أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرية صالح - وتشكو أنهم ذبحوكَ














المزيد.....

وتشكو أنهم ذبحوكَ


فخرية صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


وتشكو أنهم ذبحوكَ
وتئنّ من حمرةِ التراب
بينما ذبحوني قبلكَ ؛ قبلَ أن تشكو وتُسمع أنينك.
تقولُ لي إنهم خطفوني منكَ، أبعدوني عنكَ
كلا، أنتَ الذي لم تق كرامتي ولم تصن كبريائي
رميتني في جبّ أنياب الكواسر
تداورُ وتناورُ ، وهذه اللعبة لم أعرفها لكي أتعلمها

تحتضنُ الودَّ ـ كما تحتضنُ دجلة والفرات
,,,,,,,,,,

بينما يسرحُ فيكَ أعداؤك ويمرحون
أنا المنفية تعاتبني وتجأرُ بصوتكَ سائلاً معاتبا
! لِمَ خطفوني منك
كلاّ هم لم يخطفوني
بل أنا التي هربت إليهم منك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويلك يا عراقي كم أنت ظالم وتكابر بالرحمة
تتغنى بالمودّةِ وتدّعي الكرم
تدلو بدلوك باسم الله حين تذبح وتبيد وتحرق وتصلي وتنكح
وتقتل أحلامي
يغرد بيكاسو الكناري على طاولتي ليمسح آثار حزن السنين على وجهي
تراقبني منذ أيام حبيبته بالوما
أن أناجيها كما العادة
وأنت حرمتني حتى من صدح البلابل البغدادية
لم تنادمني يوما وفتشت عنك كل صفحات واسوار المدن وسواقيها
وعندما وجدتك
أبيتَ السلام
قابلتني بصمت القبور الجماعية وأشلاء تهيم في شوارعك الخاويات
تلهفت اللقاء واحتضنتني الأم والأخت والشناشيل البغدادية
لكني توجست اللقاء ووهنت ضلوعي
أنت لم تعد أنت
وهم لم يعودوا الذين كنت اعرفهم
وهي لم تعد هي
حلمي بقيت احمله
كحقيبة المسافر أبدا
لم يتغير طوال ثلاثين عاما واكثر
إذن أنا الخطأ وأنت لم تعد ذاك الشقي الذي أحببته
لقد تحورت وجاريت الزمن بأعاصيره وخذلانه
أنت مومياء الحضارات الأزلية
ولم تفقه حتى الساعة الرضا
تركت أبوابك للغزاة والبرابرة
وأوصدتها لتاريخي
والآن أأعتذر لك لأني أخطأت
ولم امحـِك من ذاكرتي
ولم أنفِك
ولم انفذ قانون جلجامش الأبدي
العين بالعين
والسن بالسن
والبادئ اظلم
ولكن قانوني التسامح
وحبي لك بقي في مكانه فلم يناور ولم ينفر
إيه يا عراق
كيف لي أن أخرجك من رأسي وذاكرتي ويومي وساعاتي المتبقية من عمري
كيف لي أن اقتلعك من جلدي
دلني كيف اصفي دمي من بقاياك
نعم أنت الداء والدواء
وتعيدني إلى الرب الذي امتحنني ثلاثين عاما ونيف
أأشكو له الوسيلة ليعمدني خلاصا من خطيئة حنيني إليك
ابتدع أبناؤك الذبح وأساليب الفناء
يتفننون طوفان الجثث في دجلة والفرات والمزابل
خلقوا منك كلّك نارا أزلية
ومن تبقى ممن تدب فيه الحياة تسكنه الظلمات والخوف
استنبطوا وسائل للحقد ونفي السكينة في حنانيك
اخترعوا لغات وعلوم لهدم دواخلي ودواخلك
خلية فخلية
لكي اقرف منك وما يدور في نسيج أوتادك
رموا المرايا جانبا
أبدعوا في فن الرجوع إلى الوراء
شرعة الغاب قاموسهم وجلباب النبوة والعداء
دجلة لم يعد حلمي ولا فراتك روحي
ولا بغداد أمي
ولا
ولا
ولــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــيس وطني الذي خطف فيه فادي شمعون وألقيت جثته في شارع جانبي مثل الزبالة ، مقطعا ، مشوها بصورة بربرية ، محروقا ومقطوع الرأس بصورة مرعبة
فخرية قحطان خضر . في أربعيناتِها، ربّة بيت استغفلوا وحدتها في قائظ شهر 7 /2003 في بغداد
تلك الصابئية الجميلة بروحها وعباءتها وقلبها المملوء بالأشعار وحب دجلة
ليس هذا وطني
وليسوا بشرا من طاردوا نسائمك العراقية
لتنام في المقابر لان لا ملجأ آخر يأويها

ليس وطنا لي الذي أخاف منه على أهلي وكل الأحبة
وأخاف عليه ممن عاثوا في الأرض فسادا باسمك وباَسم الرب
ليس وطنا من سلبني الابتسامة دهرا

لست وطنا وحبا
حتى تنتفض وتتوسل الروح لأحلامي البريئة
فهي مازالت على قدر أحلامي وهناءاتي الصغيرة
حتى تنفض عنك أدرانا ثقيلة

وتقول لي عودي
سأبقى في انتظارك

انه طوفان الدم يا نوح
فمزق أشرعة سفينتك
واحرق أخشابها لتتدفأ بها في اللحظات الأخيرة
قبل أن يخطفوك
وينقل أشلاءك الزبالون بجرافة
تطمر حتى جينات
لمخلوقات تريد إنقاذها
أتوسل إليك خذ بنصيحتي واهرب
إلى قمة الجبل
امح آثار اقدامك ورائك
وبدد أنفاسك بالريح العاتية
فأولاد الزانية سيهتدون إليك
عبرها
انهم يشمون رائحة الطيبة كالكلاب من بعيد
ويحرقوها كجلادي صدام ونيرون وهتلر
اهرب يا نوح
او انتفض
لقلوب أمـّة شارفت على الانقراض
ــــ
ــــ
ــــ
وحتى انت لا تجيب!



#فخرية_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برابرة القرن الواحد والعشرين يذبحون جذور حضارة العراق - المن ...
- شهادة ووثيقة
- اذا كان هـــــذا هو الإسلام فأعـــــــلن بـــــــــراء تي من ...
- ولادة
- المحارق النازية للكتب ايريش كستنر : نموذجا موقف وقصائد
- لكي لاننسى من هم القتلة ، المقابر الجماعية تحذير
- صناديق الاقتراع كانت مكة العراقيات والعراقيين يوم الاحد التا ...
- لماذا لا انتخب قائمتك( 24 ) ساعة قبل الانتخابات فرصة للتفكير
- اين الناشطات من اجل حقوق المرأة؟ الانتخابات العراقية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرية صالح - وتشكو أنهم ذبحوكَ