أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل الخطيب - لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!














المزيد.....

لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يستطيعوا الارتقاء لعظمة لبنان المتنوع المتجدد العصري, فأرادوا إنزال لبنان إلى سوّيتهم!
لبنان الوطن الأقرب إلى الإنسان والإنسانية منهم, لبنان البلد الأقل تفريخاً للمنظمات الراديكالية وفكرها, لبنان الإنسان الأبعد عن فاشية إسرائيل وتخاذل الأنظمة العربية, لبنان الوطن_الرحم الحضاري المثمر في المنطقة العاقر, منطقة الأدغال الكثيفة بوحوشها وتخلفها وأسودها الورقية.
هذا الوطن الأقدس, هذه الأرزة الشمّاء, هذا العنيد الشامخ, هذه الأطفال العملاقة, هذا الإنسان_الأرض_الثقافة, هذا اللبنان يُستباح ويُذبح لأنه الأفضل, لأنه مَثَلُ المستقبل.

الفاشية الإسرائيلية يُخيفها استقرار لبنان وتطوره, يُخيفها تنوعه في وحدته الفريدة, يُخيفها في حضارة أمسه وحاضره ومستقبله.
الفاشية الإسرائيلية وأميركا يُخيفها النموذج اللبناني والذي ما استطاعت تطويعه فاشيات عربية قريبة وغير قريبة.

أطفال قانا ومدن وقرى الجنوب وغير الجنوب تُرعب حكّام الصهاينة وأصدقائهم, شهداء لبنان تتقمص من جديد وأصابعها تُشير إلى عيون المتآمرين والمساومين على دمائها ووطنها من أجل مكاسب سياسية.

كل تاريخ إسرائيل مليء بالجرائم والقتل, لكن ما قامت وتقوم فيه الآن قد يكون حالة أخرى ليس فقط في التدمير والقتل بل في ردود الفعل العربية والدولية على هذه الجرائم.
هذا التدمير الوحشي يُعبّر عن حقد متناهي, يُعبّر عن محاولة القضاء على أفضل ظاهرة للتعايش السلمي الديمقراطي المتعدد الأطياف في المنطقة, تُعبّر هذه الفاشية عن عدائها الصريح للحضارة وللعصر وللسلم, لأن نموذج لبنان يتناقض مع النموذج الصهيوني العنصري.
وهو نفس السبب الذي يُخيف الأنظمة القمعية العربية, لأن لبنان كان النبع والملجأ والشعاع لكل الفكر العصري_التقدمي الديمقراطي.
لبنان المدرسة التي احتضنت وخرّجت خيرة المفكرين في المنطقة.
لبنان النبع الذي ارتوى منه غالبية _بل كل_ عُشاق الحرية والكلمة الحرة.
لبنان كان مركز الإشعاع الذي لم تستطع أنظمة "الصمود والتصدي" التصدي له وخنقه.
لبنان... وهل يستطيع كاتب وصف جودة وطيبة وعظمة وبساطة لبنان.
لبنان بسيط كشفافة العين وعظيم كحدة رؤيتها!

لبنان كان الشكل المناقض(النقيض) للقمع العربي, للطائفية الحاكمة, كان نقيض بدلات العساكر وديكتاتورتهم, لبنان كان نقيض العنصرية الإسرائيلية.
لبنان كان حكيم وفيلسوف يعيش بين متخلفين وسفلة وساقطين!
بُؤس لبنان هو عظمته, لذلك أرادوا أن يكون واحداً مثلهم, لكن لبنان يرفض الرجوع للوراء, يرفض السقوط, يرفض السكوت.

وعند الحديث عن لبنان لابدّ من ذكر حزب الله, وأنني أختلف في الكثير مع سياسة وفكر حزب الله, أختلف معه في "صداقاته" السورية_الإيرانية والتي سيأتي يوماً يتضح فيه صدق هذه الصداقة, لأن صداقة أنظمة القمع والفساد لا يمكن أن تكون صادقة ومُشرّفة, وأنا على قناعة أنه لا يمكن ولا يجب صداقة نظام يقمع شعبه, لأنه من لم يكن نزيهاً وصادقاً في وطنه وبين شعبه لا أعتقد أنه سيكون صادقاً مع غيره,
على كل حال رغم كل ما أختلف فيه مع حزب الله لكنني أقول أنه يبقى بين الأحزاب الدينية_الطائفية الأكثر قرباً واستيعاباً للتعامل "الديمقراطي", وبغض النظر عن عناصر الخلاف أو الالتقاء فإنني أحيي صمود مقاتليه في وجه الهجمة الإسرائيلية وفي تردي الأنظمة العربية وفي مقدمتها أصدقائه في دمشق المغتصبة.
وسيأتي الوقت الذي يظهر فيه واضحاً نوايا حكام الشام تجاه لبنان وسيقتنع السيد نصر الله من هم أصدقاء لبنان ومن هم أعداؤه.
وعند الحديث عن الحرب الإسرائيلية على لبنان والمدعومة بالصمت العربي وبالبيانات وأسر الجنديين الإسرائيليين, يخطر بالبال مثل شعبي يقول "الله يرحم جدّك كان يجبّر المكسور" فقال له "لا, الله يرحموا كان يجبّره قبل ما ينكسر"

ما أخشاه هو أن تكون ثمار هذه الحرب الوحشية وثمار السياسة الأمريكية الغبية في المنطقة هي تفريخ مزيد من التنظيمات الراديكالية المتطرفة, والتي سيكون لها دور سلبي في استقرار المنطقة وتقدمها!
وأخشى أن يتحول حزب الله أو جزء منه إلى تلك التنظيمات المتطرفة دينياً وسياسياً كتنظيم القاعدة.
وأخشى أن تكون نتائج هذه الحرب سبباً لإطالة عمر نظام القمع والفساد في سوريا, النظام الذي أحبّ لبنان كثيراً وجعله أخوه الصغير, لبنان كان حقول نفط تصب في القصر الجمهوري السوري.
"خيّك, حبيبك لصغير سميتني ... ومن بعد ما سميتني, سميتني.
عليتني بكذب العروبة ومجدها ... ومن بعد ما عليتني, عليتني.
سلمتني من قتل الأحبة ودمهم ... ومن بعد ما سلمتني, سلمتني.
مثل لبنان صوّر الله جنته ... وإنت جنّنت الملايكة وجنّنتني.
سوّيتها دولة إمارة ومزرعة ... ومن بعد ما سويّتها, بترابها سويّتني".

وأخشى أن لا تستطيع فيروز غناء "طيري يا طيارة يا ورق وخيطان" لأن سماء المنطقة قد لا يسمح بحلم طفل أن يُحلّق بين طيارات وبدلات العساكر!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟
- سورية, بلد الأرقام القياسية!
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل الخطيب - لبنان.. فاشية وبيانات دعم ودماء!