أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بدر الدين شنن - حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية















المزيد.....

حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الثاني عشر من تموز 2006 ، يوم ا شتعلت الحرب الإسرائيلية فوق أرض لبنان .. ضد شعب لبنان .. المفتوحة على أقواس إقليمية أ شد دماراً وخطورة .. سيخلد في الذاكرة العربية والإنسانية ، ليس لأنه اليوم الذي بدأت فيه إ سرائيل هذه الحرب الفاشية البشعة والخطيرة بكل المقاييس على لبنان والشرق الأوسط والسلم العالمي فحسب وإنما لأنه اليوم الذي ردت فيه المقاومة اللبنانية على عدوانية إ سرائيل وغطرستها وفاشيتها ببسالة ونقلت الحرب لأول مرة في تاريخ إ سرائيل إلى الداخل الإسرائيلي العنصري ، وحققت مالم تستطع أن تحققه الأنظمة العربية خلال ستين عاماً من الصراع العربي الإسرائيلي .. ولأنه اليوم الذي أضاء فيه حريق هذه الحرب عناوين سياسية بالغة الأهمية في الحالة السياسية العربية الراهنة .. أضاء عفن وتخلف وخيانة وإفلاس الأنظمة العربية لشعوبها وأوطانها .. كما أضاء سقوط عهد وولادة عهد جديد في النضال التحرري ضد الغزو والإحتلال والمطامع التوسعية الإسرائيلية .. سقوط عهد الرهان على الأنظمة والقيادات السياسية المهترئة .. وولادة عهد الشعوب ومقاومة الشعوب .. سقوط " عملية السلام " وسقوط الآمال الخادعة ، التي علقت على معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإ سرائيل ومعاهدة وادي عربة بين الأردن وإ سرئيل ، كآليات ضامنة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ، وإقامة " سلام عادل " في الشرق الأوسط ، وسقوط مبررات الاعتراف بالكيان الإسرائيلي وإقامة علاقات " واقعية " معه ، وسقوط " السلام كخيار استراتيجي بين الأنظمة العربية وإسرائيل .. وولادة مفاعيل حقيقة ستبنى عليها كل السياسات ، من الآن فصاعداً ، المتعلقة بقضايا ومصير هذه المنطقة الأكثر خطورة وحساسية سياسية في العالم ، والتي عليها وحدها يمكن بناء مقاربة أكثر دقة وصواباً لحرب تموز
الجارية الآن في لبنان

إن الأقواس الجغرافية السياسية التي فتحتها حرب إ سرائيل في لبنان منذ بداياتها ، التي تشمل فلسطين ولبنان وسوريا وإيران وضمناً دول الخليج النفطية ، والتي قد تصبح عسكرية هائلة مدمرة شاملة في اية لحظة ، كما بدأتها في فلسطين ولبنان ، قد تجاوزت مرحلة تقييم المزاعم والذرائع ، على أهميتها في تداعيات الحدث .. الحرب .. التي طرحت في الساعات الأولى للحرب بكثافة ولاتزال تطرح حتى الآن بشكل أو بآخر ، كما تجاوزت زخم التحقيق الدولي في جريمة إغتيال رفيق الحريري ، وذهبت إلى أبعد من عملية صراع قوى 14 آذار ضد هيمنة النظام السوري وأبعد من عملية التغيير الديمقراطي في الداخل السوري ، كما تجاوزت مستوى اللعبة التي يتقنها النظام السوري للحفاظ على دوره الإقليمي

ولهذا ، فإن المراوحة في مرحلة تقييم الذرائع وتحميل المسؤوليات ، والبقاء تحت أسر منطق لعبة النظام الإقليمية ودور إيران في هذا المستوى أو ذاك ، إنما هو حرث في أرض ليست بذي زرع .. أي التركيز على جانب وغض الطرف أو إهمال جوانب أكبر وأهم . من المهم جداً التوقف عند " الذريعة " أي السبب المباشر المفجر للحرب وتقييمها ، لكن ليس للتحجر عندها وعدم التحرك لمواجهة المعتدين القتلة ، في وقت نعرف جميعاً أن إ سرائيل هي صانعة الذرائع بإحتلالها الدائم للأراضي العربية واغتيالها لزعماء المقاومة ، واعتقالها الآلاف من رجال ونساء وأطفال المقاومة لعشرات السنين بل وحتى الموت . ومن المهم جداً أيضاً التوقف عند " لعب " النظام السوري في لبنان وغير لبنان والتضامن مع الشعب اللبناني .. ولكن ليس لاعتبار أن المهام الراهنة الآن ضد النظام أهم من مواجهة عدوان فاشي يحرق لبنان حجراً .. حجراً . وقد يمتد هذا الحريق إلى دمشق بعد ساعات أو أيام .. وهذا لايعني الإنضواء تحت قيادة النظام أو مهادنته في أساسيات الصراع معه .. بل بالعكس ينبغي تشديد النضال ضد ا ستبداده وقمعه وفساده .. من أجل تحصين الوطن وتعزيز قوته لملاقاة المهام الوطنية والقومية الراهنة . وفي هذا السياق يتحمل النظام مسؤولية مضاعفة أكثر مما قبل الحرب فيما آلت إليه البلاد نتيجة سياساته التعسفية والفاشلة ، ويتحمل مسؤولية مضاعفة في المبادرة لإطلاق سراح المعتقلين الساسيين وفي عودة المنفيين قسراً وطوعاً ، وإلغاء القانون 49 لعام 1980 ، ورفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية في الحقل الساسي عن الشعب ووضعها حصراً في خدمة الدفاع عن الوطن ، وخلق مناخ سياسي يوفر إمكانية مشاركة كافة القوى الوطنية في حماية البلاد وتقرير مصيرها .. في وقت تهدد الحرب القوى الوطنية قبل النظام .. وفي وقت ينبغي فيه أن تأخذ هذه القوى دور المبادرة الوطنية بطرح برنامج متكامل لحماية الوطن على كل المستويات قبل النظام . أما عن الدور الإقليمي للنظام أو عدمه في لبنان وغير لبنان فهذا قد أصبح من الماضي .. الدور الإقليمي ، منذ الآن ، هو لحركات الشعوب التحررية الوطنية الديمقراطية . ومن يشارك في هذه الحركات بفعالية ويقدم التضحيات يستحق دور الريادة الإقليمية والعالمية

