أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - مقاومة المقاومة!!














المزيد.....

مقاومة المقاومة!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما كل هذا الحقد علي المقاومة الوطنية؟ ولماذا كل هذا التشويه والافتراء لمن تسول له نفسه التغريد خارج سرب الانبطاح والتسليم بالأمر الواقع المسكون بالذل والانهزامية والانكسار الوطني؟
أفهم أن تفعل ذلك إسرائيل والإدارة الأمريكية وزعانفهما.. لأن انتهاج المقاومة الوطنية تهديد لمصالحهما وتمرد علي هيمنتهما.. لكن بماذا نفسر أن يتحمس بعض العرب لمقاومة المقاومة.. بل وأن يعتبروا التصدي لكل من يحاول رفع رايات هذه المقاومة معركتهم المقدسة؟
السؤال ليس افتراضياً.. بل إنه تعبير عن واقع الحال الرديء حيث نجد أن حسن نصر الله زعيم "حزب الله" قد أصبح هدفاً للهجوم والتطاول علي يد كل من هب ودب من "عرضحالجية" سياسة السلا الدامس. رغم اعتراف الأمين العام لجامعة الدول العربية. عمرو موسي. بوفاتها بالسكتة الدماغية والقلبية معاً.
فما هو الذنب الذي اقترفه زعيم حزب الله؟
هل استحق الرجل كل هذا الهجوم لأنه تجرأ ورفع إصبعه في وجه إسرائيل؟!
وإذا كان قد فعل ذلك.. فماذا يغضب هؤلاء "العرب" في ذلك؟!
الإجابة المتوافرة لنا - حتي الآن - هي أن حزب الله يقود عدداً من "المغامرين" وشاء بيان الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب أن يفسر هذا التعبير المبتكر فأشار إلي "بعض العناصر والتيارات وانزلاقها إلي قرارات منفردة استغلتها إسرائيل أبشع استغلال لتشن حرباً مسعورة ضد لبنان الشقيق".
وإذا افترضنا حسن النية الكامنة وراء هذا المنطق فإنه يصبح - علي الأقل - شكلاً من أشكال العمي السياسي. أو علي أقل القليل أنه يركز نظرة علي الشجرة ولا يري الغابة في مجملها.
فالصراع لم يبدأ بسبب عملية حزب الله التي أسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين. بل يعلم القاصي والداني أن الصراع سابق علي ذلك لسنوات وعقود. تسبق هذه العملية. بل تسبق نشأة حزب الله نفسه الذي لم يظهر إلي حيز الوجود إلا بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام .1982
وإذن فإن حسن نصر الله لم يكن موجوداً. بل لم يكن قد ولد أصلاً. عندما شنت إسرائيل كثيراً من اعتداءاتها علي العرب.. وهي لم تكن في حاجة إلي ظهوره علي الساحة لكي تواصل اعتداءاتها.
بل العكس هو الصحيح علي طول الخط.. بمعني أن تبجح العدوان الإسرائيلي هو الذي أدي إلي ظهور حزب الله كرد علي اجتياح لبنان فالاحتلال هو الذي يولد المقاومة.
ثم إن حسن نصر الله هو الذي قاد المقاومة الوطنية اللبنانية لتحقيق أحد أعظم الانتصارات العربية النادرة علي الاستعمار الإسرائيلي بإجبارها علي الانسحاب من الجنوب اللبناني عام .2000
وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل علي لبنان حالياً ليست رداً علي أسر جنديين. ولا أحد يمتلك ذرة من العقل يصدق أن دك الجسور وقصف المطارات وضرب الأحياء الآهلة بالسكان ونسف البنية التحتية للبنان - وليس حزب الله فقط - تستهدف تحرير جنديين أسيرين. وإنما المقصود هو إدخال لبنان إلي بيت الطاعة الإسرائيلي والأمريكي وتحقيق ما فشل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 عن تحقيقه منذ 24 عاماً.
