أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رسميه محمد - الصراع الفكري واشكالياته الراهنة















المزيد.....

الصراع الفكري واشكالياته الراهنة


رسميه محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 11:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المقدمة
لقد اعتمدت الماركسية على مقولة اجتماعية كبرى , بدأ بها ماركس بيانه الشيوعي في عام 1848 مفادها أن تاريخ المجتمعات هو تاريخ صراع الطبقات , صراع بين أولئك الذين يمتلكون وسائل الانتاج , وبالتالي يملكون السلطة السياسية والاجتماعية وبين من لايملك الا سواعد العمل ..) ويولدهذا الصراع حركة التاريخ والمجتمع , وتطور النظام الاجتماعي من مرحلة الى أخرى(1) .وبما أن المصالح الاقتصادية في مجتمع معني هو الاساس المادي الملموس لانقسامه السياسي على ذاته, فأن معرفته كشرط منطقي لتغييره , هي موضوع صراع طبقي بين المستفيدين من واقع الحال الاقتصادي القائم والمتضررين منه. ومن هذا المنظور , لايجوز اختزال هذا الصراع ببعده الاقتصادي أو السياسي , بل هو صراع أكثر تعقيدا من أن يختزل على هذا النحو , وبهذا الصدد يكتب مهدي عامل ) فحقل المعرفة هو بدوره حقل مميز من حقول الصراع الطبقي في شكل الحركة كصراع ايديولوجي)(2). ففي العملية التاريخية الواقعية , في أطر هذه التشكيلة أو تلك وفي هذه المرحلة أو تلك من تطورها , توجد عادة ايديولوجيات مختلفة ومتناقضة تتصارع فيما بينها وترتبط بمصالح الطبقات والجماعات الاجتماعية المختلفة. فلا حيادية في معرفة مجتمع منقسم الى أطراف غير متكافئة وبهذا الصدد يقول جولدنر لايمكن للمرء أن يأخذ موقفا محايدا بين الحاكمين والمحكومين . فالباحث الاجتماعي ينتمي بالضرورة للمصالح التي يعبر عنها . واما الايديولوجية المحددة التي تحقق موضوعية المعرفة الاجتماعية فهي الايديولوجية الملتزمة بمصالح أغلبية المجتمع المعني والمعبرة عنها على نحو يحقق شروط تطابق الوعي العلمي والوعي الايديولوجي الطبقي(3) .
المبادئ والمطالب الماركسية في عملية الصراع الفكري
أولا/ مطلب اعادة تنظيم مجمل العمل الايدولوجي على أساس النظرة المادية للعالم. لقد وجه كلاسيكيوالماركسية الثوريين محو التغلب الدائب على العاداة المثالية لاضفاء صفة الصنمية على هذه التصورات والمفاهيم أو تلك. واكدوا على ضرورة اعتماد الصراع الفكري على دراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية الواقعية للانسان ودراسة تأثير طريقة حياة الانسان الفعلية على عملية تكون فكره وشعوره, كتب ماركس أن التعارض المباشر مع الفلسفة الالمانية التي تنطلق من السماء نزولا الى الارض هو اننا هنا نصعد من الارض باتجاه السماء أي اننا لاننطلق من مايتخيله ويتصوره البشر أو من البشر كموضوع مروي مفكر به متخيل ومتصور من أجل الوصول الى الانسان في لحمه , اننا ننطلق من البشر الفعليين الواقعيين لاننا على أساس دراسة تقدم حياتهم الواقعية , ستظهر تطور الاصداء والانعكاسات الايديولوجية لهذا التقدم(4).
ثانيا/ مطلب الجدل بوصفه مفهوما قائما على وحدة متناقضات مادية أو اجتماعية حول امور مادية وهي وحدة تعبر عن واقع يولف كلا متجانفا ويصير وفق ديالكتيك الكم والكيف بحيث يعبر الكم هنا عن صيرورة هذا الكل وهو في حالة توازن متناقضته,بينما يعبر الكيف عن هذه الصيرورة في حالة صراع التناقضات. ان علاقات الانتاج البرجوازية هي الشكل التناقضي الاخير للتقدم الاجتماعي للانتاج- تناقض ليس بمعنى التناقض الفردي وانما بمعنى ذاك الذي يبرز من خلال الشروط الاجتماعية للحياة. في الوقت نفسه نجد أن القوى المنتجة التي تنمو في رحم المجتمع البرجوازي تخلق الشروط المادية لحل ذلك التناقض هكذا فأن هذا التكون الاجتماعي يؤدي بمرحلة ماقبل تاريخ المجتمع الانساني الى خاتمتها)(5)
ثالثا/مطلب المنهجية فهو حقيقة أن الموضوع يحدد منهج معرفته .والمجتمع ككل جدلي مادي تاريخي يفترض الجدلية المادية منهجا لتعليله . وحسب جورج لوكاش فان السمة الاساسية للماركسية هي منهجها الكلي الذي من شانه احداث ثورة كبرى في العلوم الاجتماعية(6).فالمنهج يزود الباحث بأدوات مفهومية تخوله تقديم معرفة بموضوعه , بحيث يمكن للنقاش أن يكون نقاش الفكر للفكر وحوار المعرفة للمعرفة وهو بذلك يرسي قواعد فهم جديد للنقد يحرره من طابع الذاتية الضيقة , ومن الفردية المغلقة , كما من طابع الهجوم والدفاع ليصبح حوارا فعليا قوامه الجدل وموضوعه المعرفة , يعتمد المساءلة والتفنيد واحالة الامور على واقعها الموضوعي , وتسليط الضوء على ماكان يحيط بها من ظروف.
رابعا/ مطلب الموقف الطبقي – تنظر الماركسية الى الموقف الطبقي في العمل الفكري على انه وسيلة تتيح للايديولوجي أن يدرك ويحدد على نحو دقيق ويقيم موضوعيا موقفه من هذه الميول الواقعية المتناقضة أو تلك في الحياة الاجتماعية ومن القوى الاجتماعية الاساسية العاملة على حلبة التاريخ ,أي القوى التي تتوقف على تناسبها وصراعها الافاق الملموسة للتطور التاريخي, حيث يستحيل موضوعيا دراسة وضع الامور الفعلي في المجتمع والسير الفعلي للتطور بدون تقييم ذلك من وجهة نظر هذه القوى المتصارعة أو تلك والمشتركة في هذا التطور, وبدون تحديده وتقييمه ماركسيا أو ليبراليا أو رجعيا الخ. وذلك هو السبب في أن التوجه الايديولوجي نحو الموضوعية الثابتة والتعليل العلمي العميق يتضمن الحزبية ليس بالمعنى الفلسفي العام اختيار حزب المادية أو المثالية بل بالمعنى الايويولجي الخاص.
خامسا/ مطلب الوقوف على أساس العلم, فالموقف الحزبي الطبقي في الايديولوجيةيقوم على أ ساس التحليل العلمي الصارم للتناحرات والتناقضات الاجتماعية, والقوى المحركة للتقدم الاجتماعي وميوله الاساسية(7) . كتب لينين أن الماركسية تتقدم تجاه أية سياسة جدية بمطلب أن تقوم في أساسها وأ ن يتمثل أساسها في الوقائع القابلة للاختبارالموضوعي الدقيق.أن القبول الواعي بالتوجه الثابت للدراسة الموضوعية نحو العلم يتطلب الاعتماد على كافة منجزات الفكر العلمي السابق و على سائر المعارف الحاصلة بنتيجة الدراسة الموضوعية.
عالمية الصراع الفكري
لم يعد مطروحا التحرر من رأس المال في أي مكان كأحد الخيارات السياسية, فلم يعد في الساحة سوى نظام واحد هو الرأسمالية وايديولوجية واحدة هي الليبرالية وكلاهما يدينان بالعولمةدون منازع. ولاشك أن هذا الواقع قد أسفر عن نتائج كئيبة. أما النتيجة الاولى فهي تتمثل في نهاية الصراعات المختلفة التي كانت تتواجه فيها رؤيتان للعالم , أو معسكران كما كان يقال في السابق. أما النتيجة الثانية فهي تعني بالضبط سسيطرة النزعة الاقتصادية الشاملة و التي ينادي البعض بحتميتها والتي تجعل السياسات الوطنية ودور الدولة تحت سيطرة المصالح المجهولة للقوى المالية والمجمعات العسكرية – الصناعية(8) . وكان من الطبيعي أن تسهم هذه التطورات في احداث تغييرات في الاوضاع والعلاقات الدولية , وان تؤدي بصورة مباشرة الى قلب المقاييس والمعاييروالاسس التي كانت سائدة , فيما يتعلق بالحاضر والمستقبل على حد سواء. وكان من الطبيعي فوق كل ذلك أن تضرب مجمل التغيرات التي حصلت في الصميم مشاعر الملايين من الناس الذين كانوا يرون في الاشتراكية وفي الاتحاد السوفيتي بالذات أملهم الحتمي في مستقبل أفضل لهم وللاجيال القادمة كلها . فشعوب العالم مازالت تعيش الصدمة والاحباط وتتساءل بحق هل ذهبت دماء الملايين من المناضلين لغد أفضل هباءا منثورا, وهل التضحيات التي بذلت دون حساب والامال التي عقدت كانت مجرد أوهام واحلام لامحتوى لها. وقد كان الاحساس بالازمة يتزايد جراء بروز ظاهرات مثيرة للقلق تتمثل اليوم بصورة واضحة وحاسمة في انهيار القيم التي كانت تحمل اسم الاشتراكية وسيادة قيم نقيضة لهافي المجتمع- يفتضح الفساد على كل المستويات- تكثر الافات الاقتصادية وتتفسخ العلاقات الاجتماعية وتنزاح المعايير الاخلاقية وغير الاخلاقية من التداول كقيمة ولى زمانها- تنتشر النعرات والعداوات الاثنية والدينية. وتزدهر العنصرية القومية و وتنشر جرعاتها اليومية من الوحشية والعنف والقتل ولايقتصر هذا على أي جزء من العالم , بل يؤثر على المجتمعات الغربية الغنية والمستقرة كما يؤثر على بقية بلدان العالم ..وتؤدي اشتداد عالمية الظواهر الى اشتداد عالمية الصراع نفسه. كما تؤدي الى قراءات متنوعة , فهناك الخيار المؤيد للنزعة الاقتصادية الذي يكرس النظام العالمي الجديد والفكر الليبرالي الجديد ويمثل هذا الاتجاه خير تمثيل كتابات المفكر الاكاديمي الامريكي فوكوياما الداعية الاكثر حماسة للنظام العالمي الجديد , ونهجه الاحادي القطبية , وكذلك صاحب النظرية الشهيرة القائلة بموت الايديولوجية الماركسية والقومية) ونهاية التاريخ, بمعنى توقف صيرورته الموضوعية وانتهاء حراكه التاريخي, وثباته- اي الحراك –عند المحطة الاخيرة في مسيرة التطور البشري , وهي المحطة التي يعبر عنها النظام الرأسمالي الليبرالي بشكله العولمي الحالي. أما الخيار الثاني فيتمثل في الرضوخ , بهذا القدر أو ذاك من التسامح , ل( نهاية الايديولوجيات , ونهاية التاريخ), أو عصر الخواء كل هذه المصطلحات التي تدل على انتفاء التنافس بين أنظمة تنمية مختلفة(9). بالاصافة الى هذين الخيارين , هناك عنصر ثالث نشيط , أعني الفئة التي تقاوم بصورة عملية كل شرور الرأسمالية , ففي كل مكان هناك أهداف وتطلعات عامة من أجل الحصول على أشكال من الديمقراطية في الاماكن التي لم تمنح فيها بعد , وفي كل البلدان أناس قد تزيد أعدادهم أو تقل , تحركهم رؤيا تنشد نظاما اجتماعيا جديدا تشكل فيه الديمقراطية ,المساواتية والتعاون المبادئ المسيرة لتنظيم المجتمع(10). كل هذه التحولات تطرح أمام المثقفين والمفكرين قضايا ومعضلات لابد من مواجهتها , من تحليلها بموضوعية وصراحة – ماهي القواعد الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية التي ينطلق منها الداعون الى تجاوز الراسمالية لتحقيق طموحات هذه الكثرة الكثيرة من البشرفي الحرية والمساواة والتقدم وماهي أشكال النضال وادواته التي سيستخدمونها لتحقيق هذه الاهداف وماهي طبيعة العلاقة بين التيارات المتعددة التي يلتقي هؤلاء فيها وحولهاوماهي الاشكال الملموسة والواقعية لهذه العلاقة وماهي نوع الديمقراطية الذي سيحكم هذه العلاقة بين هذه التيارات بمدارسها المختلفةفي هذه العملية- وماهي نماذج الفكار الاخرى التي تلتقي وتتقاطع مع الافكار الاشتراكية لتحقيق هذه الاهداف-ولن يكون بالامكان الانتقال الى الجديد الا عندما تصبح القوى الطامحة الى التغيير قادرة على الاجابة على هذه الاسئلةالانفة الذكر(11).
,


مكانة التراث الفكري في الصراع الراهن
. أن طبيعة المرحلة التي يمر فيها بلدنا تطرح بالحاح اشكالية التراث, تراثنا العربي الاسلامي, حيث تعيش الساحة العراقية تناقضات حادة في المصالح تصل الى اطوارها المأساوية . هذه التناقضات لها صفتها الطبقية الواضحة محليا واقليميا وعالميا, وهي تناقضات تجاه القضايا الاساسية المطروحة , القضايا الوطنية والاجتماعية والديمقراطية والفكرية . هنا تصبح مشكلة التراث , تراثناالعربي الاسلامي , من أبرز قضايانا الفكرية المعاصرة ,بل هي قضية الحاضر نفسه من جهة كونه حركة صيرورة تتفاعل في داخلها منجزات الماضي وممكنات المستقبل تفاعلا ديناميا تطوربا صاعدا بمعنى أن التراث يصبح رؤية صاعدة تمكننا من اعادة امتلاك التراث على أساس جديد تتكون عناصره المعرفية والايديولوجية من مجموعة العناصر المحركة لعملية بناء الحاضر الثوري التي هي في الوقت نفسه عملية بناء المستقبل الثوري. وهكذا تأتي معرفة التراث مرحلة ضرورية على طريق استخدامه الثوري لتطوير ثقافتنا الوطنية تأصيلا ومعاصرة بأتجاه تعزيز قدرات شعبنا في نضاله في سبيل تحرره الوطني والاجتماعي والفكري(12). واذا كان صحيحا وهو صحيح , أن الموقف الثوري من التراث يضمن تحقيق غرضبن رئيسيين- 1- استيعاب هذا التراث على نحو جديد 2- توضيف هذا الاستيعاب لتعزيز حركة التغيير والتحول في المجتمع . ومن هذا الموقع الفكري الطبقي يمكن أن نرى الحد الفاصل بين تراثيين – تراث القوى الثورية العربية ذات الحاضر المستقبلي وتراث القوى الرجعية المتخلفة ذات الحاضر الماضوي. مع العلم أن التراث كواقع تاريخي واحد لايتعدد أو يتبدل الا أنه رغم ذلك يتعدد بتعدد المنظور الايديولوجي الطبقي الذي يرى من خلاله(13). و هنا تكمن أهمية المنهج المادي التاريخي, يشير الدكتور حسين مروه أن المنهج المادي التاريخي هو المنهج الوحيد الذي يمكن من معرفة تراثنا الفكري معرفة علمية . وبـأن هذه المعرفة العلمية هي الوحيدة المتوافقة مع ايديولوجية الطبقة العاملة الثورية والقادرة على تسليح القاعدة الجماهيرية لحركة التحرر الوطني والديمقراطي , بسلاح الوعي المستنفر دائما لموجهة المعركة الايديولوجية التي تكاد تصبح قطب رحى المعارك الدائرة في عصرنا الحاضر(14). والسؤال الذي يطرح نفسه علينا هل هي صحوة اسلامية نوعية فكرا وممارسة هذه التي تحصل على ساحتنا وتفتح أعيننا على تجلياتها المأساوية ام هي صحوالغياب وانبعاث العنقاء السلفية في دورة جديدة من دورانها الابدي العائد بها دوما الى نقطة البداية ان الاجابة على هذا التساؤل يرتب علينا قراءة جيدة لهذه الظاهرة في تاريخيتها. تشير وقائع التاريخ أن الاسلام يتصل بمجتمع القبيلة السياسي السابق لكل دولة وأمة في التاريخ وأن مجتمع القبيلة هذا هو متحد سياسي وليس رابطة نسب فقط وأن لهذا المجتمع تاريخيته الموضوعية, يقدرها جواد علي بما يزيد على الالف بل وقد يصل الى الالفي سنة(15). وبديهي أن يكون لهذا التاريخ عمقه الذاتي الموازي له في شكل مثالات مجتمع العصبية المتعددة المستويات. اذا ليس من العلم في شيئ , ان نتصورأن الاسلام قد نقض بالكلمة , شكلا الفيا من أشكال الوعي القبلي . ذلك أن الوعي هو الوجود الواعي أو هو وعي الوجود الاجتماعي . ومن هذا القانون الماركسي صاغ مروه موضوعة, أن ذاكرة الجاهلي الذي دخل عصر الاسلام تبقى ذاكرة جاهلية حتى تتأصل لديه ذاكرة اسلامية تنفي تلك ولن تنفيها حتى يمارس الاسلام عصره بممارسة عملية تتحول الى وعي بشكل ذاكرة جديدة )(16 .وتبقى حقيقة ترقى الى مستوى البديهيات ويجمع عليها باحثون ومؤرخون يختلفون منهجيا, أن موقف الاسلام من العصبية يتلخص في أنه أبقاها بعد أن أبدلها من قبلية عنصرية الى دينية ايمانية.)(17) نزعم أن المشهد الذي يجري على ساحتنا بأسم صحوة اسلامية هو صحو الغياب, فعند المقارنة بين رواد الحركة التنويرية الاسلامية مثل الافغاني ومحمد عبده وعبد الحمن الكواكبي.. وبين مضامين الحركة السلفية الاصولية اليوم .. لقد أعمل الرواد الفكر بعمق ووعي وعقلانية لتحديث وعصرنة المفاهيم الاسلامية . ولم يستهدفوا نشر الاسلام بالقوة , بل تحويله الى رافعة تحمل المجتمعات العربية والاسلامية , في سبيل تمكينها من مواجهة التحديات في كافة الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.لقد وعى هؤلاء الرواد مثلا قضية المرأة واسهموا فعلا في تحريرها , وشجعوا مشاركتها الفعالة في مختلف مناحي الحياة , ودافعوا عن حرية الرأي والرأي الاخر.. أما الاصولية السلفية اليوم فهي تستهدف تقييد حركة المجتمع وجعله أسير الماضي .. وللاسف ليس الماضي المضئ المشرق. وتسعى بأسم الاسلام لتمزيق نسيج المجتمع الواحد وملاحقة الاخر بسبب انتمائه الديني أو حتى المذهبي والطائفي , فالحركة الاصولية السلفية واقصد بها الاسلام السياسي تقدم اليوم برنامجا ناجزا للخراب العام وبالتالي الى الغاء دور