أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالاله سطي - استراتيجية التنمية البشرية في المغرب7















المزيد.....

استراتيجية التنمية البشرية في المغرب7


عبدالاله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:45
المحور: المجتمع المدني
    


نموذج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

تتمة
المبحث الثاني : الجدولة الزمنية.


إذن "فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية" هي ورش مفتوح يسعى في العمق إلى أن يعيد للميدان الاجتماعي في مجمله كما يسعى بالخصوص إلى بلورته على أرض الواقع، من خلال مشاريع ومخططات عمل متكاملة تتوخى الدقة والموضوعية و العزم والالتزام، و الإحساس بالواجب و المسؤولية، فهي إذن ليست عملية مرحلية أو برنامجا ظرفيا، بل هي عملية تندرج في إطار الامتداد الزمني المكاني و المكاني، كما حدد جلالة الملك في خطاب 18 ماي 2005"بكيفية توفق بين التقيد بمحدودية زمن كل انتداب برلماني أو حكومي، وبين ضمان استمرار هذه المبادرة، ذات الطابع الوطني، فإنني أحدد مسؤولية الالتزام بتحقيقها في ثلاث مسارات قصيرة ومتوسطة ودائمة" وذلك تفاديا لكل مع تفادي كل انحراف أو انزلاق، على تحقيق الانسجام بين المتطلبات الاقتصادية و القيم الاجتماعية و على أن يستفيد جميع أبناء هذا الوطن من الثروات التي يتم إنتاجها وعلى أن تؤخذ حاجياتهم الخاصة بعين الاعتبار على أن لا يشعر أحد بأنه قصي أو تخلي عنه في الركب. وهكذا فالمبادرة تتوفر على جدولة زمنية محددة للتنفيذ و التقويم و جرد للحصيلة.


المطلب الأول : الإستحقاقات على المدى القريب(2005).

أكد جلالة الملك خلال خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ب20 غشت 2005 "على أن الدفعة الأولى لتفعيل (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) التي تتوخى الإدماج المجتمعي ينبغي أن تقوم على معايير موضوعية،تراعي، مستوى الاستعجال، و الحاجة الملحة للمستهدفين بالتأهيل الاجتماعي، بإعطاء الأسبقية ل360 من الجماعات القروية و 250 من الأحياء الحضرية، الأشد فقرا وتهميشا، فضلا عن الفئات والأشخاص في وضعية صعبة، الذين يعانون الإقصاء أو الإعاقة".
و لذلك تم خلال شهر شتنبر 2005 على المستوى المركزي إحداث "مرصد للتنمية البشرية" الذي سيسهر على إعداد بحوث ميدانية وخبرة حول قضايا الفقر و تتبع تقييم عمل المبادرة.
أما على الصعيد المحلي فقد انطلقت الأشغال منذ الإعلان عن انطلاق "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" من أجل إحداث اللجن الإقليمية و أقسام العمل الاجتماعي بالعمالات و إعداد المشاريع و برنامج 2005 الاستعجالي. وانطلاقا من شهر أكتوبر 2005 بدأ الشروع في تحديد 360 جماعة و 250 حي الأقل حظوة المقترحة في إطار العمليات الكثيفة للمبادرة مع المصادقة عليها من طرف اللجن الإقليمية ناهيك عن إعداد خرائط جهوية للسكان المستهدفين من برنامج محاربة التهميش. على أنه مع متم 2005 سيعمل على إعداد تشخيص ترابي للتنمية البشرية.
وطبقا للبرامج الملموسة التي حثت عليها المبادرة انطلقت الأشغال وعمليات التشييد و البناء بعدد من مناطق المملكة تتوزع مابين الشمال و الجنوب والشرق و الغرب. ففي الدار البيضاء تم التوقيع بتاريخ 13 شتنبر 2005 على"سبع اتفاقيات شراكة لإنجاز مشاريع تهم محاربة دور الصفيح و السكن غير اللائق وتعزيز التجهيزات الأساسية بولاية جهة الدار البيضاء الكبرى و ذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية".
وعل صعيد ولاية الرباط أعطيت بتاريخ 21 شتنبر2005 الإشارة لانطلاق الشطر الأول من المشاريع المبرمجة في إطار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" وشمل الشطر الأول توقيع اتفاقية شراكة بين السلطة المانحة للتدبير المفوض و شركة ريضال و أخرى بين الولاية و المجلس الجهوي" ، وفي نفس الإطار تم وضع حجر الأساس لبناء مركب لإنعاش المقاولات الصغرى و المتوسطة في مجال الصناعة الحديثة.
وفي وجدة تم تدشين مشاريع "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" ثم إعادة إسكان العديد من الأحياء بالإضافة إلى جماعتين قرويتين". ووضع حجر الأساس للعديد من المراكز الاجتماعية و التربوية.
وبالفنيدق أعطيت الانطلاقة في 7شتنبر2005 للعديد من المشاريع التي تندرج في إطار المبادرة و التي تهم بالأساس إنشاء مراكز للإستقبال.وتطوير شبكات الماء والتطهير، بالإضافة إلى مشاريع تهم الصيد البحري و المجال السياحي"...وغيرها من المشاريع التي عرفتها العديد من مدن وولايات المملكة.
وهنا يلزم الإشارة إلى ملاحظة أساسية مفادها أن المبادرة من خلال برنامجها الاستعجالي و لذي عم بالأساس الشق الثاني من سنة 2005 كان يهدف أساسا إلى التركيز على مشاريع نموذجية تعزز ترسيخ روح المبادرة الوطنية و مقاصدها لدى جميع الفاعلين المحليين، و بالتالي كان نموذجا لأخذ فكرة عامة و مهمة على منهجية ومساطر وفلسفة المبادرة العامة على أساس أخذ التجربة و الخبرة في التعامل في التعامل مع البرامج المندرجة على المدى المتوسط و المدى البعيد.


المطلب الثاني : الاستحقاقات على المدى المتوسط(2006).

أما على المدى المتوسط فالخطاب الملكي ل18 ماي 2005 دعا "الطبقة السياسية، وهي مقبلة على استحقاقات حزبية وانتخابية، في أفق سنة 2007، أن تجعل في صلب اهتماماتها بلورة مشاريع ملموسة لتجسيد هذه المبادرة، لأن أهدافها التنموية، تشكل جوهر الانشغالات اليومية للشعب، و المحك الحقيقي لإعادة الاعتبار للعمل السياسي". فالمبادرة هنا تدعو كافة القوى الحزبية إلى الانخراط في العملية السياسية استنادا إلى المشروعية المجتمعية، بحكم أن الحزب السياسي هو المسؤول الأول على تحديد البرامج التنموية التي على أساسها يكسب رضا الناخبين.
كما أنه من المرتقب انطلاقا من يونيو 2006 إعطاء انطلاقة عمليات خلق الانسجام بين البرامج القطاعية على الصعيد الجهوي و إنهاء إعداد مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من طرف المجالس المنتخبة الجماعية والاقليمية، حيث من المنتظر أت يتم لتطبيق التام لمبادئ التخطيط التشاركي و انسجام البرامج و ذلك بإنهاء إعداد التخطيطالمتعدد السنوات للمبادرة المحلية للتنمية البشرية و إنهاء عمليات تحقيق الانسجام بين مخططات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و العمليات المبرمجة في المبادرة المحلية للتنمية البشرية و العمليات القطاعية.
والواقع أن هناك عملا كبيرا ومضنيا ينتظر المسؤولين في هذا الإطار، ومن أجل إنجازه على أكمل وجه من الواجب الانكباب عليه بكل ما أوتينا من طاقات، والمشاركة بكل جوارحنا مع الحرص على عدم السقوط في تقديم المبررات الواهية للفشل.


المطلب الثالث : الاستحقاقات على المدى البعيد.

و على مستوى الرهانات المنشودة على المدى البعيد تستهدف المبادرة بالدرجة الأولى "الارتقاء بمؤشرات التنمية البشرية لوطننا العزيز إلى مستوى البلدان المتقدمة"، و ذلك أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعا مرحليا ولا برنامجا ظرفيا عابرا، بل هي مشروع مفتوح باستمرار و بدون حدود، من أجل تحقيق المشروع الوطني الحداثي و إرساء قواعد الدولة الديمقراطية المتقدمة. ولذلك فبداية من سنة 2007 ستعمل المبادرة على "التطبيق الكامل لمبادئ التخطيط الاستراتيجي و التشاركي في تسيير الشأن التنموي المحلي و ذلك عبر إرساء عمليات أهمها وضع برمجة متعددة السنوات لمشاريع التنمية البشرية أو الاندماج التام للمخططات الجماعية مع البرامج الموازية لها قطاعية كانت أم منسوبة إلى المبادرة الوطنية".
كما أن أفق "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" على المدى البعيد يستلزم حسب تقرير "خمسون سنة من التنمية البشرية و أفق 2025":
ـ توطيد الممارسة السياسية العادية وتقوية التماسك الوطني وتحسين نظام الحكامة.
ـ توفير شروط اندماج قوي للمغرب في اقتصاد و مجتمع المعرفة.
ـ إعادة بناء اقتصاد تنافسي يستفيذ من انفتاح النافذة الديمغرافية.
ـ ربح رهان مكافحة جميع أشكال الإقصاء و إعادة تنظيم التضامنات و التغلب على الفقر.
ـ استغلال فرص الانفتاح وتجنب المخاطرة. و المضي في مقاربات جديدة تهدف للتموقع الجهوي.
وهكذا "فالمبادرة الوطنية لتنمية البشرية" توفر إطارا مستقبليا لإعادة تنظيم استراتيجية التنمية البشرية في المغرب، بالإضافة إلى تسريع وتيرة محاربة الفقر و الإقصاء. وستمثل السنوات المقبلة حيزا زمنيا مناسبا و معقولا لتحقيق استدراك جد ملموس في مجال التنمية البشرية، و ذلك بتفادي التحول إلى برنامج محدود في محاربة الفقر، و الانتقال إلى منظومة و إطار ذو بعد مستقبلي و أساس مؤمن لفاعلية السياسات و البرامج العمومية.
بيد أن السبيل لتحقيق النهضة الحقيقية و التفعيل الجاد لاستراتيجية مبادرة التنمية البشرية، إلا بانخراط الجميع للإسهام في تحديد مسارها، وبلوغ أهدافها المرجوة سواء بتكريس الاستحقاقات المرجوة على المستوى المتوسط و المستوى البعيد.
وتشبعا بروح لمسؤولية و بثقافة التقويم و المحاسبة لكل الفاعلين، التي يجب أن تترسخ كتقليد واجب وضروري في سياسة تدبير الشأن العام، لما له من انعكاسات إيجابية على ضمان نجاح ونجاعة هذه الأخيرة. فقد حدد جلالة الملك في خطابه 18 ماي 2005 "مدة السنوات الثلاث المقبلة، كموعد لتقييم نتائج هذه المبادرة الجديدة، و ما ستفرزه من تغيير إيجابي وملموس، في حياة المواطنين"و بالتالي سيكون بالإمكان القيام بتقييم مع حلول سنة 2009 و امتحان مدى قدرة المبادرة للتنمية البشرية على تحقيق أهدافها المسطرة في

تخفيض نسبة الفقر إلى نصف المعدل الحالي 14،2 %، و تخطيط مخطط مدن بدون صفيح، والرفع من إمكانيات وفرص المواطنين المهمشين، لأن الأهم في المبادرة ليس تحقيق الشعور بالأمان و الأمل للناس بقدر ما تهدف إلى تحقيق راحتهم على مستوى الواقع المعاش.



#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب6
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب5
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب4
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب3
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب2
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب1
- الفاكانس ياحبيبي...والله الله
- المغرب من استراتيجية الخوف إلى استراتيجية الأمل
- في البدء كانت التنمية البشرية في المغرب؟
- هيأة الانصاف والمصالحة وقانون ساكسونيا
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و إشكالية الديمقراطية في ال ...
- قصة قضية الصحراء المغربية الغربية من المسيرة الخضراء إلى خ ...
- بؤس المثقف المغربي/ في نقد الانتلجانسيا المغربية
- *في نقد الحداثويون
- قراءة في كتاب (الصراع الطبقي و التحولات الاقتصادية والسياسية ...
- قراءة في كتاب( الصراع الطبقي والتحولات الاقتصادية والسياسية ...
- توابع التبعية دراسة في ميكانزمات أزمة تخلف المجتمعات العالم ...


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالاله سطي - استراتيجية التنمية البشرية في المغرب7