أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رلى الحروب - إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!














المزيد.....

إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد تصمد إسرائيل المدعومة بكل الطاقات الأمريكية من قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية في مواجهاتها البرية، وقد تنجح في قتل ثلث أو حتى نصف تعداد حزب الله، وقد تنجح حتى في اغتيال السيد حسن نصر الله، ولكن ماذا بعد ذلك؟!

إذا ظنت إسرائيل أنها بحربها هذه تنهي حزب الله فهي واهمة، لأن حزب الله ليس مجرد جماعة مسلحة، إنه قوة اجتماعية اقتصادية سياسية متغلغلة في نسيج المجتمع اللبناني الجنوبي، وهي جزء لا يتجزأ من شيعة لبنان الذين يشكلون أكثر من ثلث عدد السكان، والمتابع للقاءات المختلفة على الفضائيات اللبنانية والعربية التي تجرى مع المواطنين البسطاء من الشيعة الذين يتعرضون لأشرس حملة تقتيل وتهجير - بعد حملة فلسطين في مطلع القرن الماضي والمستمرة حتى الان- سيتعجب حتما من الطاقة الروحية الهائلة التي يستمدها أولئك البسطاء والروح المعنوية المصرة على مواصلة القتال ودحر الجنود الاسرائيليين ولو فقدوا كل عزيز وغال في المال والولد!!!

شيعة لبنان المسلمون ضربوا مثالا عز نظيره في العالم العربي الذي ابتعد عن جوهر عقيدته فخسر تلك القوة الهائلة التي تمنحها العقيدة لمن يؤمن بها، وبالرغم من كل المعاناة التي نراها على شاشات الفضائيات والتي تجعلنا نتألم مثلهم وأكثر، إلا أن أولئك المواطنين يدهشونك بأقوالهم، فهم مصرون على الدعاء لنصر الله، ومتمسكون بمقاتلي حزب الله ومستعدون لفدائهم بمهجهم وليس بممتلكاتهم فحسب، بل إن كل أسرة فارة تخلف وراءها رجلا أو شابا يقاتل إلى جوار حزب الله!

ما فات إسرائيل والإدارة الحمقاء في البيت الأبيض هو دراسة سوسيولوجية لتركيبة الحزب الذي يقدم كافة الخدمات في الجنوب للمواطنين، والذي يتعامل معهم بتواضع ودون تعال، والذي لا يحاول فرض أجندته الدينية أو السياسية على أحد، بل إنه لا يحاول إجبار أحد في مناطق نفوذه على تغيير لباسه أو عاداته، والذي تحرر من عباءته العسكرية وانطلق إلى افاق السياسة والخدمات ودخلها من كافة أبوابها في الحكومة والبرلمان والبلديات، حتى بات مفصلا هاما من مفاصل الدولة اللبنانية، وخلعه إنما هو تدمير للدولة ذاتها، وليس الحزب!!!

إذن، القضاء على حزب الله هدف غير ممكن إن لم يكن مستحيلا إلا إن أبادت إسرائيل كل جمهور الشيعة في لبنان مرتكبة بذلك مجزرة تاريخية خرافية تتفوق بها على كل الطغاة ، وعندها سيدخل أولمرت التاريخ فعلا إلى جانب أمثاله : هولاكو ونيرون وجنكيز خان وهتلر!!!! ولأننا نعيش في عصر المعلومات والاتصالات فإن أمرا كهذا لا يمكن أن يحدث لأنه حتى مع أن الضمير العالمي يبدو مغيبا تماما في هذه الأوقات الحرجة التي تفرض فيها الولايات المتحدة إرادتها على الجميع وتصيغ قوانينها الخاصة حتى في الأخلاق، إلا أن عملا كهذا سيؤلب عليها كل أحرار العالم ولن تقبله حتى أكثر الدول ديكتاتورية، ومن ثم فإن قصة الإبادة هذه خيار غير وارد، وإن استمرت موجات القتل اليومية!!!

أما اغتيال حسن نصر الله، فهو هدف ممكن - وإن لم يكن سهلا- لأن كل مخابرات العالم تعمل الان في لبنان لاصطياد هذا الزعيم الباسل ، بما في ذلك مخابرات عربية تدعي الصداقة والحب للبنان واللبنانيين، ولكن ماذا لو اغتالوه فعلا؟!

توقعات إسرائيل أن الحزب سينهار دون قائده، ولكن الصحيح أن اغتيال موسوي عام 1992 لم ينه الحزب، بل جاء بنائبه نصر الله الذي قاده نحو نجاحات أكبر!!

حزب الله يتمتع بقدرات تنظيمية عالية وهو يعمل بدقة وانضباط والتزام الجيوش العسكرية ومرونة العصابات في ان معا، وسيقفز فورا إلى القيادة زعيم اخر قد يكون أكثر كفاءة من نصر الله، مع فارق وحيد أنه قد يكون أيضا أكثر تطرفا، وهنا ستدفع إسرائيل ثمنا باهظا لان ما كان يمتنع نصر الله عن القيام به قد يقوم به هذا الجديد القادم تحت وطأة الثأر من جهة وإثبات الذات من جهة أخرى خاصة إن جاء من التيار الأكثر تشددا داخل الحزب !!

قد تنتصر إسرائيل عسكريا، وهو نصر غير مشرف إن تم لأن الطرف المقابل ليس في قوة جيوش نظامية مدعومة باثنتين من أعتى الترسانات في العالم ومؤازرة باقتصاد ونفوذ وسلطة أعظم قوة في العالم، ولكنها في المقابل خسرت المعركة الأخلاقية وخسرت إمكانية إحلال السلام الحقيقي بين الشعوب لأجيال قادمة!!

في الماضي كانت إسرائيل تراهن على الجيل العربي الجديد الذي ولد بعد الحروب والنكبات والذي لا يحمل ثأرا مباشرا مع إسرائيل ولا يملك وعيا كافيا لمقاومة مشروعها التوسعي بسبب مناهج تعليم متامرة وجيل مهزوم من المربين والسياسيين، وكانت تسعى إلى استقطابه – ومازالت- لعقد سلامها المزعوم، ولكن مجازرها الحديثة في لبنان وفلسطين أقوى من أي معسكرات للشباب وأكثر تأثيرا من أي ملتقيات أو حوارات أو مناهج تعليم!!

لقد نجحت إسرائيل وبجدارة في هدم أحلام السلام ونسف أفكار التعايش حتى لدى أشد المؤمنين بها في العالم العربي، فالدرس اللبناني- الفلسطيني أبلغ من كل الشعارات الزائفة التي تتردد في أجهزة الإعلام ليل نهار، وستجد من بين هذا الجيل شبابا وشابات يقاومون مشروعها المشبوه ويتصدون بكل ما يملكون للحيلولة دون استشرائها كالسرطان في الجسد العربي!!

شكرا لإسرائيل لأنها ذكرت كل الغافلين بحقيقتها، وكشفت صورتها بوضوح أمام الملايين من هذا الجيل والجيل القادم الذين لن ينسيا أبدا مشهد الطفل البريء الرضيع المذبوح بلهايته الزرقاء، والطفلة الجميلة الرقيقة التي استحالت أشلاء، والصبية المتفحمة التي لم تعش لترتدي ثوب الزفاف، والمرأة الحامل التي لم تضع جنينها ولم تتسن لها فرصة احتضانه ، والطفل حديث الولادة الذي لن يلبس أبدا ما خاطته له أمه من كلاكيل، وعشرات الأطفال الذين عانقوا بعضهم بعضا في ليلة الموت في قانا!!

شكرا لإسرائيل لأنها ترتكب جرائمها كل يوم في فلسطين ولبنان وتقتل كل ما هو جميل ورائع لتذكرنا بأبيات أمل دنقل التي دفناها في التراب فأبت إلا أن تنتفض من جديد وتحذرنا بصوت أزلي يمزج بين الصراخ والنحيب :

لا تصالح!! لا تصالح!!! لا تصالح!!!!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تقرر!!


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رلى الحروب - إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!