أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلطان الرفاعي - من علمني حرفا كنت له شاكرا----أرباب الحضارةج4















المزيد.....

من علمني حرفا كنت له شاكرا----أرباب الحضارةج4


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 09:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تعود علاقات السريان بالعرب إلى ما قبل الإسلام. فقد نشأت ممالك وإمارات عربية داخل بلاد السريان مثل دولة الأنباط ودولة تدمر(كانون يتكلمون الآرامية ويكتبون بها) ودولة الغساسنة في الجنوب الأوسط ----بالإضافة إلى نزول عدد من القبائل العربية في أصقاع متفرقة من بلاد الشام ---
ولكن بعد الغزو العربي، دخلت في نطاق الدولة العربية الإسلامية الجديدة التي جعلت عاصمتها في بلاد السريان، شعوب ذات ثقافات متنوعة ومستويات علمية مختلفة، أهمها بطبيعة الحال السريان الذين قادوا تلك المثاقفة الكبرى في ميادين الفلسفة والعلوم، والتي أدت في آخر المطاف، إلى تأسيس الثقافة العلمية العربية وبلوغها مستويات رفيعة بسرعة قياسية، وذلك عن طريق إسهامهم الأساسي، وشبه المنحصر بهم وحدهم، في تعريب علوم الفلسفة اليونانية من لغتها الأصلية ومن ترجماتها السريانية القديمة قبل الإسلام، والحديثة بعد الإسلام، بحركة ترجمة متعاظمة بلغت ذروتها في العصور العباسية الأولى.

المرحلة الأموية:
سبقت هذه المرحلة، مرحلة من غير تعريب، على الرغم من معايشتها المرحلة العربية الأولى. فالسريان الذين باتوا يعيشون، منذ القرن السابع الميلادي، في كنف الاستعمار الإسلامي الناشئ، استمروا في نشاطهم الفكري بالترجمة والشرح والتأليف بلغتهم السريانية. نذكر من مفكريهم الذين بلغوا بدايات المرحلة الأموية:ساويروس سيبوخت (توفي عام 667م.زمن معاوية) الذي وضع شروحات بالسريانية لكتب أرسطو في المنطق، منها: كتاب (العيار)، وكتب (الشعر) و (القياس)؛ وتلميذه اللاهوتي الفيلسوف والعالم يعقوب الرهاوي (توفي عام 708م) الذي وضع مؤلفات عدة منها:ترجمة سريانية لكتاب (المقولات لأرسطو) (رسالة في المصطلحات العلمية) السريانية. وجرجس الذي سيم عام 668 أسقفا على قبائل تغلب وتنوخ العربية النازلة في بادية الشام وغرب العراق، واشتهر بلقب ((أسقف العرب))----
هذا التراكم العلمي عند السريان الممتد قرونا عدة، أستخدمه لاحقا أوائل المترجمين منهم إلى العربية، والشراح بها.
إن المرحلة الأموية شهدت منذ أوائل عهدها، أولى الترجمات إلى العربية لكتب علمية، منها: تعريب كتاب في الكيمياء للأمير خالد بن يزيد بن معاوية قام به اصطفن؛ وتعريب كتاب طبي (كناش) عن السريانية ---أضف إلى ذلك تعريب دواوين الدولة الأموية وحلولها محل اللغتين اليونانية والفارسية اللتين كانتا مستخدمتين في أول عهد الدولة العربية الإسلامية (على سبيل المثال كان سرجون بن منصور والد القديس يوحنا الدمشقي قيما على الشؤون المالية لمعاوية، ويزاول عمله باللغة اليونانية)--
عدد الكتب المعربة في هذه المرحلة يكاد لا يُذكر . وهو لا يتعدى ما ذُكر أعلاه. والسبب في ذلك انهماك الدولة الأموية في تثبيت دعائمها، وعدم تشجيعها الترجمات كثيرا.

المرحلة العباسية:
يمكن قسمة هذه المرحلة الأكثر أهمية، إلى ثلاثة أقسام، قياسا على غزارة الترجمات والتأليف ومستواها:
المرحلة الوسطى، وهي الأعظم ويمكن تسميتها ((مرحلة حنين)). والاثنتان الباقيتان:الأولى:مرحلة ما قبل حنين؛ والأخيرة: مرحلة ما بعد حنين.
1- مرحلة ما قبل حنين:
عرفت هذه المرحلة ترجمات في العلوم عموما، والطب خصوصا:أشهر مترجميها هم: آل يختيشوع أطباء جنديسابور، ويوحنا بن البطريق وابنه زكريا، وسلام والأبرش، ونقلا كتاب أرسطو في الطبيعة بعنوان ((السماع الطبيعي)) (وتعريب العنوان بهذا الشكل يدل على أنه نُقل حرفيا عن السريانية).
ويمكن إضافة أسماء من المترجمين السريان الذين عاصروا مرحلة صبا حنين، مثل مطران الموصل حبيب بن بهريز الذي فسر للمأمون عدة كتب؛ وبسيل المطران؛ وأسطاث، أول من قام بترجمة كتاب ((ما بعد الطبيعة)) لأرسطو --والمنجَم الاول للخليفة العباسي المهدي (775-785). والمترجم لإلياذة هوميروس من اليونانية إلى السريانية، العالم السرياني الماروني توفيل بن توما من شمالي سوريا.
تميزت ترجمات هذه المرحلة بالدقة عموما، ولكن بركاكة الأسلوب باللغة العربية --إلا أن أثرها في الترجمات اللاحقة إلى العربية كان حاسما، إذ أنها ثبتت في اللغة العربية، الكثير من المصطلحات الفلسفية والعلمية المستحدثة. أضف إلى ذلك ترجمات من الفارسية لكتب أدبية، أو في سير الملوك (قام ببعضها ابن المقفع) ومن الهندية مثل (رسالة السند والهند في الفلك والحساب)---
مرحلة حنين:
يُعتير حنين بن اسحق صاحب مدرسة في مجال الترجمة والتأليف والتعريب. فقد أنشأ مؤسسة للترجمة قامت بنقل أشهر المؤلفات اليونانية في الفلسفة والعلوم، والطب خصوصا من اليونانية إلى السريانية والى العربية على حد سواء، إذ نقل المجموعة الطبية لجالينوس بكاملها تقريبا، مؤسسا بذلك القاموس الطبي العربي الأول بمختلف مصطلحاته التقنية بأسماء الأعضاء الحيوانية(الجسمية) والأدوية والعمليات----
وابنه اسحق كان من أبرع مترجمي كتب الفلسفة اليونانية، وبخاصة كتب أرسطو التي تعلم منها الفلاسفة العرب اللاحقون أمثال الفارابي وابن سينا والغزالي وابن رشد --وكان من جملة مترجمي حنين ابن أخته حبيش.

كان حنين عالما وطبيبا، جيد المعرفة بالسريانية واليونانية والعربية والفارسية. قام بتأليف حوالي ثلاثين كتابا في علوم مختلفة. تمر سرقة أغلبها ونسبتها إلى غيره ----أكثر ترجماته كان من اليونانية إلى السريانية (وكان غيره يقوم بنقلها إلى العربية) كان يشرف على الترجمات التي يقوم بها تلاميذه، ومنهم ابنه اسحق وابن أخته حبيش بن الأعسم، ويصلحها----
هذه المرحلة شهدت أيضا ظهور مترجمين من أكبر العلماء السريان هما: قسطا بن لوقا البعلبكي الفيلسوف والمترجم والمؤلف؛ وثابت بن قرة العالم الفذ في الرياضيات والفلك، والطبيب والمترجم؛ ( ابنه سنان أصبح من بعده من أشهر الأطباء الذين استعان بهم الخلفاء المسلمون)--

مرحلة ما بعد حُنين:
وفيها مترجمان كبيران هما أيضا من كبار الفلاسفة السريان: أبو بشر متى بن يونس المنطقي؛ وكان أستاذ الفيلسوف الفارابي؛ ويحيى بن عدي الفيلسوف واللاهوتي اليعقوبي--
قام أبو بشر ويحيى بترجمات من السريانية إلى العربية، وقدما شروحا وافية عليها؛ وكانت كتبهما المؤلفة في المنطق بالعربية الأكثر تداولا بين الناس، كما يؤكد ذلك كتاب ((الفهرست))--
هؤلاء المترجمون كانوا أيضا علماء وفلاسفة ولاهوتيين من السريان النصارى (وبعضهم من الصابئة)، قاموا بنقل التراث الفلسفي والعلمي، وقاموا بشرحه وتفسيره، مبتكرين شروحات جديدة. (فكتاب ((الطبيعة)) لأرسطو، أو ((السماع الطبيعي))، عربه، مترجمون عدة وشرحه شراح كثر؛ نذكر من ترجماتهم:ترجمة اسحق بن حنين العربية التي شرحها كل من: ابن السمح، ومتى بن يونس، ويحي بن عدي، وأبي الفرج ابن الطيب، وكلهم من السريان.
ويمكن القول إن التراث الفكر اليوناني والسرياني، الفلسفي والعلمي، تم تعريب أهم مؤلفاته على مدى أقل من قرنين على يد العلماء السريان، وأعيدت ترجماته وشروحه تكرارا.

((الفهرست)): الكتاب الذي يؤرخ لنشأة الفلسفة العربية.
يُعتبر كتاب ((الفهرست)) لمؤلفه الوراق ابن النديم في بغداد عام (987م-337ه)، أقدم وثيقة أرخت بالتفصيل لحركة التعريب، ولنشأة الفلسفة والعلوم العربية. ويورد ((الفهرست)) أربع (حكايات) حول البدايات الأولى للفلسفة في بلاد المسلمين، وحول ((السبب الذي من أجله كثرت كتب الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة في هذه البلاد))
كما أن الفيلسوف الفارابي والمؤرخ المسعودي، وهما معاصران لمؤلف الفهرست، يروي كل منهما رواية حول دخول الفلسفة إلى العالم الإسلامي، ويُجمع هؤلاء الثلاثة في حكاياتهم على الدور الأساسي والريادي للعلماء السريان في هذه النشأة.
وبهذا تكون الترجمات والتأليف التي قام بها العلماء السريان لكتب الفلسفة والعلوم، وشروحا تهم عليها، التي بدأت منذ القرن الثامن ميلادي، قد بلغت ذروتها في نهاية القرن التاسع ميلادي الثالث هجري، وأدت مهمتها بنقل أهم نتاج الحضارة اليونانية والسريانية في مختلف الحقول. وتكون هذه الترجمات هي النصوص الأولى في اللغة العربية في الفلسفة والعلوم التي ثبتت أسس المصطلحات الفلسفية والعلمية العربية، على الرغم من بعض التعديات التي لحقتها. وكان لا بد من أن تلحقها -في العصور التالية، على يد التلاميذ الفلاسفة والعلماء العرب المسلمين. هذه النصوص أسست، عليها لمختلف النظريات الفلسفية والعلمية والكلامية التي صاغها الفلاسفة والعلماء العرب.
مركز الدراسات والأبحاث المشرقية
الدكتور انطوان سيف
مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات
حضارتي السريانية.
-----
يتبع هذا التجديدات اللغوية التي ابتدعها المترجمون السريان وأدخلوها على اللغة العربية--



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينقص احترامنا لك يا سيد---ولو قبلت الشروط الأمريكية-----
- اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم و الآداب السريانية --أرباب ال ...
- باسم الله الرحمن ،وابنه المسيح ،وروح قدسه--أرباب الحضارة-ج1-
- متى نعترف أن اسرائيل هزمتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ...
- اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية =2=-مخطوط خاص بالحوار ا ...
- اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية-1--مخطوط نادر خاص الحوا ...
- ارسال حفاضات الى لبنى------
- الحوار المتمدن كانت هناك؟
- ولكن ماذا لو سمينا الأشياء ، بأسمائها؟
- السريان----رسل الحضارة الانسانية!!!!!!!!!
- متى ضحكت آخر مرة أيها السوري؟؟؟
- رد على رسالة العلماء الى السيد الرئيس؟؟؟؟؟؟
- استئصال الفساد الذي ارتبط بنيويا وتداخل مع هيكلية السلطة،
- اعلان سوريا----والتغيير المطلوب
- الأولوية البابوية والسلطة في الكنيسة--خلافات الكنيسة---حوار ...
- لماذا يحمل الغرباء في سوريا السلاح؟
- مجمع خلقيدونيا--والخلافات المسيحية--حوار فيينا
- ميثاق شرف---مع من؟
- وحدهما الحوار المتمدن و---كلنا شركاء---
- رد على مقالة غسان مفلح


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلطان الرفاعي - من علمني حرفا كنت له شاكرا----أرباب الحضارةج4