أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - برهوم جرايسي - الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة















المزيد.....

الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 12:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان وشعبه، تجندت كبرى وسائل الإعلام والكتّاب، صناع الرأي العام في إسرائيل، إلى جانب حكومتهم، لا بل حثوها على تصعيد الحرب وجعلها واسعة وشاملة، وحتى هناك من دعا إلى "انتهاز الفرصة لتصفية الحساب مع سورية وإيران".
وكان واضحا أن المؤسستين العسكرية والسياسية أرادتا بداية ضمان "الجبهة الداخلية" في إسرائيل، بمعنى رأي عام مساند للحرب، وهذه مهمة تولتها كبرى وسائل الإعلام التجارية قبل الرسمية، باستثناء بعض الأصوات، خاصة في صحيفة "هآرتس" ذات الطابع اليساري الصهيوني، التي حذرت من "غرق جديد في الوحل اللبناني".
وليس صدفة أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت خصص جلّ خطابه أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، بعد خمسة أيام من شن الحرب، لمخاطبة الجمهور الإسرائيلي، "ممتدحا" وقوفه إلى جانب الحكومة والجيش، وطالبا المزيد من الدعم لأن "المعركة قد تكون طويلة".
وعلى ما يبدو فإن ما جال في عقول قادة الحرب الإسرائيليين هي حركة الاحتجاج الشعبية الواسعة التي انطلقت في نهاية صيف العام 1982 ضد الحرب في لبنان، وكذلك خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت في نهاية العام 1987.
ولكن ما غاب عن هذه العقول أن حركات الاحتجاج الواسعة هذه انطلقت في لحظة متأخرة، ففي العام 1982، جاءت الحركة الأوسع بعد مرور أكثر من ثلاثة اشهر على الحرب، بعد أن بدأت إسرائيل تعد قتلاها بالعشرات، وبعد مجزرة صبرا وشاتيلا، ففي حينه كانت أصوات قليلة في الشارع اليهودي عارضت الحرب منذ لحظتها الأولى، إلا أن الحركة الأوسع كانت متأخرة، والأمر نفسه سرى على الانتفاضة الشعبية الفلسطينية "الأولى".
وعلمت التجربة أنه عند انطلاق شرارة الحرب تكون الأجواء العامة في اسرائيل متراصة حول "ضرورة الحرب"، وتطغى على هذا أجواء الغطرسة، وأوهام "القضاء على العدو الحاقد".
لقد دخل أولمرت إلى هذه الحرب، والى جانبه "العسكري الصغير"، وزير الحرب عمير بيرتس في أسفل درجات التأييد الشعبي، إلى درجة الاستهزاء بهما كونهما من دون أي رصيد عسكري قيادي، وتنبهت إلى ذلك أكبر صحيفتان، "يديعوت أحرنوت" و"معاريف" اللتان نشرتا معطيات استطلاعين منفصلين، يشيران إلى قفزة عالية في التأييد لكليهما، وبخلاف تام عن استطلاع نشر قبل أسبوع من بدء العدوان، فقد قفز التأييد لأولمرت من 41% إلى 78%، ولعمير بيرتس من 31% إلى 71%.
ومن يقرأ نتائج هذين الاستطلاعين يشعر فمنذ اللحظة الأولى الفبركة الحاصلة، خاصة حين يدعي الاستطلاع أنه يشمل كافة شرائح الجمهور في إسرائيل، ما يعني العرب أيضا الذين يشكلون 18% من المواطنين، وبنفس الوقت يتحدث الاستطلاع عن تأييد للحرب بنسبة 81% بمعنى أن جميع اليهود يؤيدون "الزعيمين" اللذين لمعا فجأة.
وكان واضحا من كل هذا أن الهدف هو رفع المعنويات، إلا أن هذه الزفة الهستيرية في الشارع الاسرائيلي، على ما يبدو، أوشكت على نهايتها، على الأقل من حيث حجمها، فقرع طبول الحرب يتواصل، ولكن هناك بعض "الطبول" أصبحت تترنح وأصواتها تخفت، وهذا ما بتنا نقرأه جيدا، بعد انتهاء الأسبوع الأول للحرب.
ومرة أخرى نتحدث هنا عن أقلام ومحللين بارزين جدا، تؤخذ كتاباتهم بالحسبان في أعلى المستويات السياسية في إسرائيل، وعلى رأسهم كبير المحللين العسكريين زئيف شيف، الذي غنى للحرب حتى بُحّ صوته بسرعة، خلال أيام معدودة، لنقرأ حديثه عن "أخطاء استراتيجية" ترتكبها إسرائيل، "وعلى رأسها" من وجهة نظر شيف، إجبار آلاف اللبنانيين على النزوح من بيوتهم.
ويقول شيف: "مع انتهاء اليوم الثامن للحرب ضد حزب الله لا مفر من الاستنتاج بأن الحرب تتعقد، وأفضل إثبات على هذا هو القرار بطرد جماعي للشيعة من قراهم في جنوب لبنان، فقط لأن حزب الله يخبئ في هذه القرى قذائف، فهذا قرار خاطئ من الناحية الاستراتيجية، وإذا ما بقي القرار على حاله فإنه ستكون المرة الأولى التي بالإمكان الادعاء في ضد إسرائيل بأنها تستخدم ردا عسكريا من دون وضابط".
وفي محاولة للهروب من الخطاب المباشر، يحذر شيف من استمرار المغامرات العسكرية الإسرائيلية، ويركز بالأساس على كبار القادة السابقين في حروب إسرائيل، ويقول: "إن المقترحات المضللة الأخرى (لتوسيع وتصعيد الحرب) تدل على تعقد القتال بسبب المقترحات المتعاظمة من جهات مختلفة، من سياسيين يمينيين، وبالأساس من قادة سابقين في الجيش، ومن بينها الشروع بعملية برية واسعة في لبنان، فمقترحات كهذه ليست مقبولة على القيادة العليا للجيش".
إن ما يقلق إسرائيل الآن هو ظهور شرخ طفيف في ما نراه من تأييد دول القرار في العالم للعدوان الإسرائيلي، إن كان تأييدا صريحا، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، أو خجولا مثل فرنسا وروسيا وما شابه، ويحذر الكثير من المحللين الإسرائيليين، من أن إسرائيل على وشك فقدان هذا الدعم، إذا ما استمرت الحرب لفترة أطول.
ويشير المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ألوف بن، إلى أن الإعلام العالمي بدأ يتغير وأصبح أكثر إنتقاديا لإسرائيل على ضوء المشاهد والصور الواردة من لبنان، بسبب ضرب المدنيين وإخلاء آلاف الأجانب من لبنان.
ويؤكد ألوف بن، المعروف عنه انه ينقل صورا واضحة عما جري في أروقة الحكومة الإسرائيلية، على أن أولمرت بات غارقا في معضلة، استمرار الحرب أو وقفها، فاستمرارها سيورط إسرائيل على المستوى العالمي، وبالتالي الداخلي، ووقفها سيحرج أولمرت أولا على مستوى الشارع الإسرائيلي الذي لا يزال ينشد نشيد الحرب.
في الأيام الأخيرة بدأت إسرائيل تعد عشرات القتلى بين جنود احتلال، وبين مدنيين في داخل البلدات الإسرائيلية، وميزان الدم الرهيب واضح انه يميل لصالح إسرائيل، ففي حين تعد إسرائيل العشرات فإن لبنان يعد المئات، ولكن هذه الإحصائيات المتصاعدة في الشارع الإسرائيلي لها وقع كبير على الرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي على المؤسستين العسكرية والسياسية، لأنها تمس بالأساس في أجواء الغطرسة الإجرامية، وبمكانة "القوة التي لا تقهر".
وليس صدفة أن محللين عسكريين كبار في إسرائيل انتقلوا من الحديث عن "المفاجأة التي أصيب بها حزب الله"، إلى الاعتراف بأن كل الضربات الإسرائيلية لم تسبب تراجعا ملحوظا في قوة الحزب، وينقل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، عن مسؤولين عسكريين قولهم، "بعد ثمانية أيام متعبة، وآلاف الأطنان من القنابل التي سقطت على لبنان، فقد بقي حزب الله نفس الخصم العنيد، الذي عرفناه عند بدء المعركة، وحتى الآن لا يُظهر هذا التنظيم أية مؤشرات انكسار".
الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة وتحدد طبيعة الأسابيع المقبلة علينا، فإن بقي الميزان الدولي على حاله، فإن الحرب فمن الصعب رؤية نهاية هذه الحرب، والعكس بالعكس، ولكن علينا أن لا نستغرب أن تستدعي إسرائيل بنفسها من وراء الكواليس ضغطا دوليا عليها، لتستطيع تفسير وقف الحرب أمام الشارع الإسرائيلي، التي استمرارها سيورط إسرائيل على كافة الأصعد الداخلية قبل الخارجية.
ويكتب المحلل ألوف بن يكتب بوضوح عن أن هذا أحد البدائل أمام أولمرت، ويقول، "إن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس ستأتي إلى المنطقة في الأسبوع القادم، وهذه فرصة جيدة لوقف العملية بذريعة التجاوب مع المطلب الدولي".



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل بين الغطرسة وسقوط الأوهام
- هدف التصعيد أبعد من حماس
- إسرائيل تثأر لإرهابي
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...
- المسموح فقط لاسرائيل
- مقبلون على فترة فراغ سياسي - حسابات أولمرت وتشكيل الحكومة
- الانتخابات البرلمانية تشرذم الخارطة السياسية
- برلمان مشرذم، مكون من 12 كتلة نيابية اسرائيل أمام مرحلة ضباب ...
- الهدف: إبعاد الحديث عن المستوطنات إسرائيل ومسرحية إخلاء بؤرة ...
- قراءة في الأوراق الإنتخابية الإسرائيلية فوز حماس !


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - برهوم جرايسي - الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة