أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟














المزيد.....

أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن الأحداث الدامية التي تتعرض لها منطقتنا الشرق أوسطية الآن ، جعلتني أتذكر عندما كنت في مصر في أواخر الستينات وخلال السبعينات ما قرأته من أقوال للفيلسوف الألماني فردريش نيتشه (1844 – 1900) وخاصة عبارته الشهيرة "لقد قتلت الله وصارت الكنائس مقابر له" ثم عبارة جان بول سارتر "أبانا الذي في السموات أبق فيها" . أي إنسان يقرأ هذه العبارات سوف يكيل عبارات السب والكفر لكلا الاثنان وقد يكون عنده حق بعض الشيء إذا توقف فقط عند ظاهر التعبيران دون البحث عن الأسباب الحقيقية التي قادتهما لهذا القول القاسي . ولكن إن حاولنا أن نسأل أنفسنا ما الذي أدي بهذين الفيلسوفان أن يقولا ذلك ؟
أن الوقت الحاضر الذي نعيشه في منطقتنا الشرق أوسطية يجعلنا أن نعيد التفكير في هذه العبارات ونتساءل من جديد ولكن بطريقة أخرى كما كتبت في العنوان . لقد أصبحت فعلاً دور العبادة مكاناً لا يسكن الله فيها والسبب أن الله هو خالق الحياة وليس الموت ؛ هو الداعي إلي المحبة وليس إلي البغض والكره ؛ لا أستطيع أن أتصور أن الله يحض فريق من الناس على قتل فريق آخر أو إيذاءه ؟ هل يعقل أن الله مانح الحياة يعطي توكيل على بياض لفريق من الناس أن يقتلوا الآخرين بحجة عدم الإيمان به ؟ من يستطيع أن يتقبل ذلك عن الله ؟
هل نستطيع أن نقبل أن الله ضابط الكل والقادر على كل شيء يسمح لبعض الناس أن يقوموا بخطف آخرين لسبب أو آخر باسمه القدوس ؟ هل يقبل أن الله أن يقوم البعض باختطاف فتيات بطرق ملتوية لضمهم لدين ما يعتقد أصحابه أنهم على حق وأن الآخرين في الضلال ؟
كل هذه التساؤلات تقودنا إلي رفض الإيمان الشائع عن الله في عالمنا الحاضر ، الله الذي ينصر فريق ضد فريق آخر من خليقته . لقد حول البشر الله من القادر على كل شيء والمحب المطلق لخليقته إلي كائن آخر يلبي كل رغباتهم الشريرة وميولهم الدموية .
لذلك عندما قرأت هذه العبارات لنيتشه و جان بول سارتر بحثت عن السبب الذي من أجله لخصوا تجربتهما المريرة مع الآخرين حول الله . لقد رفضا الله الذي صنعه البشر بأفكارهم الشريرة ولم يرفضا الإله الحقيقي المحب .
وإذا تناولنا الأدب العربي المعاصر ، سوف نجد في قصة نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" نفس ما وصل إليه هذان الفيلسوفان : أن الله يعلن للبشر عن ذاته وأنه المحب المطلق ولكن يأخذ البشر هذه الإعلان ويحولوه عن هدفه الحقيقي للتقرب من الله إلي وسيلة يبيعون ويشترون بها الآخرين ، أنهم يتاجرون بالله من أجل مصالحهم الخاصة وأصبح الله مصدر رئيسي للثراء على حساب الآخرين . أصبحوا يستخدمون الله لعقاب من يشئون من أقرانهم ومصادرة حرية من يشئون باسمه كمن ورث عن شخص ما أرثاً .
فالكل في منطقتنا البائسة الشرق أوسطية يتاجر بالله وأصبحت دور العبادة منبراً ينطلق منه االحض على كراهية وقتل الآخر المختلف . ولكن هل يأتي الوقت الذي نسأل فيه أنفسنا فعلاً وبضمير وأمانة إن كان الله خالق الحياة كما نؤمن هل يعقل أنه هو أيضاً الذي يضرم نار الحروب والانقسامات والضغينة والكراهية بين الشعوب ؟ أم آن الأوان أن تفيق شعوبنا الشرق أوسطية وتنفض عن نفسها هذه الصورة المغلوطة والمشوهة عن الله وتنهض لتعبده بالروح والحق وتحقق في هذه الحياة غاية الله من خلقة الإنسان ؟ هل تسمع شعوبنا الشرق أوسطية صوت السيد المسيح الذي قال : "لقد أتيت لكي تكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"
هل أن الأوان أن نرى فيما قاله الملحدون نقداً إيجابياً ننقي به ما شاب إيماننا بالله من تلوث وتشوه يقود البعض أن يرفضوا هذه الصورة المشوهة التي نقدمها عن الله للآخرين .
أن ما يحدث في كل بلادنا الشرق أوسطية من حروب بينها وبين بعضها أو حروب داخلية نقتل بعضاً بعضاً أو نضطهد بعضاَ بعضاً باسم نفس الإله ؟ لقد حان الوقت أن ننزع عن أنفسنا هذا الإله الذي صنعناه بأيدينا ونعود إلي الله الحقيقي الذي يحب البشر وخلقهم للحياة وليس للموت ، للبناء وليس للدمار ، للتعاون بينهم وليس للتصارع . لقد أتي الوقت الذي يجب أن يرفض فيه كل إنسان في منطقتنا الشرق أوسطية الدعوة إلي التقاتل الذي نهايته الدمار للجميع ، ألا تتحرك مشاعرنا لنقول كفى أمام هذه الصور البشعة التي خلفتها الغارات الإسرائيلية أو صواريخ ما يسمى بحزب "الله" أو ما جري من مذابح للأقباط والأقليات الأخرى في بلادنا . الآن وليس غداً يجب على الإنسان أن يرد لله ما سلبه من سلطان وأن يحترم ما منحه لله للإنسان من حرية مطلقة ومن حب وخاصة حرية الإيمان به .
وحقاً قال السيد المسيح : "قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا . سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله . و سيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب و لا عرفوني." يو 16 : 1- 3



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزير الهلفوت صبي العالمة -العدلي- يتحكم في حياة المصريين
- الأقباط ... في مواجهة ساعة الصفر في مؤتمر واشنطن
- انحطاط الصحافة والاحزاب المصرية
- مِمَّنْ يسخر الأمير سلطان ولي العهد السعودي
- الرئيس -المنتخب- لا يتمتع بالشرعية؟
- هل سيكذب شعب مصر المثل القائل -القط يحب خناقه-
- رؤية قبطي في مهزلة الانتخابات المصرية
- من يحتاج لحزب سياسي في مصر الإخوان المسلمين أم الأقباط؟
- نداء عاجل إلي ملك السعودية للإفراج عن المسجونين المسيحيين
- شرم الشيخ وتفجير قضية الإرهاب
- الأخطاء القاتلة للقادة الغربيين
- هجوم رعاع القاعدة
- ر د على مقالة الدكتور محمود زقزوق ورفض مبدأ التكتلات الدينية ...
- بداية انهيار أعمدة الصحافة الحكومية المصرية الكاذبة
- المسرحية الهزلية للانتخابات الرئاسية المصرية
- مبارك في المولد
- اللغة المزدوجة والعنصرية واسلوب الرد في الإعلام المصري
- عودة الإرهاب وفشل أمن الدولة في مصر
- الحكومة المصرية تساند شريكتها في جرائم الحرب ضد قرار مجلس ال ...
- نفاق المنظمة العربية - لمناهضة- التمييز العنصري


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