أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمر يزبك - صورة عتيقة














المزيد.....

صورة عتيقة


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم تكن الصورة بالجديدة! ولطالما كانت صور الموت في الحروب تتشابه، منذ أن تم تحويل الصورة التلفزيونية أثناء الحروب إلى شهادة امتياز لقدرة المحطات الفضائية على جذب أكبر قدر من المشاهدين والمتابعين. تعزز هذا خصوصاً بعد أن استطاع المشاهد العربي الاستعاضة عن قناة «سي إن إن» العالمية الواسعة الانتشار وعالية الاحتراف، بقنوات بديلة بدأت مع «الجزيرة» وانتهت بالكثير من القنوات الفضائية المميزة، حتى صار المشاهد يحار في تحريك جهاز التحكم لمتابعة الحدث لحظة بلحظة.

ومع ذلك فالصور التي بثتها المحطات الإخبارية العربية للعدوان الإسرائيلي على لبنان لم تكن بالجديدة، إلا بمعنى أنها صُورت أخيراً وتصف وقائع راهنة. هنالك اليوم صورة الأب المفجوع بطفلته، يحملها باكياً أمام عدسات الكاميرا، وشعرها يتهدل مثل خيوط من النايلون في رأس دمية مهشمة، ونصفها السفلي يتأرجح كخرقة بالية. هذه الصورة، الجديدة لأنها بنت هذه الأيام، تكاد تتطابق تماماً مع صورة شهيرة سبق للكاميرا أن التقطتها في مجزرة قانا عام 1996 وصارت عنواناً لتلك المجزرة: أب يحمل طفلتيه، صارخاً، متوجعاً من الألم، متضرعاً إلى الله.

وهذه، تحديداً، هي الصورة التي تُستعاد وتستعاد كلما استعيدت ذكرى تلك الذكرى. صورة اليوم نسخة عن صورة الأمس نفسها، مع فارق أن هذه الأخيرة ليست لطفلة واحدة بل لاثنتين، وأنّ فضاء عرض الصورة الجديدة ضاق عالمياً. فمن الصعب اليوم أن تُعرض صورة الطفلة اللبنانية على قنوات كونية إخبارية مثل «سي إن إن» أو «إن بي سي» أو «فوكس نيوز» أو «بي بي سي»، لأنّ الانحياز إلى إسرائيل ازداد وتعزز، وأيضاً لأن الضمير الغربي صار معتاداً على مثل هذه الصور المأسوية التي تأتيه كل يوم من فلسطين والعراق ولبنان. واخشى أن أقول: هذا الضمير أصابه الملل، بفعل الكثرة والتكرار.

الصور في هذه القنوات تختلف تماماً، لأنها تغطي غالباً المدن والبلدات الإسرائيلية، وتركز على نافذة كُسر زجاجها، أو جدار اخترقه صاروخ الكاتيوشا، أو الحياة في الملاجئ، أو أعمال الدفاع المدني. وهنالك طبعاً موضوعة لا تغيب عن حزمة الصورة على القنوات الغربية، أي أمارات الذعر على وجوه الإسرائيليين، الذين يجري تذكيرنا دائماً أنهم لم يعتادوا كل هذا الخوف، وكل هذا العنف!

هل يعني هذا ان المشاهد الغربي سيكون أمام صورة مختلفة؟ ربما، لكنها أيضاً ليست صورة جديدة، بل هي جزء من نمط مكرور سبق ان تكرر في معظم تغطيات تلك القنوات للحروب التي استهدفت لبنان أو فلسطين. ذلك أن تفاصيل المشهد بأكمله، الصوت والصورة والزاوية والعناوين والتعليقات، تتكرر وتتكرر. وفي غضون هذا ينبغي أن تنجح الجزمة في إبعاد ضمير المشاهد الغربي عن طرح سؤال بسيط حول ما يحدث على الضفة الأخرى من المشهد: كيف يعيش الفلسطيني؟ كيف يموت اللبناني؟

وفي حالات كهذه ترتد الصورة، وتنحط، إلى وظيفتها الابتدائية كما تخيّلها مخترعو البثّ التلفزيوني الأوائل: مجرد خيالات محايدة تدغدغ رغبات المشاهدين، ولا بأس من أن تطلعهم بين حين وآخر على عذابات البشر!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نزار قباني العاشق
- تحت سماء دمشق: اللعب الحافي
- نجوم أمطار الصيف
- كاميرا نوال السعداوي
- غابة اميرتو ايكو
- كاميرا حالمة
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمر يزبك - صورة عتيقة