وبصدد إقليمية حرب لبنان الآن ، أي ا شتراك قوى إقليمية متعددة فيها فهذا صحيح . غير أنه ليس من الحكمة بشئ أن نرى دوراً لسوريا أو إيران في دعم المقاومة ، ومن الطبيعي أن لايكون كل شئ لوجه الله ، ولانرى الدور الأمريكي والدعم الأمريكي و" الدولي " الاستعماري تاريخياً في دعم إ سرائيل في هذه الحرب . أن نلاحظ أن مصادر صواريخ حزب الله سورية أو إيرانية ، ولا نلاحظ أن مصادر صواريخ وطائرات إ سرائيل أمريكية وغير أمريكية . وفي هذا السياق ، وخصوصاً في صراعات الشرق الأوسط ، من يستطيع الزعم أن معركة لبنان للخلاص من الهيمنة السورية هي معركة لبنانية سورية خالصة وليست معركة إقليمية ودولية ، من يستطيع نسيان الإحتضان الدولي وخاصة مجلس الأمن بتحريض أمريكي لقوى 14 آذار . حتى عملية التغيير الديمقراطي في الداخل السوري من يستطيع الزعم أنها مسألة داخلية بحتة معزولة عن بعديها الإقليمي والدولي

نعم .. ولايمكن أن تكون حرباً مثل الحرب الإسرائيلية الدائرة الآن فوق أرض لبنان إلاّ حرباً ذات طابع إقليمي ودولي . وإقليمية هذه الحرب ، أولاً مرتبطة بالمخطط الأميركي الدولي الصهيوني وليس برغبات محورية لبعض دول المنطقة وخاصة إيران لانتزاع دور قطبي شرق أوسطي على الأقل . وإقليمية ، ثانياً
لارتباطها الموضوعي بحرب فلسطين والعراق ومسائل ترتيب البيت اللبناني ضمن مخطط إعادة تشكيل الشرق الأوسط . وإقليمية هذه الحرب ، ثالثاً ، لارتباط مصير المنطقة بمصيرها .. فعلى ضوء نتائجها قبل حيثياتها وذرائعها سوف تجري تحولات سياسية واقتصادية وعسكرية تتعلق بمصير مئات الملايين من أبناء المنطقة

والسؤال الذي لامناص الإجابة عليه هو ، ماذا يمكن لي .. ولك .. ولنا جميعاً أبناء شعوب البلدان العربية أن نفعل في هذه اللحظات والساعات التاريخية .. هل نكتفي بالبلاغة والفصاحة والتقييمات العصماء لأسباب ما حصل ونوزع المسؤوليات كمن يوزع الأدوار في سيناريو مسرحية خارج الزمان والمكان .. ونتفرج على حرق لبنان واغتيال لبنان .. ؟ .. أم لنا دور آخر هو أهم وأكبر يتناسب مع حجم المسؤولية الأخوية والإنسانية تجاه أشقائنا في لبنان وأطفال لبنان ويتواضع مع الكرامة والشرف .. ونعمل على وقف المجزرة في لبنان وندرأ عن بلادنا هذه الحرب وذيولها المدمرة .. ونبني بوعي مطابق سياسة وقوى قادرة على أن تحول أوطاننا وثرواتنا الوطنية من مواضيع لسياسة الأعداء والغرباء إلى صانعة للسياسة وللتارخ .. ؟

المجد للمقاومة اللبنانية البطلة
الخلود لشهداء لبنان .. رجالاً ونساء وأطفالا



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة .. والسؤال الآن .. !! ؟
- وقفة إجلال وتضامن مع حرية الصحافة في مصر
- بؤس السياسة السورية الراهنة
- اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟
- مائة شكر وامتنان للحوار المتمدن
- من القمع السياسي إلى القمع الاقتصادي .. تحولات بالاتجاه المع ...
- الكواكبي يصارع الأفعى مرتين
- من هو قاتل الطفلة حنان المحمد ؟
- الطبقة العاملة تدق أبواب دمشق
- احتفاء ب - حفيد امريْ القيس
- إعادة إنتاج الاستبداد .. من قمع عرفي إلى قمع - قانوني
- المعارضة السورية ومفترق الطرق
- أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات
- رحل كمال دون وداع ..
- انتصار اليسار الفرنسي .. تجربة وآفاق
- جنرالات الأرصفة
- من أجل الحرية .. والرغيف معاً
- النصر لجماهير فرنسا الشجاعة
- أما آن لليسار أن يتوحد .. ؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بدر الدين شنن - حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية