أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد جبر الواسطي - المهرجانات العربيّة ثقافيّة أم تجاريّة؟















المزيد.....

المهرجانات العربيّة ثقافيّة أم تجاريّة؟


حميد جبر الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:28
المحور: المجتمع المدني
    


بْسمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن اٌلرَّحيمِ- عنوان المقال هو في الحقيقة سؤال للأستاذ عادل محمود من العرب اليوم الأردنية. أمَّا بَعْدُ، بمقتضى سؤالكم: المهرجانات العربيّة ثقافيّة أم تجاريّة؟ أقول قد تكون ثقافيّة أو تجاريّة، ولكن الأهم من هذه وتلك، أنها في أغلَبِ الأحيان، دعائيّة أو دينيّة (مع أو ضد الدِين) أو سياسيّة أو محاولات لشراء ذمم، وأشياء أخرى! ولكن تبقى من جهة أخرى، لإستعراض البراعة والإبداع في الفنون المتنوعة، مالم يسقط أو تسقط في حبائلها! وأنا أرى بأن المهرجانات قد تكون ملائمة (وبغض النظر في توافقها مع الأخلاق من عدمه) للفنانيّن والفنانات إذا كانت للغناء أو للرقص مثلاً لأن كلتاهما وفي الأغلب لايحملان رسالة ساميّة بإستثناء مجالات محدودة في الغناء والموسيقى المحترمة والداعيَّة للمعنويّة والأخلاق وليس عكسهما وينطبق ذلك على الممثلِّين والمُمثِّلات أيضاً، فضلاً عن أن المهرجانات العربيّة المُجَهَّزة لأغراض مثل الغناء والرقص وعرض الأزياء وإختيار مَلِكَة الجمال وقياس الخصر والأرداف وهَلُمَّ جَرَّا، عادة ماتكون دعوات البعض من قبل أو بدعم وبإشراف بعض المسؤولين في السلطة والأثرياء وجهات أخرى لغرض حضورهم أو حضورهن بغطاء رسمي!! أي أن وزارة الثقافة و (الإعلام) هي التي ترشح أسماء المَدْعُوِّين والمَدْعُوَّات وبالتنسيق مع السفارات في الخارج! ولكن هناك قوائم وأسماء تُفرض على الوزارة من قبل جهات عليا( بعض الملوك وعوائلهم، والرؤساء وعوائلهم، والأمراء وعوائلهم، فضلاً عن أصدقاء وزير الثقافة من الأثرياء أو المصالح المشتركة) في الدولة الراعيّة للمهرجان، إلا أن هؤلاء الداعين الخصوصيين قد يتورَّطون بعلاقات تنقلب عليهم كوسائل إبتزاز وتهدد كيانهم الوظيفي والشخصي وفي أي وقت تشاء الجهات العالميّة التي تستطيع من تجنيد بعض الجميلات جداً وآخرين لأغراض مزدوجة! ومن جهة أخرى، أنا لا أرى المهرجانات العربيّة مناسبة للشعراء إلا إذا كانت المِنصَّة غير رسميّة (ولكن لايُقصد من ذلك المِنصَّة في المجالات الأكاديميّة لمنتسبيها والمسابقات المدرسيّة وماشابه ذلك)، فالشاعِر يحمل مَوْهِبَة عظيمة وهي أمانة وعندما يطلق الشعِر وهو زُبْدَة اللَبَن بل و رُوح الكَلاَم، فأمَّا أن يكون له وأمَّا عليه، والتأريخ يسجل الشعِر والشعراء، وكما أن كثيرمن الخطباء والكّتاب يستندون ويسندون أقوالهم وكتاباتهم على آيات من كتاب الله القرآن الكريم وأحياناً ببيت أوأكثرمن الأبيات الشِعريّة، فعادة ماتتضمن الكتابات على عبارة كما قال (الشاعِر) ...، والخطباء ومنهم الخطيب الشحشح علي بن أبي طالب عليه السلام، فكثيراً ماكان يستند ويسند أقواله على آيات من القرآن الكريم ولكن أحياناً وكما في خطبتهِ الشقشقيّة: .. فأدلَى بها إلى فُلانٍ بَعْدَهُ ،(ثُمَّ تمَثَّلَ بقول الأعشى):

شتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا *** وَيَوْمُ حَيَّانَ أخِي جَابرِ

وتبيان الشيخ محمد عبده في نهج البلاغة، لهذا البيت: الكور بالضم الرحل أو هو مع أدانه، والضمير راجع إلى الناقة المذكورة (نسبة إلى قول عليّ عليه السلام في بعض الخُطْبَة: .. فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنقَ لها خرَمَ وإن أسْلَسَ لهَا تقحَّم.) (الصعبة: هي الناقة من الإبل ماليست بذلول). وفي الأبيات قيل في قوله:

وقد أسل الهم إذ يعتري *** بجسرة دوسرة عاقر

والجسر العظيم من الإبل. والدوسرة الناقة الضخمة. وحيان كان سيداً في بني حنيفة مُطاعاً فيهم وكان ذا حظوة عند ملوك فارس وله نعمة واسعة ورفاهية وافرة وكان الأعشى ينادمه، والأعشى هذا هو الأعشى الكبير أعشى قيس وهو أبو بصير ميمون إبن قيس إبن جندل. وأوصل القصيدة:

علقم ما أنت إلى عامر *** الناقض الأوتار والواتر

وجابر أخو حيان أصغر منه، ومعنى البيت أن فرقاً بعيداً بين يومه في سفره وهو على كور ناقته وبين يوم حيان في رفاهيته فان الأول كثير العناء شديد الشقاء والثاني وافر النعيم وافي الراحة يتلو هذا البيت أبيات منها:

في مجدل شيد بنيانه *** يزل عنه ظفر الطائر
مايجعل الجد الظنون الذي *** جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ماطما *** يقذف بالبوصي والماهر

(المجدل كمنبر القصر. والجد بضم أوله البئر القليلة الماء. والظنون البئر لايدري أفيها ماء أم لا. واللجب المراد منه السحاب لاضطرابه وتحركه. والفراتي الفرات. وزيادة الياء للمبالغة. والبوصي ضرب من السفن معرب بوزي والماهر السابح المجيد ووجه تمثل الإمام بالبيت ظاهر بأدنى تأمل، كما فسرها محمد عبده.)

فالشعِر هو روح الكلام، والشاعر يمتلك مَلَكَة ويحمل أمانة كما أسلفت، وأنا أرى بأن واقع حال المهرجانات العربيّة غيرمناسبة له ولمن يحملون رسالة (أمانة) القلم والكلمة، لأنها تُقيِّد أقلامهم وتعقِد ألسنتهم إتجاه مصالح وسياسات الجهات الداعيّة لهم. فالمُفكرين والباحثين والكّتاب والشعراء والصحفيين والإعلاميين الأحرار ومايدخل في نطاق ذلك إذا كانوا خارج السلطة يجب أن لايقبلوا دعوات أو هدايا رسميّة ولاينامون في فنادق مجانية، وتجنب كل مايؤثرعلى حُرِّيَّة الفكر وعرقلة الإبداع الناتجة من إسقاط النفس وعبوديتها للغير عدا الله الخالق بشكل مباشر أوغير مباشر وبإستثناء الجوائز المدرسيّة والمسابقات غير المُسَيَّسة، وأمَّا الجوائز التي تصدر من الدوائر الرسميّة وشبه الرسميّة وكذلك الجوائز الدوليّة الحكوميّة والعالميّة ( كجائزة دولة ما أو المَلِك الفلاني أو الرئيس الفلاني أو الأمير الفلاني) أوالعالميّة (كجائزة نوبل) وغيرها فلابأس لعالِم الأبحاث العلميّة مثل الكيمياء والفيزياء والطب والهندسة ومايدخل في نطاق ذلك ولكنها غير مناسبة للأدباء والمُفكِّرين والفلاسفة والباحثين في المجالات التي تحمل رسالة الدفاع عن الحق والحقيقة والإنسانيّة والأخلاق للأسباب التي ذكرتها آنِفاً، وأيضاً يُستحسن رفضها حتى من قبل أصحاب الأبحاث العلميّة لأن الترشيح لجائزة نوبل مثلاً يصدر من جهات عالميّة يشرف عليها حكماء صَهْيُون، وقبول جائزتهم تستدعي بشكل مباشر أوغير مباشرالسير في فلكهم، وتُقيِّد من حُرِّيَّة أبحاث العلماء أو إحتكارها من قبل قوى خفيَّة كبرى، أو قوة اقليمية أو لدولة أوجهة ما، والصحفيّون و الإعلاميّون وأهل الفكر وأصحاب القلم ومايدخل في نطاقهم إذا كانوا في السلطة، فهنا قبول الدعوات الحكوميّة والحضور لإجتماعات رسميّة والمنام في فنادق مجانيّة يجب أن يكون على أساس الإعتبارات الوظيفيّة ولابأس أن تتعدى إلى حدود صداقات متكافئة مع أن النزاهة يجب أن تكون رائدة في كل مجالات الحياة فإنها قوام الأخلاق و "إنما الأمم بالأخلاق مابقيت .. " بقى أن أقول بأنه ليس من السهل أن يجمع المُفكِّر أوالكّاتب أوالصُحُفيّ بين القلم والسلطة؟ فالجمع بينهما كالذي يجمع مع زوجته ضرَّة، أو يجمع بين عشيقتين! فضلاً عن الصراع الدائم بين العقل والنفس الأمارة بالسوء، وفي أغلبِ الأحيان السلطة تضَعف قوة القلم لأنه هو أوهي في موقع أومِضمار آخر للسباق والغاية هي ترجمة ماكان يكتب أو يكتب الناس إلى أفعال وإذا كان غير ذلك فعندها لا مجال للعودة إلى القلم إذا خرج أو خرجت من السلطة. وفي الختام فأن واقع حال المهرجانات الثقافيّة العربيّة وفي الأغلب هي حبائل للداعِ والمَدْعُوّ أو المَدْعُوَّة، ومصالح ومطامع خاصة، وفئوية واحتكارية.



#حميد_جبر_الواسطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخبُّط بين واشنطن وطهران؛ ورسالةإلى كونداليزارايس
- حقائق غائبة عن الأنتفاضة واللاجئين العراقيين:2
- الفيدرالية الفاسدة
- الائتلاف الدموي أو الموت التصفوي


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد جبر الواسطي - المهرجانات العربيّة ثقافيّة أم تجاريّة؟