وتصورت "المغامرة" الإسرائيلية - الأمريكية الجديدة أن ظروف 2006 أفضل من ظروف 1982. سواء الظروف الدولية أو الإقليمية أو اللبنانية. ولذلك نجد أن الساسة الإسرائيليين لا يتحدثون عن تحرير الأسيرين فقط بل يقولون إنهم يريدون تنفيذ القرار 1559. الذي يعني نزع سلاح حزب الله ومد نفوذ الجيش اللبناني علي جنوب لبنان وإعادة حزب الله إلي ما وراء نهر الليطاني.
ومن المضحك أن تتمسح إسرائيل بالشرعية الدولية وتتشدق بالحديث عن القرار 1559. بينما تضرب بالحذاء. كل قرارات الشرعية الدولية التي تلزمها بالانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب يونيه 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية.. واستهزائها حتي بحكم محكمة العدل الدولية التي أدانت الجدار العازل.
أما اتهام حزب الله باتخاذ قرار "فردي" فإنه أمر مضحك آخر يبعث علي السخرية.
ثم.. هل نتصور أن تقدم حركة تحرر وطني بإفشاء أسرار كفاحها وعملياتها وأن تقول لطوب الأرض ما تنوي أن تفعله ضد العدو؟!
وهل يعتبر قيامها بمثل هذه العمليات "مغامرة"؟
المغامرة ليست وصمة.. وليست عيباً.. وإلا فإن كل حركات التحرر الوطني وحروب الاستقلال كانت مغامرة بالمعني السييء؟
لذلك.. كان الأجدر بهؤلاء العرب الذين يلقون اللوم علي حسن نصر الله وحزب الله - إذا ما حسنت النوايا - أن يساندوا المقاومة اللبنانية سياسياً ومعنوياً ومادياً. حتي إذا كانت هناك أخطاء تكتيكية قد وقعت فيها حركة التحرر الوطني اللبنانية.
وهذا هو ما يحدث في إسرائيل. حيث توجد تعددية حزبية وسياسية حقيقية. وهذه الأحزاب المتعددة لا تتفق كلها مع وجهة نظر أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الحالي ولا تري جميعها أن طريقة إدارته للأزمة هي الأمثل. ومع ذلك فإنها كلها وقفت وراءه طالما أنه دخل المعركة.
لم يفعل العرب المعارضون لخط المقاومة شيئاً من ذلك. بل اندفعوا لكيل الاتهامات السخيفة لأولئك الذين يضحون بحياتهم من أجل الكرامة الوطنية والقومية.
ويكاد هذا السلوك أن يكون تبريراً للعدوان الإسرائيلي.
لكن مما يخفف من الحسرة إزاء هذا الموقف أن نفس السلوك حدث في كل التجارب التحررية. وكثيراً ما كان "العقلاء" - المهادنين لقوات الاحتلال البريطاني - تتهم سعد زغلول مثلاً بأنه "مغامر" يعطي الذريعة للانجليز لتهديد احتلالهم.
هؤلاء "الحكماء" سقطت أسماؤهم من كتب التاريخ.. وبقيت فقط أسماء المغامرية الوطنيين من أمثال أحمد عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول أمس.. وحسن نصر الله غداً.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن نصر الله يستحق اللوم
- -المغامرة - الإسرائيلية الجديدة.. تحلم بنهاية التاريخ وامتلا ...
- يفضلونها -جارية- .. ونريدها -صاحبة جلالة-
- من حق الجماعة الصحفية أن تفرح.. وأن تواصل مسيرة الأحلام
- المساعدات الأمريكية تنتهى عام 2009 .. فما هو البديل .. وهل ق ...
- لماذا يكرهون الصحفيين .. ولا يستغنون عن الصحافة؟!
- مبادرة راجي عنايت
- لماذا يتلذذ -ترزية القوانين- بحبس الصحفيين؟!
- اغتيال مهنة الصحافة
- »شاهد شاف كل حاجة« يعيد فتح ملفات المعونة الأمريكية
- »أربعين مليار« يا أولاد الحلال!!
- وزارة مرفوعة من الخدمة!
- يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!
- هل يستسلم الوزراء لعبث الصغار؟!
- الدكتور حسن سليم يكشف خفايا مفاوضات -المساعدات- الأمريكية
- حسام بدراوي
- نبيل الهلالى
- بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالس ...
- اليوم .. الصحافة فى محكمة الجنايات 2
- غداً .. الصحافة فى محكمة الجنايات


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - مقاومة المقاومة!!