أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد الخمسي - ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم















المزيد.....

ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:22
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في القناة المسموعة لفرنسا الدولية، جرى التقاط برنامج ما بين النقاش السياسي والسخرية حول التصور الذي يقترحه نيكولا ساركوزي للهجرة نحو فرنسا .

وملخص الأفكار المطروحة أن مقترح ساركوزي سينشط ميكانيزمات ومعاملات الفساد الإداري في الدول الإفريقية، إذ من السهل ظهور مؤسسات تزوير الدبلومات وشهادات التجارب المهنية، إذا ما أصبح ملف التأشيرة مشروطا بلائحة من المؤهلات المهنية والجامعية للمرشحين.

منذ الخطاب الملكي في افتتاح السنة التشريعية للبرلمان حول إنشاء المجلس الأعلى للهجرة، نشط النقاش حول قضايا الهجرة، إذ قدم ممثلو الجمعيات المغربية في أوروبا واتصلوا بالأحزاب السياسية، قصد مدهم بتصورات جمعيات المهاجرين، بهدف إدماجها في برامجهم، واعتمادها في حواراتهم مع الدولة قبل إنشاء المجلس الأعلى للهجرة، كما صرح ممثلو جمعية العمال والمهاجرين المغاربة في إسبانيا وفي هولندا وممثل مغربي في البرلمان البلجيكي عزمهم عقد مناظرة حول الهجرة في أكتوبر 2006 أثناء ندوة المواطنة المزدوجة بتطوان.

ويمكن القول إن العولمة عبر التكنولوجيا الجديدة للاتصال، الأنترنيت والفضائيات التلفزية، قد رفعت درجة الرغبة الجماعية في الهجرة من الجنوب نحو شمال الكرة الأرضية
إذ لم تكن أحداث المهاجرين الأفارقة على ممرات سبتة ومليلية المحتلتين سوى مؤشرات حادة على التحول النوعي للمغرب من بلد مصدر للمهاجرين إلى بلد ترانزيت، بحيث لمس المواطن العادي الذي يحس بنوع من الموت البطيء، عندما يقضي سنوات في البطالة دون التمكن من المرور إلى سوق الشغل، أن في استطاعته استثمار طول الزمن الضائع من عمره في رحلة عبر الصحراء الكبرى، ليصل إلى الشواطئ المغربية، إما قبالة جزر الخالدات، وإما قبالة قادس وطريفة، أي ما أطلق عليه ابن خلدون الزقاق، أو البوغاز أو مضيق جبل طارق.

وكلما فكت عقد الألسنة لمناقشة محور معقد من المحاور الرئيسية في الأوضاع السياسية الاجتماعية الاقتصادية، إلا وتفرز أفكار أساسية في القضية المطروحة، ومادامت الهيئة المنتظر إنشاؤها ضمن اهتمامات الدولة قصد تغيير التصور والبرامج والمساطر وبالتالي الفعالية، فالاعتقاد المؤسس للنقاش يرتكز على التفاؤل، وبالتالي يساهم في رفع وتيرة المساعي والأنشطة ويُخصّب إنتاج الأفكار .

ولا يغيب بالمناسبة أفق الثقافة السياسية المرتبطة بالشتات المغربي في مناطق الهجرة .إذ ظلت المناسبات تراوح الكلام ما بين التبخيس المالي لحجم المهاجرين المغاربة في الخارج وبين غياب الحديث عن مشاكل المهاجرين المغاربة في المؤسسات السياسية التشريعية والتنفيذية.

وقد ذكر عبد الحميد البجوتي في ندوة المواطنة المزدوجة رقم ثلاثة ملايين من المهاجرين المغاربة، بما يعني عشرة في المائة من حجم السكان في المغرب فإذا كان هذا الوزن الديمغرافي يؤشر على قيمة، فقيمته متعددة الأبعاد.
إذ يتوزع حول المناطق الجغرافية للمغرب، كما يتوزع بتأثيره وتأثره على مختلف قطاعات الاقتصاد والاجتماع، أي ما يؤثر في المواطن المستقر داخل الملعب، يؤثر بالضرورة على وعي ومواقف المهاجرين.

إذ يمر التأثير عبر الرسائل والتشكيات التي يبوح بها الأهل للمهاجرين، سواء الركود الاقتصادي والعجز عن الاندماج في سوق الشغل، أو تعقيد المساطر والعجز عن الاستفادة من الخدمات الاجتماعية أو الأزمة الشاملة التي تهز بنيات التربية والتكوين أو ما ينتج عن تسرب وسائل العولمة، لتحطيم المسالك ما بين أجيال الكبار وأجيال الصغار
وقد قرأنا في حوار "الصحراء المغربية" مع الوزيرة المكلفة بالمهاجرين المغاربة في الخارج، طرح النقط الأربع المذكورة أعلاه، ليس داخل المغرب، ولكن في بلد ديمقراطي مثل هولندا.

وإذا كان الحجم الديمغرافي داخل المغرب يعاني الاحتقان في التربية والشغل والسكن والفضاء الثقافي، داخل وطنه، فكيف يمكن للشتات أن يوفر مغاربة مطمئنين لمحيطهم الأجنبي؟ مع الإشارة إلى امتداد العجز عن الاندماج، مدة زمنية طويلة، تتسرب من الحالة النفسية اللحظية، نحو اللاوعي، مما يحوّلها إلى قيمة نوعية، ما بين الوعي السياسي والقيمة الثقافية، وأولى القيم الثقافية التي تتكيف بهذا المضمون السلبي هي فقدان الثقة بالحداثة وبما يتفرع عنها في ميدان التربية.

مما ينشئ حالة النفور من التعليم ومؤسساته والعلم وضماناته، ويولد حاجة الرجوع إلى التراث بكيفية الاعتماد على الذات في الفهم والتفسير، بما في ذلك استعمال الشعوذة إن اقتضى الأمر، وكذلك نفسية كراهية الآخر كرد فعل على الجوانب السلبية في السياسة الدولية تجاه المغرب وامتداداته الشرقية، الإسلامية والعربية.
فقد تردد أثناء آخر إحصاء أنجزه المغرب رغبة فئة من المغاربة من إخراج أبنائهم من المدارس باعتبارها مرتعا للحداثة والرغبة في إدماجهم في نظام التقليدي المندثر والمعتمد على الطريقة القديمة في تلقين الثقافة الدينية.

في مقابل هذا التراجع الثقافي، يتولد قطاع مواز داخل البنيات الاقتصادية،يعتمد "التقية" ما بين المؤسسات الجمركية والجبائية، فيعتمد التهريب والمؤسسات غير المعلنة قانونيا، بتوافق مع القطيعة الثقافية مع الحداثة الثقافية والمؤسسات الإدارية، واستدراكا للهوة المعنوية بين الاقتصاد المهيكل المنبني على ريع المواقع، والاقتصاد الموازي المستجيب لثقوب التسرب ما بين المنبني على ريع المواقع، والاقتصاد الموازي المستجيب لثقوب التسرب ما بين العرض الخارجي وحالات الطلب الاجتماعي، يتم تبييض الوضع عبر موجة من إنشاء المؤسسات الاجتماعية، التي تتمظهر بمظاهر القيم الدينية، وكأن الظاهرة استجابة لوعي جماعي بالفقر المعنوي الساري في مسام الأوضاع الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

هكذا تجد ثلاثة ملايين من المهاجرين المغاربة في الخارج مثل أغصان ممتدة من أصول تكاد جذورها تجف، وتكاد التربة من حولها تتجوف، لتجد نفسها بين الاغتراب اليومي في مواقع الهجرة وبين التفقير الوجداني الذي يسري من الداخل.
وإذا كان إنشاء المجلس الأعلى للمهاجرين بمثابة برنامج إنقاذ، فمن باب التوقيت الحيوي تخصيب الأفكار الاستراتيجية حول القضية، بدل تكرار الجوانب الشكلية المعروفة في المناسبات المماثلة.

إذ يمكن إحداث ثورة في سياسة الهجرة، عبر الإمساك الجدي بالملف وقلب الأولويات رأسا على عقب، مادام المغرب وهو يتحول إلى بلد مرور إضافة إلى بلد مصدّر للهجرة
ويمكن لحركة الهجرة أن تساهم بنسبة عالية في ترويج صورة إيجابية عن المغرب، أو العكس، يمكن لحدث سيء مرتبط بالهجرة أن يغرق في الماء العكر كل الأوراق المكتوبة لتحسين صورته، مثل المعاملة التي جرت مع المهاجرين الأفارقة.

وهنا يقتضي التساؤل : هل يمكن للمغرب أن يدّعى توفره على سياسة سليمة مع قضايا الهجرة وهو لم يتقدم كثيرا في السياسة الداخلية إذ ثلاثة ملايين من المهاجرين المغاربة تعتبر طاقة منتجة للقيم والفوائد المعنوية والمادية، طاقة مكثفة، إذ تلخص قدرات المغاربة أو يحجزهم عن الارتباط والتواصل مع العالم، سواء من حيث التربية والتكوين أو من حيث الجرأة في الاندماج في سوق الشغل والاقتصاد أو في الخبرة في الحصول على السكن والاستفادة من الخدمات المختلفة أو في المناعة الثقافية التي تقوي قابليته للاندماج في الفضاء الثقافي في مجتمع الهجرة.

إذ لا يمكن مطابقة الاغتراب مع الهجرة ولا الوعي الشقي مع أوضاع الهجرة
مما يقتضي توفير طاقة دفع من جانب المؤسسات الرسمية في السفارات والقنصليات تحسن الصورة الإدارية فعلا عبر الخدمات الحقيقية بدل الاستمرار في بث اللون الرمادي المائل نحو السواد في أعين المغاربة المهاجرين.

ويمكن إشراك النخبة المثقفة في شؤون المواطنة والعولمة، قصد تقوية روابط المغاربة مع معطيات القرن 21، بما يفتح ضمائر الناس على المواطنة العالمية والنسبية في الانتماء والانفتاح على الآخرين الذين يحتضنون الأبناء والظروف العائلية المختلفة

لقد توالت مبادرات عديدة إلى حدود أواخر يوليوز 2006. من بينها كون النخبة السياسية المغربية اتجهت معاكسة لإرادة الجمعيات المهاجرة. إما كون السلطات تملك خلاصات تعني أن الصوت المهاجر الغالب في أوربا الغربية ستمد الأصولية بشرعية في المهجر. وهو ما يتطلب الاتفاقات المسبقة بين الدولة وبين الأحزاب الأصولية نفسها، التي قبلت الرسم المسبق للتطور الديمقراطي المؤسساتي كما وكيفا. وإما كون الدولة لا تملك القدرة والطاقة لمعالجة الملف مؤسساتيا فتركته للدول المضيفة كاملا. وهو علامة ضعف بينة لدى السلطات التنفيدية المغربية. لكن مراكمة حالات الضعف يرجع لحساب التقنوقراط أساسا وللأحزاب المساهمة في الحكومة والتي لا تملك عذرا سوى عدم الاختصاص الفعلي لدى الحكومة في التدبير السياسي الأساس من الناحية الدستورية

في هذه الحدود، يمكن فهم تواضع التعاطي مع قضايا الهجرة.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: حجر الزاوية في حوار المتوسط
- من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟
- الجدل الصاخب بين شبق الهوية وعبق الحرية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد الخمسي - ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم