أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون















المزيد.....

إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعتبر التفوق في الحرب النفسية، والإعلامية، ربّما، نصف الطريق، نحو حسم المعركة العسكرية، في أرض أية معركة. ومن هنا، تحرص كثير من الدول، التي تخوض حرباً ما، على إدارة الحرب الإعلامية، بنفس الفاعلية، والقدرة، والمهارة التي تدير بها حربها الميدانية. وكان "جنرالات الإعلام"، في بعض الحروب، أكثر حضوراً، وشهرة، من جنرالات الميدان، الذين كانوا يكتفون بالأوسمة، والنياشين والترقيات، ويقودون الجنود، ويوجهون المعركة، في ساح القتال. ولا حاجة هنا لذكر اسم غوبلز، وسعيد الصحاف، وأحمد سعيد، كعّنات بارزة لجنرالات الإعلام، الذين حُفرت أسماؤهم، في ذواكر الناس، أكثر من قادة تلك الحروب، بالذات.

ولقد أدركت إسرائيل، وبسبب نزعتها الحربية، والعدوانية المتأصلة، ومنذ نشأتها، أهمية هذا العامل الاستراتيجي التعبوي الهام، في بناء دولتها، وبسط نفوذها. وعمدت، وعبر سلسلة طويلة من المذابح، والمجازر، والاعتداءات، والاستعراض الغاشم للقوة، على خلق نزعة التفوق والسيادة، وزرع الخوف، والرعب من قوتها الأسطورية الطاغية، في نفوس الآخرين، تمهيداً لهزيمتهم نفسياً، وعند ذلك ستكون الهزيمة العسكرية، تحصيل حاصل. وهذا للأسف، ما حدث عبر عقود، من ممارسة الخوف، والرعب من النسر الإسرائيلي الجارح، الذي أظهرت صواريخ حزب الله، أنه ليس أكثر من مجرد قط من ورق. وحققت بفعل تلك السطوة الإعلامية، وبمن تبناها، وروج لها، ريادتها الإقليمية عسكرياً، وظلت تتصرف، على الدوام، كهراوة مشرعة، في وجه كل من يتجرأ ويقول لها: لا.

إلا أنه، وفي المواجهات الأخيرة، وللمرة الأولى، ربّما، في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، يتذوق فيها سكان إسرائيل، ومعهم جنرالاتهم القتلة، طعم رد الصفعة، بصفعة أكثر شدة، وإيلاماً، وباتوا يعرفون معنى الخوف الحقيقي. فقد ظل سكان إسرائيل، بعيدين تماماً، عن أهوال الحروب، وويلاتها. وكانت حروبهم دائماً تقع في أراضي الآخرين، وظلّ الخوف، ومضاعفاته، مجهولاً بالنسبة لهم، بل حكراً، على سكان القرى الحدودية، والضفة، والقطاع، وسكان المخيماتً. وهاهم، ولأول مرة، يجربون الخوف، والأرق، والرعب الذي كان يبثه خرق جدار الصوت، وإلقاء الصواريخ، والقنابل المحرمة دولياً، على رؤوس النساء، والأطفال. وكانت الحرب، تمثل، بالنسبة لهم، ترفاً إخبارياً، في ذيل النشرات، ولا يصلهم منها، إلاّ ما تبثه وكالات الأنباء الموجهة، والصحافة المفلترة، التي تصنع الرأي العام وتوجهه.

وتتحدث، الآن، تقارير صحفية كثيرة، عن حالات هلع، وخوف، وقلق، ومشاعر طاغية لمصير مجهول، باتت تسيطر على سكان المستوطنات، والمدن الشمالية، ولأول مرة، في تاريخ الدولة العبرية القصير. وأن هاجس الموت المفاجئ، والقادم من السماء، قد بات يسيطر على الجميع، بما فيهم سكان تل أبيب، والمستوطنات الجنوبية البعيدة. وأما المدن والمستوطنات الشمالية، فقد أصبحت مدن أشباح، تصفر فيها الرياح، وتسكنها الأرواح، واختفت منها، تقريباً، كافة مظاهر الحياة الطبيعية، والعادية. وأن هناك أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، بدأت تطفو للسطح، وتعطلاً شبه تام لإدارات الدولة، وعمّالاً بلا أعمال، وحالات تململ عام، من هذه الأوضاع، التي خلقتها صواريخ حزب الله التي لو استمرت فقد تخلق انهياراً عاماً، وهذا ما يكذب كل ما يختلقه كتبة السلاطين، من مزاعم، وكذب، وتجن، وافتراء، وادعاءات.

إعلام الهزيمة والعار، والذي يحاول أن يدير المعركة، الآن، عبر عرفائه، وخفرائه، وكتبة المحاضر و"الظبوط" فيه، الذين يـُلقنون حتى بـ"التشكيل"، والفواصل، وهمزات القطع والوصل من الأسياد، وحيث لا وجود لجنرالات إعلام حقيقيين، يحاول أن يقول اركعوا أمام جبروت الصهاينة، وبأنه لا قوة تستطيع أن تهزمهم، أو تتجرأ على صد العربدة، والعدوان، والوقوف منه موقف الند للند. لأن ذلك سينمي ثقافة التحدي، والرفض، والمواجهة التي ستطيح، في النهاية، بهم وبعروشهم، وهذا أخشى ما يخشونه، وأسوأ كابوس يمكن تخيله. تلك الحالة، ولا شك، ستولد ثقافة جديدة، تعني فيما تعنبه، أنه الممكن استنساخ أكثر من "طبعة" إقليمية من "أحزاب لله"، وفي غير مكان، من هذه الأصقاع المطواعة الجرباء. "أحزاب أللاوية" تتمرد على ثقافة "الطاعة والقطعان"، ولا تقبل بأن تتلقي الصفعات، دون أن تردها في الحال، لتكتب بذلك معادلات إقليمية جديدة، ومرعبة على غير صعيد، وهنا مكمن الخطورة، والهلع، والفزع الرسمي العام.

بعض من فلاسفة العربان، وأسيادهم، وممن استهوتهم لعبة الخنوع، والركوع، والاستزلام، والفرار الدائم كالنعامات، استكثروا على الآخرين، لا بل حرّموا عليهم، بآن، الإحساس، والتنعم بذاك الشعور المفعم بعبق الحرية، والكرامة، والفَخـَار. فما كان منهم، إلا أن أدانوا وقفة العز، والإباء، وأعطوا الضوء الأخضر لهذا الإفراط الجنوني في استخدام القوة من جانب إسرائيل، التي اعتادت أن تجرّعهم حنظل الذل، والسجود أمام بساطير جنرالات الاحتلال القتلة والتمسح، والتبرك بها، والتي يبدو أنهم استمرؤوها، واستأنسوا بها، على أية حال. لقد استهوتهم لعبة القط والفأر، التي ما فتئ ساسة الأعراب يلعبوها، من زمان، وارتضوا لأنفسهم، دوماً، أن يمارسوا فيها دور الفئران المرعوبة، التي تنزوي في الجحور، والأوكار، عند أول طلقة، وعندما يحدث أي نزال.

نعم، لقد أسقطت صواريخ حزب الله، المعادلة الإقليمية القديمة القائمة، والتي كانت تضبط، بنمطية معهودة، إيقاع الحياة السياسية، حتى الآن، والتي كانت تقتضي أن تضرب إسرائيل دائماً،، وتدار لها الخد الأخرى، إن لم يكن "شيئاً" آخراً، أيضاً. ولقد نسي النظام الرسمي العربي إن التاريخ المهادن، المساوم، الذي لا يكتب بالدماء يطويه النسيان، وتبتلعه الأحداث الجسام، المصبغة بلون الدماء.

المدهش في هذه الحرب، ان أمريكا، التي تجر أذيال الخيبة، والمرارة والاندحار في العراق، تفرح أكثر من غيرها، وأصبحت تنتصر بإسرائيل هذه المرة، لكي تسترد شيئاً من عنفوانها، وكبريائها، وهيبتها، التي مرّغت بالوحل، والأوساخ في أرض السواد.

لو خسر حزب الله المعركة الميدانية، كلياً، واختفى من الوجود، ولا سمح الله، فإنه سيكون قد فتح، ولا شك، تلك الثغرة في جدار الخوف العربي من إسرائيل، وأسقط حاجز الوهم الخرافي، وهذا وحده، ربما، سر هذا الجنون الإسرائيلي الكبير، وبعيداً عن سائر التحليلات الأخرى المعروفة. هذه الثغرة التي ستكبر، يوما بعد آخر، حتى ينهار هذا الجدار، في نهاية المطاف، وليذهب معه، وإلى الجحيم، وإلى الأبد، كل عرفاء الإعلام المفترين، ومعهم أيضاً، جنرالات الميدان المعتدين.

ومهما يكن من أمر" فإن حزب الله هم الغالبون". صدق الله العلي العظيم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال
- نهاية التاريخ العربي
- المونديال وهزيمة الذات
- الديمقراطية العلمانية
- غربة الفكر العظيم
- الزرقاوي: نهاية الأسطورة
- مسلسل النكسات القومية
- أصنام المعارضة السورية
- نعوات بدون عزاء
- ميشيل كيلو: طرق المحرمات
- ديمقراطية الطوائف
- الدهاء السياسي، واللعب على المتناقضات
- الاستخفاف بالداخل


المزيد.....




- الإمارات تعلق على قرار محكمة العدل الدولية بشأن زيادة دخول ا ...
- لجنة التحقيق الروسية: منفذو هجوم -كروكوس- الإرهابي كانوا متو ...
- إسرائيل ترد على تقرير أممي حذر من -مجاعة وشيكة- في غزة
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدل مثير- أشعله نظيره الإسباني في ...
- الخارجية الفلسطينية تدين المجاملات الدولية لإسرائيل ورفضها ا ...
- مركز الفلك الدولي يكشف موعد عيد الفطر فلكيا
- السلطات الفرنسية تخلي 3 مدارس بسبب تهديد بوجود متفجرات
- شاحنة إسمنت تصطدم بحافلة مدرسية تقل أكثر من 40 طفلا في حادث ...
- محكمة يونانية تصدر قرارها بأشهر فضيحة جنسية هزت البلاد
- -حماس- والجهاد - تؤكدان رفض أي مشاريع سياسية أو خطوات تخلق و ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون