أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير ابراهيم عبد اللة - البلاد العربية تعيش ثقافة الكراهية















المزيد.....

البلاد العربية تعيش ثقافة الكراهية


أمير ابراهيم عبد اللة

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما تكون المقالة الحالية غير معتادة للقارئ بعض الشئ و ليس هذا الا لأنها تناقش موضوع ذو أهمية كبيرة و لكن من زاوية علمية تجريدية لموضوع هو بالأساس أدبى انسانى . م
يلاحظ الأن فى البلاد العربية قلاقل متنوعةو فوضى عارمة فى معظم مجالات الحياة لدرجة يبدو معها المنظر الخارجى لأى ملاحظ من الخارج(مواطن أوروبى مثلا أو يابانى) كما لو كان سيركا لبهلوانات من العصور الوسطى بينما يراة البعض الأخر كوعاء معدنى يغلى على نار شديدة و يوشك على الانفجار. م
ما هى الأسباب التى تجعل المنطقة العربية تبدو للرائى بهذا الشكل المخيف لمعظم العالم المتمدن؟ ، السبب هو ببساطة هيمنة ، وليس فقط انتشار، ثقافة الكراهية...م
الواقع اليوم فى معظم البلدان العربية ، و دعونى فقط أستعير الأمثلة وقت الحاجة من مصر فى قلب المنطقة العربية، الواقع هو كالأتى: م
أ- الغنى يقتل الفقير من خلال التواصل مع السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية الفاسدة حيث تتيح لة هذة الأخيرة سن قوانين و التصديق عليها من القيادة السياسية الفاسدة ربما تبدو هذة القوانين فى نصها شديدة الهزل و لكن بفعل ضيق الأفق المهيمن على الطبقة المسئولة يتم بالفعل تطبيق هذة القوانين و التى تؤدى فى مجملهاالى ذبح الطبقة العاملة الفعلية و ذلك لتحقيق أرباح هائلة و سريعة ل س أو ص من الواصلين الى القيادة السياسية و هو ما يسمى بالأحتكار و ان كان فى حقيقتة يتجاوز ذلك الى تحويل موارد الدولة الى خزائن بعض الأفراد مما يؤدى الى تضخم مستديم يؤدى بالكثيرين الى العيش فى المقابر بمتوسط صرف نصف دولار يوميا للفرد يجاورهم فى الأحياء المحيطة ، كالمعادى و مدينة نصر، الأغنياء الجدد ممن ينفقون مليون دولار فى ليلة واحدة لأقامة حفل زواج واحد، النتيجة هى بالطبع كراهية داخلية قصوى من الفقير للغنى و لنا أن نتصور النتائج الكارثية لهذا عندما نضيف أن الفقير هو الذى يشكل البنية التحتية للعمالة الفعلية التى تعمل عند الغنى، سواءا كوظيفة ثابتة أو كعامل خدمى، كالنجار أو عامل الصيانة بمختلف تخصصاتة. م
ب- السلطة التنفيذية تذبح المواطن العادى الذى ليس لة أقارب فيها أى فى جهازى الشرطة أو النيابة(القضاء) حيث يتيح لهم الفساد المستشرى أن يمدون أيديهم الى المواطنين بطلب الرشوة القسرية و الكارثة أنهم يفعلون ذلك مع الطبقة المعدمة أساسا، و خذ مثالا على ذلك من مواطن يتم حبسة بتهمة اشغال الطريق لأنة لم يستطيع أداء الرشوة لموظفى الحى فيذهب الى عنبر الحبس بالقسم و هناك يتم استنزافة يوميا من قبل العساكر فيدفع حتى يأتوا لة بأى شيئ يشربة أو يأكلة و أمناء الشرطة فيدفع حتى يسمحون لة بتمرير الزيارة أو حتى تحديد جلسة لة أمام النيابة و أيضا زملاؤة من المساجين فهو يدفع حتى لا يتم ضربة بعنف داخل الزنزانة أو ما هو أبشع من ذلك و بعد ذلك لا بد أن يدفع لمن يتوسط لة مع وكيل النيابة و القاضى حتى يختصر فترة حبسة ثم فترة سجنة ، خلال كل هذا السيناريو المتكرر يوميا تلجأ أسرتة الصغيرة لأى وسيلة لتدبير النفقات لعائلها المسجون تصل فى كثير من الأحيان الى احتراف الصبيان للسرقة أو البلطجة و الفتيات للدعارة. م
ج- من النقطة السابقة تتضح أسباب لا يمكن تلافيها للكراهية بين المواطنين الفقراء بعضهم و بعض، فعلى سبيل المثال يقوم الشرطى فى قسم الشرطة باستخدام المساجين القدماء لتهديد و سحل السجين الجديد بغرض تخويفة و استنزافة، ولا ننسى هنا أن عسكرى الشرطة أو الصول المتطوع هو أيضا من المنتمين للقاعدة السفلى و الفقيرة من المواطنين . م
أكتفى بالحلقات الثلاث السابق ذكرهم كتلخيص مرئى للحالة التى سميتها "ثقافة الكراهية" على سبيل المثال لا الحصر حيث ان هذة الحالة فى البلاد العربية سلسلة لها مئات الحلقات التى يمكن للكثيرين ملأ مئات الصفحات بهاو ليس لها مساحة هنا . م
