أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي















المزيد.....

من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينت في مقال سابق ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ترى ان مهمتها الاساسية هي تحقيق مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وعلى هذا الاساس حولت الحكومات الاسرائيلية جيشها الى نوع شاذ من المرتزقة الاميركية تقوم هي بدفع اجورها بدلا من سيدها الولايات المتحدة. وبينت ان من الناحية الاقتصادية تقوم الاعانات والتبرعات السخية المقدمة الى اسرائيل من الادارة الاميركية ومن الشركات الاميركية ومن اصحاب المليارات اليهود في اميركا باخفاء الاستغلال الفاحش الذي تمارسه الشركات الاميركية على الشعب الاسرائيلي. فاسرائيل في الواقع مستعمرة اميركية تستغلها الولايات المتحدة استغلالا بشعا يفوق استغلال بلدان الشرق الاوسط الاخرى.
ان استغلال بلدان النفط الخليجية مثلا يجري باستعادة ارباح النفط عن طريق انشاء المشاريع فيها وعن طريق بيع الاسلحة وغيرها. ففي هذه اللحظات من اوضاع الحرب التدميرية على لبنان اعلنت المملكة السعودية عن شراء اسلحة قيمتها عدة مليارات من الولايات المتحدة. قد يكون ذلك لتقليص قطار الاسلحة المرسلة الى اسرائيل والتخفيف من وطأتها على الشعب اللبناني او قد يكون ذلك لان المملكة السعودية ستقدم هذه الاسلحة الى لبنان لمساعدته على مقاومة اسرائيل او قد يكون ذلك لاستخدام هذه الاسلحة في الاستعراضات العسكرية التي ستقام عند انتصار المقاومة اللبنانية! ! ! ولكن هذا لا يغير من واقع ان الولايات المتحدة تستعيد بذلك جزءا كبيرا من ارباح المملكة السعودية من تصدير النفط.
اما اسرائيل فليس لها نفط ولذلك فان القروض القارونية التي تأخذها من الولايات المتحدة او من البنوك المرتبطة بها ومن الارباح الطائلة للشركات الاميركية او الشركات المشتركة المنتشرة في اسرائيل تثقل كاهل الشعب الاسرائيلي لاجيال قادمة. لذلك اعتبر ان استغلال الولايات المتحدة لاسرائيل افظع من استغلال البلدان النفطية في الخليج العربي.
منذ ان اعلنت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثالثة في ۱۱/٩ سنة ۲۰۰۱ اصبحت اسرائيل جزءا لا يتجزأ من هذه الحرب. وبعد ان انجزت الولايات المتحدة حربها في افغانستان والعراق جاء دور لبنان فامرت اسرائيل بتحقيق اهدافها في لبنان. وقد اثبتت كل المصادر ان الحرب على لبنان كانت مبيتة ومرسومة منذ اكثر من سنة. وقد بين حسن نصر الله ان قضية الاسرى الاسرائيليين كان المفاجأة التي حرمت اسرائيل من مفاجأتها المقررة في ايلول او تشرين.
لم يكن موضوع الاسرى جديدا على اسرائيل اذ سبق ان اخذ حزب الله عددا من الاسرى الاسرائيليين وجرت المفاوضات على اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين مقابل اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين. ولم يكن اخذ الاسيرين الاسرائيليين هذه المرة يدعو الى شن هذه الحرب المدمرة على لبنان والشعب اللبناني من اجل تحرير الاسيرين. وكان من المعقول جدا ان تجري المفاوضات لاجل تبادل الاسيرين بثلاثة اسرى لبنانيين لدى اسرائيل وتفادي هذه الحرب التدميرية البشعة التي لم تؤد الى تدمير البنى التحتية اللبنانية والى حرب الابادة على المدنيين اللبنانيين فقط بل ادت الى الكثير من الضحايا في صفوف الاسرائلييين والى الكثير من التدمير الذي احدثته صواريخ الله والى النفقات الهائلة التي كلفتها هذه الحرب بدون ان تفلح اسرائيل في تحرير الاسيرين.
