أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟















المزيد.....

ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لبنان ينوس ويتشظى...يغرق في دمه المسفوح ويحبو فوق رماد حرائقه ، متشبثاً بحبه للحياة مستجمعا بقية من رمق، يصرخ بالعرب الأموات...لكن أمة القومية ودعاتها...يريدونه قربانــــــــــاً.
..قدم لبنان منذ ثاني هزيمة لنا مع إسرائيل ما ينيف عن مئة وخمسين ألف ضحية، ناهيك عن آلاف المشوهين والجرحى والمعاقين...أما حسابات الدمار والبناء ثم الدمار والبناء....فليس من يهتم بشانها، رغم أن البعض سيقول، لقد ساهمنا ونساهم بقسط من ذهبنا الأسود لإعمار لبنان، وهذا يكفي كي نثبت حسن نيتنا! ... حقاً يكفي ......ونشكر لكل العرب حسن النوايا...نشكر لكم تفاعلكم أمام الشاشات... في شغفكم بمتابعة الفيلم اللبناني....وربما انهمرت دموع بعضكم تغسل بقية من ضمير.. ..أمام مشهد طفل يحترق ...أو عائلة تفنى..وهي تحاول أن تتلمس طريق النجاة ..... كيف لا نشكرهم جيران لبنان.. وهم يعلنون بكل صراخهم الوطني المعهود..وقوفهم مع ( المقاومة اللبنانية) ويرفعون أعلامها الصفراء..دون أن نرى رمزا لأرزة لبنان...فقد اختصر لبنان تاريخاً وتكويناً... بحزب الله ... شعب لبنان الضحية على مذبح صراع المواقع ، وتثبيت المراكز والغايات...المختزلة وطنيا وعربيا ..لتضيق مساحتها في محاور ...لبنانية المبادرة، وتتسع لتغدو سورية الإخراج ، ثم تنضج على نار إيرانية.. .. وحصاد إسرائيلي أمريكي غزير...
وكي نرى بوضوح ودون مزاودة ..أو عواطف قومية لا تصب إلا في قالب الخسائر المتلاحقة والمتتالية ، والهزائم الغير محسوبة ..علينا أن نقرأ هذا الواقع بعين الفاحص ...
* الدول العربية جميعها ودون استثناء... لا تسعى للحرب ولا تريدها... لماذا ؟ لأنها غير قادرة عليها ..لا عسكريا ولا سياسيا... تسعى فقط للتشبث بكياناتها وسلطاتها...ومكاسبها، لهذا تحافظ على علاقاتها وتوازناتها لتضمن البقاء والاستمرار...أما هدير الإعلام هنا وهناك ..فهو لحفظ ماء الوجه أمام شعوبهم ...وعدم تكالبها عليهم...وكافة أنظمتها تشكو من الضعف السياسي والاقتصادي ...ولا يمكنها أن تتوازن مع قوة إسرائيل ...فسورية من خلال دورها الواضح في الحرب على لبنان، تريد استعادة مواقعها في المنطقة، كما تريد الحفاظ على نظامها المهدد داخليا وعربيا وعالميا، إيران تستخدم سورية للحصول على مكسب بقضيتها النووية ، سواء باللعب بالورقتين العراقية أم اللبنانية عن طريق حزب الله، وبنفس الوقت تدخل كعنصر محرض ومساعد على تحريك الوضع في فلسطين من خلال حماس، وبهذا تتصدر محور الحركة في المنطقة ، وتخطف أي دور يمكن لدولة عربية أن تلعبه أو تتزعمه، كمصر والسعودية، وبهذا تهمش الدور العربي!!
