أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - قاسم علوان - زيارة الى إيران.... (1) قبل الوصول الى طهران وميدان إنقلاب...















المزيد.....

زيارة الى إيران.... (1) قبل الوصول الى طهران وميدان إنقلاب...


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 12:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


خوزستان الجنوبية
الأخبار / قاسم علوان
ميدان (إنقلاب...) هذا هو أسم أهم ساحة رئيسية أو مفترق طرق على شارع الجمهورية في العاصمة الإيرانية طهران، الميدان الذي شهدت ثورتهم العارمة في نهاية السبعينات التي اسقطت أقوى نظام سياسي قمعي في المنطقة، ميدان (إنقلاب) القريب من مداخل جامعة طهران، حاضنة تلك الثورة العاصفة في تلك الأيام، وما تلاها من أحداث مهمة غيرت ثوابت سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ المنطقة ككل... لا بل في العالم أجمع.... الثورة التي أعادت الى الأذهان صورة الثورات (الجماهيرية) الكبيرة التي أزدهرت في القرون القريبة الماضية وغيرت وجه اوربا.... لذا فهي تستحق تسمية أدق من المفهوم السياسي الشائع لـ (الأنقلاب) في لغتنا العربية على الأقل، أو وفق المعايير (النظرية) للثورات السياسية ومقترباتها التالية أو مؤثراتها الملموسة، أو كما هو معروف ما خلفته تلك الثورات بعدها من آثار وخراب.. وربما دمار واسع... لذا لم يكن مفاجئا لنا عندما شاهدنا ما عرضه أحد رسامي مدينة طهران في واجهة مشغله الذي يطل على تلك الساحة، لصورتين متجاورتين لكل من الأمام علي بن أبي طالب (ع) وأخرى للثائر الأرجنتيني تشي غيفارا.....!!!
لقد تسنى لنا مؤخرا وبشكل غير مخطط له ابدا، وبفعل الصدفة المحض زيارة إيران.. الجمهورية الإسلامية الأولى في العالم... وذلك من مداخلها الجنوبية الغربية وتحديدا من مدينة الأحواز ذات الأغلبية العربية... بعد أن كانت نيتنا باتجاه دولة الأمارات العربية عبر مطار الأحواز... غير أن هذه الرحلة لم تتم بذلك الاتجاه لأسباب فنية جائت في النهاية لصالحنا، فغيرنا اتجاه بوصلتنا باتجاه الداخل الإيراني حيث كنا قد حصلنا على تأشيرة دخول فاعلة لمدة ثلاث شهور... لذا سنبدأ تقريرنا هذا من بداية الرحلة تلك داخل إيران بإتجاه (ميدان إنقلاب) في طهران أو كما نسميها بالعربية ساحة الثورة ولنمر أيضا في رحلتنا هذه بمدن إيرانية مهمة أخرى سنتطرق لها فيما بعد...
مدينة الأحواز مركز إقليم خوزستان الجنوبي، وهذه المدينة مقارنة بالمدن الإيرانية الأخرى يعتريها شيئا من الأهمال الواضح في النواحي العمرانية والخدمات البلدية الأخرى، ولكنها قياسا الى المدن العراقية الوسطى والجنوبية في الوقت الحاضر، تعتبر الأحواز مدينة عصرية متطورة بكل المقاييس (العراقية...) على الأقل لا يوجد فيها (حواسم.. يديرون فعالياتهم بشكل متواصل ودؤوب طيلة السنوات الثلاثة الماضية من عمر التغيير السياسي الذي حصل في حياتنا....!!!) هذا ما يخص مدينة الأحواز فقط.. أما مدن الأقليم الأخرى مثل ميناء مدينة عبادان التي كان يطلق عليها (درة الخليج) فيما سبق.. قبل حرب الخليج الأولى، والتي نالها جزءا كبيرا من خراب وتدمير الحرب تلك، فقد هجرها اغلب سكانها باتجاه مدن اخرى بعيدة عن الحدود مع العراق في سنوات الحرب وما تلاها، فظلت كما هي الآن مدينة مخربة شبه مهجورة، ففقدت ما كانت تتمتع به من أهمية بحرية وحضارية في الوقت الحاضر، وهذا ما ينطبق على مدينة المحمرة أيضا والتي لم يتسنى لنا أن نمر بها لكن أخبرنا بذلك بعض سكانها الذين ألتقينا بهم في الأحواز...
هنالك توجه يبدو مقصودا وواضحا بما لا يقبل الشك من قبل السياسة المركزية للدولة الإيرانية.. سواء في زمن نظام الشاه أو نظام الجمهورية الإسلامية... بإهمال جانب الموروث الثقافي العربي لسكان الإقليم بشكل عام، وذلك في منع أو تحريم أستعمال اللغة العربية بشكل علني في اللافتات والتسميات الأعلانية والدالات الأخرى، بل وكل انواع الكتابة والمخاطبات بمختلف أنواعها بما فيها الشعارات الدينية ذات الانتشار الواسع على الطرق الداخلية منها والخارجية بشكل نهائي ومطلق، ليس في جميع أنحاء هذا الأقليم فقط بل في جميع أنحاء إيران من شمالها الى جنوبها وكذلك من شرقها الى غربها، مثلا الكتابات التوضيحية في المتاحف والمناطق الأثرية والسياحية، وهي ما أكثرها في بلد كبير وغني بذلك التراث وأنواع الموروث مثل إيران والتي سنأتي على ذكر تفاصيلها في تقاريرنا اللاحقة، فتلك الكتابات اما باللغة الفارسية فقط، أو يضاف لها أحيانا اللغة الأنجليزية....!!
كل هذا (الجفاء) رغم التقارب الثقافي عميق الجذور فيما يخص مصادر الثقافة الدينية والأدبية المشتركة لقرون عديدة من الزمن بين الثقافتين العربية والفارسية...!! لكن يبدو أن (العداء السابق) بين الأنظمة العربية... والدولة الفارسية بشكل عام.. أو (حرب صدام) الطويلة ضد إيران فيما بعد تركت اثرها السياسي والثقافي في هذا الشأن كموقف وممارسة من اللغة والثقافة العربيتين.....!! وربما هناك أسباب (سياسية) اخرى لكن هذا ليس موضوعنا... الدالة الوحيدة على الجذر العربي لهذا الأقليم فقط هي لغة ولهجة أبناء المنطقة التي تميزهم عن غيرهم التي يستعملونها مع الزوار القادمين من الجوار العراقي أو الخليجي القريب..
وربما هذا التوجه هو الذي خلق او حفز لتوجهات (سياسية) جديدة لا زالت غير معلنة باتجاه (عروبي شوفيني) مرة...!!! وأخرى باتجاه (إسلامي أصولي سني) عند البعض من سكان الأقليم العرب المعروفين بـ (تشيعهم)، كما أسرّ لنا بذلك بعض من مضيفينا العرب العراقيين المقيمين منذ سنوات في مدينة الأحواز، ومن المطلعين على بواطن الأمور... وقد أجمع أكثر من مصدر ممن ألتقينا بهم ونعتبرهم (رواة ثقاة) في أقوالهم، بل أضاف بعضهم بثقة عالية.. بأن البعض من اولئك (العرب...) لا زال يرفع صورة (صدام حسين) على جدران منزله...! وأن البعض منهم يتلقون الدعم المالي والمادي من بعض الجهات (العربية الخليجية...!) وللأمانة (كما أضاف ذلك البعض من مصادرنا الموثوقة) بأن تلك الجهات الخليجية غير حكومية...!! وأن السلطات الإيرانية على علم بذلك النشاط وتوجهاته السياسية المضادة...!! لكن عدم تحركها السياسي (القمعي) أو ما يشابهه بوجه تلك الاتجاهات غير مفهوم الى حد هذه اللحظة.. حتى بالنسبة لمصادرنا التي اسرت لنا بذلك، ربما يعزيه البعض الى هامش الحرية السياسية الذي توفره أحيانا السلطات الإيرانية القائمة...فقد ربط البعض بين تلك (التوجهات أو التكوينات السياسية) الجديدة التي لازالت في طور الكتمان.. والتي يربط البعض بينها وبين تنظيمات القاعدة....!!! فالتفجيرات التي حدثت في مدينة الأحواز في الأشهر الأخيرة غير بعيدة الصلة بذلك (تفجير عبوة ناسفة في أحد المصارف الحكومية والتي شاهدنا آثارها عن قرب) حيث اتهمت السلطات الإيرانية بسرعة في وقتها (قوات الاحتلال البريطانية) في مدينة البصرة بتدبير تلك التفجيرات، ردا على اتهامات الأخيرة لحكومة إيران بالتدخل في الشأن العراقي بشكل عام ....!!
من المظاهر الواضحة في الحياة (العصرية) الإيرانية المنع الرسمي المعلن لغاية هذه اللحظة لاستعمال اجهزة استقبال القنوات الفضائية العالمية (الستلايت) رغم انتشارها وتوزيعها سرا في جميع البيوت والفنادق والأماكن الأخرى، وغض الطرف (المرغم) كما يبدو للسلطات عن ذلك الانتشار.. وهذا ما قاله لنا سائقنا العربي الأحوازي الذي اقلنا من مركز المدينة الى مطارها باتجاه تتمة رحلتنا نحو العاصمة طهران... وأضاف أنه يملك واحدا منها.. ومن المظاهر (العصرية) الأخرى الاستثنائية التي تشترك فيها مدينة الأحواز مع المدن الإيرانية الأخرى التي زرناها فيما بعد هي الحضور الملموس والواسع للمرأة الإيرانية بشكل عام في الحياة العامة (الشارع أو السوق فقط...) صحيح انه ليس بالشكل الملموس الذي وجدناه في مدن إيران الأخرى والذي سنشير أليه ونتحدث عنه فيما بعد.. لكنه حضور واسع وملموس نتمناه للمرأة العراقية في الأيام المقبلة...!!
(يتبع..)



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصدق القاضي رءوف محمد رشيد كذبة برزان...؟
- قصة هذه الرواية
- التهجير الطائفي القسري...
- كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم. ...
- عندما أشتعلت الشرارة صبيحة ذلك اليوم الربيعي الجميل
- عاشت فلسطين حرة عربية
- بانتظار الحكومة المقبلة
- فاعلية الاستحقاق الانتخابي والضرورات الأخرى
- الشعر الشعبي العراقي... سيرة
- كافكا وأرسون ويلز في( المحاكمة) سلطة الأدب وسلطة الكتابة
- هل يوحد الأخوة الكورد (الأخوة) الفرقاء العرب...؟
- بونويل رائد السينما السريالية
- لوليتا... الرواية في السينما
- أسطورة شارلي شابلن
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - قاسم علوان - زيارة الى إيران.... (1) قبل الوصول الى طهران وميدان إنقلاب...