يبدو ان الخطة الاميركية الاسرائيلية كانت ان يحتل الجيش الاسرائيلي بعد التدمير من الجو جزءا من جنوب لبنان خلال ثلاثة ايام استنادا الى التجارب الاسرائيلية في حروبها السابقة ثم الانتقال الى المؤامرات الدولية لتحقيق اهداف الولايات المتحدة في احتلال لبنان عن طريق ايقاف القتال وارسال القوات الى لبنان. ولكن اسرائيل جابهت قوة لم تعهدها في حروبها السابقة. جابهت مقاومة حزب الله الهائلة بنقل الحرب لاول مرة الى العمق الاسرائيلي واضطرار مليوني اسرائيلي الى اللجوء الى الملاجئ تحاشيا للصواريخ. واثبتت المقاومة اللبنانية انها بحرب الانصار تستطيع ان تكسر شوكة هذا الجيش الذي عجزت عن الوقوف في وجهه جميع جيوش البلدان العربية مجتمعة لاكثر من خمسة ايام. وها نحن الان في الاسبوع الرابع ولم تحقق اسرائيل حتى الان ما يمكن ان يبدو احتلالا تستند اليه الولايات المتحدة في خطتها التالية باحتلال لبنان. وهذا ما جعل شمعون بيريص يتعجب ببلادته المعروفة انه لم ير في حياته جيشا لا يدافع عن بلاده كالجيش اللبناني.
يبدو ان رايس جاءت الى اسرائيل للمرة الثانية لكي تعنف اولمرت على فشله الشنيع ولتعطيه مهلة اسبوع او اكثر لكي يحقق لها على الارض ولو شبرا تستطيع الاستفادة منه في تحقيق اهداف الولايات المتحدة من هذه الحرب. وهذا ما نراه من دفع اشد قوى اسرائيل العسكرية الى الهجوم المكثف على جنوب لبنان لكي تحقق ولو الاستيلاء على قرية محروقة من اجل الاستناد اليها في المناقشات التالية في مجلس الامن.
منذ اليوم الاول من الحرب على لبنان اخذت ابواق الدول الامبريالية بدون استثناء تتحدث عن ايقاف القتال وارسال قوات الى جنوب لبنان للفصل بين اسرائيل والمقاومة اللبنانية. فقد توالت الوفود من الاتحاد الاوروبي ومن ممثل كوفي عنان ووفد الامم المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي واعلنت الدول الصناعية الثمان وكلها كانت تهدف الى ان تحقق اهداف الولايات المتحدة التي عجزت اسرائيل عن تحقيقها بالحرب عن طريق المفاوضات والتوسط مع ابداء العطف على لبنان والشعب اللبناني. واول هذه الاقتراحات هي موافقة لبنان على ادخال جيوش الى جنوب لبنان. وقد تعددت الاقتراحات حول نوعية هذه الجيوش. فتارة تحدثوا عن جيوش الناتو واخرى عن جيوش متعددة الجنسيات وثالثها عن جيوش الامم المتحدة وما زال موضوع تشكيل هذه الجيوش يناقش في مجلس الامن الذي اجل اجتماعه لهذا الموضوع الى يوم الخميس املا في نجاح اسرائيل في هذين اليومين باحتلال قرية محروقة.
واضح ان مجلس الامن والامم المتحدة وكوفي عنان وكل ما يسمى المجتمع الدولي اصبحت عبارة عن دائرة من دوائر الادارة الاميركية تحركها كيفما تشاء. فقد فشل مجلس الامن حتى في ادانة اسرائيل على قتلها موظفي الامم المتحدة عن سبق اصرار كما صرح بذلك كوفي عنان نفسه. وفشل مجلس الامن في ادانة اسرائيل على مجزرة قانا الثانية وسيفشل مجلس الامن في التوصل الى اي قرار لا توافق عليه الولايات المتحدة رغم الضغط العالمي الذي شمل حتى حلفاء الولايات المتحدة من الدول الامبريالية فيما عدا الدول العربية. فقد تجرأ مبارك بعد مجزرة قانا ان يدعو السفير الاسرائيلي الى زيارته. والدعوة للزيارة لا تدل على شيء اذ المهم ماذا يجري اثناء الزيارة وهو سر كمين لدى مبارك. فقد تكون الزيارة لتناول وجبة لذيذة من الطعام المصري او قد تكون تطمينا للسفير بان لا يهتم بما يجري في الشارع المصري من هياج لان ذلك امر مؤقت سرعان ما يهدأ وان ذلك لا يؤثر على الصداقة الحميمة بين مبارك واولمرت. ترى هل كانت هذه الزيارة هي التي جعلت بامكان اولمرت ان يعلن في خطابه بعد مجزرة قانا وبعد زيارة السفير بانه يحارب في لبنان بتأييد عربي؟!
من الواضح ان جميع الاقتراحات التي تتحدث عن ادخال القوات الى لبنان، وحتى على لسان بعض القادة اللبنانيين تريد ان تكون لهذه القوات سلطات رادعة اي سلطات قوات احتلال وليس قوات فصل بين اسرائيل ولبنان. ومن اهم مهام هذه القوات تطبيق القرار ۱٥٥٩ اي نزع سلاح المقاومة اللبنانية وما يسمى نشر الجيش اللبناني في الجنوب. بل ان اولمرت في خطابه الاخير اعلن ان اسرائيل لا توقف القتال الا بعد ان تنتشر القوات الدولية ليس على حدود لبنان اسرائيل وحسب بل على حدود لبنان وسورية ايضا لمنع تزويد حزب الله بالاسلحة. ويبدو ان جميع القوى وحتى الاوساط الحاكمة في لبنان تعتبر ان الحل هو بارسال قوات الى لبنان. ولا شك ان مجلس الامن سينجح في اتخاذ قرار ايقاف الحرب وارسال القوات الى جنوب لبنان لان هذا هو الهدف الاساسي الذي ارادته الولايات المتحدة من شن هذه الحرب.
قد يجري النقاش حول نوع الجيوش التي ترسل الى لبنان. هل هي جيوش فرنسية ام جيوش الناتو ام الجيوش المتعددة الجنسيات ام قوى الامم المتحدة. بل ان اولمرت اعلن انه يشترط اشتراك قوات المملكة السعودية ومصر والاردن وتركيا في القوات المتعددةالجنسيات. وقد يجري تفضيل لبنان احد هذه الانواع دون اخر. ولكن النتيجة هي نفسها ايا كانت الجيوش التي ستدخل الى لبنان. ان مهمة هذه الجيوش من اللحظة الاولى هي تحقيق ما لم يستطع الجيش الاسرائيلي تحقيقه حتى الان في الاسبوع الرابع من الحرب. المهمة الاولى لهذه القوى هي نزع سلاح المقاومة اللبنانية ومن ثم فرض ارادة الولايات المتحدة على لبنان ومعاملته كمستعمرة لها كما حصل في افغانستان والعراق.
ان الحرب الاسرائيلية على لبنان لم تكن سوى حلقة من حلقات الحرب العالمية الثالثة. انها تهدف الى مواصلة الحرب العالمية الثالثة التي تشنها الولايات المتحدة من اجل الاستيلاء على العالم كله. فهذه الحرب هي حلقة في سلسلة خارطة طريق الولايات المتحدة.
وما الذي سيحدث لو تحققت اهداف الولايات المتحدة ونجحت في ادخال قوى عسكرية ايا كانت الى لبنان ومنحها صلاحيات رادعة كما تطالب بذلك رايس واسرائيل؟ ان ما سيحدث هو تحويل الشعب اللبنايني كله الى مقاومة للولايات المتحدة من اجل تحرير لبنان من الاحتلال الاميركي كما هو الحال في افغانستان وفي العراق وفي كل بلد تسيطرعليه الولايات المتحدة عن طريق الحرب او عن طريق الرتل الخامس الذي يسلم قياده للولايات المتحدة.
ولكن النصر النهائي لا يكون الا الى الشعب اللبناني المقاوم كما هو الحال لدى الشعوب الاخرى التي تقاوم الاحتلال وتناضل من اجل التحرر منه ومن عملائه المحليين.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
- الشعار الاستراتيجي للمرحلة ومقاومة الاحتلال
- رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
- التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
- رسالة الى الاخ احمد الناصري
- اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة
- اليسار العالمي واليسار العراقي
- عبادة الحزب
- التطور التكنولوجي وارباح الراسمالية
- حكومة الانقاذ الوطني


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي