تشكيل يروم النهوض باعباء كبار، ولا بد ان يتولى امره من يقدرون حجم المسؤولية ويواجهون مصاعبها ويتحملون تبعاتها ككل.
4ـ اعتماد ذاتية الموارد ورفض المعونات الاجنبية المفروضة على الرغم من كون طاقة التشكيل المذكور على تغطية الالتزامات المترتبة على المقررات والتوصيات المتتالية التي يخرج بها قد تكون قاصرة مادياً الا ان استقلالية القرار تتجاوز في اهميتها معونات مرتهنة بقرارات تمتد احياناً لتشمل زمن ومكان الاجتماع وتحدد جدول اعماله وحتى رموزه القيادية.
5ـ الدعوة الى معارضة شامله تستوعب كافة الجهات الراغبة في الانتماء اليها ولا ينفرد الوسط الديمقراطي كتيار بقيادتها. فمهما كانت رغبته صادقة وحماسته متوهجة فالقضايا الجماعية كما هو الشان العراقي لا يمكن معالجتها الا في اطار جماعي. وان تتحمل كل الفصائل المعارضة قسطاً من التزامات المعالجة ان تيار الوسط ماهو بالحزب بل هو دعاء لكل الفئات والاحزاب والجهات والتكتلات، فهو للكل وهو جزء من كل في آن. وهو بالتالي ليس بديلاً عن اي تجمع معارض قائم.
6ـ التيار هو تشكيل عام شامل يحظى بتأييد كافة الذين يحملون اهدافه ويتفقون مع نهجه واسلوب عمله، بعيداً عن كل تعصب فئوي او مذهبي او طائفي. ويسعى الى استقطاب الجميع على اختلاف انتماءاتهم وولاءاتهم وخلفياتهم او عقيدتهم السياسية، فها هو يجمع بين الماركسي والشيوعي المتقاعد مع ذلك البعثي الذي هجر حزبه لما تجدد في قناعاته وسواها من مختلف الاصول والمشارب، كلهم ينصهرون في بودقة المعارضة الوطنية النزيهة المستقلة الحاملة للراية العراقية والمدافعة عن الحق المشروع للشعب العراقي. ولعل ابرز مايتمثله ذلك الحق هو رفع الحصار الجائر والدعوة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وضمان حقوق الانسان ولكن وفوق كل ذلك العمل بجدية ودأب على الحفاظ على وحدة التراب العراقي وبقاء ذلك الوطن الغالي متماسكاً مترابطاً ملكاً لاهله جميعاً وعلى امتداد رقعته الجغرافية.


قد يتهيأ للمرء ان تشكيل هذا اليتار باعثاً على التعاون، كما يفتح الطرح الذي يقدمه باب الامل بعد ان تلبدت سماء العراق وتلوثت مياهه وترابه واحكم الحصار قبضته الظالمة عليه. فمهما يكن من امر لا بد من النظر الى مستقبله بشئ من التفاؤل والامل، وما اضيق العيش لولا فسحة الامل، وانها بغداد تدعو ابناءها لتعزيز امرها، بغداد التي ضربت كما لم تضرب مدينة في التاريخ الحروب، على حد قول مراسل الـ BBC جون سمبسون في مذكراته التي صدرت مؤخراً.
إذن ان المطلوب الان نصرة لبغداد كرمز للعراق ان يعمل الجميع وفق صيغ مرنة ديمقراطية مستقلة ضمن الطرح الذي يقدمه هذا التيار والهدف الذي يسعى جاهداً لتحقيقه من خلال رصد الظواهر والمعطيات التي تعم ساحة المعارضة العراقية. على ان يترحم هذا الرصد والتحليل الى مؤشرات وملاحظات تنقل الى بقية جهات المعارضة لتدارسها واستيعابها كأن يشَّدد على اهمية بقاء الملكية مظلة لكل الاحزاب والتيارات وان تكتفي بالسيادة لا الحكم . ايضاً يتعين على المطالبين بنصيبهم من اموال قانون تحرير العراق الاكتفاء بما تحقق لهم من تلك الاموال ، وان يضعوا نصب اعينهم مصلحة العراق الجريح اولاً قبل حسابات الربح المادي ودفعاته المقبلة . وبعد هذا وذاك حبذا لو تتخلى بعض الفئات او التجمعات عن التنافس لتحظي ود الحكومة الامريكية والتقافز امام كاميرات المصورين لنيل حظوة الوقوف جنب المسؤولين الامريكان اثناء "حجّهم" الى امريكا رأس الحربة في دمار العراق والمنطقة.
اقول اخيراً، اذا صح ان المعارضة من دون ثوابت وطنية خطيرة خطر المعارضة من دون مرجعيه ديمقراطية، فهذا لا يعفي من مسؤولية المعارضة وهو بعينه الامر الذي دعى لقيام تيار الوسط الديمقراطي.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس المالكي يعلن في الكونغرس حل المليشيات دون استثناء امن ...
- بعد قسوة دك الطائرات الاسرائيلية.. بعد دمار لبنان أرضاً وبشر ...
- مامصير حياة نقابية كانت سائدة في العراق المعاصر...!
- العراقيون الغيارى في خضم صرلعهم السياسي.. أمس .. اليوم .. وغ ...
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي والفرنسي نموذجاً
- درس المقاومة من العراق الى لبنان
- اذا حكمتم فاعدلوا يادولة الرئيس....!
- ضوء على الاحداث: ماذا في ذهن السائل العربي اليوم!!!
- الى متى تصبر شعوب العرب ... على تخاذل حكوماتها؟!!
- هل انتهت
- الحوار الوطني ومدى نجاحه على يد المالكي
- الفضائيات العربية ودورها الرائد في طموحات الشعوب
- الانتحار في سجن غوانتانامو ارهاب في نظر بوش
- هل يسمح المالكي بفسحة كافية من الديمقراطية .. مستقبلاً ..!
- حوار مفتوح حول الأحداث الساخنة اليومية
- مجزرة حديثة والقانون .. واتفاقية جنيف الرابعة
- شعب العراق يطالب دولة الرئيس بتقديم شيء افضل
- الشعب العراقي رضى بالواقع المرير
- حيرة الشعب بحكومته وحيرة الحكومة بالشعب
- ان تلاشت قدرات الحكومة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - تيار الوسط الديمقراطي ومستقبله في ريادة المعارضة العراقية