* القضية الفلسطينية ، هي أم القضايا وأساسها في المنطقة ككل ، وعليها يتوقف بقاء الاستبداد والتخلف، كونها المسبب الأول والرئيس في خسارتنا لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.. إلى جانب دولة إسرائيل ، التي وجدت على أرض فلسطين شئنا أم أبينا...وكي نحدد معالم رؤيتنا لحل ضمن المعطيات الواقعية ، لا الخيالية السوريالية..مع دراسة متوازنة لموقع العرب والفلسطينيين ، إلى جانب القدرة الهائلة التي تتمتع بها إسرائيل ، سواء قوتها العسكرية ، أم موقف الدول الكبرى ، التي ترعى بقاءها وتضمن سيطرتها ..ودعمت وتدعم وجودها ..الذي غدا واقعا لا لبس فيه...وكي نكون أكثر واقعية في قراءتنا للموقف ..نضع في اعتبارنا ما يلي:ـــ
• إسرائيل اليوم ..تختلف عن إسرائيل أيام رابين ...أو إسرائيل في الستينات والسبعينات..حين كانت تجري وراء العرب وتسعى وتبرمج للتعايش مع محيطها العربي وترتب بقاءها على أساس قيام سلام يضمن لها العيش مع جيرانها..لم ننس مشروع ( بيريز للشرق الأوسط) .لكنها اليوم أصبحت متيقنة من عدم حاجتها لهذا السلام ...لأنها تصنع سلامها بيدها وكما ترغب وتفرضه على الجوار ، دون خسارات مادية ذات قيمة كبيرة أو خسارة بالأرواح.مقارنة بما يحصل عندنا!!.ودون أي تنازل سياسي...بدأ هذا العد العكسي ، يأخذ مجراه على الواقع منذ بدأ شارون ببناء الجدار العازل والفاصل بين الفلسطيني واليهودي...ومنذ تمددت مشاريع الاستيطان واتسعت رقعتها لتقضم في كل يوم قسماً جديدا من الأراضي الفلسطينية، تمزق من خلال قيامها إمكانية قيام دولة فلسطينية موحدة الأطراف وواضحة الحدود...أي قابلة للعيش إلى جانب هذه القوة الإسرائيلية... وواصلت إسرائيل ترتيباتها بحربها الجديدة على لبنان، لتضمن حدودا آمنة في المستقبل ، الجولان بلعته، وتطرح مشاريع استيطانية جديدة على أرضه، بالإضافة لضمان حدودها مع جارتها صاحبته الأصلية الغارقة في ضعفها، والباحثة عن مكسب هنا وآخر هناك، والتي تقاتله من خلال الشعب اللبناني، فقد صممت على إبعاد أي شبح لخطر يمكنه أن يعكر صفو أمنها، وما حربها المفتوحة على لبنان إلا لتحطيم أي قدرة أو مقاومة يمكن أن تهددها ذات يوم بمباركة أمريكية، وحرج أوربي... فما يجري على ارض لبنان سابقة نادرة، حطمت كل بناه التحتية ، وأرادت معاقبته على ضمه حزب الله بين أبناء شعبه، ويمكنها بتعميق الخلاف واختلاف المواقف من هذه الحرب ، أن تزيد من حدة الصراع بين الأطراف السياسية اللبنانية، بما يهدد وحدة لبنان، ويجر المنطقة بكاملها لتفتيت طائفي لا يحمد عقباه!!! كما تريد من هذه الحرب أن تجني كل الأرباح السياسية على الأرض دون مقابل يحفظ ماء الوجه العربي واللبناني . بالمقـــابــــل نحن كعــــــــرب :ـــ
• مــــــاذا نـــــــريـــــــد ؟ وكيف نتدارك التقصير ونخفف من الخسائر؟ ، وهل يستطيع حزب الله أن يكون لاعباً سياسياً لبنانياً بجدارة يتدارك معها خسارته التي سببها موقفه المتهور هذه المرة ، بعكس موقف الشعب اللبناني منه في الحروب السابقة من أجل التحرير؟ ، بعد أن وصل لبنان لهذا الوضع المأساوي المغلق ، ومعه القضية الفلسطينية، هل يمكننا استعادة كافة الأرض المحتلة ، وقيام دولة فلسطينية؟ وكيف نستطيع؟
• علينا أن نحدد موقفنا بوضوح تام...أنريد الأرض مهما غلى الثمن وارتفعت التضحيات ـــ وأراها مفتوحة بلا حدود ـــ أم نـــــــــــريــــــــــد الإنســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان؟
هذا السؤال أطرحه على المفكرين العرب والقراء ...وهو موضوع مفتوح للنقاش والبحث ، وعلينا أن ندرك مقدار ضعفنا وأسبابه الأساسية ، أنظمة الإستبداد والشمولية القائمة فوق رؤوسنا منذ قيام دولة إسرائيل ، والتي عجزت طيلة ما ينيف عن عقود خمسة عن تحقيق أي بادرة أمل في نصر أو تحرير، رغم شعاراتها القومية والوحدوية، أو الإسلاموية..وقيامها وتسلمها السلطات بأيدي عسكرية ، وبحجة التحرير والتصدي والصمود ...وبنت خطابها السياسي وعبأت الجماهير وحشدتها وجيرتها...لحساباتها الفاشلة والمتناقضة بين القول والفعل، وهذه الأنظمة لا تقيم للمواطن الإنسان دورا أو قيمة ، مما يجعل منه ضحيــــــــــة ومشروع شهيــــــــــد على مذبح بقائها ومخططاتها... كأن يدمر بلد بأكمله من أجل أثمان بخسة ...ومكاسب سلطوية لمواقع سورية وإيرانية في المنطقة..
عندما يكون هدفنا الإنسان وصيانة حياته وكرامته، علينا التضحية ببعض الأرض، خاصة حين لا نملك القدرة على تحريرها أو انتزاعها من مغتصبها ...لا اليوم ولا بالبعد المنظور أو المستقبل البعيد حتى...وأن نتخلص من عقدة الشرف والثأر ، ذات البعد العشائري التي تتحكم بمواقفنا السياسية ، كما هي بمواقفنا الاجتماعية، فهي أشبه بموقف الرجل الشرقي من قضية شرفه عند امرأته أو ابنته.... باعتقادي الشرف هو حماية الإنسان.....وذلك بالبحث عن كيفية ضمان حق هذا الإنسان الفلسطيني واللبناني والعربي عموماً، ضمن المواقف الدولية المنحازة بشكل فج وأعمى لصالح إسرائيل ويتوافق معها سياسيا ، ويعمل لحسابها..لكن علينا أولا ..البحث عن حل ضمن هذا الواقع المتشابك والمربك...وما يتبادر للذهن من أسئلة، هل يمكن لأي مقاومة أن تعيش مع وجود هذا الجدار العازل ، ومع استمرار القتل والتفوق العسكري غير المتكافيء؟
وهل يمكنها أن تحقق نصراً على إسرائيل؟ وتجبرها على التخلي عن سياستها العدوانية ؟
كم من الوقت بعد يحتاج الفلسطيني ليحقق بعضا من سلام ، وليعيش كبقية الشعوب بأمان ودعة ويفكر بمستقبل أبنائه وببناء وطن مهما صغر ، لكنه وطنه ، يحس فيه بالانتماء والاستقرار وتقرير المصير؟؟
كم من الوقت يحتاج لبنان ، ليستمر في دفع ضريبة لفلسطين ولسورية وإيران ولكل السياسات العربية، التي تجعل منه حقلا لخلافاتها وتجاربها السياسية وحروبها القذرة؟ ، ومتى سيتخلص لبنان من محاولات احتوائه ، واللعب بمصيره، دون أن تترك له حرية القرار ضمن توحيد جهود سياسييه في حوار مفتوح يضمن سلامته وأمنه واستقراره أيضا؟
مأساتنا تكمن في أنظمة التخلف والاستبداد، التي جعلتنا نخسر قيمتنا الإنسانية، وبالتالي قيمنا الوطنية، لأن المواطن العبد لا يستطيع تحرير أرض لا يمارس حريته عليها وسيادته ضمن قانون يحميه كفرد وكإنسان ، ويشعر حيالها بالانتماء للوطن فيستميت من أجله وفي سبيله، لكنه لن يفعل من أجل نظام يسومه كل صنوف العذاب والتنكيل والقمع.
أسئلة عديدة يمكن طرحها للحوار والنقاش المفتوح والصريح، غايتنا الحقيقة، والحل العادل، والرؤيا الواقعية لما نحن عليه وإلى ماذا يمكن أن يؤدي؟ ، وكيفية الخروج من المآزق التي عشناها ونعيشها ، وسنورثها لأجيال قادمة، إن لم نبادر لحلها .



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
- تعرفوا على رئيس سورية المستقبل!! هكذا يقدم - الغادري - نفسه ...
- إضاءة على الخطوط المنحنية والمتعرجة، ذات المغزى في صحيفة -ا ...
- هل هناك بوادر لصفقة إيرانية أمريكية، تليها صفقة سورية أمري ...
- نهرع للقاء......ولا نلتقي
- ليبرالية في عالم الاستبداد! ...ردا على المحور الثالث
- نحن والآخر!


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