أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - لماذا أسمى الله نفسه بالصبور وهو الجبار المنتقم














المزيد.....

لماذا أسمى الله نفسه بالصبور وهو الجبار المنتقم


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 05:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان أحد الفقهاء المسلمين ، وليعذرني القارئ عن الإشارة الى اسمه أو المصدر الذي استقيت منه إذ لا أملك غير أمانتي الأدبية وثقتي بما أذكره ، كان يجهد نفسه في الوصول الى المعنى الدقيق والوافي لكلمة الصبور وهي صفة واسم تسمى به الله من أسمائه الحسنى وكان يتساءل كيف يكون رب العزة والجبار المنتقم صبورآ ولماذا. ومر زمن والفقيه يشغل عقله لبلوغ الجواب الأريب الذي يرضي طموحه المعرفي حتى تم احتلال بغداد من قبل المغول.ووقف الفقيه يتطلع الى أكداس الكتب والجثث الطافية في نهر دجلة الذي خالطت الدماء مياهه فعاد به ذهنه الى ماكان يبحث عنه من جواب شاف ومعنى واف لاسم الصبور فبلغت به القناعة منتهاها ووصل به الفهم الى غايته.
وبناء على هذا لا يمكن بأي حال الإعتقاد أن الله هو من محبذي سفك الدماء والقتل ولا نجد من ضمن أسماء الله الحسنى أي اسم يقترب من معاني ومشتقات القتل وسفك الدماء .وأسماء الله التي تشير الى القوة يمكن أن تفسر وبناء على صفاته الحسنى المرتبطة بالرحمة والجمال والجلال والسلام والإبداع والخلق والنور وكونه ، جل جلاله ، هو الحي والمحيي ، والغفور التواب والحميد المجيد والمبدع البديع لا يمكن تفسير مثل هذه الأسماء كالجبار والمنتقم الا بالترابط الجدلي مع الاسماء المشار اليها إذ من الممكن القول أن الله هو المنتقم من الطغاة وسماسرة القيم الفاضلة وقتلة الأطفال والأبرياء والذين لا يحترمون الحياة الانسانية فالله الذي أنتج الحياة والذي يمتلك القدرة على إعادة انتاجها ،الله الحي ، والمحيي لا يمكن أن يكون نصيرآ وظهيرآ وفاتحآ لأبواب جنانه لأصحاب الأحزمة الناسفة أو بالاحرى والأدق للذين ينظرون لهم ويغررون بهم أو المتهورين ممن لا يحكمون العقل قبل اتخاذهم لأي خطوة تؤدي الى هدر الدم البشري.
كان أبو العلاء المعري من كبار المفكرين والفلاسفة الذين انتبهوا الى حقيقة الذات الإلهية التي تقترن باحترام الحياة كقيمة مطلقة أولى في كل الظروف والأحوال وبسبب رقة مشاعره وحبه لمخلوقات الله فقد إتخذ قرارآ بالإمتناع عن تناول اللحوم .ورغم أن مثل هذا القرار قد ينطوي على بعض المبالغة الا أنه كان قراره هو إتخذه بإرادته الحرة وهي إرادة منحازة تمامآ للحياة ، للحي والمحيي ولذلك لا يمكن اعتباه قرارآ خاطئآ بل ممارسة حرة بإتجاه الحياة المطلقة من لدن فيلسوف نظيف النفس موسوعي المعارف غاص وتبحر في الاسلام والأديان.مع ذلك لم يسلم مفكر معرة النعمان من إنتقادات جهلة عصره ومنهم قاضي القضاة الذي اتهمه بتحريم ما أحله الله على نفسه وكان على المعري مداراة الموقف إذ كان من الصعب إيجاد خط للتفاهم بين فيلسوف راسخ في العلم كأبي العلاء ومتشدق راسخ في الجهل كقاضي القضاة يمكن أن يفتك بالشاعر العظيم فذكر في جملة ماذكر للقاضي المحقق أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد رفض مرة تناول لبنآ وعسلآ قدما له كتعبير حر من قبله عن رقة مشاعره الإنسانية ومحبته الغريزية للحياة .هكذا كان يفهم المفكر الفيلسوف المعري الاسلام وهكذا كان يفهم الشخصية المحمدية ومن هذه الزاوية الأنسانية الرائعة التي يهملها البعض.
ما أحوجنا اليوم أن نعود الى محمد النبي الإنسان المفعم النفس بمشاعر إحترام الحياة وقدسيتها ، أن نفهم شخصيته الحقيقية والواقعية من هذه النقطة التي أثارها فيلسوف معرة النعمان مع جهلة عصره الذين يحولون الدين الى صنم أصم والشريعة الى سيف غاشم مسلط على الرقاب والعقل والحكمة الى طيش وتهور وعجالة.
ومع عفة نفسه وإيمانه الذي بلغ به المجد كان المعري شديد النقد لنفسه وكان يقول .

ثوبي محتاج الى غاسل وليت قلبي مثله في النقاء

هكذا كان يقول العفيف النظيف المفكر المؤمن البعيد الأغوار والموسوعي المعارف عن نفسه وثيابه فماذا يقول ممن تلطخت وتنقعت ثيابهم بدماء الابرياء والنساء والأطفال من قوى الارهاب والجريمة والشرك والكفر عن أنفسهم ؟ ماذا يقولون وأي جهنم ينتظرون ؟



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد نبي السلام أول من فصل الدين عن الدولة
- كلمات لوقت الشدة
- رسالة للسيد علي السيستاني وأخرى للدكتور علي الدباغ
- غليون ماركس
- بكائية ليست بياتية لشمس حزيران قادم
- المستشار موفق الربيعي والحامض النووي للزرقاوي
- بلا خجل يهمش الطائفيون شهداء الشعب العراقي
- كافكا في محاكمة صدام
- بظر غونداليزارايس
- الأيزيديون والصابئة ، كالأيتام في مأدبة اللئام ؟
- رسالة مشتركة الى نوري المالكي وكونداليزارايس بخصوص الصابئة
- أنقذوا هذا الكتاب قبل أن يحترق!
- بارانويا الفك
- الماركسي الذي نسى أن يمسح نخرورته الطائفية
- رسالة بلغة مسمارية الى المفتش العام الدكتور محمد البرادعي
- أحمدي نجاد وشبح أكاكي أكاكافيتش النووي
- ستراتيجية وتكتيك قوى الشر والحرب وشارب محمود شنب
- الهمج شعر
- الى عباس البياتي الأبوذية شيعية والمقام سني ياكاردينال
- مندادهيي علم الحياة من منظور هيغلي


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - لماذا أسمى الله نفسه بالصبور وهو الجبار المنتقم