أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - شيعة .... وسنة















المزيد.....

شيعة .... وسنة


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم
شيعي .... سني ..
كلمات تثير الأرتباك عندي ..لاني كعراقي لم اكتشف فضاعة الكلمتين الا خلال هذه السنوات
..
انا شيعي مولدا وتربية منذ صغري كنت اذهب مع ابي الى المجالس الحسينية في دولة الكويت حيث كنا نقيم هناك قبل الغزو لدولة الكويت ..كنت الاحظ ابي انه يحرص في اليوم العاشر من محرم الا يذهب الي العمل ويعتبر ان ذها اليوم يحرم العمل به ... كنت طبعا مسرورا في صغري حين نعطل عن الدراسة في هذا اليوم ونذهب الي المجالس الحسينية كنا في اليالي العشر التي تسبق صباح العاشر ..نذهب بصفة منتظمة حيث كنا الشيخ الوائلي رحمه الله يقراء في حسينية (( الخزعلية )) خلف سوق الاوراق المالية الان ومقابل مسجد الدولة الكبير .. وفي اليوم العاشر اما نذهب الي حسينية الدعية او حسينية المنصورية ... حيث كان هناك حضور كبير لدرجة اننا كنا نجد في الشارع , وكانت الشرطة الكويتية تقف في كل مكان وحين اسال ابي ..كان يقول انها تنضم السير وتحافظ علي عدم حودث الفوضي ..اتذكر في احدى المرات ان الشيخ سعد العبدالله الصباح ولي عهد الكويت كان يتنقل بين الحسينيات ويتواجد بين الناس هناك .....

كانوا لنا جيران يتفهمون معني ان نعطل في يوم العاشر او نذهب في تلك الليالي العشر الي المجالس الحسينية .. كانوا
اتذكر لنا جار من اهلنا لا اقول من اخونا انما من اهلنا (( السنة )) من ابو الخصيب .. وابو الخصيب كانت بالعموم من اهل السنة وكذلك الزبير كانت كمدينة صغيرة جلهم من ابناء السنة ..وكذلك القرنة فيها كثير من ابناء السنة ...
حقيقة لم نكن نعى لكمة شيعة وسنة اى فارق كلنا كنا مسلمين ندخل بيوتهم ويدخلون بيوتنا يتزوجون منا ونتزوج منهم..صحيح كانت تقوم بعض الجدال .. صحيح يكون هناك بعض التعصب من هذه الجهة او تلك ..لكن كنا نقوم من مجلسنا ونحن احباب واصحاب ....

في تنقلي في كثير من المنتديات العاقلة وليست المتشددة انما العاقلة في حوارها العقلاني الكل يقول لم يكن هناك اي وجود لكلمة شيعي او كلمة سني ..منهم من يقول ان كلمة شيعي وكلمة سني ظهرت بقوة بعد الغزو الامريكي سواء كان احتلال بنظر البعض اوكان تحريرا بنظر البعض وهو في الحقيقة بين هذا وذاك .

اما الان اعتقد ان لكلمة شيعي وسني يوجد بها صدى غريب وقاتل كذلك يسيل منها الدم وكانها فعل ورد فعل عنيف غاضب فانا حين اقول انا شيعي يرد علي الاخر بقوله هو سني وكأن كلمة شيعي او سني اصبحت نوع من المسبة بحيث في ناحية او من ناحية اخري كاثبات ذات ...
فحين يقول الاول انا شيعي فهو هذه الايام بالذات كانه يحتقر الاخر ... بصورة من الصور
وحين يقول الثاني انا سني .. فكانه يقول للاخر انك كافر لا تستحق الحياة .....
ترسبات الف واربعمائة سنة نمن التقاتل والتقاتل المضاد ..تظهر هذه الايام بابشع صورها ...

في البداية كان اختلاف وسواء كان ابو بكر علي حق او علي علي حق ..فانهما الان في دار الرحمان وبيننا وبينهم الف واربعمائة سنة ..المفروض تكون الف واربعمائة سنة من التواد مثلما قال الرسول (( المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد اذا اشتكي عضو تداعي له باقي الجسد بالسهر والحمى )) ولكننا للاسف وجدنا الفريقين تبتعد بينهم المسافة الى درجة ما وصل له اليوم من التكفير والقتل والذبح والتقتيل المضاد ....

كثير من الاخوان يقولون لم تكن هناك ابدا وجود لهذه التفرقة وانا اتسائل لماذا لم تكن هذه التفرقة خصوصا في بلدنا العراق او علي الاقل في البلاد العربية المعاصرة ...

السبب في رايي هي سيادة قانون واحد الدولة العلمانية التي فرضت سيادة قانون واحد علي الكل (( الكل سواسية امام القانون عليهم واجبات ولهم حقوق متساوية لا فرق بين المسلم سواء كان شيعيا او سنيا ولا فرق بين المسيحي كذلك ولا فرق كذلك علي اساس اللون او العرق ... صحيح ان الدولة كانت دكتاتورية ونحن كنا دوما نسعي الي دولة القانون والحرية والديمقراطية .. ولكن من حسنات القرن العشرين هو الدولة الحديثة التي ظهرت في اوائل القرن العشرين وظهور الدساتير الحديثة وظهور الدولة الحديثة هي التي جعلت العراق الحديث او سوريا الحديثة او مصر الحديثة او السعودية او اى دولة اخري لا نسمع بها اي عبارات الشيعة او السنة ..لان القانون الغي هذه التفرقة فحين يذهب الشخص ايا كان للعمل لا يستحضر مفردات مذهبه وان فعل يعاقب قانونا ............
الان ظهرت المذهبية با بشع صورها الشيعة هم روافض كفرة .... والسنة تكفيريين

احب فقط اتساءل في دولة مثل السعودية ولقد قراءت للاخوان انه لا يوجد اى فروقات .. وانا اعلم انه يوجد فروقات ولكن من النوع الذي لا يشعر به من كان خارج المملكة ..بحيث حتي يقال عنها امتيازات بالنسبة للغير ولا يشعر بها الا ابن الاحساء او القطيف ...
اتساءل حين تصدر فتوى مثل فتوى ابن جبرين حول الشيعة الروافض الكفرة الذين لا يجب الدعاء لهم او مساندتهم .. وان يبن المسلم كفرهم وعداوتهم لابناء السنة .... ماذا يقول جارك الشيعي حين يرى المؤسسة الدينية الرسمية تتعامل معهم بهذا الشكل .. وهو يعرف انك ملزم باتباع ائمة مذهبك .. فلا تستطيع ان تقول له لا او غير معقول ..لان التيار العام يتبع المذهب
ماذا يقول جارك الشيعي حين يرى امثال ناصر العمر او ابن لادن او غيرهم من يدعون انهم علي الصراط المستقيم وانهم سائرون الي الجنة وهم يكفرونهم ...
ماذا يقولون حين يشاهدون مثل الزرقاوي وهو يستند علي فتاوي تجيز قتل الشيعة وتكفرهم ....

وهو المفروض له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات داخل الدولة السعودية مثلا او الدولة الاردنية او البحرينة .

قول البعض وهو صحيح ان دخول القوات الامريكية الي العراق ساهم بشكل كبير بظهور التفرقة بين الشيعة والسنة .. ولكن الا ترون ان حروب اقغانستان والعراق جعلت الناس تتجه بشكل قوي الى التدين ..وهذا الاتجاه الى التدين هو ساهم بظهور وبشاعة هذه التسميات ..لانه من الطبيعة حين اتجاه الانسان الى التدين يتجه الى اقرب منطقة تدين يعرفها فالسني يتجه فورا الي اقرب منطقة تدين يعرفها وهذا الاتجاه يجعله يسير مرغما الي مناطق التشديد والتطرف .. كذلك هو الشيعي يتجه فورا الي اقرب منطقة تدين يعرفها فيتجه الى مناطق التشدد والتطرف الشيعي ..لان السني او الشيعي التدين في عرفهم ليس الرجوع الي اسلام محمد الاول انما يتجهون الي الاسم كما يعرفه السني ..او الاسلام كما يعرفه الشيعي ..وليس شيئا اخر .

لا بل ان كل المنجزات التي كونتها الحالة العلمانية في عقلية الانسان اصبحت تتساقط مع المد الاصولي الذي يطغي كل الكل ... وهذا للاسف شي طبيعي مع الذي يحصل الان .. فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن السابق اعطتنا منجزات عظمية كونت ثقافة الانسان العربي .. وحقيقة من اعظم ما اعطتنا الحالة العلمانية هي التعايش بين مختلف افراد الوطن الواحد ..لدرجة وجدنا الانسان يتجه الي المدينة ويترك القرية والعشيرة ... بسبب شعور الانسان ان الدولة اصبحت هي الغطاء له ان الدولة اصبحت هي السند له وهي الذخر بحيث تحميه وتحافظ علي حقوقه ..... بعد سقوط العراق بسبب الحرب الامريكية سقطت الدولة وكل مؤسسات الدولة فسقط هذا الغطاء وهذا السند ..فراينا بعدما كان الانسان يتجه الى المدينة اصبح يشعر وكانه جزيزة مهجورة في بحر كبير من الاخر .... فرايناه يتجه مجبرا الي القرية والعشيرة ...لانه كان يبحث عن غطاء وحماية ... وجدناه يتجه الى التدين ... ولكن اي تدين , التدين الطائفي مجبورا وليس بأرادته العاقلة ... نره يرضي بامور لم يكن يرضي بها ..لان جزء من المجموع العام للناس , رضي لنفسه هذه النتيجة وهو لا يستطيع ان يخرج عن هذا المجموع ...لان امنه اصبح مرتبطا بهذا المجموع ... والان العودة الي الاصولية جعلتنا نتخلي عن كوننا ابناء وطن واحد تجمعنا الوطنية ...انما فقط يجمعنا المذهب والطائفية للاسف الشديد الا نرى في العراق الان ان هناك هجرة كبيرة من المسيحيين والصابئة ابناء العراق قبل ان يدخلها المسلمون ..لماذا ..لانه التعريف الان للوطن بدا يضيق لدرجة لا تحتمل وجود مسيحين او صابئة او حتي شيعة ان مفهوم الوطن بداء يذيق ويعود بناء الي التعريفات القديمة حين كانت هناك خلافة فابناء الوطن هم المسلمين ..اما غيرهم من اتباع الديانات الاخري فهم ذميون ووجودهم فقط تحت يد المسلمين فقط وليسوا ابناء وطن واحد ...لذلك وجدناهم يهاجرون ويعودون الي اصولهم المتدينة مثلما فعلنا نحن ..فرجعوا الي الكنيسة للمحافظة الي وجودهم مثلما فعلنا نحن الشيعة توجهوا الي معتقداتهم تلك التي بقيت مختفية في طيات الكتب والطقوس التي يحاولون او يعتقدون انهم يحافظون علي وجودهم باقامتها حتي باتت عناون لهم يعرفون بها ..كذلك هم ابناء السنة عادوا الي الاصولية المتطرفة تلك التي لا تنظر الي الاخر ..الا مقتولا او مذبوحا للا سف الشديد .............




هذه الايام اصبحت كلمة شيعة وسنة اكثر شراسة لا بل اصبحت كلمات مصحوبة بالدم

ربما نحتاج الي الرجوع الي سيادة الدولة الرجوع الي العلمانية حتي نعيد التعايش بين ابناء الوطن الواحد ...
فهل نستطيع ....

سلمان محمد شناوة



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن جبرين ..يجب ان تعتذر
- وحدها ...ماجدة الرومي بقيت
- الوزير ربما ... ربما يجد حلا !!!!!
- الا تستحق لبنان انعقاد قمة عربية
- الوزير المبتسم ..وصواريخ المقاومة
- مغامرة حزب الله ...بين العقل والجنون
- المرأة خذلت المرأة .............. كويتياً
- العلمانية .....والتعايش
- الرق وبقايا الثقافة الاسلامية
- الرئيس المؤمن
- هند حناوي
- السقيفة ... و ؤد الديمقراطية
- القمة العربية ..تحتاج لوجوه جديدة
- الى ...كاتبة من وطني
- تشالز ... شيخ الازهر القادم
- الجنة الان .... الجنة بعد ذلك
- اطوار الكلمة ... واغتيال الحياد
- اغتيال الأضرحة
- امراة ,, تعلمنا كيف يكون الحوار
- الشيوعيون ,, الغائبون دائماً


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - شيعة .... وسنة