أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الجواب عند دمشق!














المزيد.....

الجواب عند دمشق!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 12:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


احتلت إسرائيل قرية "مارون الراس" الحدودية المرتفعة ذات الأهمية الإستراتيجية.. وقد تحتل بعدها مدينة أو بلدة "بنت جبيل" التي يصفها الإسرائيليون، عن عمد، وفي سياق الحرب النفسية، بأنها "عاصمة حزب الله" في الجنوب اللبناني. وأحسب أنَّ الأهمية الإستراتيجية لـ "معركة مارون الراس" تفوق كثيرا الأهمية الإستراتيجية للقرية ذاتها، فإنها علامة ضعف جلية للجيش الإسرائيلي أن يحتل "مارون الراس" بعد أيام عديدة من القتال الضاري، وبعد تكبُّده خسائر كبيرة، وبعد زجِّه في المعركة أفضل ما لديه من جند وسلاح، وبعد استهلاكه لمخزون كبير من قذائفه وقنابله وصورايخه وذخيرته. وعليه من الآن وصاعدا أن يقاتِل وأن يتحمَّل مزيدا من الخسائر البشرية والمادية في سبيل الاحتفاظ باحتلاله للقرية الحدودية الصغيرة، وغيرها. وعليه، أيضا، أن يفاضل بين خيارين أحلاهما مر: أن يغادر مهزوما عسكريا (وسياسيا) أو أن يتوسَّع أكثر فأكثر في احتلاله، مهيِّئا، بالتالي، مزيدا من أسباب هزيمته.

رايس جاءت إلى إسرائيل لتقول لها إن الولايات المتحدة تطلب مزيدا من الحرب الإسرائيلية التي ما عادت، في أهدافها السياسية ـ الإستراتيجية، إسرائيلية، في المقام الأول، فهي، أي الحرب، إسرائيلية في المقام الأول، من الوجهة العسكرية؛ ولكنها تخصُّ إدارة الرئيس بوش، في المقام الأول، لجهة أهدافها السياسية ـ الإستراتيجية.

ولقد شرعت الولايات المتحدة تُظْهِر الحرب الإسرائيلية على أنها امتداد لسياستها هي مذ تأكَّدت أنها أوقعت كلا الخصمين (إسرائيل و"حزب الله") في "أسر موقفه السياسي المبدئي"، فإسرائيل لا تستطيع التوقف عن القتال قبل "الإفراج غير المشروط" عن جندييها الأسيرين لدى الحزب، الذي أكد أن الكون كله، لو اجتمع، لن يتمكَّن من الإفراج عنهما، قبل تلبية إسرائيل لشروطه في هذا الشأن.

ولكن، ماذا ستقول إسرائيل لرايس؟ ستقول لها: سأبذل وسعي لاحتلال "شريط حدودي" يكفي لنشر قوة عسكرية دولية جديدة فيه، لديها من الخواص العسكرية والقتالية والسياسية ما يمكِّنها من درء المخاطر العسكرية لـ "حزب الله" عن الشمال الإسرائيلي، حدودا ومناطق.. سأسلِّم ذاك الشريط إلى تلك القوة، التي تسلِّمه، مستقبلا، إلى جيش لبناني "قوي" و"جديد".. ستقول لها: إذا لم تسرعوا في إقامة ونشر تلك القوة فإنني لن أُغْرِق نفسي بنفسي في المستنقع اللبناني عبر مزيد من التوسع في الاحتلال، ولسوف أُركِّز جهدي العسكري من الآن وصاعدا في حرب التدمير عن بُعْد، والتي قد تتسع إقليميا.

هنا يكمن أصل المشكلة، فهل من حل؟ القوة الدولية لن تأتي، إذا ما قامت وأتت، لتُقاتِل، عن الجيش الإسرائيلي الذي سلَّمها "الشريط الحدودي"، "حزب الله". ستأتي بَعْد، وعبر، "إنهاء سياسي" للحرب والقتال.

ومن أجل ذلك، لا بدَّ أولا من حل دولي مؤقت لمشكلة "مزارع شبعا"، تنتهي بموجبه السيطرة العسكرية الإسرائيلية عليها؛ ولكن من غير شملها، إلى حين، بالسيادة اللبنانية. وقد ينتشر فيها، مؤقتا، جزء من القوة الدولية الجديدة. ولا بدَّ، أيضا، من حل مشكلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت بما يسمح للحكومة اللبنانية بالتوصل، عبر وسيط دولي، إلى حل لمشكلة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى "حزب الله"، يقوم على تبادل للأسرى، لا يشتمل على أسرى فلسطينيين.

ويكفي أن يقبل "حزب الله" حلا كهذا حتى يستوفي شروط معاملته على أنه "ميليشيا" يمكن ويجب حل مشكلتها من خلال استكمال تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559.

أمَّا سورية فخيارها إنَّما هو الآتي: أن تلتزم لدى صُنَّاع الحل الدوليين منع السلاح والذخيرة من الوصول إلى "حزب الله" عبر حدودها مع لبنان، أو أن تنتشر القوة الدولية الجديدة على حدود لبنان مع سورية.

لقد وقفت إيران من غزو أفغانستان والعراق واحتلالهما مواقف جعلت الحرب هناك تجري بما تشتهي المصالح والأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة. والآن، يراد لـ "محور عربي" أن يقف من الحرب الإسرائيلية في لبنان مواقف تسمح للولايات المتحدة بالنيل من القوة الإيرانية المتنامية.

هل تنضم دمشق إلى "المحور العربي" أم تظل على استمساكها بالتحالف مع إيران و"حزب الله"، مُسْتَرْخِصَةً، بالتالي، خيار "الانضمام إلى المقاومة"، أي مُفضِّلةً خيار "التوسُّع الإقليمي لحرب لبنان"؟ سؤال لن تجيب عنه دمشق قبل أن تفاضِل بين "الثمنين"، أي قبل أن تعرف الثمن الذي يمكن أن يُدْفَع لها من أجل المساهمة في تحويل "حزب الله" من "مقاومة" إلى "ميليشيا"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الجواب عند دمشق!