المجتمع(18). ان الموقف السلفي المتخلف من التراث كان ولما يزل من أبرز العوائق دون وصول تراثنا حتى اليوم الى المكانة التي يستحقهافي حركة الفكرالمعاصر... وهذا يضع على عاتق المثقفين الديمقراطيين والتقدميين مهمة رفع الاضطهاد التاريخي عن تراثنا سواء ذلك الاضطهاد الذي لحق به في ظروف الارهاب الفكري الظلامي في مراحل من التاريخ العربي والاسلامي أو في ظروف قمع الاستشراق الغربي له ومحاولات طمسه أو تشويهه., هذا الاضطهاد الذي يعاد انتاجه من جديد اليوم من قبل قوى التخلف والظلام, والعمل الجاد الواعي لاعادة الاعتبار لما هو حي بالفعل من عناصره وكشف الصلة المطموسة فيه بين ماضينا والحاضر لاثبات الاصالة في ثقافتنا الوطنية المعاصرة(19)
-
- الهوامش
- 1- ماركس-انجلس- البيان الشيوعي نقلا عن النهج ص 188
- 2- الطريق العدد2 2001 ص109
- 3- مصدر سابق ص110
- 4- ك ماركس وف انجلز – الايديولوجية الالمانية منشوره عند اريك فروم( مفهوم الانسان عند ماركس ص26
- 5- مقدمة الاسهام في نقد الاقتصاد السياسي ماركس- انجلز- نقلا عن اريك فروم- مصدر سابق
- 6- الطريق –مصدر سابق ص104
- 7- الفلسفة والعملية الثورية-دار التقدم – ص288
- 8- نحو تجديد المشروع الاشتراكي-دار الفارابي-ص54
- 9- مصدر سابق ص55
- 10-رالف ميليباند- الاشتراكية لعصر ضحاك-دار المدى- ص245
- 11- كريم مروه النهج عدد-62- ص12
- 12- الطريق العدد-1 لعام 79 –النزعات الماديه-ج 1 ص28
- 13- مرجع سابق ص24
- 14- حوار مع حسين مروه- دار الفارابي ص188
- 15- جواد علي – الفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام- ج1- المقدمه
- 16- مصدر سابق –ص356
- 17- انيس صايغ تطور المفهوم القومي دار الطليعة ص11
- 18- النهج عدد-62 ص300
- 19- مصدر سابق ص177



#رسميه_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية ودورها المعوق لعملية التحول الديمقراطي
- العنف القانوني ضد المرأة ودور التشريع المدني في حمايتها
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي/ حاجة شعبية أم ...
- المرأة العراقية والدستور الجديد
- العولمة الرأسمالية تنين ذو مئة رأس - رسملة المنظمات الجماهير ...
- المرأة العاملة ركيزة تحرر في عصر العولمة
- المرأة العراقية والتجربة الانتخابية
- مشاركة المرأة في العملية الانتخابية خطوة على طريق تطورها الا ...
- تجديد اليسار والاشتراكية وافاقهما المستقبلية
- أزمة القوى اليسارية والديمقراطية وعلاقتها بالتجربة الاشتراكي ...
- لا لتطبيع مع اسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني واستقرار ...
- موضوعات للنقاش بشأن مشاركة المرأة في عملية التنمية
- الحزب الشيوعي العراقي وقضية تحرير المرأة
- الاسلام السياسي الاصولي كنقيض للحداثة والتطور والديمقراطية
- اقصاء المرأة من الحياة السياسية هل هو اسلام أم تأسلم
- جدوى واهمية التنظيم النسوي
- العلاقة الجدلية بين الثقافة والسياسة
- فهد وتربية الملاكات الحزبية


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رسميه محمد - الصراع الفكري واشكالياته الراهنة