أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - قانا و مدننا العراقية














المزيد.....

قانا و مدننا العراقية


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإرهاب واحد سواء كان هذا الإرهاب صهيونيا همجيا أم وهابيا سلفيا وحشيا أو بعثيا دمويا و الضحية هي شعوب المنطقة التي لا تقوم من وقعة إلا وتقع في أخرى.

تذكرني الهمجية التي قام بها الصهاينة في قانا:
*بهمجية البعثيين الدمويين بتسميم حلبجة
*أو باغتيال الآلاف من العراقيين بعد أن فشلوا في الكويت و انهزموا منها شر هزيمة،
*و بوحشية الإرهاب السلفي.

لقد سمم الدمويون القوميون الشوفينيون حلبجة لكونها كردية و اليوم نرى الإرهابيون السلفيين و البعثيين و هم يذبحون بتلذذ بالشعب العراقي، و خاصة المتواجدين في الوسط و الجنوب تماما مثلما نرى الصهاينة يقتلون بوحشية و تلذذ أبناء الشعب اللبناني و خاصة أبناء الجنوب. و نرى كيف ينتحر السفلة الوهابيون لقتل اطفالنا و نسائنا. و نرى الفرح الكبير الذي يسيطر على أنصار أفكار هؤلاء المجرمين، و نرى هؤلاء دائما و هم يصفقون لوحشية الحكام العرب: تارة باسم القومية و تارة أخرى باسم الدين الإسلامي. و هم لا يفهمون القومية العربية إلا أنها نافية للأقوام الأخرى و لا يفهمون الإسلام إلا أنه منبع الإرهاب. لقد رأيناهم كيف كانوا يزغردون للمجرم صدام أثناء حربه مع جيراننا العجم الإيرانيين و حربه ضد العرب الكويتيين، لمَ لا؟ و قد كانوا من أشد المستفيدين من هذه الحروب، و كوبونات النفط تشهد على ذلك .

و أصبحت حلبجة آمنة و هي تزيل الآن آثار التسميم التي قام بها البعثيون، بعد أن انهزموا و رأى جبنهم كل العالم. ولا تزال بقية العراق ترزح في خرائب الإرهاب، إذ أن نفس العناصر السابقة التي كانت في الحكم هي العناصر التي تقتل الشعب العراقي، و نشاهدها على شاشات التلفزيون، وهي بصحبة ارهابيين سلفيين، تقطع رقاب الناس، ولا يمكن أن يُعرف من هو أكثر همجية البعثيون أم السلفيون. و إذا كنا في فترة حكم البعث لا نعرف أي شيء كان يحصل لجثث الضحايا فإننا اليوم نرى الجثث و هي تطفو على المياه أو تجثو على الأرض.

لقد بكينا على ضحايانا في كل مدن العراق، بكيناهم و قد فجرتهم خنازير الإرهاب، و رقص لقتل ضحايانا أعراب الخزي و النفاق. هل يمكننا أن ننسى قتلانا في الحلة الذين زغردت لقتلهم صحف الأردن و هلهل لها ملكهم الصغير، لأنهم قتلوا بأيدي خنزير فلسطيني أردني؟ لم تكن الحلة وحدها هي المدينة الوحيدة المفجوعة بل أن هناك عشرات المدن العراقية، و لم نسمع من "الاشقاء" الأعراب إلا تبرير هذا الإرهاب بأنه مقاومة للإحتلال.

