أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - بقينا فى وطننا رغم أنف الصهاينة














المزيد.....

بقينا فى وطننا رغم أنف الصهاينة


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 07:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنت فى التاسعة عشرة من عمري عندما تم أخذى الى مركز الشرطة فى مدينة الرملة للتحقيق معى حول امور تخص "أمن الدولة"، أذكر ذلك اليوم جيدا وكأنه حدث بالأمس القريب..

لم اكن فى البيت، كنت فى حديقة قريبة انا واختى ابنة السنتيين آنذاك وكان أبى قد غادر الى مدينة رام الله الصامدة لنقل جدتي "أم أمي" الى بيتها، وجدتي هذه عايشت النكبة وغادرت اللد مشيا على الاقدام لغاية رام الله فى عام 1948 ولغاية اليوم تحتفظ بمفتاح البيت، و"الكواشين" للبيت الذي استولوا عليه وعلى اراضي العائلة القادمون الجدد من أوروبا في حين أجبرت عشرات العائلات العربية على مغادرة اللد تحت تهديد السلاح.

كان قد وصل الى بيتنا سبعة من عناصر الشرطة وثلاثة جنود وكانوا يطرقون باب البيت بصورة جنونية فبدأت امى تولول وتصرخ: ماذا حدث.. قال لها احدهم، لقد اتينا من اجل رانية واجتمع الجيران على صراخ أمي التى صرخت فى وجهي: ماذا فعلت، ماذا يريدون منك؟، وانا صامتة.

أخرج أحد الشرطيين امرا باستصحابى فورا وعندما سألته لماذا قال بسبب ديوانك "رسالة الى الطغاة" وسفرك الدائم الى رام الله وبير زيت وبيت جالا.. هدّأت من روع أمي، وقلت لها لا تخافي انه مجرد استجواب، وخرجت معهم الى المركز.

جلس معى ثلاثة محققين ومحققة متدربة، اثنان منهم عرب.. تلخيص التحقيق كان كالآتي: نحن نعرف كل شيء عنك ونعرف كل تحركاتك ولا يليق بك ما تفعلين فأنت مسيحية ولست عربية، اكتبى شعرا عن الحب وعدينا أنك لن تشاركي ولن تشتركي بأى نشاط سياسي، فوجدت أن عليّ ان اجيبهم: أولا انا عربية فلسطينية احمل الجنسية الاسرائيلية لانها فرضت عليّ وانا سأستمر فى الطريق، ألستم تدعون ان هذه الدولة ديمقراطية، ألا يحق لى التعبير عن رأيي ام انها ديمقراطية تخص الصهاينة فقط!

اصمتى يا وقحة، صرخت المحققة، ولكني لم اصمت، عندها فوجئت بأنهم يهددوني بعائلتي.. إن لم تفعلي هكذا، سيهدم بيتكم ويطرد والدك من عمله، سنقتل احد اقربائك.. وللحقيقة لم أخف ولم ارهب.. فقد علمت أن هذه سياستهم للتخويف وكسر المعنويات وابتسمت وقلت افعلوا ما شئتم انا لا اخاف سوى الله.

عندها تغيير الأسلوب معي، وقامت المحققة بصفعى والبصق عليّ فالتزمت الصمت وعندها طلب منى ان اوقّع على ورق فرفضت وقلت هنالك قوانين دولية افعلوا بى ما شئتم، لن اوقّع على ورق.. تركوني نصف ساعة وتبدل المحققون ليحل محقق يتدلى من صدره صليب كبير وعرض علي فنجان قهوة فرفضت.. عرض امامي تفاصيل دقيقة عن اسرتى وحتى عن اجدادي قائلا من الافضل ان تتعاونى معنا انت مسيحية مثلى وانا خائف عليك.

لا ادري لماذا فى تلك الساعة شعرت انى اريد ان اصفعه واقول له انت حقير وخائن والمسيح والمسيحية من امثالك بريئان.. تماسكت لبعض الدقائق ولم اعره اهتماما، فبدأ بتهديدى قائلا:

الذباب الازرق لن يعرف لك مكانا، سأشوه صورتك، سأقضى عليك، ساغتصبك، سأجعلك مدمنة على المخدرات.. وفجاة حاول رفع قميصي فدفعته وبصقت عليه.. اكثر من خمس ساعات مكثت هنالك.. وخرجت بقوة وتصميم اكبر وعرفت ان هذه الدولة لا تتمكن الا من الجبناء.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماء... خل.... زيت زيتون.. كله واحد
- عن التكفير والتخوين والقذف
- قراءة سريعة في- اصابع - الاديبة والشاعرة منى ظاهر


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - بقينا فى وطننا رغم أنف الصهاينة