أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية














المزيد.....

البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أسئلةٌ عدة تتبادر في الذهن عن مسؤولية ومهمة البرلمان المنتخب من قبل الشعب بشكل ديمقراطي حر، ما هي المهمة التي يجب التكلف بها؟ كيف يمكن أن يكون بمستوى المسؤولية التي تناط به حيث في النهاية يجري تفعيل تشريعاته مع السلطة التنفيذية والقضائية لكي تتكامل لوحة العمل السياسي فتجد التشريعات التي يصدرها طريقها للتنفيذ؟ أم انه يبقى يراوح في مكانه وتتصدره الخلافات والصراعات الطائفية والحزبية والشخصية حتى انه يفقد مصداقيته كممثل للذين انتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه؟
المتابع لمجريات عمل البرلمان العراقي الحالي سيجد الجواب فوراً ويضع أصابعه على مرض العضال الذي أصيب به وقد يفقد الثقة به كمؤسسة تشريعية تستطيع أن تؤدي دورها الوطني وتكون أحدى الدعائم المهمة في استقرار البلاد وخدمة المواطنين ثم إنهاء هذه الحالة المزرية التي تمر بها جماهيرنا الشعبية الكادحة وعموم القطاعات الأخرى، والبرلمان العراقي والحق يقال هو نتيجة طبيعية لنظام المحاصصة المريب الذي قامت عليه الدولة منذ عهد الحاكم الأمريكي بريمر، وبدلاً من تصحيح ذلك المسار والقيام بعمل نوعي لكي يأخذ البرلمان طريقه الصحيح فقد كرست طاقات الطائفيين والمستفيدين من الأوضاع الجديدة إلى تعميق نهج المحاصصة وتفعيل دور الفساد في جميع أجهزة الدولة بما فيها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمؤسسة الأمنية، وبدلاً من أن ينأى البرلمان بنفسه عن هذه الحالة الشاذة أصبح شريكاً قوياً يمتثل للأوامر لما يملى عليه من قبل الجهات التي جاءت به للبرلمان واشترك فعلياً في عملية تشجيع استمرار المحاصصة الطائفية لا بل أصبح من أحدى ركائزها القوية وبهذا فقد البرلمان دوره الحقيقي وتشوهت صورته الطبيعية وانعكس ذلك على أدائه التشريعي المهم وأداء رئيسه وخطابه المج غير المتوازن وكذلك أكثرية الكتل النيابية وبخاصة تلك الكتل التي تزعل في كل مرة لا تقبل طروحاتها أو تتعارض مع قرارات أخرى وتهدد بالانسحاب أو تخرج من قاعة البرلمان وكأننا نلعب لعبة " الختيلة ـــ جرخجية وحرامية ــ أو ــ إذا ما العب أخرب الملعب " والعجب أن لا أحدا من المنسحبين والمحتجين والساخطين على الاحتلال وتدهور الوضع الأمني يرفض راتبه الدولاري باعتباره حقاً من حقوقه التي تعلو على حقوق المواطنين الذين صوتوا له وهم ينتظرون دوره في تصحيح الأوضاع الشاذة وتنفيذ الوعود الانتخابية الصاخبة في مجالات الاقتصاد والحياة المعيشية والأوضاع الأمنية وغيرها لأن مصالحهم في بقاء رواتبهم الضخمة تتطلب عدم رفضها ومادام القبض ماشي فالمصالح باقية بدون تأثير أو إلغاء ورحم الله الشاعر العراقي المعروف ملا عبود الكرخي عندما قال
أصحاب المصالح كل وكت بالخير عدهم رزق كافي وأحسن من الغير.

وهكذا وأمام هذه الصورة ومجريات عمل بعض الكتل البرلمانية التي جعلت عمل هذه السلطة الحيوية هامشي لا تأثير له فإن أكثرية أعضاء البرلمان العراقي الحالي في وادٍ والذين صوتوا لهم في وادٍ آخر، أكثرية هؤلاء وبخاصة من يضع مصالح أحزابهم ومنظماتهم فوق مصالح الشعب في وادٍ " لا زرع فيه ولا ماء " والحفاظ على وحدة الوطن ومصالح عموم الشعب في وادٍ غريب، ولهذا كانت نتائج بعض المعالجات التي توضع من قبل السلطة التنفيذية تذهب أدراج الرياح ما بين الجر والعر والقرار الأمريكي واللعبة السمجة التي تلعبها بعض الكتل البرلمانية التي كانت وما زالت احد الدوافع لإشعال الحرب الطائفية وصولاً للحرب الأهلية وهذا شيء طبيعي لحالة التقسيم الطائفي في هذه المؤسسة الحيوية وباقي مؤسسات الدولة، نعم وبكل صراحة فإن اللوحة السياسية الطائفية تبدو بصورتها البشعة في التقسيم الطائفي والقومي الموجود في البرلمان العراقي ومن هنا تنطلق الحجة بعدم استكمال النصاب القانوني أو الانسحاب والخروج من الاجتماع كما فعلها رئيس البرلمان قبل أيام إضافة إلى تصريحاته غير المنضبطة والمواقف الارتجالية التي يقوم بها وضعف قدراته التنظيمية، كما يبدو من سير عمل البرلمان أن برامج اجتماعاته آنية وغير مخطط لها بشكل دقيق إضافة إلى عدم وجود خطة عمل واضحة مما يزيد الارباكات والتداخلات ما بين مهمة عضو البرلمان الذي يجب أن يساعد في التشريع وبالتالي مراقبة السلطة التنفيذية وأعمالها وعملية تطبيق التشريعات وعدم تناقضها مع السلطة القضائية وليس التدخل في كل شاردة وواردة وخلق التوترات ما بين أعضاء الكتل البرلمانية.
ان المهمة الأساسية التي تقع على عاتق البرلمان العراقي الحالي نبذ الخلافات الجزئية والشعور بالمسؤولية والالتفات إلى التشريع والمراقبة وهذه المهمة تحتاج إلى التضحية بالمصالح الذاتية والحزبية واعتبار البرلمان بكل أطيافه برلمان الشعب وعليه مهمة ان يخدمه ويراعي مصالحه لا ان يدخل في نزاعات أو توترات لقضايا باهتة وغير رئيسية في هذه الظروف، ظروف الإرهاب والقتل على الهوية والتدمير والعصابات المنظمة وتخريب مرافق البلاد.. فهل يدرك البرلمانيون الذين يتبنون المحاصصة الطائفية والمصالح الحزبية الضيقة أن الخطر يحيط بالوطن ككل وبدون استثناء؟ .




#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد المالي امتنع عن فتح مركز إنتخابي في النرويج لآلاف الع ...
- عنجهية العقلية الإسرائيلية وعمى الألوان لدى البعض ممن يكتبون ...
- كرامة الصحافيون وحرية الصحافة تكمن في الفهم الحقيقي للديمقرا ...
- لن تستطيع إسرائيل إنجاح المشروع السياسي المعد للبنان والمنطق ...
- ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري
- الإرهاب والمليشيات وانفلات الأمن طريقاً للحرب الطائفية الأهل ...
- اختلاف دروب الجريمة والمجرمون هم أنفسهم
- خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية
- الفيدرالية لإقليم كردستان ولكن أية فيدرالية
- مغزى تعزيز العلاقة التاريخية بين العراق وسوريا عن طريق الحوا ...
- تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسر ...
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم
- ** الحقيبة البودابستية على الرصيف رقم 7
- ظلاميون -مودرن- وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة
- المطالبة بحل الشرطة والجيش لتوسيع عمليات قتل النساء وقطع الر ...
- النصب التذكارية لشهداء الشعب العراقي شهداء الحركة الوطنية ال ...
- موقف أكثرية الدول العربية من الأوضاع في العراق
- البرنامج الحكومي بعد المارثون الطويل ما بين التمويه والتطبيق ...
- فضيحة الملايين من الدولارات ومفوضية الإنتخابات


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - البرلمان العراقي وتداعيات المحاصصة الطائفية والقومية