اليوم نبكي أطفالنا الشهداء في لبنان، و نحزن لتهديم بيوت اللبنانيين فوق رؤوسهم. و نرى البعض و هو فرح لأن حزب الله لايزال يقاوم إجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، و يعتبرونه انتصارا. إلا أن الضحايا في الجانب اللبناني هي أكثر بكثير من ضحايا الصهاينة. بئس هذا الانتصار الذي يذكرنا بـ "انتصار" الحكومات العربية في حزيران 1967. ترى إلى أين يصل الفرح و الهرج إذا كان القتال داخل إسرائيل، و الصمود بوجه قواتها يدوم مدة أطول؟
فهل حقا أن حزب الله و رئيسه قد انتصرا؟ و الغريب في الأمر أنهم يقولون أن الله هو وراء هذا الإنتصار... نفس الجنجليات كنا قد سمعناها سابقا، و نفس الخراب كنا قد رأيناه قبلا. و العجيب في الأمر أنهم يقولون:
*بجهلهم سيقضون على العلم،
*و بمرضهم سيميتون العافية،
*و بفقرهم سيقهرون الغنى،
*وبلحى تخلفهم سيرجعون عجلة التقدم و يعيدون مجد المسلمين السابق،
*وبقمعهم سيخنقون تطلع شعوب منطقتنا إلى الحرية،
*و بتكميم الأفواه سيقتلون الحرية،
*و بكل فرد وهو على حجارته سيقيمون دولة الوحدة العربية السابقة أو دولة الأمة الإسلامية الحالية.

هل هم يعيشون بعيدون عن الواقع أم هم فيه؟ هل جاءوا لحل المشاكل العالقة أم لتعقيدها و لزيادتها؟ هل هم من أجل الإعمار الدنيوي، أم من أجل الحصول على بيت في الفردوس؟ هل هم من عشاق حور الدنيا أم هم من الباحثين عن حور الجنة و ولدانها المخلدين؟ هل هم قد جاءوا لأجل البناء أم لأجل التخريب؟

إن إسرائيل هي إحدى القواعد العسكرية الغربية المتواجدة في منطقتنا، و لا يُسلحها الأمريكان فقط بل و أيضا كل الدول الغربية. و العجيب في الأمر أن الدول العربية كافة تريد التسلح بسلاح هذه الدول. فهل يمكن لأحد أن يُفكر في أن هذه الدول تبيع سلاحها لتدمير أصدقائها الصهاينة؟ و لن يعد غريبا أن يكون الذين وضعوا لبنان في هذا المأزق يريدون تدخلا غربيا لأنهاء محنة الشعب اللبناني.

سيستمر عناتر الهزائم يعرضون عضلاتهم على بسطاء الشعوب، و سيستمر كل حاكم راقدا على حجارته، و ستستمر تبجحات كتاب الحروب.

إن نشازات قرع طبول الحرب قد تؤثر على الأصوات الهادئة و تعيقها، و أن فرص السلام قد تُعرقلها مدافع الحروب. لكن مشاكل المنطقة لن تنتهي إلا بسلام عادل تسنده الحرية و الديمقراطية و الإبتعاد عن التخلف.

و أتساءل: ماذا سيأتي بعد إعلان الهدنة و إيقاف الحرب ؟
*هل سيقوم الذين تهمهم حياة السكان و كرامتهم في التفكير بإيجاد جو للتعايش مع هذه دولة إسرائيل التي هي فعلا جسم غريب في داخل المنطقة؟ إن إسرائيل هي كمرض السكري يجب على المريض أن يتعايش معه أو يُنهي حياته.
*أم سيفكر الحالمون بتصفية إسرائيل و إلقاء سكانها في البحر (كما كان يقول الكاذب المصري أحمد سعيد)؟ أم العمل لإشعال حرب أخرى ستكون نتيجتها معروفة مسبقا؟
فهل سنغني لسلام عادل و دائم؟
أم سنستمر في سماع الإسطوانة المشروخة: ما خسرنا الحرب يوما، بل خسرنا معركة؟

أسبانيا
03/08/ 2006



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجر الأسود في كتب التراث 01/05
- تجار الحروب و وعاظها
- وعدُ الشيخ الرفيق
- تعليم الحقد ضد الآخرين في مدارس الوهابيين
- إلى أمّي
- مجتمع الشرف
- حكومة إنقاذ أم انقلاب و ارهاب؟
- وطني
- أوغاد من منبع الارهاب الوهابي
- تأثير التاريخ في مجتمعاتنا
- من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
- شيخُ الأزهر الأعور
- بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
- متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟
- إلى كمال سيد قادر
- النفط و الشفط
- اصبعنا البنفسجي
- تأملات في ثقوب بهو الجادرية
- الموت السريع للزمن البطيء
- صحراءُ الشؤم


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - قانا و مدننا العراقية