أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حامد الحمداني - ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم














المزيد.....

ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 11:18
المحور: القضية الكردية
    


الحيف الذي لحق بالأخوة الأكراد الفيليين الذين يمثلون شريحة واسعة من المجتمع العراقي ، على أيدي النظام الصدامي الفاشي يمثل بلا أدنى شك جريمة جماعية كبرى ضد الانسانية ، ليست فقط حسب المقاييس التي أقرتها الأمم المتحدة ، والمثبتة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 ، بل ويمثل عدوانا صارخاً على حقوق الإنسان بموجب كل الشرائع والأديان السماوية ، والقيم والأعراف الإنسانية ، فالأخوة الكورد الفيليين قد تعرضوا إلى أبشع جريمة اقترفها النظام الصدامي بتجريدهم من جنسيتهم العراقية وحق المواطنة دون أي سند قانوني ، وهم الذين ولدوا وترعروا في هذا الوطن ، ولم يرتضوا عنه بديلا ، وقد خدموا هذا الوطن بكل أخلاص، وكان لهم قصب السبق في النضال في صفوف الحركة الوطنية من أجل تحرره واستقلاله .

لقد سلبهم النظام الصدامي أعز ما يتمسك به الإنسان وهو حق المواطنة حيث جردهم من جنسيتهم العراقية ، وكافة وثائقهم الثبوتية ، وألقى بهم على الحدود الإيرانية بكل وحشية ، مما أدى بالعديد منهم إلى الموت في ظل تلك الظروف القاسية ، وحقول الألغام المزروعة على طول الحدود العراقية الإيرانية والتي أزهقت أروح الكثير منهم.
ولم يكتف الجلاد صدام بهذه الجريمة البشعة بل أضاف إليها جرائم أشد وأقسى عندما سلبهم فلذات أكبادهم وهم في عمر الزهور ، وأجرى عليهم تجارب أسلحته الكيماوية والجرثومية التي قضى فيها ما يناهز 11 ألف من الشباب والصبيان الذين ضمتهم القبور الجماعية التي تم اكتشافها بعد سقوط الطاغية ونظامه البشع .

كما أقدم الجلاد صدام على مصادرة كل أملاكهم وأموالهم المنقولة وغير المنقولة في تجاوز خطير حتى على الدستور الذي كتبه صدام بنفسه ، والذي ينص على أن حق الملكية مصان لجميع المواطنين ، ولا يجوز نزع الملكية إلا بقانون ، وللمصلحة الوطنية ، ويتم التعويض العادل عن الأملاك المنزوعة .
لكن صدام لم يحترم طيلة مدة حكمه الدستور والقانون ، بل كان الدستور و القانون ألعوبة بيديه ، والويل لمن يحاول الاعتراض عليه .

وهكذا وجد الأخوة الأكراد الفيليين أنفسهم في إيران فقراء معدمين بعد أن فقدوا كل شيئ ، بل لقد وجدوا أنفسهم محاربين من النظام الإيراني الذي لم يعترف لهم بحق المواطنة ، ولم يسمح لهم بالعمل أو التملك ، وعاشوا حياة بائسة في المخيمات لسنين عديدة يتملكهم اليأس ، وتنهش فيهم الكآبة والأمراض والأحزان على فراق ابنائهم المحتجزين لدى الطاغية ، والذين تبين فيما بعد أنه قد قتلهم جميعاً دون رحمة ، ودون أي جريمة اقترفوها ، وهي تدخل ضمن جريمة الإبادة الجماعية للإنسانية والتي يعاقب عليها القانون الدولي .

لقد استبشر الأخوة الكورد الفيليين بسقوط نظام الطاغية الوحشي في التاسع من نيسان 2003 ، يساورهم الأمل في العودة إلى الوطن ، واستعادة ابنائهم المحتجزين ، واستعادة أملاكهم وأموالهم المصادرة من قبل النظام الصدامي ، واستعادة وثائقهم التي تثبت عراقيتهم ، وتعلقهم بوطنهم .

لكن الأخوة الكورد الفيليين صُدموا صدمة كبرى عندما فقدوا الأمل في العثور على ابنائهم الذين احتجزهم صدام ، وتوجهوا نحو القبور الجماعية التي تم اكتشافها فيما بعد فكانت الكارثة الكبرى عندما وجدوا بقايا الهياكل العظمية لأبنائهم الشهداء ، فقد جرى تصفيتهم من قبل النظام الصدامي المجرم ، وانقلب الفرح الذي كان يساورهم بلقاء ابنائهم مآتماً واحزاناً .

وانتظر الأخوة الفيليين من النظام الجديد الذي أُقيم على أنقاض النظام الصدامي أن يعوضهم عما فقدوه من أملاك وأموال اغتصبها النظام المقبور ، ويعيد إليهم حقوق المواطنة ، ووثائقهم الثبوتية المسلوبة ، ويعوضهم عن فقد ابنائهم البررة ، وطال الانتظار لغاية هذا التاريخ دون أن يتلمسوا أي إجراء حقيقي من قبل الحكومات التي تعاقبت على السلطة ، وهم يعانون اشد المعانات من الظروف الصعبة التي يعيشون في ظلها .
إن إنصاف هذه الشريحة الواسعة من المواطنين العراقيين ، وإعادة كامل حقوقهم المغتصبة ليس منة من أحد ، بل هو حق وواجب ، وعلى الحكومة الحاضرة أن تتولى الأمر بجدية ، وتعيد الحق لأصحابه دون تلكؤ أو تأخير ، وهذا يتطلب اتخاذ الإجراءات العاجلة التالية :
1 ـ تعديل قانون الجنسية العراقية ، وإلغاء أي تمييز بين المواطنين العراقيين الذي كان معمولاً في السابق ، فالعراقيون ينبغي أن يكونوا سواسية أمام القانون ، وإعادة حقوق المواطنة لهذه الشريحة المظلومة بكل ما تعنية تلك الحقوق .
2 ـ إعادة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة التي سلبها منهم النظام الصدامي البائد دون وجه حق ، وعلى وجه السرعة ، وتأمين الحياة الكريمة لهم وإنقاذهم من الظروف الصعبة التي يعيشون في ظلها .
3 ـ محاكمة صدام وزمرته على جريمة قتل أبنائهم دون أي سند قانوني ، ودون أي جريمة اقترفوها ، ولاسيما وأن معظمهم كانوا من الصبيان ، والحكم بتعويض عادل لهم عن هذه الجريمة الوحشية البشعة ، وإجبار صدام وزمرته على دفع التعويضات من أموالهم التي نهبوها من الشعب طيلة 35 عاماً من حكمهم البغيض والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات التي جرى تهريبها خارج البلاد .
إن إعادة الحق إلى نصابه ، وإنصاف هذه الشريحة المهضومة الحقوق ، ورفع الحيف الذي أصابهم على أيدي تلك الزمرة الشريرة ينبغي أن يتم بأسرع وقت ممكن ، فالقضية إنسانية قبل كل شيئ ولا تتقبل التأجيل والتأخير .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حامد الحمداني - ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم