|
لبنان يخاطب العالم موحدا
محمود زعرور
الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مع ا شتداد الآزمة الشاملة التي تحيط بلبنان ، جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أمن لبنان ، وسيادته ، وا ستقلاله ، وهدد تماسكه الوطني ، بفعل ضرب المدنيين ، وتدمير البنى التحتية الآساسية ، وتقطيع أوصاله ، ومناطقه ، وتهجير معظم السكان في الجنوب ، وفي ضاحية بيروت الجنوبية ، بل وفي أغلب المناطق التي طالها القصف والتدمير ، وجد لبنان نفسه ، أن عليه مواجهة ذلك بروحية جديدة ، وخطاب مختلف ، موحد ، يواجه به المجتمع الدولي . لقد أدرك كل لبنان ، بكتابه ، ومثقفيه ، وقواه السياسية ، وحكومته ، أهمية الوحدة من أجل التضامن ، والصمود ، وفي الوقت نفسه ، أكد على مبادئ الحل الرئيسية ، ، التي كان مؤتمر الحوار الوطني ، بجلساته المتعددة ، قد أجمع على الاتفاق بشأنها ، وهي مبادئ تتصل بسبل تمكين الدولة اللبنانية من الإمساك بالإستقلال ، وبسط سلطتها على كل أراضيها . وفي هذا الإطار تأتي أهمية دعم الحكومة اللبنانية ، ومساندة خطة رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة ، التي تم الإعلان في مؤتمر روما ، من أجل حل شامل ، وجذري ، للوضع في لبنان ، بكافة عناصره ، ومستوياته . كما يمكن إدراج الدعوات، والكتابات، والرؤى النقدية المختلفة ، التي انطلقت من أجل تمتين وتحصين الوضع الداخلي ، وضرورة الاتقاق الوطني ، كي تصب كل الجهود ، كنتيجة مرجوة ، في دعم الدولة ، وتقويتها . لقد أعلنت قوى 14 أذار تأييدها للحكومة اللبنانية ( في موقفها الذي عبر عنه رئيسها فؤاد السنيورة في مؤتمر روما باسم لبنان وخطة الحل الشامل الذي تقدم بها ) ، وأكدت أهمية أن يقف لبنان كله ( خلف حكومته وتزويدها كل أسباب القوة في هذه اللحظة التاريخية وتمليكها أوراق التفاوض كاملة حتى تستطيع انتزاع المكاسب لمصلحة لبنان ) . وفي الوقت الذي يدعو فيه الكاتب والديبلوماسي العريق والنائب غسان تويني إلى أهمية أن ( يخترع ) لبنان ، كل يوم ، أو ( يولد ) ، في كل ساعة، يرى ضرورة كبرى ( أن نطلق " الميثاق الوطني " ( كما طاف به " الطائف " ، من قبل ) ونؤكد على ( إعلان جبران تويني في " القسم " الذي استشهد من أجله ، وربما بسببه!!.)-النهار -24-7-2006. وفي رسالة مشتركة وجهها الكاتبان الياس خوري وزياد الماجد إلى حركة اليسار الديمقراطي ، نشرت في جريدة السفير في 29-7-2006 كما في أمكنة أخرى ، وبعد أن يسجلا الاختلاف مع حزب الله ( في الفكر والعقيدة والسياسة والتحالفات الإقليمية والتفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان ) وبعد أن يؤكدا عدم الحيادية ( تجاه المعركة الدائرة مع العدو الاسرائيلي ) يدعوان إلى ( تكليف الحكومة وحدها التفاوض لإيجاد حل يحفظ لبنان ويؤمن سيادته ). وتندرج ، كذلك ، هنا ، دعوة الكاتب الصحفي علي حمادة ، إلى تمتين التكاسك الداخلى ، من أجل التوحد خلف رؤية لبنانية ، شاملة ، للحل ، التي نشرت في جريدة النهار بتاريخ 27-7-2006: ( إن المهمة العاجلة التي على كل اللبنانيين أن يضطلعوا بها اليوم هي تحصين العلاقات الداخلية . ومهمة " حزب الله " حتى قبل قتال اسرائيل أن يتوجه إلى البحث جديا في الانتقال إلى الداخل ، وتقديم تنازلات مشروعة لهذا الداخل اللبناني . تنازلات للدولة وهي دولتنا جميعا ) . إن هذه التنازلات تتحدد بإقرار " حزب الله " ، وقبوله بمشروع اللبنانيين من أجل بناء دولة لبنان ، السيد ، المستقل ، المتعدد والديمقراطي ، وبقبول ما يقبلون به ، على نحو يلتزم فيه " حزب الله " بأن ( قرار الحرب والسلم يبقى للدولة ) ، كما طالب بذلك النائب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، في مقابلة مع تلفزيون المستقبل مئخرا . من هنا يمكن فهم الإصرار على الخروج بموقف موحد ، في جلسة الحكومة اللبنانية والتي حصلت فيها خطة رئيس الوزراء على تأييد جميع الوزراء ، والتي اشتملت على إقرار وقف إطلاق النار ، وتبادل الآسرى ، والانسحاب من مزارع شبعا ، وبسط يلطة الدولة على كامل الآراضي اللبنانية ، وتفعيل اتفاقية الهدنة ، والقوة الدولية الخ... كما أن المواقف الآخيرة لرئيس مجلس النواب السيد نبيه بري في تقديم دعمه الكامل للحكومة ، ولرئيسها ، في المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ، بعد مجزرة قانا الثانية - وهي ليست منقطعة الصلة عن مجازر أخرى كمجزرة مروحين وغيرها _ أوصل رسالة موحدة للمجتمع الدولي بقوة الموقف اللبناني ، وبقوة مطالبه ، في هذا الصدد . هذا الموقف اللبناني الموحد، الذي تجسد على شكل إجماع ، أضاف إلى صمود الشعب اللبناني ، وتماسكه ، معنى خاصا وجديدا ، يعجل في انتصاره بقرب انتهاء العدوان الاسرائيلي الشامل أولا ، وبتحقيق مبادئ الحل الجذري ثانيا . إن خطاب لبنان الموحد ، المتضامن ، وجد دعما ملحوظا ومتزايدا مثل الموقف الفرنسي المعروف بدعمه الدائم للبنان وللقضايا العربية ، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار ، وقدم خطة متكاملة ، تنهي تفجر الوضع . أعتقد أن لبنان نجح إلى الآن ، في تقديم صورة مثيرة للإكبار ، في صموده ، وفي تماسكه ، وفي صياغته لموقف وطني متحد ، كما أبلغ العالم رسالته الموحدة ، حول حقه في الحياة ، وبضرورة أن ينعم بوضع أمن ، ومستقر ، يستند على أسس ثابتة ، وشاملة للحل ، تنتفي معها كل ذرائع التهديد أو العدوان ، في أي مرحلة ، وفي أي وقت . إن وحدة لبنان خلف حكومته ، ووحدة خطابه ، من أجل وقف العدوان الاسرائيلي ، ومن أجل حل شامل وجذري ، يؤكد ، كما قلت ، على أهمية انضواء كل القوى والفئات اللبنانية خلف مرجعية وطنية واحدة ، وهذا الوضع من شأنه أن يضيف مكامن قوة جديدة . وبشكل مفارق ، وفي الجانب الفلسطيني ، يستذكر المرء الآوضاع التي كانت تنبئ باقتراب القوى الفلسطينية المختلفة حول " وثيقة الآسرى " واعتمادها كخطوة أساسية من خطوات الاتفاق الوطني ، إلا أن التطورات التي تسارغت ، مثل خطف الجندي الاسرائيلي ، والتصعيد الذي تمثل في العدوان على غزة ومناطق مختلفة في الضفة الغربية ، على نحو مدمر ، راكم عوامل التفجر ، الذي لم يتوقف أصلا ، وأوصل الآمل بحلول سلمية إلى حائط شبه مسدود .
#محمود_زعرور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتيال جبران تويني استهداف لقيم الاستقلال ومعرفةالحقيقة
-
نظرة في تقرير ميليس وتداعياته
-
اغتيال جورج حاوي استهداف لخيار التغيير
-
سورية وسياسة تبديد الفرص ... انسحاب تحت الضغط
-
الانتخابات العراقية ومهام بناء عراق ديمقراطي تعددي
-
مشروع البرنامج السياسي للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
...
-
اليوم العالمي لحقوق الإنسان-الاعتصام السلمي في سورية وضرورة
...
-
محمود درويش أو المطلق الأزرق متوجآ
-
المشروع الفلسطيني بعد غياب عرفات
-
نظرة في أزمة الثمانينيات في سورية / بدر الدين شنن وكتاب - ال
...
-
أمطار صيفية- قصة
-
الديمقراطية وتفكيك التوحيد
المزيد.....
-
فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت
...
-
شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ
...
-
شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية
...
-
وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ
...
-
بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
-
تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م
...
-
دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
-
مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
-
روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
-
الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام
...
المزيد.....
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
المزيد.....
|