أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان العراق؟ 3 من 3















المزيد.....

ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان العراق؟ 3 من 3


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل أن أبدأ بطرح تصوري عن هذه الجانب السياسي في الخطة ذات الأبعاد الخمسة, أود أن أشير إلى أن ما ورد حول الاتحاد الإسلامي الكردستاني كان بمثابة توضيح للعلاقة بين السلطة وقوى الإسلام السياسية بشكل عام, إذ أن الاتحاد الإسلامي الكردستاني يعتبر من أقرب القوى السياسية الإسلامية إلى مفهوم وممارسة الديمقراطية في كردستان, وهو أقرب إلى المجموعة التي خرجت من حزب الدعوة الذي يقوده الدكتور إبراهيم الإشيقر الجعفري في العراق وعلى رأسهم الشيخ ضياء الشكرجي. ولكن لا يعرف الإنسان التحولات المحتملة التي يمكن أن تطرأ على هذه الأحزاب في مجرى العملية السياسية أولاً, ومع التغيرات التي يمكن أن تحصل في موازين القوى السياسية والاجتماعية في إقليم كردستان العراق ثانياً, إضافة إلى مدى الأخطاء التي ترتكبها الأحزاب السياسية العلمانية الحاكمة حالياً التي يمكن أن تشجع المزيد من الناس إلى التحول صوب قوى الإسلام السياسي.
أشرت في الحلقتين الأولى والثانية إلى أن إقليم كردستان بحاجة إلى خطة ذات خمسة أبعاد, وهي الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية-الإعلامية والأمنية, مع ضرورة معرفة مدققة بواقع الحال في كردستان واتجاهات تطور الأوضاع في العراق عموماً وفي الدول المحيطة بكردستان ومنطقة الشرق الأوسط.
لقد اطلعت على البرنامج المكثف الذي عرضه السيد رئيس وزراء الإقليم على مجلس النواب الكردستاني, مؤكداً بأنه سيطرح البرنامج التفصيلي بعد شهر ولم يظهر حتى الآن, حسب علمي ومتابعتي, ولكن يمكن أن يكون قد فاتني.
سأطرح في هذه الحلقة بعض الأفكار المكثفة التي يمكنها الإسهام ولو بقسط بسيط في بلورة وجهة التطور المنشودة في إقليم كردستان العراق في الجانب السياسي منها فقط لأهميته في مجمل العملية الديمقراطية ولصعوبة الحديث عن بقية الجوانب والأبعاد في هذه الحلقة, إذ ربما سأعالجها في مقالات أخرى لاحقاً.
من يعرف الأوضاع في إقليم كردستان العراق يمكنه أن يؤكد وجود العديد من المسائل التي تخضع لمبدأ النسبية, بسبب حداثة التجربة والواقع الاقتصادي المعقد وطبيعة علاقات الإنتاج السائدة وطبيعة البنية الاجتماعية أو الطبقية للمجتمع الكردستاني وأسلوب الحكم الراهن. وبصدد الجانب السياسي من عملية التنمية, أود أن أطرح الملاحظات التالية:
• تحيط بإقليم كردستان العراق بعض الدول والقوى السياسية التي لا ترغب في رؤية شعب كردستان يقيم فيدراليته ضمن الجمهورية العراقية الاتحادية, وأن هذه الدول والقوى تتحين الفرص لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار تماماً كما هو سائد في بقية أنحاء العراق, وهو غير بعيد عن دور لها في كل ذلك. وهي مسألة تفرض على المسؤولين ممارسة سياسة تضعف إمكانية الاختلاف والصراع والاحتراب والنزاع السياسي أو المسلح من جهة, وتتحرى عن مساومات تساهم في تحقيق التعاون والائتلاف. وهذا يعني أن الحرية ستكون مقيدة بجانبين, بقضية الأمن والاستقرار من جهة وبالائتلاف السياسي للقوى السياسية من جهة أخرى, إذ أن الحرية وأمن المواطنين هما وجهان لعملة واحدة فلا حرية دون الأمن ولا أمن دون الحرية.
• ولكن هذه الحقيقة النسبية تفرض من جانب آخر أن ترتبط الحرية بالديمقراطية التي تستوجب تنشيط الحياة السياسية والمشاركة الفعالة للسكان بالحياة العامة وفي البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, كما تستوجب تنشيط روح النقد لسياسات الإقليم, إذ أن النقد هو الضوء الذي ينير طريق الحكومة ويبعد الفردية والتسلط عن المسيرة السياسية ويعزز المشاركة في مجمل العملية الجارية. فالحرية المقيدة نسبياً بسبب الأمن يفترض أن لا تقود إلى ديمقراطية مقرّمة ومنقوصة ومفصلة على مقاس الحزبين الحاكمين لا غير, عندها ستؤثر سلباً على مجمل العملية السياسية في الإقليم وعلى العلاقة بين الفرد وحكومة الإقليم والأحزاب السياسية الحاكمة. ليست الديمقراطية بكثرة الصحف والمجلات والكتب والنشرات والندوات الصحفية والتلفزيونية فحسب, بل وبنوعية ومضامين كل ذلك من جهة, وبقدرتها على التعبير عن سياسات مستقلة عن الحكومة والأحزاب الحاكمة وبقدرتها على ممارسة النقد البناء لتلك السياسات إيجاباً أو سلباً من جهة ثانية, وبمدى استعداد السلطة عل القبول بذلك أو تحمله واحترام الرأي الآخر والسعي للاستفادة منه من جهة ثالثة, وليس اللجوء إلى محاسبة الكاتب أو الجريدة أو المجلة, بسبب ممارسته النقد في إطار الحياة الديمقراطية والدستورية.
• يعرف الجميع أن الديمقراطية ليست سوى عملية سياسية اجتماعية ثقافية واقتصادية وأمنية في آن واحد, وبالتالي فهي متلازمة مع بقية الجوانب بقوة وتتأثر بها وتؤثر فيها وعليها في آن واحد. وبالتالي لا نتوقع أن تنتعش الديمقراطية دفعة واحدة, ولكن النهج الذي تسير عليه سياسة الإقليم هو الذي يفترض أن يكون سليماً معافى. فالفساد المالي حين يسود مثلاً تنشأ عنه عواقب سيئة ومحبطة, منها احتمال تراجع الأمن وتراجع الديمقراطية وانكسار الحرية وتراجعها وبروز ظواهر للإرهاب السياسي أيضاً, إذ تتراجع ثقة الناس بالحكم وبالقوى الحاكمة والأحزاب السياسية الفاعلة وتنتهي إلى نشوء عدم ثقة وتذمر واحتجاج ورفض ...الخ. وهو ما يمكن أن تستفيد منه القوى المناهضة للتجربة الكردستانية الداخلية منها والخارجية.
• والديمقراطية لا يمكن أن تميز بين الناس, سواء أكان على أساس حزبي ضيق أم قبلي أم إقليمي أم ديني أم قومي, في مجالات التوظيف والدراسة والزمالة الدراسية أو الحصول على عقود المقاولات أو التمييز بين المرأة والرجل في تلك المجالات وفي الحياة العامة عموماً, إذ أن ممارسة التمييز بحد ذاته يعتبر تجاوزاً فظاً على حقوق الإنسان وحقوق القوميات المتعددة وعلى التعددية ويساهم إلى أبعد الحدود في إضعاف التفاعل بين الحكومة والأحزاب السياسية الحاكمة والمجتمع, الذي في غالبيته غير حزبي ومن قبائل مختلفة ومن عوائل كثيرة ومدن ومحافظات مختلفة وأديان وقوميات متعددة.
• الديمقراطية لا تضعف القدرة على حماية الأمن بل تعززها وتكشف عن العورات الموجودة في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني وتساهم في سد الثغرات وتعزيز وحدة المجتمع وتساعد الحكومة عل ى تعديل مسيرتها, وهي الطريق للعدالة الاجتماعية النسبية المنشودة في ظل العلاقات الإنتاجية التي يراد إقامتها في البلاد, وهي لا تخرج عن كونها علاقات إنتاجية رأسمالية ضرورية لعملية التغيير الاقتصادي والاجتماعي في الإقليم وفي عموم العراق.
• والديمقراطية تعني بناء المجتمع المدني على أسس جديدة غير التي عرفها المجتمع الأبوي أو الإقطاعي والعشائري, وبالتالي يفترض وجود عشرات المنظمات غير الحكومية التي تساهم في دعم جهود المجتمع لضمان حقوقه ومساعدة الإقليم في الوصول إلى الأفضل في تحقيق مصالح المجتمع, فهي أداة بيد المجتمع لصالحه, ولكنها ليست بالضرورة ضد الحكم, بل تسعى من خلاله لتحسين حياة المجتمع وضمان ممارسة حقوقه وواجباته. فالديمقراطية ليست حقوقاً فحسب, بل وواجبات أيضاً. والمنظمات غير الحكومية في ظل سيادة الديمقراطية أن تكون الوسيط الفعال بين الحكومة والمجتمع.
• وديمقراطية الحكم لا تقوم بأي حال على المناصفة في توزيع الحكم, بل يفترض أن تكون صناديق الاقتراع الطريق العملي للحكم وللمعارضة الديمقراطية. أي التداول الديمقراطي البرلماني للسلطة. مع معرفتي النسبية المتواضعة بتعقيدات ماضي العلاقات بين القوى السياسية في إقليم كردستان العراق, وخاصة بين الحزبين الرئيسيين الحاكمين, فأن الطريقة المتبعة في المناصفة تغمط حقهما في المنافسة من جهة, وحقوق الأحزاب والقوى السياسية الأخرى من جهة ثانية. كما أن التحالف السياسي لا يعني بالضرورة إنزال قائمة واحدة تستند إلى المناصفة وإلى منح عدد من المقاعد البرلمانية والوزراء لبقية الأحزاب والقوى السياسية, إذ يمكن إيجاد صيغة أخرى للمنافسة في ظل التحالف السياسي الديمقراطي.
• يشد الحرية بالديمقراطية حبل صري, فهما لا ينفصمان, وبالتالي فأن الإخلال بفعل أحدهما ينعكس مباشرة في فعل الثاني. وهو ما يفترض الانتباه إليه. فحق التظاهر والإضراب والتعبير عن الرأي والنشر وما إلى ذلك يفترض أن يسود وأن ينظم كل ذلك بقوانين عقلانية تسمح للمجتمع دون عقبات بممارسته, ولكن في إطار القوانين, وإلا جمحت السلطة من جهة, وجمح المجتمع من جهة أخرى, باتجاهين متعارضين والعاقبة سيئة بطبيعة الحال للطرفين, وخاصة في ظروف إقليم كردستان المعقدة.
في أحدى الاجتماعات التي عقدت في الخارج طرح أحد الحاضرين السؤال التالي:
هل يستطيع الناس في كردستان أن يتظاهروا ضد سياسة الحكومة, أو ضد الفساد المالي والمحسوبية والمنسوبية, أو ضد بعض سياسات السيد مسعود البارزاني, رئيس الإقليم, أو السيد مام جلال الطالباني, رئيس الدولة؟
كان جواب المحاضر, وهو من مؤيدي وأصدقاء الشعب الكردي, لا يعتقد بإمكانية ذلك. وأراد المحاضر أن يكون صادقاً مع نفسه, وهي إشكالية كبيرة. أرجو أن ينتبه لها المسؤولون في كردستان إذ أن عيون الناس مفتوحة على ما يجري في إقليم كردستان من منطلق الحرص على التجربة, ولكن هناك من ينتظر أن تفشل هذه التجربة أيضاً. وغياب العلاقة المتطورة والمغتنية باستمرار بين الحرية والديمقراطية من جهة, وبينهما وبين حماية الأمن والاستقرار والسلام من جهة ثانية, لا يساعد بأي حال على تعزيز التجربة وتكريسها بقوة والتفاف الجماهير في كردستان, سواء أكانوا من الكرد أم من بقية القوميات, وعندها لا يمكن أن تكون أحد النماذج الجيدة في المنطقة وفي العراق بالذات. وهو ما يفترض تجنبه.
برلين في 26/7/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصارحة والشفافية والوعي بمصالحنا هي السبيل الوحيد لانتصارن ...
- هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان الع ...
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان العراق؟ 3 من 3