كان غرضى من كل ما سبق هو الأثبات بالصورة الواقعية و هى على الرغم من بشاعتها تعبر أكثر من أى استدلالات منطقية، فلا مكان للمنطق حيث يوجد الموجود. م
ما يهمنى هنا هو الوضع الحالى أو الصورة الموجودة فى الداخل بالفعل و التى كما ذكرت تجعل الرائى من الخارج يظن أنة ينظر الى مأساة أو ملهاة أو اناء يوشك على الأنفجار. م
فكما رأينا من النقط السابقة يصبح من العادى بل و الطبيعى أن يدوس بعض راكبى السيارات على بعض السائرين على أرجلهم ولا يتدخل القانون فى صورة السلطة التنفيذية الفاسدة، فدخول المواطن الضعيف القسم شاكيا أو ضحية يعنى ببساطة وضع رأسة بين فكى التمساح خاصة اذا كان الجانى ذو صلات بالواصلين. م
و ما الحل؟ ، لا تتعجب عندما تجد طفلا أو شابا فى الشارع يكسر زجاج سيارة لا يعرف صاحبها أو يدس مسمارا فى أحد اطاراتها. م
من الطبيعى أيضا أن تجد مواطنا يتشاجر مع محصل اتوبيس نقل عام فيقول لة الأول " انتم لصوص تضاعفون أجرة الركوب يوميا " ويقول الثانى للأول " هيا أقذف جثتك و انزل ، أم تظننا سنوقف الأتوبيس لكى تنزل حضرتك !!؟ " هذا العبث و أكثر منة بكثير هو الطريق اليومى للعمل لمعظم الأفراد . م
من الطبيعى أيضا و المنطقى أن تجد أحد الفتوات يضرب مواطنا حتى تسيل منة الدماء فى الطريق العام على بعد خطوات من قسم الساحل فى شبرا فى قلب القاهرة و لا يفكر حتى أمين الشرطة بباب القسم فى ايقاف المهزلة و لكن عند محاولتك دخول القسم لأى شأن فهو يسألك عما تريد كما يمكن أن يطلب رؤية تحقيق شخصيتك قبل السماح لك بالدخول . م
من الطبيعى أيضا ان ينتظر أحد التلاميذ أستاذة خارج لجنة الأمتحان لضربة بموس حلاقة لأنة تسبب فى سقوطة بمنعة من الغش و لأن والد هذا التلميذ أيضا سيقوم بضربة بقسوة حال سقوطة فى الأمتحان لأنة لا يجد ما ينفقة علية فى صورة دروس خصوصية لا بد أن يدفعها لنفس الأستاذ طوال العام. م
حلقة عبثية بالفعل لأى ذو عقل لكنها ببساطة واقع يومى معاش من الجميع. م
كما تلاحظون هذة الأمثلة لا تنتهى فهى واقعية و لكل منها خصوصيتة و مغزاة، كما أن الحكمة و المغزى فى كل الأمثلة سوف تقترح بوضوح أن الكل يشترك فى هذة المأساة و كل يقوم بدورة فيها بنشاط حتى الموت ، و هذا يبدو واضحا على معالم الوجوة خاصة فى المدن ، كل المواطنين سواءا الراكبين منهم أو المترجلين، و تجد فى النهاية أن السلوك العدائى بل أقول العدوانى هو المسيطر فى كافة الأماكن و العلاقات و الكلمات و الردود، أى تبدو الصورة من الداخل أيضا كما لو كان شيئا على وشك الأنفجار دائما و فى كل أوقات النهار خاصة كلما زادت كثافة الأدميين ، كنتيجة مباشرة لذلك تجد مواطنين فى عمر الشباب لا يملون الوقوف بأبواب السفارات الأجنبية أو بأبواب مكاتب التسفير الوهمية، و هم لا يقبلون حتى أن يعيشون حياتهم الحالية لفرط قبحها و يعيشون فى حياة أخرى هى حياة ما بعد فكاكهم من أوطانهم التى ولدوا بها ، مما يؤدى فى النهاية لأن هؤلاء لا يعيشون على الأطلاق حيث أنة من المعروف أن الحياة هى ما يحدث الأن فى الزمن المضارع وليس فى المستقبل الغير موجود مما يعنى أن ينتشر بالشوارع ما يعرف بال "زومبيز " و ليس بالبشر العاديين. م
فى النهاية الكراهية تتحول من احساس شخصى الى موجة عامة ومنها الى سلوك عام يقتل أشياء و معان تتراوح من الأنسان ذاتة الى أى نشاط جماعى يستلزم التعاون من مجموعة من الأفراد و ينطبق هذا على كل الأعمال من بناء عمارة بمجموعة بنائين أميون الى عمل بحث علمى فى الفيزياء العملية فى جامعة القاهرة. م
و النتيجة النهائية: يلاحظ الرائى مجتمعا كاملا يلتف حول نفسة حتى يموت مختنقا، التنيجة التى تبدو غير معقولة أو ملهائية كما ذكرت فى بداية مقالى. م



#أمير_ابراهيم_عبد_اللة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير ابراهيم عبد اللة - البلاد العربية تعيش ثقافة الكراهية